يكشنبه 9 ارديبهشت 1403  
 

مقتل الامام الحسين (ع)

 
اللحظة الأخيرة
 

 مقتل الحسين (ع)

آية الله العظمى الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء  "قدس سره"

 

  



استغاثة الحسين (ع)

ثم إن الحسين (ع) لما نظر إلى مصارع أنصاره و أهل بيته و التفت يمينا فلم ير أحداً و التفت شمالا فلم ير أحدا استعبر باكيا و استغاث استغاثته الثانية و نادى هل من ذاب يذب عن حرم رسول الله هل من موحد يخاف الله فينا.هل من مغيث يرجو الله في أغاثتنا فلم يجب سوى زين العابدين (ع) فمنعته أم كلثوم لما به من المرض فقال:ذريني يا عمتاه أقاتل بين يدي ابن رسول الله.فصاح الحسين (ع) خذيه يا أختاه  لئلا تبقى الأرض خالية من نسل آل محمد.

يوم الملتقى

ثم عزم على لقاء القوم بنفسه فجاء إلى الخيام للتوديع ثاني مرة فنادى يا زينب يا أم كلثوم يا سكينة يا فاطمة عليكن مني السلام ثم جعل يوصيهن بالصبر و السكينة و التسليم لقضاء الله.و قال لهن:استعدوا للبلاء و اعلموا ان الله حافظكم و حاميكم و سينجيكم من شر الأعداء و يعذب أعداءكم بأنواع العذاب و يعوضكم عن هذه البلية بأنواع النعم و الكرامة فلا تشكوا و لا تقولوا بألسنتكم ما ينقص قدركم و يحبط أجركم.

فقالت:يا أبة أستسلمت للموت فإلى من تكلنا.فقال يا نور عيني كيف لا يستسلم للموت من لا ناصر له و لا معين,و رحمة الله و نصرته لا تفارقكم في الدنيا و لا في الآخرة فاصبري لقضاء الله و لا تشكي فان الدنيا فانية و الآخرة هي الباقية.

ثم بعد أن فرغ من وداع حرائر النبوة و ودائع الرسالة انحدر إلى المعركة موطناً على مجالدة القوم بنفسه و قبل أن يضع السيف فيهم ألقى خطبته الخامسة عليهم و هي التي يقول فيها:

الخطبة الخامسة

إيه أيتها الجماعة هذا آخر مقام اقرع فيه أسماعكم و احتج به عليكم إلى آخرها.

خطب تلك الخطب الأربع قبل الظهر و خطب هذه الخطبة بعد الظهر و ليس معه أحد ثم تقدم للمكافحة.

روى جميع أرباب المقاتل و إثبات المؤرخين الأفاضل انه صلوات الله عليه حين بقي وحيدا و تقدم للحرب.صار يتقدم إليه من جند ابن سعد من صناديد الأبطال وفرسان الرجال واحداً بعد واحد فيقتله.فصاح ابن سعد بأصحابه الويل لكم أتدرون لمن تقاتلون هذا ابن الأنزع البطين هذا ابن قتال العرب فاحملوا عليه بأجمعكم حملة رجل واحد.فحملوا عليه من كل جانب حتى جعلوه في مثل الدائرة و جعل هو (ع) يغوص في الأوساط و يقلب الميمنة على الميسرة حتى قتل عامتهم و أقام قيامتهم و لم يزل يقتل في كل حملة جملة.و في كل كرة كثرة و في كل زحوف الألوف.

قال حميد بن مسلم:فوالله ما رأيت مكسوراً قط قد قتل ولده و أصحابه اربط جأشاً و لا أمضى جناناً و لا أشد إقداما منه قط,و إن كانت الرجال لتشد عليه فيشد عليها بسيفه فتنكشف عنه انكشاف المعزى إذا شد فيها الذئب و لقد كان يحمل فيهم و قد تكاملوا ثلاثين ألفاً فينهزمون من بين يديه كأنهم الجراد المنتشر.و كان سلام الله عليه في كل تلك البرهة يقاتل فارساً تارة على المرتجز و أخرى على غيره.ولكن الظاهر إن الحجر المشؤوم و السهم المسموم ذو الثلاث شعب و طعنة صالح بن وهب أوجبت في وجوده المقدس ما لا يستطيع القلم أن يسطره و لا اللسان ان يذكره,و لكن لما خلا سرج ذي الجناح من هيكل الوحي و التنزيل,أو فقل هوى على الأرض عرش الملك الجليل و في المثل(عرش برزمين أفتاد)جعل صلوات الله عليه يقاتل و هو راجل في الأرض قتالا أقعد الفوارس و ارعد الفرائص.و أذهل عقول فرسان العرب و اطار عن الرؤوس الألباب و البلب.

يقول عز الدين بن الأثير:قاتل (ع) راجلا قتال الفارس الشجاع يتقي الرمية و يفترص العودة و يشد على الخيل و هو يقول:ويحكم أعلى قتلي تجتمعون,ثم يرجع إلى مركزه و يقول:لا حول و لا قوة إلاّ بالله.

قال المجلسي رحمه الله:ثم حمل عليهم كالليث المغضب فجعل لا يلحق أحدا إلاّ بعجه بسيفه فقتله.و السهام تأخذه من كل ناحية و هو يتقيها بنحره و صدره و يقول يا أمة السوء بئسما خلفتم نبيكم محمداً في عترته.و لم يزل (ع) على هذا و مثله حتى اقتطعوه و حالوا بينه و بين رحله فصاح و يحكم يا شيعة آل أبي سفيان إن لم يكن لكم دين و كنتم لا تخافون المعاد فكونوا أحرارا في دنياكم و ارجعوا إلى احسابكم و أنسابكم إن كنتم عرباً كما تزعمون فناداه شمر ما تقول يا ابن فاطمة قال:أقول أنا الذي أقاتلكم و تقاتلونني و النساء ليس عليهن جناح فامنعوا عتاتكم عن التعرض لحرمي ما دمت حيا.فقال:لك ذلك يا ابن فاطمة ثم قال:اقصدوه بنفسه فلعمري لهو كفؤ كريم.

