يكشنبه 16 ارديبهشت 1403  
 
 
سؤالان

 جنة المأوى

آية الله العظمى الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء "قدس سره"

  



مسألة: ما المراد من الاسم او الاسماء الواردة في ادعية متفرقة

ورد للامام كاشف الغطاء من دبي من عبد الرب واخيه محمد ابني عبد الله السمعاوي:

ما المراد من الاسم او الاسماء الواردة في ادعية متفرقة عن اهل الذكر (عليهم السلام) كما في دعاء السحر (اللهم اني اسألك بأسمائك بأكبرها وكل اسمائك كبيرة) وكما في غيره (وبأسمائك التي ملئت اركان كل شيء)، (وبأسمائك التي تجليت بها للكليم على الجبل) وامثال ذلك وكالاسماء التي اشتقها تعالى من اسمائه لبعض اوليائه كمحمد، وعلي، وفاطمة، والحسن، والحسين (عليهم السلام) مع انه جلَّ وعلا لم يجعل من اسمائه التي تسمّى بها محمداً، وفاطمة، وحسيناً، كما قد جعل علياً وحسناً منها، وما المراد من الاشتقاق؟ افدنا زادك الله علماً وشرفاً.

الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم

المراد من الأسماء في تلك الادعية الشريفة المظاهر الالهية التي يتجلّى بها جلَّ شأنه لخاصة اصفيائه في ازمنة خاصة، وامكنة مقدّسة فالأسماء التي تتجلى بها للكليم هي الظهورات التي ظهر بها الجليل على جبل طور سيناء، أي الأنوار او النار التي ظهرت للكليم [فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِنْ شَاطِئِ الْوَادِي الأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنْ الشَّجَرَةِ أَنْ يَامُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ][2] وتوجد الاشارة الى كثير من هذه الظهورات في دعاء السمات الذي يقرأ عصر يوم الجمعة وهو من الادعية الجليلة وهذه هي الاسماء التي ملأت اركان كل شيء، فأن تعالى في كل ظهور.

وفي كل شيء له آية

 

تدلّ على انه واحد[3]

 

واما اشتقاق اسماء بعض اوليائه من اسمائه فالمراد اشتقاقها من المصادر، والمعاني الشريفة التي هي من اوصافه بالحق والاستحقاق، وعلى الاطلاق كالحمد الذي اشتق منه محمد (ص) وكالعلو الذي اشتق منه علي (عليه السلام) وكالحسن والاحسان الذي اشتق منه الحسن والحسين وهكذا. والله واولياؤه اعلم بمرادهم.

وللاسم معان اخرى لا يتسع الوقت لبيان اعظمها، العقل الاول في لسان الحكماء ورحمته التي وسعت كلَّ شيء في لسان الشرع، وهكذا والله العالم.

محمد الحسين آل كاشف الغطاء

ما معنى (علماء امتي كأنبياء بني اسرائيل)؟

من البصرة:

الى حضرة مولانا حجة الاسلام وآية الله في الانام الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء ادام الله ظله العالي ــ آمين ــ بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ما تقولون في الحديث النبوي: (علماء امتي كأنبياء بني اسرائيل)[4] ما المراد بالعلماء اهم الائمة علي امير المؤمنين واولاده (عليهم السلام)؟ ام علماء الشيعة؟! وما المراد بالانبياء اهم نوح، وابراهيم، وموسى، وعيسى (عليهم السلام)؟ ام سائر انبياء بني اسرائيل؟.

بعد تقبيل اياديكم الشريفة نرجو الجواب موضحاً والوجوه المختلفة فيها بأسلوب نفهمه، نفعنا الله بعلومكم ودمتم مؤيدين.

الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم

وجوه الشبه والمماثلة بين انبياء بني اسرائيل وعلماء هذه الأمة كثيرة:

الاول: المشابهة عند الله سبحانه في المنزلة والكرامة.

الثاني: ان بني اسرائيل كان اكثر انبيائهم يختلفون في التكليف بالدعوة، فبعض يدعو طائفة وآخر يدعو بلداً، وثالث يدعو قرية وهكذا وكذلك علماء الامة.

الثالث: كما ان اكثر انبياء بني اسرائيل لم يكونوا اصحاب شرائع جديدة بل كانوا يدعون الى شريعة موسى، ويبلغون الى الناس احكام (التوراة) فكذلك علماء هذه الأمة يدعون الى شريعة خاتم الانبياء ويبلغون احكام القرآن الكريم.

الرابع: كما ان انبياء بني اسرائيل كانوا في الغالب تحت اسر البلاء والشدة والبلاء والمحنة من جبابرة زمانهم، فكذلك العلماء الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر، الصالحون المصلحون ممتحنون مضطهدون.

الخامس: كما ان انبياء بني اسرائيل زاهدون في الدنيا راغبون في الآخرة، حلماء حكماء، فكذلك علماء هذه الأمة، ولعل هناك وجوهاً آخر يستخرجها الفطن اللبيب. وعلى أي حال فالمراد من العلماء هم فقهاء الامامية وحملة آثار النبوة والامام، لا خصوص الائمة المعصومين (عليهم السلام) وان كانوا اظهر افراد العلماء.

وبأختلاف تلك الوجوه يختلف التعميم والتخصيص من حيث ارادة تمام انبياء بني اسرائيل حتى موسى وعيسى (عليهما السلام)، او ما عدا اولي العزم منهم، والله العالم.

محمد الحسين آل كاشف الغطاء

النجف الأشرف 1347هـ

سؤال في الاعتراض على السيد حيدر الحلي (رحمه الله)

بسم الله الرحمن الرحيم

جناب سماحة حجة الاسلام آية الله العلامة الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء دام ظله

بعد السلام عليك ورحمة الله وبركاته:

اتمنى ان تكون بصحة وعافية طالما نعلم ان مرجعنا في كلّ مشكلة عويصة هو سماحتكم لتنويرنا بنور الحكمة فلا ريب اذن اذا استفسرت عن كلّ ما تعسر عليَّ فهمه او حكمه (العلم بالشيء خير من الجهل به) فكيف اذا كان السؤال يستوجب الايضاح عنه علماً وادباً وشرعاً.

سيدي اننا في عصر بغيض والشبان به دوماً ينقمون على العصر الماضي وعادتهم واخلاقهم وثقافتهم، ويزعمون انهم اسمى علماً وفهماً، وقد اعترض فرد منهم على بيتين من قصيدة حيدر الحلي وهي قوله كما يأتي في ادناه متهجماً على بني امية وآل سفيان ماساً في عرضهم، يدّعي المعترض ان هذا خطأ من السيد الحلي لأن نساء بني امية وبناتهم عرض النبي حيث بني امية وبني هاشم من اب واحد واخوان، ومن يمس بعرض بني امية ويقول فيهم الفحش قد مسَّ النبي، ولم يقنع من ان الاسلام فرّق بين المؤمن والكافر وبين الاخ واخيه والولد وابيه ..الخ، فهل من رد شافٍ ادبي وحكمي وفلسفي لأقناع هذا الجاهل المجادل الذي درس في مدارسنا وكرّس حياته في طلب العلم؟ ولم يقنع كلّ رد مع العلم هو (جعفري) المذهب وعائلته رفيعة ولكنه يجهل اموراً ويجادل بأخرى، هذا ما لزم ودمتم بخير، الابيات:

ودونكم والعار ضمّوا غشاءه

 

اليكم الى وجه من العار اسود

 

يرشّح لكن لا لشيء سوى الخنا

 

وبعدكم فيما يروح ويغتدي

 

وتترف لكن للبغاء فتاتكم

 

فيدنس منها في الدجى كل فرقد

 

23 ــ 2 ــ 1951م

المخلص الحقير

ذياب حسين الزهري

هاشم وامية ليسا من اب واحد

سلام عليك وبقاء لك بالسلامة والتوفيق.

