الإثنين, شوال 27, 1445  
 
الحادثة الثانية : واقعة الزقرت والشمرت

العبقات العنبرية في الطبقات الجعفرية

 

  



الحادثة الثانية : واقعة الزقرت والشمرت

الحادثة الثانية : البلية التي هي حتى اليوم باقية ، واقعة الزقرت والشمرت التي فنيت بها خلائق لا يحصي عددهم إلاَّ الله ، وقد اختلف في سببها ، والأقرب إلى الاعتبار ما حدثني به شيخنا الأجل ، وعمادنا المبجل عمّي العباس([1]) ابن المحقق الشيخ علي (رحمه الله ) : أنّ الشيخ الكبير لما كثرت الغارات على النجف من أعراب البوادي خصوصاً الوهابي وأصحابه ، فإنّه غزاها مراراً كثيرة ، وفي كل مرة لابد أن يقتل رجلين أو ثلاثة ممن يظفر به خارج البلد ثم يحول الله بينه وبين ما يروم من دخولها وأتلافها بشيء من تقديراته وأسبابه ، حتى آل الأمر أن المرأة الحامل إذا سمعت بمجيء الوهابي تلقي ما في بطنها وتموت ، والرجل يبكي بكاء الثكلى ، وكان سعود هذا إذا جاء إلى النجف نزل في الرحبة عند السيد محمود الرحباوي فيكرمه غاية الإكرام ويحترمه نهاية الاحترام حتى قيل : إنّ السيد محموداً هو الذي كان قد دلّه على النجف وأرشده إلى طريق غزوها ، فبعث الشيخ إلى السيد محمود أنّ هذا الرّجل إذا جاء إليك عازماً على السوء فالذي ينبغي منك أن ترسل إلينا مخبراً لنستعد له ولقتاله وحربه ، ولا يدخل علينا غفلة فلا نطيق دفاعه ، هذا إذا لم تؤدِ ما يجب عليك من إمداد إخوانك أهل النجف والدّفاع عنهم بنفسك وجندك ، فما أجاب إلى شيء من ذلك ، وقال : أنا رجل ذو مزارع وأراضٍ وأخشى على نفسي ومالي من هؤلاء لأنّي طعمة بين أيديهم ، فالتجأ الشيخ إلى اختبار عدة من شبّان النجف وعيّن لهم وظائف من المال ، واشترى لهم أسلحة كاملة ، وجعلهم مرابطين في حدود النجف من جهاتها الست على رأس أميال منها ، وكان من جملتهم ، سوّاد العكايشي ، جدّ العشيرة المعروفة اليوم بهذا الاسم ، ومنهم عباس الحداد ، وكان أوّل أمره حداداً ، ثم أنضم إليه بعض الصبيان من محلته ، فجعلوا يخرجون إلى خارج البلد ويتصيدون الطيور والظِّباء ، ويلعبون في الأباطح والأودية وهم يلهجون بقول زقرت أو زقرتات يعني نحن عدّة بلا سلاح نتصّيد ونستأنس ، ومنه يقال : فلان أو أنا زقرتي ، أي أنا بنفسي ليس لي شيء ، فلما عزم الشيخ على تهيئة المرابطين وجمع الصبيان جعل عباساً الحداد وأصحابه منهم فكان عدّتهم مائة أو أقل ، فكان إذا جاء الغزو حاربوهم حتى يدفعوهم ، وكان ينضمّ إليهم مدد من الملائية([2]) والمشتغلين([3]) وكانوا ذوي أسلحة وعدّة حتى قتلوا كثير من أصحاب سعود وابنه في أغلب الغزوات ، وأسروا بعضهم وبعثوهم إلى الشيخ .

 فاستمر الأمر على ذلك حتى انقطع الغزو عن أهل النجف ، وآمنوا من الغارات يسيراً إلى أن تغيّر الشيخ على السيد محمود الرحباوي ، وكان من سادة يعرفون ببيت (أغا جمال) هاجروا من العجم لطلب العلم وسكنوا النجف ولهم دور كثيرة فيها ، منها الدار المعروفة بدار الأرواني وجميع جوانبها لهم أيضاً .