 

اللحظة الأخيرة

ثم جعل يحمل و يحملون عليه.و هو في ذلك يطلب شربة من الماء و يتلظى كبده من الظمأ و يلوك بلسانه من شدة العطش و قد صار كالخشبة.ثم لما اشتد به الاعياء و العناء و ضعف منه الحال عن القتال وقف ليستريح هنيئة و لكن سنان بن أنس و سيف زرعه بن شريك لم يتمكن معهما من الوقوف حتى على الأرض,و كان قد اعيا فقعد,و بينما (ع) هو جالس على الرمضاء خرج من الخيام غلام كأن وجهه فلقة قمر و في أذنيه قرطان يتذبذبان على خديه.فجعل يعدو و يركض حتى جاء إلى عمه الحسين(ع) و كأنه لما رأى عمه بتلك الحال و الدماء تسيل من جميع جوانبه و جوارحه ادهش و ذهل و بينما هو واقف ينظر إلى عمه مبهوتا اهوى ابحر بن كعب إلى الحسين(ع) بسيفه ليضربه فقال له الغلام:أتضرب عمي يا ابن الخبيثة فعدل بضربته إلى الغلام فأصابت يده فاطنها من المرفق و بقيت معلقة فصاح الغلام واعماه فأخذه عمه و ضمه إليه و أجلسه في حجره.فرماه حرملة بن كاهل بسهم فذبحه و هو في حجر عمه فاحتسبه عند الله و قال:هون علي ما نزل بي انه بعين الله.ثم جعل يبكي بكاءاً عالياً ثم انتهى به الحال (ع) أنه من كثرة نزف الدماء و من شدة العطش و الظمأ و من حرارة الشمس و لفح الهجير و ترادف المصائب و الرزايا لم يكن يتمكن حتى من البقاء جالسا على الأرض فصنع له وسادة من الرمل و نام عليها.

و لكن أحسب إن السهام التي في درعه الذي بنى عليه بنيانا و صار كالقنفذ منعته حتى من النوم فجعل أرواح العالمين له الفداء ينوء و يكبو و يضطجع ثم يرتفع حتى أغمي عليه و صار فرسه النجيب يحامي عنه و عليه يحوم.و الإمام تارة يقعد و أخرى يقوم.

قال ابن شهر آشوب:لما صرع الحسين (ع) جعل فرسه يحامي عنه فيثب على الفارس فيخبطه عن سرجه و يدوسه برجله حتى قتل الفرس أربعين فارساً.ثم تمرغ في دم الحسين (ع) وولى.و كأن ذلك الفرس بل الفارس لما رأى أن قد غلب عليه و إن الأمر قد خرج من يديه و ان الشر قد تفاقم أو زاد و إن سخط الله قد وقع على العباد أو كاد قصد نحو الخيمة و له صهيل عال و هو يضرب بيديه الأرض و يقول في صهيله:الظليمة الظليمة من أمة قتلت ابن بنت نبيها.

قال:فخرجت زينب بنت علي من الفسطاط تنادي وااخاه واسيداه ليت السماء اطبقت على الأرض و ليت الجبال تدكدكت على السهل يا ابن سعد ايقتل أبو عبد الله و أنت تنظر إليه فصرف بوجهه الخبيث عنها و دموعه تسيل على لحيته المشؤومة.

و الحسين (ع) في كل ذلك مغمى عليه و قد تحاماه الناس و كل من أقبل عليه انصرف عنه مخافة أن يلقى الله بدمه فتركوه قليلا ثم عادوا إليه و نادى شمر لعنه الله ويلكم ماذا تنتظرون بالرجل فلم يجسر عليه أحد فنزل إليه هو بنفسه(و كان ما كان من انفاذ مسطور).و لا حول و لا قوة إلا بالله.

يقول ناسخ هذا (المقتل) الشريف:محمد كاظم الشيخ محمد صادق الكتبي.قد استنسخته من النسخة التي هي بخط المرحوم المغفور له الإمام الشيخ محمد الحسين كاشف الغطاء S في يوم 20 رجب المرجب سنة 1382 هـ في النجف الاشرف على ساكنها السلام.

مراثي الإمام كاشف الغطاء في سيد الشهداء 

       1.  قوله يرثي الإمام الحسين (ع) :

القصيدة الهمزية

دع الدنيا فما دار الفناء
متى تصفو و تصفيك الليالي
تروقك في مسرتها صباحاً
تناهي كل ذي أمل فهلا
و فازت في سعادتها نفوس
فويلي ما أشد اليوم ضعفي
و يا خجلي و لم اعبأ بذنب
هداة الله خصبهم لواء
كفتهم(إنما)في الذكر فاكفف
أريد بأن اوفيهم ثناءاً
فأذكر من مصائبهم مزايا
قضوا ما بين مقتول بسم
برغم الدين أولاد الزواني
تعاوت من معاوية عليهم
يزيد بهم يزيد ظلام ظلم
و لا يوم أشد بلا و كرباً
غداة اتت تحف أبا علي
تسارع كالشهاب إلى هياج
و تطلع كالبدور مشعشعات
تسوق الظعن عزمتها و تحدو
ابوا إلا إلى العز انتساباً
و إن وقفوا بمعترك وضاقت
تهب رياح باسهم فتغدوا
بحرب من لم يدع من آل حرب
به قبل المنى ذاقوا المنايا
أمام إمامهم ثبتوا ضرابا
و حين قضوا حقوقا كان كل
دعابهم إلى الفردوس داعي الـ
و خروا بين متعفر جديل
و قام السبط بينهم مثيراً
ينادي أين عني يا حماة الـ
و أين فوارس الهيجا و أهل الـ
وفيتم يا كرام ومذ قضيتم
رحلتم نعما و تركتموني
رحلتم للنعيم فيا جزاكم
و ظل عميدكم فرداً أحاطت
بجيش ضاق رحب الأرض عنه
يطارد منهم سبعين ألفاً
سطا غضبان فانهزمت نجاءاً
فماتوا حين ادركهم فباتوا
تطير قلوبهم رعباً وضرباً
و لما شاءت الأقدار شيئاً
غدا غرضا تمزقه سهام الـ
تفطرَّ قلبه ظمأ و تروى
فوا لهفي خضيب الشيب يمسي
و يا لهفي عليك أبا علي
و يا لهفي عليك و أنت ملقى
ويالهفي لجسمك و العوادي
و يالهفي تشع على العوالي
أمهتوك الخبا والهف نفسي
برزن من الخدور منشرات الـ
دعت ببني لوي و هي صرعى
و أنتم يا بني مضر سبات
و تهتف يا ابن والدها مغيث
لئن رحت ابن ساقي الحوض عنا
و صبيتكم تلوي ظما و تروى
خبا ولهف الحفاظ وذي علينا
سبايا يا سرايا الحي تسري
فكم من نسوة حنت لطفل
و كم سلبت حجول من حجال
و ليس سوى العليل لها كفيل
تناهضه عداه باي حمل
و سيق مقيدا من فوق عجف
فيا زين العباد فدتك جل الـ
لئن قادوك للطاغي اسيراً
فلن اخفى و هل بالشمس إلا
و يا شلت يد أولتك سوءاً
و يا عقرت ركائب سيرتكم
 