وردني كتابك تذكر فيه ان بعض الشباب يعترض على المرحوم السيد حيدر[5] في قدحه بأعراض بني امية وتهجمه عليهم لأن نساء بني امية وبناتهم عرض النبي (ص) وانّ هاشم وامية من اب واحد. وذكرت ذيل الكتاب الأبيات الثلاثة للسيد المرحوم الى آخر ما سطرت بكتابك.

ولا غرو ان يعترض امثال هؤلاء الاغرار والناشئة الذين لا خبرة لهم بشيء من السير والتاريخ والأمور الضرورية من احوال الجاهلية والاسلام وان الذي ذكره علماء التاريخ من رجال السنة وشعرائهم وكتّابهم من فضائح بني امية ومخازيهم والقدح في اعراضهم وبيان (عهرهم) وفجورهم اكثر مما ذكره علماء الشيعة وشعرائهم بكثير، وقضايا هند ام معاوية زوجة ابي سفيان وفجورها قد نظمه الشعراء في زمن النبي (ص) واشهر من شهرها شاعر النبي حسان بن ثابت بقوله:

لمن الصبيّ بجانب البطحاء

 

ملقى عليها غير ذي مهد

 

بخلت به هيفاء آنسة

 

من عبد شمس صلة الخد

 

في اشعار كثيرة كلّها مخزية، وما رواها الاّ علماء السنة وشعراؤهم ولماذا نذهب بعيداً الى ثلاثة او اربعة عشر قرناً وهذا الشاعر الفحل الذي لم يبعد عن عصرنا بقرن واحد وهو (عبد الباقي) وهو سني عمري فاروقي يقول في الباقيات الصالحات من جملة ابيات مشهورة:

واحربا يا آل حرب منكم

 

يا آل حرب منكم واحربا

 

فيكم وعنكم وبكم ومنكم

 

ما لو شرحناه فضحنا الكتبا

 

فرحمة الله على السيد حيدر فأنه اقصى ما صنع بشعره انه فضحهم ولكن العمري فضح الكتب بفضائحهم، وعلى أي فقل لذلك الجاهل المعترض (بأن نساء بني امية عرض النبي (ص)) ليتك ايها الغر قرأت كتاب ابن ابي حديد او نهج البلاغة الذي طبع مئات المرات، ليتك تقرأ وتتدبر ان امية وهاشم ليس ابوهما واحداً فأن امية ليس من صلب عبد شمس ولكنه لقيط أي ابن زنا وولد فاحشة تبنّاه عبد شمس[6] ويشهد لهذا اقوى شهادة قول امير المؤمنين (عليه السلام) في كتاب له ذكره السيد الرضي (رضوان الله عليه) في محاسن كتب النهج جواباً لكتاب من معاوية يقول فيه لأمير المؤمنين (عليه السلام): السنا نحن ــ أي بني امية ــ وانتم ــ أي بني هاشم ــ من شجرة واحدة او ما هو بهذا المضمون فيقول (عليه السلام) في الجواب: نعم ولكن ليس المهاجر كالطليق ولا الصميم كاللصيق، يعني ان هاشماً الولد الصميم وامية الولد اللصيق، قل لذلك الجاهل لو كانت نساء امية عرض النبي (ص) لنهى شاعره حسان عن التعرض لها، ومالنا نذهب بعيداً وهذا كتاب الله العظيم يقول لنبيّه نوح حين قال: ان انبي من اهلي، فنفاه تعالى عنه بقوله: [ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ]، ولكن اكثر شبان هذا الزمان يدخلون ويخرجون بعد ست سنوات او اكثر يحملون الشهادة وشهادة (الدكتوراه) ولا يحفظون آية واحدة من كتاب الله العظيم حتى ولا فاتحة الكتاب، لأن الشيطان والتمدن الغربي بحمد الله قد اسقط عنهم كل تكليف وكل ادب اسلامي.

اما معاوية فلي فيه رأي خاص لعلّي قد انفردت به ــ على الظاهر ــ وهو انّ هنداً حملت به من... [7]ولا ادري اكان ذلك في الجاهلية او الاسلام ولكنه... ولي على ذلك شواهد كثيرة لا مجال لذكرها في هذه اللمحة العابرة ولو وجدت متسعاً في الوقت ومهلة من الاشغال وفترة من الاسقام لشرحت لك قدراً وافياً من فضائح بني امية ومخازيهم ما يصدق قول الفاروقي: (ما لو شرحناه فضحنا الكتبا) ولعرفت القائل في صحيفته السوداء من المتعصبيّن لهذه الشجرة الملعونة في القرآن والقرود التي رآها رسول الله (ص) تنزو على منبره، نعم لو فسح لي المجال لعرفته ضلالته بقوله: الاسلام بلغ ذروته في ايام بني امية، واريته بالعيان والوجدان فضلاً عن الدليل والبرهان ان الاسلام ما ضربه احد الضربة القاضية سوى بني امية وكل الحروب والرايات التي قامت بضد الاسلام ما رفعها سوى ابي سفيان وقومه قبل الاسلام وبعده وسواء كان امية من العرب او من غيرهم، فلقد سوّدوا وجه العرب بشنائعهم ومخازيهم في الجاهلية واول الاسلام كما سوّد ملوك العرب اليوم جبين العروبة الأغر بخيانتهم في قضية فلسطين[8] ولله امر هو بالغه، ولا حول ولا قوة الا به.

حرره في مدرسته العلمية في النجف الأشرف

27 جمادى الاولى سنة 1370هـ

محمد الحسين آل كاشف الغطاء

سؤال عن حديث من رآنا فقد رآنا

سمعنا ان اهل البيت (عليه السلام) قالوا: (من رآنا فقد رآنا) فهل هذا صحيح؟ وكيف يتفق مع انكار العلم الحديث صحة الحديث؟.

الجواب

اما صحة الحديث فهو من الشهرة والاستفاضة بمكان وقد اتفق على روايته في الجملة رواة العامة والخاصة وهو ان وقع الاختلاف في الفاظه وتراكيبه ولكن القدر المشترك منه وهو: عن النبي (ص): (من رآني فقد رآني فأن الشيطان لا يتمثل بصورتي)[9] مستفيض، وقد رواه الصدوق (رحمه الله) في الامالي والعيون، وتعرّض ابو الفتوح الكراجكي

(رحمه الله) لهذا الحديث في كنزه[10] ونقل عن شيخه المفيد رضوان الله عليه كلاماً عاليا في شرحه ووجوهه.

اما صحة الاحلام في الجملة واصابة كثير منها للواقع فأمر لا يقبل الانكار ويشهد به الوجدان قبل الشريعة والقرآن واتفقت عليه حكماء الهند واليونان، اما علماء الغرب واهل العلم الحديث فلا احسبهم متفقين على انكاره، وان وجد فيهم من ينكره فهم الماديون المنكرون للارواح المجرّدة والجواهر المفارقة، اما المثبتون للارواح والذاهبون الى صحة التنويم المغناطيسي واستحضار ارواح الاموات والأحياء فهو محقق عندهم وبالجملة فصحّة بعض الاحلام مما لا يرتاب فيها ذوو الأحلام.

سؤال: حول عصيان آدم ابو البشر (عليه السلام)

حول عصيان آدم ابو البشر لربه في اكل الشجرة التي نهاه عنها، فكيف يجوز ذلك على الانبياء؟.

