العقد:
التزام المتعاقدين و تعهدهما امرا و هو عبارة عن ارتباط الإيجاب بالقبول العقود ألفاظ و أقوال و هي من مقولة الفعل، و الالتزام صفة نفسانية من مقولة الكيف، و الارتباط وصف قائم بالإيجاب و القبول و هو من مقولة النسب و الإضافات فلا ربط لكل واحد من هذه المفاهيم المتغايرة بالآخر و لا وجه لتفسير بعضها ببعض.
فالعقد ليس التزاما و لا ربطا و لا ارتباطاً و انما هو الإيجاب المرتبط بالقبول أي الإيجاب المقترن بقبوله. و ليس المنشأ بالإيجاب الالتزام بل ألذي ينشأ به هو التمليك أو المبادلة و لازمة عقلا و شرعاً هو التعهد و الالتزام و لا شيء منهما بمدلول للإيجاب لا بالتضمن و لا الالتزام فضلا عن المطابقة و ليس الإيجاب كما عرفت إلا جعل ملكية زيد لدارك امراً واقعاًو حيث إنك أنشأت هذه الملكية و أوقعتها و جعلتها امراً واقعاً فيلزمك عقلًا و شرعاً إن تلتزم بها و لا تنقضها فالالتزام حكم من احكام العقد لا نفس العقد و لا جزء منه بل و لا لازم له بل عرض من عوارضه المفارقة و كذا الكلام في الارتباط فإنه وصف اعتباري ركني لركني العقد و هما الإيجاب و القبول لا جزء منه و لا مدلول له و انما هو معني حرفي غير مستقل باللحاظ حتي يفسر به العقد علي إن الوصف المعتبر في الإيجاب و القبول هو الربط لا الارتباط فان المتعاقدين يربطان كلا منهما بالآخر و لكنه قد يرتبط و قد لا يرتبط و حال الربط و الارتباط حال العقد و الانعقاد نظير الكسر و الانكسار فإذا كان العقد صحيحاً جامعاً للشرائط شرعاً و عرفاً تقول عقدته فانعقد و إن لم يكن كذلك تقول عقدته فلم ينعقد كما تقول كسرته فانكسر تارة و كسرته و لم ينكسر اخري، و هكذا الربط و الارتباط و بهذا البيان يتضح المراد بمادة (104) الانعقاد تعلق كل من الإيجاب و القبول بالآخر علي وجه مشروع يظهر أثره في متعلقهما، و كان حق التعبيران يقال الانعقاد وقوع الإيجاب و القبول بنحو يترتب عليه الأثر المقصود من العقد، فانعقاد البيع إن يقع الإيجاب و القبول بنحو مؤثر للملكية و انتقال المبيع إلي المشتري و الثمن إلي البائع، و انعقاد النكاح إن يكون الإيجاب و القبول مؤثرا زوجية كل من الرجل و المرأة للآخر و هذا هو الأثر المطلوب من العقد و بعبارة اجلي إن العقد مؤثر و الانعقاد اثر و الأوّل موضوع و الثاني حكم أو هو سبب و الأخير مسبب إلي كثير من أمثال هذه العبارات الدالة علي معني واحد و من كل ذلكظهر لك إن الانعقاد ليس هو التعلق بل هو أثر الإيجاب المتعلق مع بقية الشرائط فتدبره جيداً،
(مادة 105)