 

بأهل للمودة و الصفاء
و قد كونت من طين و ماء
و تطرق بالمساءة في المساء
لعينك يا شباب من انتهاء
و ليتك لو قصرت عن الشفاء
و أعصاني لجبار السماء
و أهل مودتي أهل العباء
الهدى و الحمد بورك من لواء
فعنك لهم بها خير اكتفاء
و إن عزوا و جلوا عن ثناء
تولهني فانشج في الرثاء
و محزوز الوريد من القفاء
تشفت من ذراري الأنبياء
كلاب الكفر من دان و ناء
فينقص من نجوم الأوصياء
كيومهم بعرصة كربلاء
فوارس من بني عمرو العلاء
و تثبت كالهضاب لدى اللقاء
تعوم من الحديد ببحر ماء
إذا ضربت بذكر أو دعاء
فليس لهم أب غير الآباء
بجيش عداهم سعة الفضاء
رؤوس القوم فيها كالهباء
سوى ذكر تجزى أو شقاء
و قبل النار صاعقة السماء
ترد القوم عنه إلى وراء
بها عند البلا حسن البلاء
ـكرامة فاستجابوا للدعاء
على الرمضا و آخر بالعراء
لهم و هم على وجه الثراء
ـهدى ورعاة حق الاهتداء
ـوفا و ليوث اخوان الصفاء
قضى أسفاً لكم كرم الوفاء
أكابد ما أكابد من عناء
بها خير الجزا مولى الجزاء
به زمراً جموع الاشقياء
فعجت بالعجاج إلى السماء
طراد الضاريات قطيع شاء
تظن لها نجاة بالنجاء
بسيف عاث فيهم بالوباء
رؤوسهم تطاير في الهواء
و قال السبط أنت و ما تشائي
ـعدى عن قوس بغي و اعتداء
به عسالة الأسل الظماء
على ظمأ غريقا بالدماء
عن الأهلين و الاوطان نائي
على الغبرى ثلاثا بالعراء
تجول عليه مسلوب الرداء
رؤوسكم بأوجهها الوضاء
عليك و أنت مسبي النساء
ـشعور عليك تجهش بالبكاء
على الغبرا منكسة اللواء
و نحن نسير اسرى في السباء
الصريخ مجيب واعية النداء
فمن يغدو علينا بالسقاء
بحد السهم من حد الرواء
العدى بالخيل تهجم للخباء
حرائركم ربيبات الخباء
و كم طفل يحن إلى النساء
و كم ضربت و سبت في السباء
و ماذا بالعليل من الغناء
و ينهضه ظناه بأي داء
النياق بلا غطا و بلا وطاء
ـعباد و ليس تصلح للفداء
و آل الله حولك كالاماء
على العين المريضة من خفاء
و ما هي من عبيدك بالسواء
إلى الشام المشومة في عناء
   

 

       2.وله يرثي الإمام أيضاً بقوله:

أقوت فهن من الانيس خلاء
درست فغيرت البلا فكأنما
يا دار مقرية الضيوف بشاشة
عبقت بتربك نفحة مسكية
عهدي بربعك انسابك آهلا
و ترى ربوعك للنواظر أثمد
قد كان مجتمع الهوى و اليوم في
اخنى عليه دهره و الدهر لا
أين الذين ببشرهم و بنشرهم
ضربوا بعرصة كربلاء خيامهم
لله أي رزية في كربلا
يوم به سل ابن أحمد مرهفا
و فدى شريعة جده بعصابة
صيد إذا ارتعد الكمي مهابة
و علا الغبار فاظلمت لولا سنا
عشت العيون فليس إلا الطعنة الـ
زحفوا إلى ورد المنون تشوقاً
عبست وجوه عداهم فتبسموا
فلها قراع السمهري تسامر
يأبى لها من أن تشم مذلة
يقتادهم للحرب أروع ماجد
صحبته من عزماته هندية
بحري المنايا السود طوع يمينه
دلت لعزمته القروم بموقف
بفرائص رعدت و هامات همت
ولأن تنكر في العجاج فطالما
من أبيض نثر الرؤوس و أسمر
كره الحمام لقاءه في معرك
بأبى أبي الضيم سيم هوانه
و تألبوا زمراً عليه تقودها
فسطا عليهم مفرداً فثنت له
يا واحداً للشهب من عزماته
ضاقت بها سعة الفضاء على العدى
فغدت رؤوسهم تخر امامهم
تسع السيوف رقابهم ضربا وبا
 ما زال يفنيهم إلى أن كاد ان
لكنما طلب الاله لقاءه
فهوى على غبرائها فتضعضعت
و على السنان برأسه فالصعدة الـ
و مكفن و ثيابه قصد القنا
ظام تفطر قلبه ظمأ وباالـ
تبكي السماء دماً له أفلا بكت
والهف قلبي يا ابن بنت محمد
فلخيلها أجسامكم و لنبلها
و على رؤوس السمر منكم أرؤس
يا ابن النبي اقول فيك معزيا
ما غض من علياك سوء صنيعهم
إن تمسي مغبر الجبين معفراً
أو تبق فوق الأرض غير مغسل
أو تغتدي عار فقد صنعت لكم
أو تقضي ظمآن الفؤاد فمن دما
فلو أن (أحمد) قد رآك على الثرى
أو بالطفوف رأت ظماك سقتك من
ياليت لا عذب الفرات لوارد
كم حرة نهب العدى ابياتها
تعدو و تدعو بالحماة و لم يكن
تعدو فان عادت عليها بالعدى
هتفت تثير كفيلها و كفيلها
يا كعبة البيت الحرام و من سمت
لله يوم فيه قد أمسيتم
حملوا لكم في السبي كل مصونة
ثكلى تحن لشجوها عيس الفلا
تنعى ليوث البأس من فتيانها
رقدوا و ليس بعزمهم من رقدة
تبكيهم بدم فقل بالمهجة الـ
ناحت فلما غضضت من صوتها
حنت و لكن الحنين بكى و قد
و قست عليهن القلوب فدونها
و خدت بهن اليعملات فلاتها
و مقيد قام الحديد بمتنه
رهن الضنا قعدت به أسقامه
و غدت ترق على بليته العدى
لله سر الله و هو محجب
أنى اغتدى للكافرين غنيمة
عال على عجف المطي تتقادف الأ
طوع الأكف و كلهن لئيمة
و هو الذي لو شاء أن يفنيهم
و هوت له شهب السماء بقوسها
 آل النبي لان تعاظم رزؤكم
 فلأنتم يا ايها الشفعاء في
و إليكم من بكر فكري ثاكل
حـــسناء جــاءت للــعــزاء و لم تعـــد 

 

 

دمن محت آياتها الأنواء
طارت بشمل أنيسها عنقاء
وقراي منك الوجد و البرحاء
و سقت ثراك الديمة الوطفاء
يعلوه منك البشر و السراء
و العقد حلى ضياءك الحصباء
عرصاته تتفرق الاهواء
يرجى له لذوي الوفاء وفاء
يحي الرجاء و تأرج الأرجاء
فأطل كرب فوقها و بلاء
عظمت فهانت دونها الارزاء
لفرنده بدجى الوغا لألاء
تفدى و قل من في الوجود فداء
و مشت إلى اكفائها الاكفاء
جبهاتها و سيوفها الهيجاء
ـسنجلا و إلا المقلة الخوصاء
حتى كأن مماتها الأحياء
فرحاً و أظلمت الوغى فأضاؤوا
و صليل وقع المرهفات غناء
أنف أشم و همت قعساء
صعب القياد على الاباء إباء
بيضاء أو يزنية سمراء
و تصرف الأقدار حيث تشاء
عفت به آباؤها الأنباء
مذ لاح بارق سيفه الوضاء
شهدت بغر فعاله الهيجاء
نظمت بسلك كعوبه الأحشاء
حسدت به أمواتها الأحياء
فلواه من برد الهوان اباء
لقتاله الأحقاد والبغضاء
تلك الجموع النظرة الشزراء
تسري لديه كتيبة شهباء
فتيقنوا ما بالنجاة رجاء
فوق الثرى وجسومهن وراء
لاجسام منهم ضاقت البيداء
يأتي على الايجاد منه فناء
و جرى بما قد شاء فيه قضاء
 لهوية الغبراء و الخضراء
ـسمراء فيها الطلعة الغراء
و مغسل و له المياه دماء
ـحملات منه ترتوي الغبراء
ماءاً لغلة قلبه الأنواء
لك و العدى بك أدركوا ما شاؤوا
أكبادكم ولقضبها الأعضاء
شمس الضحى لوجوهها حرباء
نفساً و عز على الثكول عزاء
شرفاً و إن عظم الذي قد جاؤوا
فعليك من نور النبي بهاء
فلك البسيطان الثرى و الماء
برد العلى الخطي لا (صنعاء)
أعداك سيفك و الرماح رواء
 لفرشن منه لجسمك الاحشاء
ماء المدامع أمك (الزهراء)
و قلوب ابناء النبي ظماء
و تقاسمت احشاءها الأرزاء
بسوى السياط لها يجاب دعاء
عدو العوادي الجرد و العدواء
قد ارمضته في الثرى الرمضاء
بهم على هام السما البطحاء
اسراء قوم هم لكم (طلقاء)
و سروا بها في الأسر أنىّ شاؤوا
و ترق إن ناجت لها الورقاء
و غيوثها إن عمت البأساء
و غفوا و ما في بأسهم إغفاء
ـحرى تسيل الدمعة الحمراء
بزفيرها أنفاسها الصعداء
ناحت و لكن نوحها إيماء
الصخر الأصم و دونها الخنساء
و لهن رجع حنينهن حداء
غلا و أقعد جسمه الإعياء
و سرت به المهزولة العجفاء
ما حال من رقت له الأعداء
و ضمير غيب الله  وهو خفاء
في حكمها ينقاد حيث يشاء
مصار فيه و ترتمي الأحياء
نصب العيون و كلها عمياء
قذفتهم الدأماء و الدهماء
و أطاعه الإصباح و الامساء
و تصاغرت في وقعه الأرزاء
يوم الجزاء و أنتم الخصماء
تنعى و قد أودت بها البرحاء
إلا بحسن منكم الحسناء

 

 

 3.و له أيضاً يرثي الإمام الحسين (ع) :