الجواب

هي مسألة جداً بسيطة، فأنها فرع من اصل، وينبغي البحث والنظر في ذلك الاصل فأن كان محققاً كان ترتب الفرع عليه ضرورياً والاَّ فلا، اما الأصل فهو قضية عصمة الانبياء، فأن قامت الأدلة العقلية القاطعة على لزوم عصمتهم فلا محيص من تأويل كلّ ما ورد في النقل مما هو بظاهره معارض لحكم العقل، اذ الدليل النقلي يقبل التأويل مهما كان قوي الظهور بخلاف الدليل العقلي، اما حكم العقل وجوب عصمة الانبياء في الجملة مما لا ريب فيه[11] والاّ لأنتقض الغرض من بعثتهم ولكن شمول الأدلة لأثبات العصمة حتى لآدم الذي هو بدء الخليقة واول التكوين ولم تكن هناك امة ارسل الى هدايتها وارشادها ولا دعوة قام بأعبائها نعم شمول الأدلة لوجوب عصمة مثله مشكل، وشمول العصمة حتى لمثل هذا الذنب اشكل وصدور المعصية منه بمعناها الحقيقي لا يمنع منه العقل ويشهد به النقل، ولكن علماءنا الاساطين ولا سيّما السيد المرتضى والمفيد رضوان الله عليهم ابوا الاّ تنزيهه عن المعصية كتنزيه سائر الانبياء حتى الصغار منهم وتأويل كل ما ورد في الكتاب الكريم مما هو كالنص في صدورها منه مثل قوله تعالى: [وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى][12] ونظائرها كثيرة.

نعم كافة الامامية نزّهوا آدم عن المعصية ولعلهم ارادوا ان يكونوا لأبيهم ابناء بررة، ولا يعقّونه كما عقّه سائر المسلمين بل وغيرهم بل افرط بعض الفلاسفة الأدباء من حكماء الاسلام حتى القى اعباء مسؤولية جميع ابنائه عليه، فهذا الفيلسوف ابن شبل البغدادي[13] في قصيدته الكونية المشهورة التي يقول في اولها:

بربك ايها الفلك المدار

 

اقصدٌ ذا المسير او اضطرار

 

فأن يك آدم اشقى بنيه

 

بامر ماله منه اعتذار

 

ولم ينفعه بالأسماء علم

 

ولا نفع السجود ولا الحوار

 

فيالك اكلة ما زال منها

 

علينا نقمة وعليه عار

 

وزاد فيلسوف المعرّة[14] على ذلك في عدة مقاطيع من لزومياته بمثل قوله مخاطبا بني آدم:

اكان ابوكم آدم بالذي اتى

 

نجيباً فترجون النجابة للنسل

 

ولكن تلطّف المتنبي[15] وابدع في تقريع ابيه ابي البشر ونبزه بالمعصية حيث يقول على لسان حصانه:

ابوكم آدم سنَّ المعاصي

 

وعلّمكم مفارقة الجنان

 

نعم والتأويل في قضية عصمة الأنبياء لا بدّ منه في القرآن ولا محيص عنه والآيات الظاهرة في ارتكاب الانبياء للمعصية كثيرة سيما في حق نبينا سيد الأنبياء صلوات الله عليه وآله مثل: ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر، وللجميع وجوه من التأويل معقولة ومقبولة. وقد ذكر كثير منها في بعض مؤلفاتنا ومؤلفات غيرنا فليراجع اليها من شاء.

سؤالان

1 ــ هل وجد المسلمون ثمرة للخلاف؟ وما هي الأسباب التي دعتهم الى ذلك؟.

2 ــ لماذا بعض العلماء يحرمون ضرب القامات والسلاسل والطبول والنقّارة في المواكب الحسينية ويحرمون الشبيه؟ وفريق منهم يشجّع العوام ويؤيدهم فما الصواب في ذلك؟.

جواب هذين السؤالين

اعلموا اولاً ان الأختلاف ليس ضرورياً في البشر فقط بل هو ضروري في طبيعة هذا الكون ايضاً، اعني عالم الكون والفساد، ليل ونهار وظلم وانوار، وحرّ وبرد، وصيف وشتاء، وغيم وصحو، وهلّم جرّا واختلاف الآراء من ادق نواميس الكون واقوى قاعدة لحفظ نظام العالم، ولا يزالون مختلفين، والوحدة التي ندب اليها القرآن الكريم ليست هي الوحدة في الآراء والمذاهب فذلك مستحيل بحسب طبيعة البشر ومعطّل لأكبر المواهب واي موهبة اشرف من موهبة حرية الآراء وعدم الحجر على العقول واخماد جذوة الذكاء والفهم والبحث والتنقيب، وانما المراد بالوحدة المندوب اليها في القرآن العزيز والتي هي احدى دعامتي الاسلام ــ الوحدة والتوحيد ــ هي الوحدة الاخلاقية، والوحدة الايمانية، وحدة الأخاء والمودة وذلك بأن لا يكون اختلاف المذاهب والآراء سبباً للتباغض والتقاطع والجفاء والعداء بل يأخذوا بالمثل الاعلى والقدوة الحسنة من خيار الصحابة في صدر الاسلام، فقد كانوا على كثرة ما بينهم من الاختلاف في القضايا الفرعية والمسائل العملية على اقصى ما يرام من الأخاء والصفاء، ودفاع بعضهم عن بعض وحماية بعضهم لبعض كأن الاسلام جسد وهم اعضاء ذلك الجسد تجمعهم روح واحدة روح المبدأ المقدّس وتضحية كلّ عزيز في سبيله، اما من هو مسؤول عن ادارة الشؤون الاسلامية فالجواب الصحيح عن ذلك: كلكم راع وكلكم مسؤول، كلّ على حسب شأنه وبمقدار قابليته وكل ذي شعور هو اعرف بنفسه وبقدر ما في وسعه، والحقيقة ان الجميع مكلّف، والكل مقصّر، يتطلب لنفسه العلل والمعاذير، والحقائق لا تخفى والمعاذير لا تنفع، يوم تبلى السرائر فما له من قوة ولا ناصر ومن هذا الباب يتطرّق الجواب عن السؤال الاخير، ولا يمكن مدّ الباع وكشف القناع اكثر من هذا (فأنّ في الفم ماء) (وحفظت شيئاً وغابت عنك اشياء) (ان اللبيب من الاشارة يفهم).

يقولون حدثنا فأنت امينها

 

وما انا ان حدثتهم بأمين

 

7 ربيع الثاني سنة 1354هـ

محمد الحسين آل كاشف الغطاء

الجواب عن سؤال سبب ظهور المبطلين على المحقين

ما يقول شيخنا وملاذنا في سبب ظهور المبطلين على المحقيّن؟ وما سرّ غلبة روح الشريرين على الخيرين؟ مع علمك بأن الناموس الطبيعي ينادي بلسان فصيح: الا ان حزب الله هم الغالبون، فنرجو من حضرتكم انّ تبيّنوه لنا بصورة فنيّة فلسفية تحليلية.

الجواب

لا شكّ ان مرادكم السؤال عن سبب الظهور في الدنيا وغلبتهم في هذه العجلة، وحينئذ فلا اجيبكم عن ذلك بما ربما يجيب به الزاهدون المتقشّفون من ان سبب ذلك هو احتقار الدنيا عند الله جلَّ شأنه، وانه لو كان لها من القدر عند الله جناح بعوضة لما سقى الكافر منها قطرة من الماء كلاّ لا أجيب بهذا الجواب الذي لعله لا يوافق ذوق هذا العصر وروح هذا النشئ الجديد، بل ربما لا يوافق ذوقي وذوق امثالي من الروحانيين المشذبين الذين يرون ان الدنيا مهما زادت حقارتها وخسّتها، وقصرت او طالت مدّتها فهي مزرعة الآخرة، وبها تحصل السعادة والشقاوة، وهي نعم دار المتقين وان دين الاسلام متكفّل بالسعادتين، وان السعيد حقيقة من فاز بنعيم الدنيا والآخرة حظاً من هذه وحظاً من هذه كما صرّحت به جمهرة من الأخبار واشارت اليه نبذة من الآيات.

