خاتمة تشتمل علي ثلاث كلمات لناشر هذا الكتاب
(الاولي) إن هذا الجزء الخامس المتضمن لما يسمونه اليوم (الأحوال الشخصية)
قد كتبه مؤلفه سماحة الامام علي نحو الإيجاز و الادماج و بأساليب المتن و فيه فروع كثيرة و مواد غريزة يحتاج إلي الشرح و البسط و الاستنباط و التحليل مع الإشارة إلي المدارك و الدليل فيكون من أنفس الكتب في بابه و قد استوفي هذا الجزء علي اختصاره عامة أبواب الأحوال الشخصية عدا كتاب الإرث و لعل سبب إهماله إن عامة مسائله متفق عليها بين الإمامية و فقهاء المذاهب و مواضع الخلاف محدودة معروفة- كمسألة العول و التعصيب و الحبوة و حرمان الزوجة من الأرض و أمثالها مما لعله لا يبلغ العقد الأوّل مضافاً إلي كثرة ما الف فقهاء الإمامية في الفرائض و المواريث من الرسائل الموجزة و المبسوطة فضلا عما اشتملت عليه كل المتون و الشروح المستوعبة لسائر كتب الفقه من أول العبادات إلي أخر الحدود و الديات و قد ألفت في هذا العصر رسائل مخصوصة في الفرائض و المواريث مثل رسالة (أحسن الحديث في الوصايا و المواريث) لحجة الإسلام العلامة إلا وحدالشيخ احمد آل كاشف الغطاء «قده» شقيق سماحة الإمام فإنه علي و جازته من أحسن ما رشحت به أقلام الاعلام من المتأخرين و أوسع من هذا و اجمع ما ألفه معالي الوزير الحاج محمّد حسن كبه دام علاء في كتابه الواسع (الأحكام الشرعية) فإنه يغادر صغيرة و لا كبيرة من فروع المواريث الا أحصاها مع الإتقان و حسن التحرير و وضوح الجداول و متانتها الّتي تسهل المصاعب و تقلل المتاعب و تحلل المسائل الحسابية من أقرب الطرق و أسهلها و قد طبع هذا الأثر الجليل سنة 1350 في مطبعة العمارة و طبعت رسالة «أحسن الحديث» المتقدمة في مطابع النجف سنة 1341 فمن أراد الإيجاز كفته هذه الرسالة و من أراد البسط فعليه بذلك الكتاب.«و القصاري» إن هذا الجزء الخامس الملحق (بتحرير) المجلة قد حوي علي اختصاره تحقيقات عميقة و مباحث رشيقة هي من مبتكرات رشحات يراعه الفياض، و بذلك علي ذلك مقدمة كتاب النكاح فقد أبدع فيه غاية الإبداع و أبدي الحكمة في مشروعيته و فلسفة الاهتمام به و الوجه في تسمية الرجل المتزوج زوجا و قد كان فردا أوضح كل هذا باجلي وجه و أعلي بيان فطالعه بدقة و إمعان، حتي تتذوق حلاوته.