 وكان السيد محمود ذا ثروة وأموال فأخبره بدوي أنَّ في المكان الفلاني عين ماء تهايل عليها الرمل فأخفاها ، وهي عين عظيمة تكون عليها مزارع كثيرة فإذا بذلت عليها المصارف استخرجتها لك حتى تملكها ، فبذل السيد وخرجت العين وبنى عليها قصراً عظيما وسكن فيه ، وما مضت الأيام والليالي إلاَّ والرّحبة كبغداد لكثرة ما فيها من البساتين المملوءة بالفواكه من عنب ورمان وتين وغير ذلك من البقول كالبطيخ والرّقي ، ثم من الحبوب الحنطة والشعير والأرز ، وصار يجيء منها ذلك إلى النجف وسائر الأطراف ، حتى يخيس من كثرته .

وعظم أمر السيد في الرئاسة والشهرة عند العرب والقبائل ، لأنّه كان من الجود بالمرتبة القصوى ، فمن ذلك أنّ له في قصره بركة في الأرض عميقة واسعة يضع فيها الطعام ليلا ونهاراً ، وكان الفارس إذا مرَّ بها يتناول منها حتى يشبع وهو على فرسه ، ويجتمع أعراب البوادي عليها ، وهكذا كان دأبه ، ومنها أنّه إذا صار وقت حاصل كل ثمرة أو حصاد المزارع خرج إليه أغلب أهل النجف فيعطي كل واحد منهم ما يكفيه سنته من الثمرات ، وهكذا أغلب فقراء القبائل من أهل البوادي ، فملأ ذكره الأرض ، وتجاوز صيته الحجاز واليمن ، وصار يقصد([4]) من أقاصي البلاد ، ولكن كان الشيطان قد وسوس له وحسّن في تعقله([5]) أن لا يجني في داره وقصره شيئاً من الأناثي([6]) بجميع أنواعها ، ويقول : أنا لست قواداً حتى أوقع التناكح في منزلي ، ويرى أن تشبيه الفرس من الحصان وإرسال الفحل على النوق وإعطاء الأخت أو البنت للزّواج من أشدّ العار بالرئيس ، وكان له أختان الأولى : (أم السعد ) والثانية (رخيته ) وقد بلغا مبلغا من العمر وهو لا يرضى بزواجهنّ وأولاد عمهن يخطبونهنّ منه وهو يأبى ويمنع ويحيل ذلك ، فبعثتا إلى الشيخ يشكيان أخاهنّ إليه وأنّه قد أسرنا ومنع بني عمّنا ، وهذا لا يجوز حتى عند الكفرة وعبدة الأصنام ، فبعث الشيخ ينهاه عن ذلك ، فلم يعبأ به ، فتكدّر الشيخ زيادة على كدره أولاً منه في أمر الوهابي المنبيء عن تصحّبه له ، فأعرض عنه الشيخ .