انما الجواب الفلسفي التحليلي في سبب غلبة المبطلين على المحقيّن هو ان اهل الحق مقيدون بقيود العقل والدين فلا يتوصلون الى مقاصدهم الاّ على ضوء الفضيلة وفي مناهج الشرع والعقل.

(وقد يرى الحوّل القلَّب وجه الحيلة ودونها حاجز من تقوى الله فيدعها رأى العين وينتهزها من لا حريجة له في الدين)[16] مثلاً ان معاوية لا يتأخر ولا يتوقف من اعطاء خراج مصر كلّه لعمرو بن العاص وكان خراجها يومئذ والى اليوم يُعدُّ بالملايين يعطيه لشخص فاسق ليعينه على امر باطل وهو محاربة امير المؤمنين (عليه السلام) في حين ان امير المؤمنين (عليه السلام) لا يسمح لأخيه عقيل وهو سيد شريف[17] ولا شك ان نعله اشرف من عمرو بن العاص، لا يسمح له بزيادة دريهمات على راتبه الذي هو درهمان في كلّ يوم مع كثرة عياله واطفاله.

نعم سمح له بالحديدة المحماة، والناس كما نعلم وكما قال سيد اهل الأباء وامام الشهداء (عليه السلام): الناس عبيد الدنيا والدين لعق على السنتهم..الخ، وسئل الخليل بن احمد[18] لماذا مال الناس عن علي (عليه السلام) الى غيره مع عظيم فضائله وشهرة مناقبه؟ فقال:

قهر نوره نورهم وغلب جمهوره جمهورهم والناس الى امثالهم اميل.

وهناك سر آخر لغلبة الاشرار والفجار على خصوص الانبياء والاوصياء وهو ما ابسط القول فيه بأحسن بيان نائب الحجة الخاص الحسين بن روح رضوان الله عليه في جواب من سأله ان الحسين (عليه السلام) ولي الله؟.

قال: نعم، فقال الشمر عدو الله؟ قال: نعم، فقال: كيف يسلط الله عدوّه على وليّه؟ فأجابه بجواب طويل شاف ما خصّه، ان الله لما ايد انبياءه بالمعجزات وخوارق العادات فلو جعلهم في كلّ احوالهم غالبين وقاهرين لأتخذتهم الناس ارباباً من دون الله، ولكن جعلهم تارة قاهرين، واخرى مقهورين، ومرة غالبين ومرة مغلوبين ليعلم الناس انهم بشر امثالهم وعباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون، انتهى.

اما قوله تعالى: [فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمْ الْغَالِبُونَ][19] وامثاله نظير قوله تعالى: [وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً][20] وامثال: الحق يعلو ولا يعلى عليه، فقد ورد تفسيرها في بعض الاخبار ان المراد الغلبة بالحجة والبيان والدليل والبرهان لا ان المراد الغلبة بالملك والسلطان والسيف والسنان، ويمكن ان يكون المراد الغلبة في الدار الاخرى دار القرار ومنزل الخلود والأبدية، فان هذه الدنيا على سعة مدتها وطول امتدادها ليست بالنسبة الى وعاء الدهر والسرمد وحقيبة احقاب الأزلية والابدية الاّ كغمضة عين او كلمح بالبصر، فما شأن الغلبة فيها مع المغلوبية هناك.

لا وايم الله وكلاّ، بل ان حزب الله هم الغالبون حتى في هذه الدنيا، مثلاً ان يزيد وابن زياد قتلوا الحسين (عليه السلام) واصحابه وغلبوهم ولكن الغالب في الحقيقة والواقع هو المغلوب والقاتل هو المقتول، فأن يزيد قتل الحسين في جسده وفرّق بين بدنه ورأسه، لكن الحسين (عليه السلام) قتل يزيد في روحه وفرق بين الشرف واسمه وقرن اللعنة به، فاصبح الحسين (عليه السلام) واهل بيته واصحابه تمثـال الشرف ورمز الكرامة وعنوان الفخر في الدنيا فضلاً عن

الآخرة، واصبح يزيد وبنوا امية مجسّمة الخبث واللعنة والسفالة والنذالة والسقوط والخسة في الدنيا مع قطع النظر عن الدار الآخرة، فبالله عليك ايها الفطن اللبيب ايّ الرجلين هو الغالب وايهما المغلوب، فأرجع واتل بحقّ واذعان ويقين وايمان: الا ان حزب الله هم الغالبون، ولا يسع المقام لأكثر من هذا.

6 جمادى الأولى 1355هـ

محمد الحسين آل كاشف الغطاء

بعض التعليقات على الكتاب

كتب بخطه الشريف اجازة لي الاجازة التي كتبها شيخنا الامام الفقيد (رحمه الله) بخطه الشريف لهذا العبد الحقير فصورتها كما يلي:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي اجاز لأوليائه من رؤية بيناته ورواية احاديثه وآياته ما اجاز والصلاة والسلام على سيد انبيائه محمد وآله مجاز الحقيقة وحقيقة المجاز، وبعد:

فقد جرت واستمرت سيرة السلف الصالح من علمائنا الاساطين على السماحة اجازة الرواية بعضا من بعض ليتّصل سند الحديث عندهم الى الائمة المعصومين ومنابع الدين صلوات الله عليهم وكانوا رضوان الله عليهم لا يمنحون الاجازة الا لمن احرزوا منه الاهلية للاضطلاع باعباء النيابة والنهوض باثقال الامانة والامامة علماً وورعاً وشرفاً وعفافا الى سائر المزايا التي يتفاوت بها الرجال في معارج الكمال.

وقد كنت وجدت السيد الأجل الشريف حسباً ونسباً المتفوق علماً وورعاً واجتهاداً ملاذ الانام حجة الاسلام السيد محمد علي القاضي ايده الله جامعاً وبارعاً في كل تلك الصفات لذلك اجزته ان يروي عني بكل الطرق التي صحّت في روايتها عن اساتيدي العظام ومشايخي الاعلام كأكابر العلماء من اعمامي واسرتي كعمي العباسين عن المرجع الأعلى في عصره الشيخ مهدي حفيد الشيخ كاشف الغطاء صاحب المدرستين الشهيرتين في النجف وكربلاء عن عمه الشيخ حسن صاحب انوار الفقاهة عن اخيه جدّنا موسى بن جعفر صاحب كشف الغطاء (ح) وعن استاذي المحدث النوري صاحب المستدرك (ح) وعن الفقيه الحاج مرزا حسين المرزا خليل (ح) وعن الشيخ علي الخاقاني عن الشيخ الأعظم الشيخ مرتضى عن الفاضل النراقي عن السيد الأعلى السيد مهدي بحر العلوم عن الوحيد البهبهاني عن ابيه محمد اكمل عن جمال الدين الخونساري عن المجلسي صاحب البحار عن ابيه الملا محمد تقي عن الشيخ البهائي عن ابيه حسين عبد الصمد عن الشهيد الثاني عن الميسي عن محمد بن داود عن ضياء الدين علي عن ابيه الشهيد الأول عن فخر المحققين عن ابيه العلامة عن المحقق عن نجيب الدين بن نما عن محمد بن ادريس عن الشيخ عربي بن مسافر عن الشيخ الياس بن هشام الحائري عن الشيخ ابي علي عن ابيه الشيخ الطوسي عن المفيد عن الصدوق عن ثقة الاسلام الكليني عن عدة اصحابنا عن محمد بن مسلم عن ابي جعفر (عليه السلام) قال: لما خلق الله تعالى العقل قال له اقبل فأقبل ثم قال له ادبر فأدبر ثم قال وعزتي وجلالي ما خلقت خلقاً احب اليَّ منك ولا اكملتك الاّ فيمن احب اما اني اياك آمر واياك انهي واياك اعاقب واياك اثيب الى آخر ما رواه في الكافي من الأحاديث الشريفة وما روى في غيره من كتب الحديث المشهورة فله ايده الله ان يروي كل ذلك مسنداً له الى المعصومين (عليهم السلام).

