سه‌شنبه 18 ارديبهشت 1403  
 
 
طرق رواة الإمامية،

  


 

كانت من طرق رواة الإمامية، أو من طرقالجماعة والسُنّة، تكاد تنحصر من حيث مضامينها في أنواع ثلاثة:

النوع الأوّل:

ما يتضمّن: المواعظ والأخلاق وتهذيبالنفس وتحليتها من الرذائل، وما يتّصلبذلك من النفس والروح والعقل والملكات.

ويلحق بهذا: ما يتعلّق بالجسد من: الصحّةوالمرض والطبّ النبوّي، وخواصّ الثماروالأشجار والنبات والأحجار والمياهوالآبار..

و: ما يتضمّن من: الأدعية والأذكاروالأحراز والطلاسم، وخواصّ الآيات وفضلالسور وقراءة القرآن، بل ومطلقالمستحبّات من الأقوال والأفعالوالأحوال.

فكلّ خبر ورد في شيء من هذه الأبوابوالشؤون يجوز العمل به، والاعتماد عليهلكلّ أحد من سائر الطبقات، ولا يلزم البحثعن صحّة سنده ومتنه إلاّ إذا قامت القرائنوالأمارات المفيدة للعلم بكذبه، وأنّه منأكاذيب الدسّاسين والمفسدين في الدين.

النوع الثاني:

ما يتضمّن: حكماً شرعياً فرعياً،تكليفياً أو وضعياً؛ وهي عامّة الأخبارالواردة في أبواب الفقه من أوّل كتابالطهارة بما يشتمل عليه من الغسل والوضوءوالتيمّم والمياه ونحوها.

وكتاب الصلاة بأنواعها الكثيرة من الفروضوالنوافل، من الرواتب وغيرها، ذواتالأسباب وغيرها.

والزكاة، والخمس، وأحكام الصوم،والجهاد، وأبواب المعاملات، والعقودالجائزة واللازمة.

وكتاب النكاح وأنواعه، والطلاق وأقسامه،وما يلحق به من الخلع والظهار وغيرهما،إلى أن ينتهي الأمر إلى الحدود والديات،وأنواع العقوبات الشرعية والجرائموالآثام المراعى فيها سياسة المدنوالصالح العامّ.

وكلّ الأخبار الواردة والمرويّة في شيءمن هذه الأبواب لا يجوز العمل بهاوالاستناد إليها إلاّ للفقيه المجتهد،الذي حصلت له من الممارسة وبذل الجهدواستفراغ الوسع وملكة الاستنباط، وكملتله الأهلية مع الموهبة القدسية.

نعم، يجوز لأهل الفضل والمراهقين،والّذين هم في طريق النظر فيها والاستفادةمنها، ولكن لا يجوز له العمل بما يفيدهمنها ويستظهره من مداليلها، ولا الفتوىعلى طبقها قبل حصول تلك الملكة ورسوخهابعد المزاولة الطويلة والجهود المتمادية،مضافاً إلى الاستعداد والأهلية.

نعم، لا يجوز للأفاضل، فضلاً عن العوام،حتّى في المستحبّات مطلقاً، إلاّ ما كانمن قبيل الأذكار والأدعية، فإنّ ذكر اللهحسن على كلّ حال، ويكفي في بعض المستحبّاتالرجاء لإصابة الواقع، والرجاء بنفسهإصابة..

كما يدلّ عليه أخبار: «من بلغه ثواب علىعمل فعمله رجاء ذلك الثواب، أُعطي ذلكالثواب وإنْ لم يكن الأمر كما بلغه» (1)؛ولكن مراجعة

(1) انظر: إقبال الأعمال 1|18، وسائل الشيعة1|63 باب رقم 9.

المجتهد حتّى في مثل هذه الأُمور أبلغوأحوط.

النوع الثالث:

ما يتضمّن: أُصول العقائد من: إثباتالخالق الأزلي وتوحيده؛ أعني نفي الشريكعنه، وصفاته الثبوتية والسلبية، وما إلىذلك من تقديسه وتنزيهه، وأسمائه الحسنى،وصفاته العليا، وتعالي قدرته وعظمته.