وأما بنو عمه فحيث لم يزوّجهم أخواته ، ويأسوا من ذلك وغضبوا عليه وتكدّروا منه ، وكانوا شركاءه في أملاك الرّحبة ، فطلبوا منه القسمة فطردهم وأنكر ذلك فاشتكوا عند الشيخ الكبير منه ، وطلبوا من الشيخ أن يدعوه إليه حتى يتداعيا فيتبين ألهم حق أم لا ؟ فامتنع الشيخ من ذلك ، وقال : هذا رجل طاغٍ لا أدخل نفسي في أموره ، وأصرَّ على الامتناع ، فكلّموا باقي العلماء فأبوا وقالوا : إذا امتنع الشيخ فنحن بالطريق الأولى ، فرجعوا إلى دار الشيخ وجلسوا يبكون ويقولون إلى من نمضي ومن يستنقذ حق المظلوم من الظالم ، وهذا رئيس ممتنع عن ذلك ، فمضى الشيخ موسى وكلَّمَ أباه في ذلك ، وقال له : لعلّما يكون في امتناعك إشكال وحرمة ، لأنّك رجل قادر مبسوط اليد ، وهذا أمر منكر ، وشأنك الأمر بالمعروف ، فما زال به حتى خرج الشيخ وأمر جماعة من المؤمنين المتسلحين الذين يسمّون (بالبوارديّة)([7]) ، وضم إليهم جماعة من أهل النجف فيهم ، عبّاس الحداد ، وكان قد درج حاله وظهر له اسم بالشجاعة ، وقال له : أمضِ أنت وأصحابك إلى محمود فقل له : يدعوك جعفر إلى الحضور مع بني عمك في مجلس الشرع ، فلبس عباس لامته ، ودعا أصحابه فابتدر له سبعون كاملِوا العدّة وأتوا الرحبة ونزلوا القصر والسيد بأعلاه ، فأخبره حراسه أنّ هؤلاء قوم الشيخ يريدون الاجتماع معك ، فقال : أخرجوهم وسدّوا أبواب القصر وقولوا السيد لا يريد مواجهتكم ، فخرجوا وتفرّقوا جماعة جماعة ، ونزلت كل واحدة عند من تعتاد النزول عنده ، ثم بعثوا أحدهم بالخبر إلى الشيخ فتكدّر غاية الكدر ، وبقى يرتعش من انزعاجه ساعة ، ثم قال له : قل لأصحابك لا ينبغي لأحد أن يتخلف عن دعوة الشرع ويتكبّر عليه جيئوني به ولو قهراً ، فجاءهم وأخبرهم الخبر فبقوا تلك الليلة يتفكّرون في تدبير الأمر ، فلمّا أصبحوا سمعوا الناعية والواعية في قصر السيّد ، وإذا بالسيد أصبح مقتولاً في قصره ولا يعلم بقاتله .

 فرجع عبّاس بأصحابه ، وجاء الرحباويّون بجنازة السيّد ودفنوها في النجف ، وتفاقم الأمر وأعضوضل([8]) الخطب حيث أنّه لم يكن يدور في خلد أحد أنَّ السيد محموداً يقتل لعظمته وشدّة بأسه وسطوته حتى أنّ عرب العراق ونجد والحجاز يرونه إماماً يحلفون به ويتحاكمون في داره ، وكان المتهم بقتله بني عمّه وأصحاب الشيخ .

فأما بنو عمّه فتنصلوا من ذلك وتبرؤا من ذلك عند بني أخته المعروفين ببيت الملّة ، وكان رئيسهم حاكم النجف ملاّ محمد([9]) وكان هو المطالب بثأره مع أختيه المتقدمتين ، فأنحصر ثأره بأصحاب الشيخ ، وحيث كانوا أشتاتاً ورئيسهم الشيخ جعلوا يرمونه بذلك ويطلبون الثأر منه ومن بنيه ، فكان ملاّ محمد يجلس في باب الطوسي([10]) على إحدى الدكتين اللّتين في الصحن على رأس دهليز([11]) الباب وعبيده يبن يديه ، ثم يأمر بغلق أبواب الصحن ما عدا هذا الباب لينحصر الطريق عليه ، فكان كلّما مرَّ رجل من المؤمنين أو طلبة العلم ممّن يظنّ أنّهم من أصحاب الشيخ وبطائنه يقول له : أيه يا ملعون يا زقرتي تمشي على الأرض بطولك آمناً وفي بطنك دم السيد محمود لا يكون ذلك ، فكانوا يتضرعون بين يديه ، ويقولون : لا والله لسنا من الزقرت ولا ممن علم بالوقعة ، فينهرهم ويأمر عبيده فَيَضْربونَهُم ، حتى جعلوا يقولون له : نعم نحن فعلنا ذلك ، وفي بطوننا دم خالك فافعل ما بدا لك ، وبعد قتل السيد محمود بسبعة أشهر أو أكثر توفي الشيخ ، فجعل من يتعصب للسيد من أقربائه وأصحابه يقولون : هذه شارة من السيّد بالشيخ حيث أمر بقتله وصاروا يتخاوضون([12]) هذا وأمثاله ، فقيل كانت تخرج على لسان من يتكلم بهذا كالدنبله ولا تندمل إلاَّ بوضع شيء من تراب قبر الشيخ عليها ، فقطعوا الكلام .