ولا احتاج ان اوصيه بملازمة الورع والاحتياط في كل افعاله واقواله فأنه ابرَّ لله واتقى وانما ارجوه ان لا ينساني من صالح دعواته المباركة كما لا انساه والله يحفظه ويرعاه بدعاء المخلص:

محمد الحسين آل كاشف الغطاء

محل خاتمه الشريف

وكتبه بيده الداثرة يوم 28 صفر 1370هـ

في مدرسته العلمية بالنجف الأشرف

 المنطق والحكمة والكلام

كان تدريس المعقول بأقسامه رائجاً معمولاً في جامعة النجف الأشرف حتى اواسط هذه المائة (14) وكانت جامعة النجف منذ تأسيسها لم تزل تزدهر بانواع العلوم، وتزدان بعلماء في شتى الفنون، وكانت الحرية التامة تسير في جانب العلماء في دراستهم العلوم من معقولها، ومنقولها، وتفسيرها، وادبها، وكان حب التوسع في اقتنائها، وتحصيلها، ودرسها، وتدريسها سائداً على تلك الجامعة، واجتمع فيها جمع من أكابر الحكماء، والمتكلمين، والعرفاء المتشرعين، المربين للنفوس بالحكمة العملية، والدراسة العلمية، والمهذبين لأخلاق الجامعة بتخلقهم بأخلاق الله، وبخشيتهم في جنب الله، وبتحليهم بالفضائل الانسانية مع مراعاتهم الطريقة المثلى، والشرعة الوسطى في بحوثهم، ودروسهم مع التجنب عن الجمود، ونبذ الخمود.

وكان من اساتذة العقول سطحاً، وخارجاً في هذه العصور الأخيرة الحكيم المتأله الشهيد الاصطهباناتي، والمرجع الأعلى المتبحر في انواع العلوم الشيخ فتح الله الشهير بشيخ الشريعة الاصفهاني، والشيخ احمد الشيرازي والمولى علي محمد النجفي ابادي ــ صاحب المكتبة الكبيرة التي اوصى بأن توقف من بعده على الحسينية الشوشترية الكائنة في النجف في عقد السلام، فاوقفوها عليها وهي عامرة الى يومنا هذا ــ والسيد حسين البادكوبي، والشيخ محمد حسين الاصفهاني (كمباني) واستاذنا الحكيم المتأله الشيخ عبد الحسين الرشتي، وابن عمنا المجتهد المرجع الكبير السيد محمد جواد الطباطبائي التبريزي، واستاذنا المتبحر السيد ميرزا حسن البجنوردي والشيخ صدري البادكوبي، وفي الحكمة العملية السيد علي التستري استاذ الشيخ الانصاري في الاخلاق والمولى فتح علي السلطان ابادي، والمولى اسماعيل القره باغي، والسيد مرتضى الكشميري، والمولى حسين قلي الهمداني والشيخ محمد البهاري ــ الهمداني، والسيد احمد الكربلائي، والشيخ اقا رضا التبريزي، والسيد المجاهد السيد محمد سعيد الحبوبي، وابن عمنا الحاج السيد علي القاضي الطباطبائي النجفي ــ رحمهم الله ــ وغيرهم ممن يعسر عليَّ عدهم وانما ذكرنا منهم من حضر حالاً اسمه.

ولكن ــ مع الأسف الشديد ــ في اواسط هذه المائة صار تدريس المعقول مهجوراً ودرس الكلام ممنوعاً، وتهذيب الأخلاق متروكاً، ولا ادري ما الباعث على ذلك؟.

مع كثرة احتياج الناس اليها في هذا الزمان التعيس، زمان الكفر والالحاد المنحوس، زمان هجوم المبادئ الهدامة من خارج الحدود، زمان الذي صار التقليد عن الشرق والغرب تمدّنا، ويقال لمن نبذ الأحكام الشرعية المقدسة وراء ظهره متنوراً وتقدمياً، ومن تمسك بها رجعياً ومستثمراً فيالله وهذه الأخلاق الفاسدة والمروق عن الدين ورجوع الناس الى الجاهلية ربنا عجل في ظهور وليك المصلح الأكبر المنتظر فأن هذه الأيام هي الأيام التي اشار اليها نبينا الأكرم بأن الدين سيعود غريباً كما بدأ غريباً.

قاعدة اللطف

هذه القاعدة من القواعد المشهورة في الكتب الكلامية تمسك بها الامامية والمعتزلة في امور من المباحث الكلامية واستدلوا بها في تشييد بعض عقائدهم الدينية ولكن كثرت البحوث العلمية بين علماء الامامية في صحة هذه القاعدة وعدمها وانها هل هي تامة ام لا؟.

فمن قائل انها صحيحة تامة ومن ذاهب الى انها غير صحيحة ولكن من ينعم النظر في هذه البحوث وأجال التفكير في ابوابها يرى ان تلك القاعدة من حيث الكبرى تامة صحيحة وانما الاشكال في احراز صغراها وكل الاشكالات ترجع الى صغرى هذه القاعدة.

وقصارى القول ان اصل القاعدة لا ينبغي انكارها اذ بعد ثبوت تعلق الغرض بشيء على وجه الاطلاق وملاحظة كون بعض الاشياء مقرباً الى امتثاله تعالى ومبعداً عن مخالفته ووجوه المقتضى لذلك الشيء وعدم المانع عنه:

بالنسبة الى القابل والفاعل وغيرهما وكونه بحيث لو فات يفوت الغرض فالعقل يحكم حينذاك بالضرورة بوجوب الاتيان بذلك الشيء على الأمر الذي تعلق غرضه بذاك الا ان يتعلق غرضه بالوجود على وجه خاص اعني بالوجود من غير اقتران بذاك المقرب والا كان ناقضاً لغرضه والاخلال به مخالف للحكمة.

وما قيل: ان العقل لا يستقل بوجوب حفظ الغرض على الله تعالى الذي هو مدرك القاعدة، فيؤخذ عليه ان نقض الغرض مما لا يقدم عليه الحيوانات فكيف بالانسان وكيف بالصانع الحكيم سبحانه.

فياهل ترى الطيور تهدم اوكارها والبهائم العجم تألف مضاربها؟ نعم ينبغي الاشارة بأن العقول المتعارفة للبشر بما انها لا احاطة لها بجميع مصالح الاشياء ومفاسدها غالباً وعدم معرفة تلك العقول بمقتضيات الاشياء وموانعها مما يتعلق بنظام ذلك الأمر سواءاً كان شخصياً ام نوعياً ام بالنظر الى النظام الكلي فلذلك يتعسّر على البشر احراز صغرى قاعدة اللطف.

غير خاف على الباحث الخبير ان صحة القاعدة العقلية غير صحة التمسك بها في بعض الموارد فكم من قواعد مسلمة صحيحة لا يصح الاستدلال بها في بعض الموارد الجزئية للشك في كونها من صغرياتها او للعلم لعدم شمولها لها مثل بعض الاعاظم بما ذكرنا بقوله: قولنا سؤر المؤمن الكامل شفاء بعد ثبوت هذا المعنى بطريق صحيح لا ينافي صحته عدم امكان الاحتجاج به في شيء من افراد السؤر في هذا العصر التعيس لعدم العلم بأنه مؤمن وكامل وكذا قول الطبيب الحاذق استعمال الروادع نافع او شرب القوابض مضر لا ينافي صحته عدم الجزم بمعرفة شيء من الروادع والقوابض والحال في قاعدة اللطف ايضاً كذلك.