ثمّ: النبوّة، والإمامة، والمعاد ومايتّصل به من الحشر والنشر، والبرزخ،والصراط، والميزان، والحساب، ونشر الصحف،إلى جميع ما ينظم في هذا السلك.

إلى أن ينتهي إلى مخلوقاته جلّ شأنّه من:السماء والعالم، والنجوم، والكواكب،والأفلاك، والأملاك، والعرش، والكرسي.

إلى أنْ ينتهي إلى الكائنات الجوية من:الشهب، والنيازك، والسحاب، والمطر،والرعد، والبرق، والصواعق، والزلازل،والأرض وماتحمله وما يحملها، والمعادن،والأحجار الكريمة، والبحار العظيمة،وخواصّها، وما فيها، والأنهار ومجاريها،والرياح ومهابّها وأنواعها.

والجنّ والوحوش، وأنواع الحيوان بحرياًأو برياً أو سمائياً، إلى أمثال ذلك ممّالا يمكن حصره ولا يحصر عدّه..

فإنّ الأخبار عن النبيّ صلّى الله عليهوآله وسلّم والأئمّة عليهم السلام قدتعرّضت لجميع ذلك، وقد ورد فيها من طرقالفريقين الشيء الكثير.

وفي الحقّ أنّ هذا من خصائص دين الإسلام،ودلائل عظمته، وسعة معارفه وعلومه؛ فإنّكلا تجد هذه السعة الواردة في أحاديثالمسلمين في دين من الأديان مهما كان،ولكن الضابطة في هذا النوع من الأخبار أنّ

ما يتعلّق منه بالعقائد وأُصول الدين منالتوحيد والنبوّة، فإن كان ممّا يطابقالبراهين القطعية والأدلّة العقليةوالضرورية يُعمل به، ولا حاجة إلى البحثعن صحّة سنده وعدم صحّته، وهذا مقام مايقال أنّ بعض الأحاديث متونها تصحّحأسانيدها، وإنْ كان ممّا لم يشهد لهالبرهان، ولم تؤيّده الضرورة، ولكنّه فيحيّز الإمكان ينظر.

فإن كان الخبر صحيح السند صحّ الالتزام بهعلى ظاهره، وإلاّ فإن أمكن صرفه عن ظاهرهوتأويله بالحمل على المعاني المعقولة؛تعيّن تأويله، وإن لم يمكن تأويله وكانمضمونه منافياً للوجدان، صادماً للضرورة،فمع صحّة سنده لا يجوز العمل به؛ لخلل فيمتنه، بل يردّ علمه إلى أهله..

وإنْ كان غير صحيح السند يُضرب به الجدار،ووجب إسقاطه من جمهرة الأخبار.

إذا تمهّدت هذه المقدّمة، فنقول فيالأخبار الواردة في الأرض والحوت والثور،وكذا ما ورد في الرعد والبرق، ونحوها منأنّ البرق مخارق الملائكة، والرعد زجرهاللسحاب كما يزجر الراعي إبله أو غنمه،وأمثال ذلك ممّا هو بظاهره خلاف القطعوالوجدان، فإنّ الأرض تحملها مياه البحارالمحيطة بها، وقد سبروها (1) وسيّروها،وساروا حولها، فلم يجدوا حوتاً ولا ثوراً،وعرفوا حقيقة البرق والرعد، والصواعقوالزلازل بأسباب طبيعية قد تكون محسوسةوملموسة وتكاد تضع إصبعك عليها.

(1) سبر الشيء سبراً: حزره وخبره، لسانالعرب 6|150 مادة «سبر».

فمثل هذه الأخبار على تلك القاعدة، إنأمكن حملها على معانٍ معقولة، وجعلهاإشارة إلى جهات مقبولة، ورموز إلى الأسبابالروحية المسخّرة لهذه القوى الطبيعية؛فنِعم المطلوب..

والإّ فالصحيح السند يردّ علمه إلى أهله،والضعيف يضرب به الجدار، ولا يعمل ولايلتزم بهذا ولا ذاك، وهنا دقيقة لا بُدّ منالتنبيه عليها والإشارة إليها وهي:

إنّ من الجليّ عند المسلمين عموماً، بلوعند غيرهم، أنّ الوضع، والجعل، والدسّ فيالأخبار قد كثر وشاع، وامتزجت المجعولاتفي الأخبار الصحيحة، بحيث يمكن أن يقال:إنّ الموضوعات قد غلبت على الصحاح الصادرةمن أُمناء الوحي وأئمّة الدين.