وأما أخته أم السّعد التي كانت كزرقاء اليمامة في النظر ، فإنّها كانت تميّز الفارس من الرّاجل من مسيرة عشرة فراسخ ، فتزوجت بشيخ الخزاعل على أن يأخذ بثأر أخيها ، فلمّا حلّت به طلبت منه ذلك ، فقال : ممّن آخذهُ ، فقالت : من أولاد الشيخ فإنّ أباهم أمر بقتله ، فقال : إذا كان الشيخ قتله فهو مقتول بسيف الشريعة ، والمقتول بسيف الشريعة لا ثأر له .

وأما ملا محمد فاستمر على عمله ، وجعل يترقّب الفرص بالشيخ موسى وباقي أولاد الشيخ جعفر ، ويسعى بهم إلى حكّام بغداد ليقتلوهم كما سيأتي في أحوال الشيخ موسى رحمه الله إن شاء الله ، وجعل يطعن في بيت الشيخ ، فتارة يتمسك بقول سميّ‍ه الاخباري المتقدم ، وتارة يقول الشيخ جعفر ابن عمّ الوهابي أو أخوه إلى غير ذلك من التشنيعات ، وأشتدَّ أذاه وضرره على الناس حتى جعل يقتل أصحاب الشيخ ليلا بالغيلة ، فخرج الشيخ موسى من النجف غضباً عليه كما سيأتي إن شاء الله .

والحاصل ما كان عاقبة أمره إلى أن ضربه رجل من الزقرت هجم عليه وهو في رواق([13]) الحرم المطهّر ، فوقعت الرصاصة في فمه فمات من ساعته ، فقام أصحابه وقد تسمّوا مقابلاً للزقرت بالشمردل أي الشجاع ثم صارت شمرت ، وانضم إليهم كثير ممن يطلب بثأر السيد محمود فتسلّحوا ولزموا الصناكر وهي الحصون العالية من مساجد أو منائر أو دور كذلك ، وجعلوا يضربون بالمكاحل([14]) إلى جهة الزقرت ، ففعل الزقرت مثلهم ، وانضم إليهم الموامنة والملائية([15]) ، وكانوا طوائف وقبائل تتصل بأعراب العراق كالهلالات والظوالم والخزاعل وغير ذلك ، وكانوا كاملي العدّة من السلاح ، وما زالت الملائية ذوي أسلحة وسيوف وتفك إلى زمان الشيخ محمد([16]) ، فإنّ الرئيس في بيت الشيخ يشتري لهم عُدّة كاملة من السلاح لكلّ واحد من المؤمنين فيجعلها في الطنبيّة الكبيرة ، فإذا صار وقت الحاجة أتى كل واحد فلبس لامته وخرج إلى المحاربة أو المدافعة .

وسمعت من الشيخ الأجل الشيخ صالح([17]) ابن المرحوم الشيخ مهدي أنّه ممن شهد في زمان الشيخ محمد ابن الشيخ علي في الطنبيّة مقدار سبعين لامة حرب كاملة للملائية ، وسمعت من شيخنا الأجل عمّي الشيخ عباس([18]) ابن الشيخ علي رحمه الله ، أنَّ أخاه الشيخ مهدي([19]) قبل أن يتوفى بأيام قال له : عندي شيئان من آثار آبائك واجدادك أريد أن أظهرك عليهن ، الأولى وقفيّات هذه الدّور التي هي نسخ الأصل ثم أعطاه الأوراق ، والثانية خزينة عظيمة في الأرض فيها من التفك والرصاص والبارود مقدار لا يحصى ، وهي في المكان الفلاني من الدار الكبيرة التي هي اليوم البراني ، وقد ادخرتها المشايخ لحوادث النجف .