قال بعض اكابر الامامية قدس الله اسرارهم: ان مراد القائل باللطف ووجوبه هل هو وجوبه عليه مطلقاً؟ من غير اشتراط بوجوب المقتضى من جانب القابل او عدم الموانع التي من جهة القابل او عدم الموانع الخارجية عنه او يشترط ذلك؟.

فأن ارادوا الاول فهو بديهي الفساد ضرورة اشتراط تحقق كل شيء بوجود المقتضى ورفع المانع ولأنه أي دليل دل على وجوب مثل ذلك عليه سبحانه بل مع عدم المقتضى او وجود المانع لا يكون ذلك لطفاً مع ان هذا مما تكذّبه المشاهدة والعيان فان من الأمور ما يدعون القطع بكونه او مثله لطفاً ومع ذلك لم يقع ولم يتحقق في الخارج ويسندون عدمه الى المانع ولذا قال المحقق الطوسي (قدس سره) في التجريد ((وجوده لطف وتصرفه لطف آخر وعدمه منّا)).

وان ارادوا الثاني أي يجب اللطف عليه بشرط وجود المقتضى في كل فعل وانتقاء الموانع الداخلية والخارجية فلا يفيد لنا هذه القاعدة اصلاً لأن الحكم بمقتضاها والاستناد اليها في كل مورد يراد موقوف على علمٍ بالمقتضيات وانتفاء جميع الموانع وهو موقوف على احاطتنا التامة بذوات الاشياء والافعال وحقائقها او جميع الامور الداخلية والخارجية الحسية والمعنوية مع أنا نرى من المقتضيات والموانع ما لا يمكن دركه لنا فانا نرى انهم يقولون: ان التكليف لطف ويثبتونه للذكر بتمام خمسة عشر عاماً من سنّه دون خمسة عشر الا نصف يوم او ساعة فما الذي يدرك انه مقتض لذلك اللطف في تمام خمسة عشر ولا يقتضيه في نصف يوم قبله؟.

وما المانع منه في الثاني دون الأول؟ وما المقتضى لهذا اللطف في الانثى في تسع سنين دون الذكر، وما المانع منه في الثاني دون الأول؟.

وفصل بعض المتبحرين من الامامية في هذه العصور الاخيرة وفرق بين ما وقع وما لم يقع وذكر ان من الأمور التي يتراءى كونها الطافاً ما لم يقع في الخارج كالتوسعة على الفقراء والمحتاجين وانالتهم ما يتمنون واستجابة كثير من الدعوات وابتلاء العاصي دائماً بالآلام والمصائب وتنعم كل مطيع وعصمة جميع الناس عن القبائح والجاء الكل الى الايمان ظاهراً وباطناً واشباه ذلك ولم نعلم ان عدم وقوعها لفقد المقتضيات او وجود الموانع بالنسبة الى الاشخاص او النوع او النظام الكلي.

ومن الامور ما وقع ولم نعلم وجه المصلحة في وقوعه كأيلام الاطفال والمجانين والبهائم.

ومنها ما وقع وعلمنا بالعقل او السمع او كليهما وجود المصالح فيه وانتفاء المفاسد عنه كبعث الانبياء بالشرائع والاديان والانبياء الذين ليس لهم شرع وكتاب يدعون الى شرع من قبلهم ونصب الاوصياء لهم بتعيين وامر من الله سبحانه وعرفنا بضرورة العقل جملة من وجوه المصالح في وجودهم ونصبهم وتأييدهم بالمعجزات والبراهين وقد اعلمنا الله تعالى انه ينقطع بهم حجة الناس فلا يمكنهم ان يقولوا: لولا ارسلت الينا رسولاً فنتبع آياتك من قبل ان نذل ونخزى، كما عرفنا انتفاء جميع وجوه المفاسد عنها بعد استمرار وجوده في الوف من السنين ففي مثل هذا الأمر ربما يجزم العقل بأن وجود مثل هذا الشخص في كل عصر سواء سمي نبياً او وصياً او اماماً كان ذا شرع جديد ام لا هو من اللطف الواجد للمقتضى الفاقد للموانع الشخصية والنوعية.

واصل القاعدة اعني وجوب وجود ما يقرب الى الغرض المقصود بعد احراز وجود المصالح والمقتضيات فيه وانتفاء جميع الموانع عنه وبعد احراز ان الغرض لم يتعلق بخصوص صورة فقد مثل هذا الشيء من بديهيات العقل المستقيم وانما التأمل والاشكال في احراز الصغرى وبعد احرازها لا يبقى اشكال اصلاً.

فمن هنا صح للامامية دعوى كون وجود الامام بالمعنى الذي يدعونه لطفاً وانه واجب بمعنى الاخلال به مخالف للحكمة، بل ربما يجزم العقل ويحدس حدساً: ضرورياً بملاحظة ما دون ذلك كما قال رئيس فلاسفة الاسلام ابن سينا (رحمه الله) في الشفاء في مقام اثبات وجوب بعثة الأنبياء عقلاً بعد ان شرح كون الانسان مدنياً وان قوام تحصّلهم وبقائهم بمن يسن سنة وعدل لا يتعدون عنها ما هذا لفظه:

(إن الحاجة الى هذا الانسان في ان يبقى نوع الانسان ويتحصّل وجوده اشد من الحاجة الى اثبات الشعر على الاشفار وتقصير الاخمص من القدمين واشياء اخر من المنافع التي لا ضرورة فيها في البقاء بل اكثر مالها انها تنفع في البقاء ووجود الانسان الصالح لأن يسن ويعدل ممكن فلا يجوز ان تكون الغاية الاولى تقتضي هذه المنافع التي هي أسها).

وربما تمسك من انكر قاعدة اللطف بفقرات الخطبة الشهيرة (القاصعة) للامام امير المؤمنين صلوات الله عليه غافلاً عن الفرق بين ما وقع وجرت سنة الله تعالى عليه في اعصار طويلة وما لم يقع ولم تجر عليه اصلاً وعن كون ما نبّه (عليه السلام) به من الموانع عن اللطف المتخيّل لا انكار اللطف المعلوم عدم وجود مفسدة فيه.

ومما هو جدير بالذكر ان للامامية في مسلة الامامة ادلة متظافرة وطرق كثيرة في اثبات معتقداتهم الاسلامية ولا احتياج لهم بقاعدة اللطف في اثبات هذا المطلب وهم يثبتون ذلك ولو لم يكن عن قاعدة اللطف عين ولا اثر في الدنيا اصلاً واساسا.


[1] سورة 68 آية: 4.

[2] سورة 28 آية: 30.

[3] هذا البيت لأبي العتاهية الشاعر المشهور المتوفى (210)هـ.

[4] هذا الحديث مذكور في كثير من الكتب المتداولة ومشهور في الالسنة ولكن لم يوجد في الجوامع الحديثية للامامية من روايته وسنده عين ولا اثر بل صرح جمع من مهرة المحدثين واساتذتهم انه من موضوعات العامة.

قال المحدث الاكبر السيد عبد الله الشبر (رحمه الله) في كتابه مصابيح الانوار روى عن النبي (ص) قال: علماء امتي انبياء بني اسرائيل او كأنبياء بني اسرائيل او افضل من انبياء بني اسرائيل. وهذا الحديث لم نقف عليه في اصولنا =واخبارنا بعد الفحص والتتبع والظاهر انه من موضوعات العامة وممن صرّح بوضعه من علمائنا المحدث الحر العاملي (رحمه الله) في (الفوائد الطوسية) والمحدث الشريف الجزائري (رحمه الله) وكيف كان فيمكن توجيهه بوجهين الخ. انظر ج1 ص434 ط بغداد.