القصيدة البائية

خذوا الماء من عيني و الماء من قلبي
و لا تحسبوا نيران وجدي تنطفي
و لا أن ذاك السيل يبرد غلتي
و لا أن ذاك الوجد مني صبابة
نفي عن فؤادي كل لهو وباطل
أبيت لها أطوي الضلوع على جوى
رزاياكم يا آل بيت محمد
عمى لعيون لا تفيض دموعها
و تعساً لقلب لا يمزقه الأسى
فواحرتا قلبي و تلك حشاشتي
أأنسى و هل ينسى رزاياكم التي
أأنساكم حر القلوب على الظما
أأنسى باطراف الرماح رؤوسكم
أأنسى طراد الخيل فوق جسومكم
أأنسى دماءاً قد سفكن و أدمعاً
أأنسى بيوتاً قدنهبن و نسوة
أأنسى اقتحام الظالمين بيوتكم
أأنسى اضطرام النار فيها و ما بها
أأنسى لكم في عرصة الطف موقفاً
تشاطرتموا فيه رجالاً و نسوة
فأنتم به للقتل و النبل و القنا
إذا أوجبت أحشاءها وطأة العدى
و إن نازعتها الحلي فالسوط كم له
و إن جذبت عنها البراقع جددت
و إن سلبت عنها المقانع قنعت
و ثاكلة حنت فما العيس في الفلا
تروي الثرى بالدمع و القلب ناره
و تندب عن شجو فتعطي بندبها
و تنعى فتشجى الصم زينب إذ نعت
تثير على وجه الثرى من حماتها
نيام على الأحقاب لكن بلا كرى
تطارحهم بالعتب شجواً و انها
حمواخدرهاحتىأستبيحت دماؤهم
و من دونها أجسامهم ورؤوسهم
فيا مدركي الاوتار حتام صبركم
ويا طاعني صدر الكتائب مالكم
وياطاحني هام العدى ما انتظاركم
ويامزعجي أسد الشرى ما قعودكم
جبار بأيدي الظالمين دماؤكم
فكم غرة فوق الرماح وحرة
وكم من يتيم موثق ليتيمة
بني النسب الوضاح و الحسب الذي
إذا عدت الأنساب للفخر أو غدت
فما نسبي إلا إنتسابي إليكم

 

 

و لا تحملوا للبرق منا و لا السحب
بطوفان ذاك المدمع السافح الغرب
فكم مدمع صب لذي غلة صب
لغانية عفراء أو شادن ترب
لواعج قد جرعتني غصص الكرب
كأني على جمر الغضا واضعاً جنبي
أغص لذكراهن بالمنهل العذب
عليكم و قد فاضت دماكم على الترب
لحرب بها قد مزقتكم بنو حرب
تطير شظاياها بواحرتا قلبي
البتّ على دين الهداية ذو لب
تذادون ذود الخمس عن سائغ الشرب
تطلع كالأقمار في الأنجم الشهب
و ما وطأت من موضع الطعن و الضرب
سكبن و أحرارا هتكن من الحجب
سلبن و أكباداً أذبن من الرعب
تروع آل الله بالضرب و النهب
سوى صبية فرت مذعرة السرب
على الهضب كنتم فيه أرسى من الهضب
 - على قلة الأنصار – فادحة الخطب
و نسوتكم للأسر و السبي و السلب
على ندبها لكن على غوثها الندب
على عضديها من سوار و من قلب
براقع تعلوهن حمراً من الضرب
إذا بثت الشكوى عن السلب بالسب
و ناحت فما الورعاء في الغصن الرطب
تشب و قد يخطي الحيا موضع الجدب
لكل حشىً ما في حشاها من الندب
و تصدع شكواها الرواسي من الهضب
ليوث وغى لكن موسدة الترب
و نشوانة الاعطاف لكن بلا شرب
لتعلم بعد القوم عن خطة العتب
و طلت و ما طالت اليها يد النصب
غدت نهب اطراف الاسنة و القضب
وأوتاركم ضاقت بها سعة الرحب
قعدتم و في أيديكم قائم العضب
وقد طحنتكم في الحروب رحى الحرب
و قد ظفرت من ليثكم ظفر الكلب
فياغيرة الجبار من غضب هبي
لآل رسول الله سيقت على النجب
و مسبية بالحبل شدت إلى مسبي
تعالى فاضحى قاب قوسين للرب
تطاول بالأنساب سيارة الشهب
و ما حسبي إلا بأنكم حسبي

 

و له ايضاً يرثي الإمام الحسين (ع) قوله:

القصيدة الهائية

بنفسي اذابتها أسى زفراتها
و تذكرت عهد المحصب من منى
وأنا العصي من الابا وخلايقي
بأبي و بي منهم أجل عصابة
عطروا الثياب سروا فقل في روضة
ركب حجازيون اعرقت العلى
تحدو الحداة بذكرهم و كانما
ومطوحين ولا غناء لهم سوى
و إلى اللقاء تشوقاً أعطافها
خفت بهم نحو المنايا همة
وبعزمها من مثل ما بأكفها
فكأن من عزماتها اسيافها
وملوك بأس في الحروب قبابها
أحلاهم ألف إذا ضمت على
يسطون في الجم الغفير ضياغماً
كالليث أو كالغيث في يومي وغى
حتى إذا نزلوا العراق فاشرقت
ضربوا الخيام بكربلا و عليهم
نزلوا بها فانصاع من شوك القنا
وتقحموا ليل الخطوب فأشرقت
وبدت علوج أمية فتعرضت
تعدوا لها فتميتها رعباً وذي
حتى إذا وفت حقوق وفائها
شاء الاله فنكست أعلامها
وهوت كما انهالت على وجه الثرى
وغدت تقسم بالضبا أشلاؤها
ثم انثنى فرداً أبو السجاد فاجـ
غير أن يحمل عزمه حملت إلى
يحمي مخيمه فقل أسد الشرى
خطب العدى فوق الأعادي خطبة
وعظ اللسان ومذعتوا عن أمره
نثر الرؤوس بسيفه ونظمن في
يروي الثرى بدمائهم وحشاه من
لو قبلت من فوق غلة قلبه
تبكي السماء له دما أفلا بكت
واحر قلبي يا ابن بنت محمد
منعتك من نيل الفرات فلا هنى
وعلى الثنايا منك يلعب عودها
وبهم تروح العاديات و تغتدي
هاتيك في حر الهجير جسومها
بأبي و بي منهم محاسن في الثرى
اقوت محاسن أنسهم و الوحش كم
يا هل ترى مضراً درت ماذا لقت
خفرت لها أبناء حرب ذمة
جارت على تلك المنيعات التي
حتى غدت بين الاراذل مغنماً
فلضربها أعفاءها ولبسها
وثواكل لما منعن من البكا
زفراتها لو لم تكن مشفوعة
وعلى الأيانق من بنات محمد
أبدى العدو لها وجوهاً لم تبن
ومروعة في السبي تشكو بثها
قامت تسب لها جدود أراذل
يا غيرة الجبار أنى و العدى
يا حرمة هتكت لعزة أحمد
احماة دين الله كيف بناتكم
تطوي الفلاة بها وما ضاقت على
وخيامكم تلك التي أوتادها
بالنار أضرمها العدو وأنتم
فرّت تنادى في الفلاة نوائح
حتى إذا وقفت على جثث لكم
قدحت لكم زند العتاب فلم تجد
وسرت على حال يحق لشجوها
حنت ولولا زجر زجر ما حدت
يالوعة قعدت وقامت في الحشى
قعدت و لا تنفك أو أرزاؤكم
فانهض فدى لك أنفس كمنت بها
واحصد رؤوسهم فكم رأس لكم
جروا إليكم كل جور نالكم
فلرزئكم إن لم أمت حزنا فلي
ولقد نشرت رثاً لكم وكأن في
واليكم من بكر فكري ثاكل
منكم لكم أهديتها وبرزئكم
ولنشأتي أنشأتها ذخراً لكم
ولمهجتي بولاكم الحسنى إذا
فولاؤكم حسبي واني عبدكم
واليكم شكواي من نفس غدت
وجرائم عبت بمهلك لجة
وأنا الغريق بكم فهل إلا بكم
وعليكم يا رحمة الباري من
           

 

فجرت بها محمرة عبراتها
فتوقدت بضلوعها جمراتها
في طاعة الحر الكريم عصاتها
سارت تؤم من العلى سرواتها
غب السحاب سرت به نسماتها
فيهم و مسك ثنائهم شاماتها
فتقت لطيمة تاجر لهواتها
هزج التلاوة رتلت آياتها
مهزوزة فكأنما قنواتها
ثقلت على جيش العدى وطآتها
قطع الحديد تأججت لهباتها
طبعت و من أسيافها عزماتها
قب البطون و دستها صهواتها
ألف المعاطف منهم لاماتها
لكنما شجر القنا اجماتها
وندى غدت هباتها وهباتها
بوجوههم و سيوفهم ظلماتها
قد خيمت ببلائها كرباتها
ولظى الهواجر ماؤها و نباتها
بوجوههم و سيوفهم ظلماتها
للأسد في يوم الهياج شباتها
يوم اللقا بعداتها عاداتها
وعلت بفردوس العلى درجاتها
 وجرى القضاء فنكست راياتها
من صم شاهقة الذرى هضباتها
لكن تزيد طلاقة قسماتها
ـتمعت عليه طغامها و طغاتها
حرب جيوش منية حملاتها
ديست على أشبالها غاباتها
للسانه و سنانه كلماتها
طعن السنان فلم تفته عتاتها
سلك القنا لقلوبهم حباتها
ظمأ تطاير شعلة قطعاتها
صم الصفا ذابت عليه صفاتها
ماء لغلة قلبه قطراتها
لك والعدى بك انجحت طلباتها
للناس بعدك نيلها وفراتها
وبرأسك السامي تشال قناتها
وجسومكم فوق الثرى حلباتها
صرعى و تلك على القنا هاماتها
للحشر تنشر فخرهم حسناتها
راحت و من اسيافهم أقواتها
في كربلا ابناؤها و بناتها
هتكت لهم ما بينها خفراتها
تهوى النجوم لو انها جاراتها
تنتاشها أجلافها وجفاتها
أبرادها ولنهبها أبياتها
و النوح رددها الشجى لهواتها
بالدمع اضرمت السما جذواتها
في الشمس تصلى حرها أخواتها
حتى لأنفاس الصبا صفحاتها
فتجاب ضرباً بالسياط شكاتها
قعدت بها عن شأوهم سباتها
راحت و في ابياتكم غاراتها
فيها و عزة ربه حرماتها
ساروا بها و الشامتون حماتها
حرب بشعث خيولهم فلواتها
شهب السماء وعرشها ذراتها
أربابها و حريمكم رباتها
حسرى تقطع قلبها حسراتها
طالت عليها للظبا وقفاتها
غير السياط لجنبها هفواتها
الأفلاك لو وقفت لها حركاتها
أظعانها بسوى الحنين حداتها
خرساء تنطق بالشجى نفثاتها
بقيام قائمكم تصاب تراتها
طير الشجون كأنها وكناتها
حصدته بعد ولم يشب شباتها
من عصبة فعليهم لعناتها
نفس أذابتها أسى زفراتها
طي الجوانح للقنا وخزاتها
تنعى فتهتف بالنفوس نعاتها
آل النبي ختمتها و بدأتها
أفها أخيب و فيكم أنشاتها
فقدت غداً بصحيفتي حسناتها
فخري و ذخري ان تضق حلقاتها
تقتادني للسوء أماراتها
ترمى لها بنفوسنا غفلاتها
للنفس(يا سفن النجاة)نجاتها
التسليم ما سارت به صلواتها
 

 

 5.وله من قصيدة يرثي بها الإمام أيضاً قوله:

القصيدة الثائية

لك الله من قلب بأيدي الحوادث
تمر به الأفراح مرة مسرع
تذكر من أرزاء آل محمد
 

 

لعبن به الاشجان لعبة عابث
وتوقفه الاتراح وقفة ماكث
مصائب جلت من قديم و حادث

 

وفيها يقول:

إلى أن دبت تسري بسم نفاقهم
فأخنت على آل النبي بوقعة
غداة استغاث الدين بابن نبيه
بحلم إذا اشتد البلا غير طائش
ونجدة عزم من لوي وجوههم
رمى لهوات الخطب فيه فجردوا
وهاجوا اشتياقاً للهياج كأنما
وأطرابهم وقع الضبا فكأنه
لقد ثبتوا في موقف هان عنده
ولما قضوا من ذمة المجد حقها
مضوا تأرج الأرجاء من طيب ذكرهم
وما رحلوا إلا بكل كريمة
أبا حسن يهنيك مجد مؤثل
لقد جددوا ذكراً لعلياك ماعفا
لأورثتهم ذاك الحفاظ وما بهم
مصاعب تأبى لوثة الذل منهم
وما فجعت أم الآباء بمثلهم
وعز على الإسلام يومهم الذي
وما برحوا حتى تفانوا على الهدى
فلهفي لهم من كل لاهب عزمة
ومن غارب ظام وليس ظواميا
وفي الأسر كم من بنت وحي سروابها
ومرضعة غصت برزء رضيعها
أبا حسن ما كنت إن صارخ دعا
وتلك نساكم مذ أحاطت بها العدى
فما عثرت بالاسر منكم بمنجد
وما هاجكم من نعيها نوح نائح
وأنتم مساعير الهياج مواقد
رزان الحجي لكن يطيشون في خطا
فلا صبر حتى ترجع البيض منهم
وحتى تثير الخيل كل عجاجه
مقصرة عمر العدو إذا انبرت
ولا صبر حتى تجعلوا الصبر مشرباً
يميناً بني الهادي بفرقان مجدكم
لقد غرست أرزاؤكم في حشاشتي
نبتن على جمر قديم من الجوى
مصائب اشجتني وصيرن مقولي
نوافذ في أعدائكم ولنوحكم
مراث تذيب الصخران عشت نحتكم
        

 

إلى كربلا رقش الأفاعي النوافث
بها عاث في شمل الهدى كل عابث
فهب له من نصرة خير غايث
وعزم إذا الداعي دعا غير رايث
تعد لكشف النائبات الكوارث
من العزم أمثال الرقاق الغوارث
لهم في الوغى خود الظباء الرواعث
رنين المثاني عندهم والمثالث
زوال الجبال الراسيات المواكث
وصانواحمى التوحيد من شعث شاعث
وتستدفع اللأوابهم في الهنابث
بها البسوا حربا ثياب الخبائث
لأبناك معقود القديم بحادث
وغرّ مساغ منك غير رثايث
وعلياهم من حاجة للتوارث
مفارق لم تعصب بضيم للايث
أجادل أضحت مغنماً للاباغث
احيطوا به بالمارقين النواكث
وعاث بهم في سيله كل عابث
تناهش من أشلائه كل لاهث
صدور القنا منه ولا بغوارث
إلى الشام فوق المزعجات الدلايث
فحنت حنين الهائمات الرواغث
ليسعد بالواني ولا المتماكث
دعت بالملاجي منكم والمغارث
ولا ظفرت بالسبي منكم بغايث
ولا هزكم من عتبها بعث باعث
تسعر في اسيافكم لا المحارث
إلى دعوة المستصرخين حثايث
تفيض دماً فيض الجواري الطوامث
يرى الجو منها كالملا المتواعث
على الضنك منكم بالطوال الملاوث
لقوم لهم لذت طعوم الخبايث
وما أنا بالفرقان يوماً بحانث
من الوجد افنان الشجون الاثايث
يشب على مر الليالي الحوادث
ينوب لكم من كل رقشاء نافث
إلى البعث عادت من أشد البواعث
بهن و ان أهلك يرثهن وارثي
 

 6.وله يرثي الإمام الحسين (ع) قوله:

القصيدة الهائية

القلب حر جوى ذاك توهجه
أفدي الأُلى سحراً اسرى بهم ظعن
ركب على جنة المأوى معرسة
مثل الحسين تضيق الأرض فيه فلا
ويطلب الامن بالبطحا وخوف بني
وهو الذي شرف البيت الحرام به
يا حائراً لاوحاشا نور عزمته
وواسع الحلم والدنيا تضيق به
ويا مليكا رعاياه عليه طغت
يا عارياً قد كساه النورثوب سناً
ياري كل ظمأ واليوم قلبك من
يا ميتاً بات و الذاري يكفنه
ويا مسيح هدى للرأس منه على الـ
و يا كليما هوى فوق الثرى صعقا
ويا مغيث الهدى كم تستغيث ولا
فأين جدك و الأنصار عنك ألا
وأين فرسان عدنان وكل فتى
وأين عنك أبوك المرتضى أفلا
يروك بالطف فرداً بين جمع عدى
تخوض فوق سفين الخيل بحر دم
حاشا لوجهك يا نور النبوة أن
وللجبين بانوار الإمامة قد
أعيذ جسمك يا روح النبي بأن
عار يحوك له الذكر الجميل ردى
والرأس بالرمح مرفوع مبلجه
حديث رزء قديم الأصل اخرج إذ
إلى أن يقول:

لكن أمية جاءتكم بأخبث ما
سرت بنسوتكم للشام في ظعن
من كل والهة حسرى يعنفها
كم دملج صاغه ضرب السياط على
ولا كفيل لها غير العليل سرت
تشكو عداها وتنعى قومها فلها
فنعيها بشجى الشكوى تؤلفه
ويدخل الشجو في الصخرالأصم لها
فيا لارزائكم سدت على جزعي
يفر قلبي من حر الغليل إلى
أود أن لا أزال الدهر انشؤها
ومقولي طلق في القول أعهده
ولا يزال على طول الزمان لكم
   

 