ويظهر أنّ هذه المفسدة والفتق الكبير فيالإسلام قد حدث في عصر النبوّة حتّى صارالنبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم يُحذّرمنه وينادي غير مرّة: «من كذب علَيَّفليتبوّء مقعده من النار» (1)، و: «إنّهستكثر علَيَّ الكذّابة» (2).

ومع كلّ تلك المحاولات والتهويلات لمتنجح في الصدّ عن كثرته فضلاً عن إبادته،وقد حدث في عصره صلّى الله عليه وآله وسلّموما يليه من الشيء الكثير منالإسرائيليات، وأقاصيص عن الأُممالغابرة، ونسبة المعاصي والكبائر إلىالأنبياء والمرسلين والمعصومين (3)..

(1) صحيح البخاري 1|35، صحيح مسلم 1|7 وص 8،سُنن الترمذي 2|357 ح 2358، سُنن أبي داود 2|177 ح3651، مسند أحمد 1|78 وص 130؛ وفي معظم المصادر:«من كذب علَيَّ متعمّداً...».

(2) راجع: رسائل المرتضى 2|56، الكافي 1|83 ح 1باب اختلاف الحديث.

(3) لقد وصلت الجرأة بهؤلاء الوضّاعين أنيعتدوا على الأنبياء عليهم السلام،وينسبون إليهم الكفر والمعاصي؛ فمن هذهالإسرائيليات التي نُسبت إليهم، هي:

واشتهر بهذه الأوضاع أشخاص مشهورون فيذلك العصر مثل: عبدالله بن سلام (1)، وكعبالأحبار (2)، ووهب بن منبه (3)، وأمثالهم (4).

ثمّ تتابعت القرون على هذه الخيمة،وانتشرت هذه الخصلة الذميمة؛

1 ـ لطم موسى عليه السلام عين ملك الموتففقأها.

وقال الثعالبي بخصوص هذه الحكاية الكاذبةفي كتابه ثمار القلوب: أنا بريء من عهدةهذه الحكاية؛ راجع: تاريخ الطبري 1 | 256.

2 ـ قضية داود عليه السلام مع زوجة أورياالحثّي؛ فلقد ذكرها كتابهم المقدّس فيصموئيل الثاني، الصحاح الحادي عشروالثاني عشر، ودوّنها أيضا أصحابالتاريخ، كما في تاريخ الطبري 1 | 283.

وكما نقل هؤلاء عن سليمان عليه السلام،وغيره.

وليت شعري، كيف يصح أن ينسب مثل ذلك إلىنبيّ من الأنبياء؟!

(1) هو: عبد الله بن سلام بن الحارثالإسرائيلي، أحد الأحبار، كان حليفاًللأنصار، ويقال: كان حليفاً للقواقلة منبني عوف بن الخزرج، وكان اسمه في الجاهلية:الحصين، وعندما أسلم سمّاه رسول الله صلّىالله عليه وآله وسلّم: عبد الله، ولمّاكانت الحرب قائمة بين عليّ عليه السلامومعاوية اتّخذ سيفاً من خشب واعتزلها،توفّي بالمدينة في خلافة معاوية سنة 43 هـ؛انظر: الاستيعاب 3|921 رقم 1561.

(2) هو: كعب بن مانع بن ذي هجن، المعروف بـ:كعب الأحبار، من كبار علماء اليهود فياليمن، أسلم في خلافة عمر، خرج إلى الشام،فسكن حمص وتوفّي فيها سنة 32 هـ.

الإصابة 5|647 رقم 7501، الأعلام 5|228.

(3) هو: وهب بن مُنبه الأبناوي الصنعانيالذماري، ولد بصنعاء عام 34 هـ، كان كثيرالأخبار عن الكتب القديمة، كان عالمبأساطير الأوّلين، ولا سيّماالإسرائيليات، أصله من أبناء فارس الّذينبعث بهم كسرى إلى اليمن.

قال ابن الجوزي فيه: قال أبو حفص الفلاس:كان ضعيفاً. توفّي بصنعاء عام 114 هـ..

