سه‌شنبه 18 ارديبهشت 1403  
 
 
تتمّة فيها فوائد مهمّة

  


حيث أننا ذكرنا في صدر هذه النبذة الوجيزةجملاً تتعلّق بالأرض وأحوالها، وناحية منشؤونها وخيراتها وبركاتها رأينا منالمناسب تعميم الفائدة بالتوسّع في ذكرنواح أُخرى تتعلّق بالأرض تشريعية أوتكوينية حسبما يخطر على البال مع جريالقلم، ولا ندّعي الاستيعاب والإحاطة؛فإنّه يحتاج إلى استفراغ وسع لا يساعدعليه تراكم أشغالنا، وتوفّر أعمالنا،وتهاجم العلل والأسقام على قوانا، وإنّمانذكر ما خطر وتيسّر على جهة الأنموذج،ولعلّ المتتبّع يجد أكثر ممّا ذكرناهويستدرك بالكثير والقليل علينا، وباللهالمستعان، وعليه التكلان.

الفائدة الأُولى: [بحث في الكتب المعتبرةعند الشيعة.]

ورد في جملة من أخبارنا المروية في كتبالحديث المعتبرة، بل هي أقصى مراتبالاعتبار والوثاقة عندنا، مثل كتابالكافي، الذي هو أجَلّ وأوثق كتاب عندالشيعة الإمامية.

نعم، ورد فيه وفي أمثاله من الكتب العاليةالرفيعة، كـ: علل الشرائع للصدوق ـ أعلىالله مقامه ـ، فضلاً عن غيره منالمتأخّرين، كـ: البحار وغيره، عدّة أخبارـ ولعلّ فيها الصحيح والموثّق ـ مضمونها:الشائعة عند العوام: «إنّ الأرض يحملهاحوت، أو ثور وضعها على قرنه، فإذا شاء أن تكون في الأرض زلزلة حرّك قرنه فتتزلزلالأرض» (1).

مثل: ما في روضة الكافي ما نصّه: «عليّ بنمحمّد، عن صالح بن أبي حمّاد، عن بعضأصحابه، عن عبد الصمد بن بشير، عن أبي عبدالله ـ أي الصادق عليه السلام ـ قال: إنّالحوت الذي يحمل الأرض استرقى نفسه أنّهإنّما يحمل الأرض بقوّته، فأرسل الله إليهحوتاً أصغر من شبر، وأكبر من فتر، فدخل فيخياشيمه، فصعق فمكث بذلك أربعين يوماً،ثمّ أنّ الله رأف به ورحمه وخرج، فإذا أرادالله تعالى بأرض زلزلة بعث ذلك الحوت إلىذلك الحوت، فإذا رآه اضطرب فتزلزلت الأرض»(2).

ومثله في الوغى الوافي (3) من لا يحضرهالفقيه (4)، ثمّ عقّبهما صاحب الوافي الفيضالكاشاني ـ رحمه الله ـ بقوله: وسرّ هذاالحديث ومعناه ممّا لا يبلغ إليه أفهامنا(5)..

ونقل عن الفقيه حديثاً: إنّ زلزلة الأرضموكولة إلى ملك يأمره الله متى شاءفيزلزلها (6).

وفي خبر آخر: «إنّ الله تعالى أمر الحوتبحمل الأرض، وكلّ بلد

(1) انظر: تاريخ الطبري 1|40، بدائع الزهورووقائع الدهور: 10 و11، قصص الأنبياء ـللثعلبي ـ: 4 صفة خلق الأرض.

(2) الكافي 8|255 ح 365.

(3) لعلّ مراد الشيخ قدس سره: إنّ من لايحضره الفقيه مثله مثل الكافي في الاعتباروالوثاقة في ميدان الرواية والحديثالشيعي.

(4) من لا يحضره الفقيه 1|342 ـ 343 ح 1515.

(5) الوافي 26|490.

(6) راجع: من لا يحضره الفقيه 1|343 ضمن ح 1517؛إنّه سأل سليمان الديلمي الإمام الصادقعليه السلام عن الزلزلة: ما هي؟ فأجاب عليهالسلام: «إنّه وكّل بعروق الأرض ملكاًفإذا أراد الله أن يزلزل أرضاً أوحى إلىذلك الملك أن حرّك عرق كذا...».. الحديث.

من البلدان على فلس من فلوسه، فإذا أرادالله تعالى أن يزلزل أرضاً أمر الحوت أنيحرّك ذلك الفلس فيحرّكه، ولو رفع الفلسلانقلبت» (1).

إلى كثير من أمثالها التي لا نريد في هذاالمجال جمعها واستقصائها، وإنّما الغرضالإشارة والإيماء إليها، والتنبيه على ماهو المخرج الصحيح منها، ومن أمثالها بصورةعامّة..

فنقول:

إنّ أساطين علمائنا، كالشيخ المفيد،والسيّد المرتضى، ومن عاصرهم أو تأخّرعنهم، كانوا إذا مرّوا بهذه الأخباروأمثالها ممّا تخالف الوجدان، وتصادمبديهة العقول، ولا يدعمها حجّة ولا برهان،بل هي فوق ذلك أقرب إلى الخرافة منها إلىالحقيقة والواقع.

نعم، إذا مرّ على أحدهم هذه الأحاديث،وذكرت لديهم قالوا: هذا خبر واحد لا يفيدناعلماً ولا عملاً. ولا يعملون إلاّ بالخبرالصحيح الذي لايصادم عقلاً ولا ضرراً.

ولذا شاع عن هذه الطبقة أنّهم لا يقولونبحجّية خبر الواحد إلاّ إذا كان محفوفاًبالقرائن المفيدة للعلم.

ولا بُدّ من رعاية القواعد المقرّرةللعمل بالخبر المنقول عن النبيّ والأئمّةالمعصومين سلام الله عليهم، وهي فائدةجليلة لا تجدها في غير هذه الأوراق.

القاعدة الكلّية والضابطة المرعية:

إنّ الأخبار عن رسول الله صلّى الله عليهوآله وسلّم والأئمّة المعصومين عليهمالسلام سواء

(1) من لا يحضره الفقيه 1|343 ح 1516.

 

 

 
امتیاز دهی
 
 

 
خانه | بازگشت | حريم خصوصي كاربران |
Guest (PortalGuest)

دبيرخانه كنفرانس‌هاي بين‌المللي
مجری سایت : شرکت سیگما