ثم ولى حكومة النجف ملاّ سلمان([20]) بن ملاّ محمد واستمرت الفتن والحروب بين الطرفين ، فعزل الشيخ موسى ملاّ سلمان بأمر داود باشا ، ونصب عباساً الحداد على أن يقطع هذه الفتن ويخمد نارها ، فترأس وعظم أمره ، وأخرج أغلب الشمرت وقتل أكثرهم ، ونفى بعضاً من أصحابه الزقرت تمويهاً ، فخمدت الفتنة أياماً ، ثم استعرت وبقيت كذلك تخمد وتستعر ، وأشتد حنق الشمرت على عباس ، وصار أكبر همّهم في قتله ، فعجزوا عنه إلاَّ بالغيلة ، فجاء إليه بعض المطرودين ممن كان لا يعرفه أو نسيه فخدمه سنتين وصار من نواكره المقرّبين ، وأظهر له الصفاء والإخلاص حتى اطمأن منه ووثق به ، وكان عباس لا يفارق السلاح دقيقة واحدة على كثرة من يحرسه ، وكان سلاحه الخنجر يشدّه في وسطه فقال له يوماً ذلك الخادم المخادع : أنت لا ينبغي أن تحمل السلاح إلاَّ للزينة فيلزم أن تجعل على خنجرك قبضات وسلاسل من الفضة والذهب فإنّه لك أهيب ، فجعل له ست قبضات ، فصار يعسر استخراجه على السّرعة ، ثم قال له بعد ذلك : لابد للرئيس من مترجم وأحسن منه أن تتعلم بنفسك العجميّة والتركية لتقضي مرادك مع حكام العصملّي([21]) وخوانين العجم([22]) ، وهذا معلم لك فتعلم منه ، ودلاّه على رجل قد تواعد معه على قتله وعلّمه الطريق ، فجاء الرّجل ، وقال : ينبغي أن تجعل لتعليمك مجلس خلوه لا يأتيه الناس كيلا يستخف بك أحد ، فأجاب إلى ذلك وعيّن في الصحن حجرة خاصة يدخل هو والمعلّم فيها وذلك الخادم ، فلمّا كان اليوم الثاني أو الثالث قتلوه في ذلك المجلس ، فكان عباس كلما أراد أن يخرج خنجره من غمده لا يخرج لما التفّ عليه من السلاسل ، فقطع الخادم رأسه وملأ من دمه طشتا وجاء به هو وأصحابه وأتوا بخيار وخبز وجعلوا يأكلون ويغمّسون الخيار والخبز بذلك الدم .

 فلما قتل جاءت الملالي إلى بيت الشيخ واعتذروا من إساءتهم وعاهدوهم أن لا يعودوا في مكرهم ولا يثيروا فتنة ، فعفت المشايخ عنهم وأرجعوا إليهم حكومة النجف ، فاستمرت بيدهم إلى ملا يوسف([23]) ، ثم تغيرت الأمور حتى صاروا عبرة في الأرض ، فسبحان الله المعمر المدمّر ، وله الحمد أولاً وأخراً .

هذا مجمل ما حدثنا به أدام الله بقاه من أمر هاتين الفرقتين ، وقد ذكر لنا في بعض المجالس ابتداءهم وتفصيل وقائعهم ، وما قتل منهم من الخلائق إلى اليوم ، وقد ذكرنا لك هنا موضع الحاجة منها ، ولخروج الباقي عن مقصد الرسالة أعرضنا عنه .


([1]) الشيخ عباس ابن الشيخ علي ابن الشيخ الأكبر جعفر كاشف الغطاء ، فقيه كبير ومرجع جليل ، بلغ مرتبة الاجتهاد واعترف له معاصروه بالفضل والفقاهة ، ونبغ نبوغاً باهراً ، ومن آثاره (موارد الأنام في شرح شرائع الإسلام) و(رسالة في الشروط) و(رسالة عملية) ورسائل في الأموال ومراسلات شعرية ونثرية مع بعض إخوانه من العلماء والأدباء ، وقد ألف جدنا العلامة الشيخ هادي كاشف الغطاء رسالة خاصة في أحواله .. ولد سنة (1242 هـ) وتوفي سنة (1315 هـ) .

أنظر : طبقات أعلام الشيعة / أغا بزرك الطهراني / نقباء البشر : 1 / 1008 .

([2]) وهو جمع مله وهو طالب الدين المعمم .

([3]) المشتغلون أي بتحصيل العلوم الدينية .

([4]) الظاهر انها - يُقصد - هكذا وردت في المخطوطة .

([5]) وردت في المخطوّطة - بعقله - .

([6]) الإناث ولكن في المخطوطة الأناثي .

([7]) نسبة الى أصحاب البارود وهم حملة الأسلحة النارّية .

([8]) أعضوضل : اشتدَّ .