وما نسبه الى الشيخ الحر العاملي صاحب الوسائل (رحمه الله) موجود في الفوائد الطوسية النسخة المخطوطة الموجودة في مكتبتنا، وفي كلام معالي العلامة السيد محمد علي الشهير بهبة الدين (الشهرستاني) الذي كتبه في جواب سؤال صديقنا العلامة المتضلّع الحاج ميرزا عباسقلي الواعظ الجرندابي التبريزي بعد ان ذكر مد ظله ان حديث: علماء امتي كانبياء بني اسرائيل مروي عن رسول الله (ص) قال ما هذا لفظه: (في اكثر الروايات افضل من انبياء بني اسرائيل)، انظر اوائل المقالات ص44 ط2 تبريز، ان كان مراده من تلك الروايات التي اشار اليها هي الروايات المروية المسندة في الجوامع الحديثية فليت شعري اين تلك الروايات التي في اكثرها لفظ: (افضل)؟ ولِمَ لم يقف عليها المحدثون؟ بل صرَّحوا بعدم وقوفهم عليها بعد الفحص والتتبع.

ولعل مراده دام بقائه غير ما يتراءى من ظاهر كلامه ومقصوده من تلك الروايات هي الدائرة في الالسنة والمذكورة في كثير من الكتب من نسبة الحديث المذكور الى رسول الله (ص) مرفوعاً ومرسلاً من دون بيان سند له ومستند من كتب الاحاديث والجوامع الحديثية كنظائر هذا الحديث مثل (لولاك لما خلقت الافلاك) الذي لم يوجد له سند ولا راو من المحدثين وكذا ما يروى عن امير المؤمنين ("رحمه الله") (ما عبدتك خوفاً من نارك ولا طمعاً في جنتك ولكن وجدتك اهلاً للعبادة فعبدتك) فأن هذه الكلمات الشريفة منسوبة الى امير المؤمنين ("رحمه الله") واستدلوا بها كثيراً في الكتب الاستدلالية الفقهية وغيرها ويظهر من كلمات العلامة الفيض القاشاني (رحمه الله) انها رواية مرسلة ولكن لم يوجد الى اليوم اسناد لها في الجوامع الحديثية لأصحابنا الامامية ويحتمل انها متخذة من بعض الروايات الواردة بذلك المضمون بعبارات مختلفة واحتمل المحدث الحرّ العاملي صاحب الوسائل انه من الروايات العامة وكيف كان فتلك الكلمات المشرقة في غاية المتانة والقوة وفي نهاية الشباهة بكلمات الامام امير المؤمنين ("رحمه الله") وما اجود ما قال بعض علمائنا الاعلام اننا كثيراً ما نصحح الاسانيد بالمتون ــ سبوح لها منها عليها شواهد ــ وقد كتبنا حول هذه الكلمات النيرة في تعاليقنا على كتاب (الانوار النعمانية) للمحدث الجزائري (رحمه الله) كلمة موجزة انظر ج1 ص139 ط تبريز.

[5] سيد حيدر بن سليمان الحسيني الحلي امام شعراء العراق شاعر اهل البيت على الاطلاق الجامع بين فصاحة اللسان وبلاغة البيان وشدة التقوى والورع وقوة الايمان ويحق ان يقال هو فخر الطالبين وناموس العلويين ولد سنة= =(1246)هـ وتوفى سنة (1304)هـ له ترجمة اضافية في البابليات مترشحة من قلم استاذ اديب شاعر بارع اعني الشيخ محمد علي اليعقوبي.

انظر ج2  ص135 ــ 168 ط النجف وانظر ايضاً الى مقدمة اضافية لديوانه ــ الجزء الاول ط النجف ــ بقلم صديقنا الاديب البارع الاستاذ صالح الجعفري آل كاشف الغطاء مدرس الادب العربي في ثانوية النجف.

[6] من ينعم النظر الى التاريخ بالبحث والتنقيب والتحليل الصحيح يجد في صفحات التاريخ الخالي عن الافاتك ودسائس السياسة الغاشمة في العهدين ــ الاموي والعباسي حقائق راهنة ويقطع بالوجدان ان بني امية تلك الشجرة الملعونة ــ لم يكونوا من العرب ومن بني عبد شمس على عادة العرب في الجاهلية من تبنيهم اولاد الاسرى كما في قضية زيد ورسول الله (ص).

وقد بين لنا اهل البيت ("رحمه الله") في جملة اسرارهم المودعة عند علماء شيعتهم ان بني امية ليسوا من قريش ولذا ورد عنهم (ع) في تأويل قوله تعالى: [الم غلبت الروم ] ان الروم هم بنو امية وعن امير المؤمنين ("رحمه الله") قال قوله تعالى: [الم غلبت الروم] فينا وفي بني امية.

قال الباحث النقاد المتضلع علي بن احمد الكوفي المتوفي سنة (352)هـ في كتاب (الاستغاثة): لقد روينا من علماء اهل البيت ("رحمه الله") في اسرارهم وعلومهم التي خرجت منهم الى علماء شيعتهم ان قوماً ينسبون من قريش وليسوا من قريش بحقيقة النسب وهذا مما لا يعرفه الا معدن النبوة وورثة علم الرسالة وذلك مثل بني امية ذكروا انهم ليسوا من قريش وان اصلهم من الروم وفيهم تأويل هذه الآية [الم غلبت الروم] معناه انهم غلبوا على الملك وسيغلبهم على ذلك بنو العباس، ومن هنا يظهر للقارئ الفطن ان قصة تولد هاشم وعبد شمس توأمين من الاساطير التي وضعتها يد السياسة في العصر الاموي لأثبات اتصال نسبهما ووحدته وهي اكذوبة اختلقتها يد الاثيمة ونقلها بعض المؤرخين من ةدون تحقيق وتثبت كما هو ديدنهم في نقل اغلب القصص والقضايا كما يقول المقريزي في كتابه (النزاع والتخاصم) ص18 ط مصر ما هذا لفظه:

(وقد كانت المنافرة لا تزال بين بني هاشم وبني عبد شمس بحيث انه يقال ان هاشماً وعبد شمس ولدا توأمين فخرج عبد شمس في الولادة قبل هاشم وقد لصقت اصبع احدهما بجبهة الآخر فلما نزعت دمي المكان فقيل سيكون بينهما او بين ولديهما دم فكان كذلك، ويقال ان عبد شمس وهاشماً كانا يوم ولدا في بطن واحد كانت جباههما ملصقة بعضها ببعض فاخذ السيف ففرق بين جباههما بالسيف ــ فقال بعض العرب الا فرق ذلك بالدرهم فأنه لا يزال السيف بينهم وبين اولادهم الى الابد). وفي بعض التواريخ كان ظهر كل واحد منهما ملتزقاً بظهر الآخر ففرق بينهما بالسيف.

وليسمح لي القارئ العزيز ان اقول: هذه قصة كاذبة منحوتة وضعتها يد السياسة الغاشمة الاموية لأثبات اتصال نسب بني هاشم وبني امية وانهم من قريش والستر على كون امية لصيقاً ولبيان علة العداوة الواقعة بين بني هاشم وبني امية ايضاً ــ وهي علة منحوتة مجعولة واضطرابها دليل على بطلانها.

ونظراً الى ان اصل بني امية من الروم كان لمعاوية مثل ابيه صخر ميلا ومحبة لهم. ففي خبر ابن الزبير انه رآه يوم اليرموك قال فكانت الروم ظهرت قال ابو سفيان ايه بني الاصفر واذا كشفهم المسلمون قال ابو سفيان:

وبنو الاصفر الملوك ملوك الر

 

وم لم يبق منهم مذكور

 

فحدث به ابن الزبير اباه لما فتح الله على المسلمين فقال الزبير: قاتله الله يأبى الا نفاقا او لسنا خيراً له من بني الاصفر؟.