انظر: سير أعلام النبلاء 4|544 رقم 219، تذكرةالحفّاظ 1|100 رقم 93، الضعفاء والمتروكين ـلابن الجوزي ـ 3|189 رقم 3683.

(4) مثل: تميم بن أوس الداري، وهو من نصارىاليمن.

ففي كلّ قرن أشخاص معروفون بالجعل، وقديعترفون به أخيراً، وأشهرهم بذلك زنادقةالمسلمين المشهورين، مثل: حمّاد الراوية(1) وزملائه، ومثل: ابن أبي العوجاء (2)،وأمثالهم (3).

(1) هو: حمّاد بن أبي ليلى، المعروف بـ:حمّاد الراوية، مشهور برواية الأشعاروالحكايات، كانت ملوك بني أُميّة تقدّمهوتؤثره.

قال ابن حجر: وما علمت له حديثاً مسنداً،وقال ثعلب: كان حمّاد الراوية مشهوربالكذب في الرواية، وعمل الشعر وإضافتهإلى المتقدّمين، حتّى يقال: إنّه أفسدالشعر، وقد عدّه بعضهم في الزنادقة، توفّيببغداد سنة 155، وفيه يقول الشاعر:


  • نعم الفتى لو كان يعرف ربّه ويقيم وقتصلاته حمّاد

  • ويقيم وقتصلاته حمّاد ويقيم وقتصلاته حمّاد

انظر: لسان الميزان 2|352 رقم 1424، وفياتالأعيان 2|206 ـ 210.

(2) هو: عبد الكريم بن أبي العوجاء، خال معنبن زائدة، زنديق مغتر، قال أبو أحمد بنعدي: لمّا أُخذ ليُضرب عنقه، قال: لقد وضعتفيكم أربعة آلاف حديث أُحرّم فيه الحلال،وأُحلّ الحرام.

وقيل فيه: كان عبد الكريم يُفسد الأحداث،فقال له عمرو بن عبيد: قد بلغني أنّك تخلوبالحدث من أحداثنا فتفسده وتستزلّهوتدخلُه في دينك، فإن خرجت من مصرنا وإلاّقمت فيك مقاماً آتي فيه على نفسك، فلحقبالكوفة، فدُلّ عليه محمّد ابن سليمان،فقتله وصلبه بها، وذلك في زمن المهدي،وقال فيه بشّار:


  • قل لعبد الكريم يابن أبي العو لا تصلّي ولا تصوم فإن صمـ لا تُبالي إذا أصبت من الخمـ ليت شعري غداةَ حلّيتَ في الجنـ ـدحنيفاً حُلّيت أمْ زنديقا

  • جاء بعتالإسلام بالكفر موقا ـت فبعضالنهار صوماً رقيقا ـر عتيقاًألاّ تكون عتيقا ـدحنيفاً حُلّيت أمْ زنديقا ـدحنيفاً حُلّيت أمْ زنديقا

انظر: ميزان الاعتدال 4|368 رقم 5172، الأغاني3|139، لسان الميزان 4|51 رقم 144.

(3) مثل: مطيع بن إياس بن أبي سلمة الليثيالكناني الكوفي، الشاعر الماجن المشهور،وعباد بن صهيب، وأبو البختري وهب بن وهب،وعمر بن هارون البلخي أبو حفص.

وللمزيد راجع: موسوعة الغدير، بحثالكذّابين والوضّاعين، ترى الكثير منهم.

ذكر العالم الثبت، العلاّمة الحبرالجليل، الفلكي الرياضي الشهير، أبوريحان البيروني في كتابه الممتع العديمالنظير الآثار الباقية، قال مانصّه:

«وقد قرأت ـ في ما قرأت من الأخبار ـ أنّأبا جعفر محمّد بن سليمان ـ عامل الكوفة منجهة المنصور ـ حبس عبد الكريم بن أبيالعوجاء، وهو خال معن بن زائدة، وكان منالمانوية (1)، فكثر شفعاؤه بمدينة السلام،وألحّوا على المنصور حتّى كتب إلى محمّدبالكفّ عنه.