([9]) هو الملا محمد طاهر ابن الملا محمود تقلّد منصب السدانة في سنة (1235 هـ ) وأسرته تُعرف بآل الملالي أنتجت الكثير من العلماء ، قُتِلَ الملا محمد سنة (1242 هـ ) في رواق الحرم الحيدري بالرصاص .

([10]) وهي باب الصحن الشريف المقابلة لقبر شيخ الطائفة الشيخ الطوسي ، فسميت باسمه .

([11]) الدهليز : الممر الضيق .

([12]) يتخاوضون : يقتحمون الباطل .

([13]) البناء الذي يحيط بالحرم .

([14]) آلة يرمى بها الأحجار تسمى باللغة العامية (المعجال) .

([15]) الموامنة يقصد به مطلق المعممين ، والملائية ذو الفضل من المعممين .

([16]) الشيخ محمد ابن الشيخ علي ابن الشيخ الكبير الشيخ جعفر ، وكان المقدم من العلماء على كثرة من كان في زمانه من أساطين العلم البارزين من أهل الفضل ، ومن المشهور أنّ والي بغداد فوض إليه سدانة الحضرة العلوية وخزانتها ، فلم يقبل فقال له الوالي : فالى من نعطيها ، فقال له : أعطها السيد رضا الرفيعي فأعطاها له ومن ذلك صارت الخزانة بيد السادة آل الرفيعي أولاد السيد رضا . توفي سنة (1268 هـ) . أنظر : ماضي النجف وحاضرها / الشيخ جعفر محبوبة : 3/ 192-197 .

([17]) الشيخ صالح ابن الشيخ مهدي ابن الشيخ علي ابن الشيخ الكبير الشيخ جعفر ، ولد سنة (1248 هـ) ، كان فاضلا عالما فقيها أصوليا محققاً مدققاً أديباً شاعراً ، توفي سنة (1317 هـ) . أنظر : ماضي النجف وحاضرها / الشيخ جعفر محبوبة 3/ 155 ، 156 .

([18]) سبق ترجمته .

([19]) الشيخ مهدي ابن الشيخ علي ابن الشيخ الكبير الشيخ جعفر ، ولد سنة (1226 هـ) ، عالم فقيه انتهت إليه الرئاسة الجعفرية بعد الشيخ مرتضى الأنصاري ، وكان المرجع العام في الدين لأكثر الأقطار الشيعية ، وله آثار علمية مخطوطة ككتاب في البيع وكتاب شرح خيارات الشرائع ، ورسالة عملية ، ورسالة مبسوطة في الصوم والمكاسب المحرمة الى حرمة التكسب بالغش . توفي سنة (1289 هـ) . أنظر : ماضي النجف وحاضرها / الشيخ جعفر محبوبة : 3 / 205-209 .

([20]) تولى سدانة الروضة الحيدرية بعد مقتل أبيه الملاّ محمد طاهر سنة (1242 هـ )، وكان طرفاً في النزاع بين ( الشمرت ) و( الزقرت ) قُتِلَ سنة (1248 هـ ) بيد عباس الحدّاد وقد قتل عباس الحداد أيضاً .

([21]) كلمة محرّفة عن عثمانلي والمراد به العثمانيين .

([22]) جمع خان وهم شيوخ العجم .

([23]) مُلا يوسف بن مُلا سليمان توفي سنة (1270 هـ ) . أصبح حاكما على النجف ، ولما قويت شوكته واستتب له الأمر تنكّر للزقرت ، واعتقل عدداً من رؤسائهم بخديعة ، ثم ذبحهم ذبحاً في سرداب داره . إلاَّ أنّ الشيخ محمد ابن الشيخ علي ابن الشيخ جعفر كاشف الغطاء تمكن من عزله عن منصبه في حدود سنة (1255 هـ ) بتوسطه لدى والي بغداد علي رضا اللاز ، وعين السيد رضا الرُفيعي لرئاسة ( السدانة ) ، ومفاتيح الخزانة العلوية . وقد قُتل السيد رضا الرفيعي سنة (1258هـ ) .


 

 

 
امتیاز دهی
 
 

 
Guest (PortalGuest)

دبيرخانه كنفرانس‌هاي بين‌المللي
Powered By : Sigma ITID