قلت نعم كنتم له خيراً من الروم ولكن عداوته للاسلام دعته للتكلم بتلك الكلمة الخبيثة ومن سبر سيرة معاوية وامعن النظر الى احواله واعماله يظهر له ميله ومحبته الى الروم واضحاً جلياً ولذا صالح مع الروم على تفصيل مذكور في= =التواريخ، وصار هذا الصلح سبباً لزوال هيبة الاسلام عن قلوب الكفار وفي اتخاذ معاوية سرجون بن منصور الرومي ــ وهو بطريق مسيحي وكان على دين النصارى ــ نديماً ومشاوراً لنفسه في الامور وكان عاملاً على آرائه في اكثر الشؤون دليل واضح على ما ادعيناه وفيه تأييد لما رمناه ولنا شواهد كثيرة لا مجال هنا لذكرها والله الموفق والمعين.

انظر الى تفسير لوامع التنزيل ــ ذلك التفسير الكبير ــ للمجتهد المفسر المتبحّر السيد علي الرضوي اللاهوري (رحمه الله) ج15 ص211 ط هند. وكتاب (كامل البهائي) لعماد الدين الطبري (رحمه الله) ج1 ص269 ط قم، والزام النواصب ص104، والانوار النعمانية ج1 ص67 ط تبريز، والنزاع والتخاصم للمقريزي ص18 ط مصر والتدوين في احوال جبال شروين لوزير العلوم محمد حسن خان (اعتماد السلطنة) المراغي وقد تعرض لمعاهدة معاوية وصلحه مع الروم وكشف عن احوال سرجون بن منصور الرومي البطريق (باتريك) فراجع وانظر الى كتاب (رد على رد السقيفة) للعلامة السيد محمد الكاظمي القزويني نزيل بصرة اليوم ــ دام بقاه ــ ص140 ط صيدا.

[7] ذكر شيخنا الامام (رحمه الله) في هذا المقام اسم رجل اقتضت المصلحة العامة للمسلمين اليوم عدم التصريح بأسمه.

[8] يا ليتك ايها الرجل الغيور على الدين وعلى القرآن المبين كنت حياً ورأيت ايضاً كيف سود ملوك العرب جبين العروبة بخيانتهم ترى انهم نبذوا نصوص القرآن والسنة ورائهم ظهريا، وشروا عذاب الله بثمن بخس وسحقوا آخرتهم لدنيا غيرهم من المستعمرين، جاءوا بقوانين ليس لها من سلطان مبين فواحد يقول: اذا عارض الصوم مع العمل يجب ان يعمل ويترك الصوم قياساً على ترك الصوم في السفر وآخر يسن القوانين المخالفة لنصوص القرآن وضرورة الاسلام ويضعها في المحاكم الشرعية للعمل عليها كللذكر مثل حظ الانثى وان الأبوين في الطبقة الثانية في باب الارث وامثالها انظر الى الاحوال الشخصية العراقية. ربنا لا تهلكنا بما فعل السفهاء منا انت ولينا وارحمنا وانت خير الغافرين.

[9] صحيح البخاري 54 ج8 عن ابي هريرة عن النبي (ص) قال: ((ومن رآني فقد رآني فان الشيطان لا يتمثل صورتي)).

[10] انظر كنز الفوائد للعلامة الكراجكي (رحمه الله) ص212 ط تبريز وفي أسئلة السيد مهنا بن سنان (رحمه الله) عن آية الله العلامة الحلي (رحمه الله): انه صح عن سيدنا رسول الله (ص) انه قال: (من رآني في المنام فقد رآني فان الشيطان لا يتمثل بي)، ولكن السيد الامام المرتضى علم الهدى (رحمه الله) قال في الامالي ما هذا لفظه: فان قيل فما تأويل ما يروى عنه ("رحمه الله") من قوله : (من رآني فقد رآني فان الشيطان لا يتخيل بي)...قلنا: هذا خبر واحد ضعيف من اضعف اخبار الاحاد ولا معول على مثل ذلك... وللسيد كلمة في المنامات ينبغي ملاحظتها انظر الامالي ج2 ص392 ــ 395 ط مصر سنة 1373هـ.

[11] غير خفي على الباحث الخبير ان الادلة العقلية والنقلية من الكتاب والسنة وضرورة مذهبنا دلت على عصمة الانبياء (ع) من الكبائر والصغائر من اول عمرهم الى آخره قبل بعثتهم وبعدها فما ورد من الآيات القرآنية او بعض =الاحاد من الاحاديث الشريفة وظاهرها نسبة الذنب اليهم لا بد من تأويلها ورفع اليد عن ظاهرها كما نرفع اليد عن ظاهر بعض الآيات الشريفة الظاهرة في التجسيم والتشبيه ورؤية الله تعالى وامثالها المخالفة للادلة العقلية والنقلية المحققة ولذا لا ينبغي التأمل في انه لابد من تأويل تلك الآيات الشريفة.

وقد تحقق في محله ان ظواهر القرآن الكريم حجة ما لم يدل دليل على خلافها من العقل او النقل واذا دل الدليل على الخلاف فنرفع اليد من الظواهر والله العاصم.

[12] سورة 20 آية: 121.

[13] حسين بن عبد الله بن شبل البغدادي المتوفى بها سنة (475)هـ من رجال الأدب والفلسفة والطب والشعر له قصائد مشهورة عالية انظر ترجمته في معجم الادباء لياقوت الحموي و(لغت نامه) لدهخدار معجم ادباء الاطباء للنطاسي الاديب الشاعر الكبير ميرزا محمد الخليلي النجفي وغيرها.

[14] ابو العلاء المعري المتوفى (449)هـ.

[15] ابو الطيب احمد الكوفي الشاعر المشهور بـ(المتنبي) ولد سنة (303)هـ كان يتحقق بولاء امير المؤمنين ("رحمه الله") تحققاً شديداً وله فيه قصائد سماها العلويات توفي سنة (354)هـ مقتولاً.

[16] من كلمات الامام علي ("رحمه الله") ــ منه (رحمه الله)

[17] عقيل بن ابي طالب ("رحمه الله") يكنى ابا يزيد كان عالماً بأنساب العرب فصيحاً لطيف الطبع حسن المحاورة. والروايات في سفره الى الشام في انه على عهد اخيه الامام او بعده متضاربة واستظهر ابن ابي الحديد في شرح نهج البلاغة ج3 ص82 انه بعد شهادة امير المؤمنين ("رحمه الله") وجزم به العلامة السيد علي خان المدني في كتاب (الدرجات الرفيعة) ــ المخطوط، وهو الحق الذي لا محيص له من القول به بعد التحقيق وقد حقق هذا الموضوع سيدنا الحجة السيد عبد الرزاق المقرم النجفي في مصنفاته انظر كتابه (العباس) ص35 ــ 45 ط النجف.

[18] الخليل بن احمد العروضي من علماء الامامية توفي سنة (170)هـ كان افضل الناس في الادب وقوله حجة فيه واخترع علم العروض، قيل انه دعا بمكة ان يرزق علماً لم يسبقه اليه احد ولا يؤخذ الا عنه فلما رجع من حجه فتح له علم العروض، رحمة الله عليه.

[19] سورة 5 آية: 59.

[20] سورة 4 آية: 140.


 

 
امتیاز دهی
 
 

 
خانه | بازگشت | حريم خصوصي كاربران |
Guest (PortalGuest)

دبيرخانه كنفرانس‌هاي بين‌المللي
مجری سایت : شرکت سیگما