وكان عبد الكريم يتوقّع ورود الكتاب فيمعناه، فقال لأبي الجبّار ـ وكان منقطعاًإليه ـ: إن أخّرني الأمير ثلاثة أيام فلهمئة ألف درهم، فأعْلَمَ أبو الجبّارمحمّداً.

فقال الأمير: ذكّرتنيه وقد كنت نسيته،فإذا انصرفت من الجمعة فذكّرنيه، فلمّاانصرف ذكّره إيّاه، فدعا به فضرب عنقه.

فلمّا أيقن أنّه مقتول قال: أما والله لئنقتلتموني لقد وضعت أربعة آلاف حديث أُحرّمبها الحلال، وأُحلّ بها الحرام، ولقدفطّرتكم في يوم صومكم، وصوّمتكم في يومفِطركم. ثمّ ضربت عنقه، وورد الكتاب فيمعناه بعده» (2). انتهى.

(1) هم: أصحاب ماني بن فاتك (أفتك) الحكيمالذي ظهر في زمان شابور بن أردشير ملكالفرس، كان في الأصل مجوسياً عارفاًبمذاهب القوم، وقيل: إنّ أصل أبيه منهمدان، ثمّ انتقل إلى بابل..

زعم أنّ العالم مصنوع مركّب من أصلينقديمين، أحدهما: نور، والآخر: ظلمة،وإنّهما أزليان. وقيل: إنّ ماني هذا قتل منقبل كسرى وصلبه.

انظر: الفهرست: 507 ـ 509، الملل والنحل 2|268 ـ270.

(2) الآثار الباقية عن القرون الخالية: 67 ـ68؛ وانظر: تاريخ الطبري 4|508.

وذكر غيره ـ على ما يخطر ببالي ـ أنّ بعضالمتحدّثين قال في آخر عمره: إنّي وضعت فيرواياتكم خمسين ألف حديث في فضل قراءةالقرآن، وخواصّ السور والآيات فقيل له:تبوّء إذاً مقعدك من النار؛ فقد ورد عنالنبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّهقال: «من كذب علَيَّ فليتبوّء مقعده منالنار» (1)، فقال: ما كذبت عليه بل كذبت له(2).

ولم يعرف هذا الشقي أنّ الكذب له عنه كذبعليه، وهذا قليل من كثير ممّا ورد في هذاالباب.

وهنا ملحوضة أُخرى غير خفيّة، وهي: إنّالكثير ممّن دخلوا الإسلام لم يدخلوه رغبةفيه، واعتقاداً بصحّته، وما دخلوه إلاّللكيد فيه، وهدم مبانيه، والعدوّ الداخليأقدر على الإضرار من العدوّ الخارجي،فدسّوا في الأحاديث أخباراً واهية تشوّهصورة وجه الإسلام الجميلة، ودعوتهالمقبولة، وتحطّ من كرامته، وتلفّ منمنشور رايته التي خفقت على الخافقين.

وهذا باب واسع يحتاج إلى فصل بيان لا مجالله هنا، وإنّما الغرض هل يبقى وثوق بعد هذابصدد هذه الأخبار من أئمّتنا المعصومينالّذين هم تراجمة الوحي، ومجسّمة العقول،والمُثل العليا (3)؟!

(1) مرّت تخريجاته في ص 367.

(2) التذكار ـ للقرطبي ـ: 155.

(3) قال رسول الله صلّى الله عليه وآلهوسلّم في خطبة له بعد نزول: (إنّما وليّكمالله...).. الآية: «اتّقوا الله أيُّها الناسحقّ تُقاته، ولا تموتنّ إلاّ وأنتممسلمون، واعلموا أنّ الله بكلّ شيء محيط،وأنّه سيكون من بعدي أقوام يكذبون علَيَّفيُقبل منهم، ومعاذ الله أن أقول على اللهإلاّ الحقّ، أو أنطق بأمره إلاّ الصدق،وما آمركم إلاّ بما أمرني به، ولا أدعوكمإلاّ إلى الله، (وسيعلم الّذين ظلموا أيّمنقلب ينقلبون).

 

 
امتیاز دهی
 
 

 
خانه | بازگشت | حريم خصوصي كاربران |
Guest (PortalGuest)

دبيرخانه كنفرانس‌هاي بين‌المللي
مجری سایت : شرکت سیگما