يكشنبه 16 ارديبهشت 1403  
 
تحریر المجلة جلد4
 
الباب‌ ‌الثاني‌

الباب‌ ‌الثاني‌ ‌في‌ (حق‌ مرور الزمان‌)

  


اعلم‌ أصلحك‌ اللّه‌ ‌إن‌ فقهاء الإمامية رضوان‌ اللّه‌ عليهم‌ ‌لا‌ يبحثون‌ ‌عن‌ حكم‌ واقعة الا ‌من‌ ‌حيث‌ دليلها الشرعي‌ و ‌ما يستفاد ‌من‌ نصوص‌ الكتاب‌ و السنة و احكام‌ العقل‌ الضروري‌ يعني‌ أنهم‌ يبحثون‌ ‌عن‌ أحكام‌ الوقائع‌ ‌من‌ ‌حيث‌ جعل‌ الشارع‌ الحكيم‌ ‌لا‌ ‌من‌ ‌حيث‌ الجعل‌ البشري‌ و الاستحسانات‌ الاعتبارية، و جعل‌ القوانين‌ الدولية، فان‌ فقه‌الإمامية بمعزل‌ ‌عن‌ ‌هذا‌ ‌بل‌ ‌هو‌ شرعي‌ محض‌ ‌لا‌ يتعدي‌ ‌عن‌ حدود الفرقان‌ المجيد و السنة النبوية و الاحكام‌ العقلية القطعية ‌لا‌ الظنية ‌أو‌ الاستحسانية، و ‌حيث‌ ‌إن‌ قضية مرور الزمان‌ ‌لا‌ ترجع‌ ‌إلي‌ كتاب‌ و ‌لا‌ سنة ‌بل‌ و ‌لا‌ ‌إلي‌ عقل‌ و ‌لا‌ استحسان‌ و ‌لا‌ قياس‌، و انما ‌هو‌ جعل‌ جزافي‌ محض‌، و احكام‌ اقتراحية صرفة، لذلك‌ ‌لا‌ تجد لهذا البحث‌ اعني‌ بحث‌ (مرور الزمان‌) ‌في‌ كتب‌ أصحابنا عينا و ‌لا‌ أثرا ‌لا‌ ‌في‌ المختصرات‌ و ‌لا‌ المطولات‌، و لعمر الحق‌ ‌إن‌ ‌عدم‌ سماع‌ الدعوي‌ لقضية [مرور الزمان‌] لحكم‌ جزافي‌ جائز إذ ‌ما المانع‌ ‌من‌ سماع‌ الحاكم‌ دعوي‌ ‌قد‌ مضي‌ عليها مائة سنة ‌لا‌ ثلاثون‌ فينظر ‌فيها‌ فان‌ ‌كانت‌ حقا حكم‌ بالحق‌ و ‌إن‌ ‌كانت‌ باطلا ردها، اما التعليل‌ بان‌ تركه‌ المطالبة بحقه‌ طيلة المدة ‌من‌ ‌غير‌ عذر دليل‌ ‌علي‌ سقوطه‌ و الا لطالب‌ ‌به‌ فهو مدفوع‌ بان‌ ‌هذا‌ ‌لا‌ يقضي‌ بعدم‌ السماع‌ ‌بل‌ اللازم‌ ‌إن‌ يسمعها الحاكم‌ ‌ثم‌ يسأله‌ ‌عن‌ سبب‌ تركه‌ المطالبة ‌في‌ تلك‌ البرهة فان‌ أبدي‌ عذرا معقولا فذاك‌ و الا جعله‌ ‌بعض‌ القرائن‌ ‌علي‌ بطلان‌ حقه‌ ‌فإن‌ عارضه‌ ‌بما‌ ‌هو‌ أقوي‌ حكم‌ ‌له‌ و الا حكم‌ ‌عليه‌، (و الخلاصة) ‌إن‌ ‌عدم‌ سماع‌ الدعوي‌ لمرور الزمان‌ يجحف‌ بالحقوق‌ و يروج‌ دولة الباطل‌، و ‌ما أكثر ‌ما تكون‌ للناس‌ اعذار خفية، و موانع‌ سرية، توجب‌ عليهم‌ تأخير المطالبة ‌غير‌ الموانع‌ العامة كالصغر و الجنون‌ و المرض‌ و السفر فلو اوصدنا باب‌ سماع‌ الدعوي‌ عليهم‌ كنا ‌قد‌ ذهبنا بحقوقهم‌ ظلما و عدوانا أ فليس‌ ‌من‌ الظلم‌ الفاحش‌ ‌إن‌ ‌لا‌ تسمع‌ دعواه‌ و لعله‌ محق‌ ‌فيها‌ و ‌من‌ ‌هذا‌ البيان‌ و ‌ماطويناه‌ ‌من‌ أمثاله‌ يظهر لك‌ ‌إن‌ قضية مرور الزمان‌ و سد باب‌ الدعوي‌ ‌من‌ اجله‌ حكم‌ جزافي‌ ‌لا‌ يطابقه‌ كتاب‌ و ‌لا‌ سنة، و ‌لا‌ يوافقه‌ عقل‌ و ‌لا‌ قياس‌، و ‌من‌ هنا تعرف‌ رصانة فقه‌ الإمامية و ‌بعد‌ نظرهم‌ و قوة مداركهم‌، ‌إذا‌ فلنطو ‌هذا‌ البحث‌ ‌علي‌ علامته‌ و لنوصد بابه‌ لأننا ‌لا‌ نبحث‌ ‌في‌ ‌مسأله‌ الا ‌من‌ ‌حيث‌ دليلها الشرعي‌ اما ‌إذا‌ خلت‌ ‌عن‌ الدليل‌ و ‌كانت‌ جعلا جزافيا، ‌فلا‌ ناقة لنا ‌فيها‌ و ‌لا‌ جمل‌ و لسنا ‌منها‌ ‌في‌ خل‌ و ‌لا‌ خمر. و ‌كان‌ الواجب‌ ‌علي‌ أرباب‌ (المجلة) ‌بما‌ انها فقه‌ إسلامي‌ مأخوذ ‌من‌ أئمة المذاهب‌ الأربعة ‌إن‌ ‌لا‌ يذكروا شيئا ‌من‌ ‌هذا‌ الباب‌ ‌في‌ مجلتهم‌ و اللازم‌ ‌علي‌ ‌من‌ يرغب‌ ‌في‌ تحرير المجلة حذفه‌ و اللّه‌ الموفق‌ و ‌به‌ المستعان‌.























 
امتیاز دهی
 
 

 
خانه | بازگشت | حريم خصوصي كاربران |
Guest (PortalGuest)

دبيرخانه كنفرانس‌هاي بين‌المللي
مجری سایت : شرکت سیگما