الدمع يطفيه والذكرى تؤججه
وراه حاد من الأقدار يزعجه
لكن على محن البلوى معرجه
يدري إلى أين ماواه ومولجه
سفيان يقلقله عنها ويخرجه
ولاح بعد العمى للناس منهجه
 بمن سواك الهدى قد شع مسرجه
سواك إن ضاق خطب من يفرجه
وبالخلافة باريه متوجه
زها بصبغ الدم القاني مدبجه
حر الظما لو يمس الصخر ينضجه
و الأرض بالترب كافوراً تؤرجه
ـرماح معراج قدس راح يعرجه
لكن محياه فوق الرمح ابلجه
مغيث نحوك يلويه تحرجه
هبت له أوسه منهم وخزرجه
شاكي السلاح لدى الهيجا مدججه
يهيجه لك إذ تدعو مهيجه
البغي يلجمه والغي يسرجه
بالبيض و السمر زخار مموجه
يمسي على الأرض مغبراً مبلجه
زها وصخر بني صخر يشججه
يبقى ثلاثاً على البوغا مضرجه
أيدي صنائعه بالفخر تنسجه
والثغر بالعود مقروع مفلجه
 عن الأُلى صح اسناداً مخرجه

 

كانت على ذلك المنوال تنسجه
قبابه الكور والاقتاب هودجه
على عجاف المطى بالسير مدلجه
زند بأيدي الجفاة ابتز دملجه
ترثي له ألم البلوى وتنشجه
حال من الشجو لف الصبر مدرجه
ودمعها بدم الأحشاء تمزجه
تزفر من شظايا القلب تخرجه
باباً من الصبر لاينفعك مرتجه
طول العويل ولكن ليس يثلجه
مرائياً لو تمس الطود تزعجه
لكن عظيم رزاياكم تلجلجه
في القلب حر جوى ذاك توهجه
 

 7.وله يرثي علي بن الحسين الأكبر H قوله:

القصيدة الحائية في رثاء الأكبر

هو الوجد يذكيه الجوى في الجوانح
لآل علي يوم سيموا بفادح
فساروا سراعاً للمنايا موارحاً
أهابوا إليها سيداً بعد سيد
وابدوا لحر الطعن حر محاسن
فمن يفع لف الكهول بمثلها
وذي نجدة يستقبل الخيل اعزلا
إذا أظلمت من عجها حومة الوغا
واشبههم خلقاً وخلقاً ومنطقاً
وكانوا ذا اشتاقوا لوجه محمد
فلهفي لبدر من محياه ساطع
يموج بماء الحسن ماء شبابه
تميس على اعطافه وفراته
إذا نشرتها هبة العزم لم تجد
وما بلغ العشرين ريعان عمره
أجال الوغى جول الرحى و انكفى إلى
دعاه بصوت يصدع الصم شجوه
دعاه أبي هل من سبيل لشربة
جهدت باثقال الحديد وكضني
فلهفي له يشكو ظماه لمثله
فقال له ارجع يابني إلى العدى
وتشربها من كاس جدك شربة
فعرج للهيجاء ليس بناكل
فلله ذاك الغصن غضا شبابه
بكته مواضيهم دماً وتشاجرت
كأن به بيض الصفائح ولعاً
يصافح بيض الهند صفحة خده
إلى أن غدا في الله شلوا موزعاً
تحن عليها الخيل عند صهيلها
فيا مأتماً بالطف بين صواهل
اهاب بربات الحجى من حجالها
فابرزها حر المصاب حواسراً
بني على الدنيا العفا مذ تركتها
فأمسيت ما بين النبي وفاطم
كدحت إلى الرضوان لكن تركتني
فلست لرزء بعد ذاك بواجد
أعدة عدنان وبجدة هاشم
نعت مضر الحمراء فيك فخارها
منى النفس لا تبعد فان جوانحى
تقاصرت عمرا واستطلت مفاخرا
ولولا حذار السمر صيرت موضعاً
فان تقض ظمآنا فلى بك ادمع
وهيهات أن ترقى وكيف وقد غدت
وشد عليهم شدة الليث مغضبا
صفوح عن الجانى فان سيم بالاذى
حريب لغير الصلح غير محارب
وقال خذيني يا سيوف فليس لي
وعاد لاطراف الاسنة مندبا
ألا يابني الهادي يعز على الهدى
فلهفي عليكم للرماح رؤوسكم
دماؤكم شرب العواسل و الضبا
عطاشى على شاطي الفرات فلا هنت
ألا لا جرى من بعدكم ماء منهل
وأنكى رزايا الدهر إن حريمكم
سبايا بايدي الظالمين طلائحا
تحن حنين الفاقدات فصيلها
تجارى ملث المزن من عبراتها
سوى انها تنهل من صفح ناظر
فيا لرزاياكم على بعد عهدها
رمتكم بنو سفيان عن قوس كفرها
ذهبتم بها ملء السماء مناقبا
لئن فاتني بالطف حظ ولم اقم
ففي كبدي قرح بكم لم ازل به
قوافي لم تصلح ولكن اعدها
سقيمات صوغ اللفظ لكن عقودها
عساها بكم ان خف ميزان طاعتي
 

 

فيجري بمنهل الدموع السوافح
له عقمت أم الرزايا الفوادح
تهب بجرد للطعان موارح
وخفوا إليها صالحا إثر صالح
وسمن بني حرب بخزي المقائح
ومن جذع أدمى قروح القوارح
فيفتك فيها رمحه فتك رامح
رماها محياه بضوء المصابح
بأحمد في غر الثنا والمدائح
عنوا لمحيا منه بالشبه واضح
ولكن ببحر من دم النحر سابح
ويروي الظما جمراً وراء الجوانح
فقل سود أعلام القنا المتطاوح
سوى لف رايات الكماة الجحاجح
والقى المئين البهم فوق الصحاصح
أبيه بقلب عن سنا الجمر فادح
ويفجع حتى الساجعات الصوادح
تعين على ضرب العدى و التكافح
ظماى بحر الهاجرات البوارح
ويرجع من تأميله غير ناجح
لتمسي قرير العين ريا الجوانح
تقيك الظما و الضيم بعد الفوادح
والحج في الاوساط لامتحانح
ذوى فهوى فوق الصفا و الصفائح
عليه وشيجات القنا المتناوح
فكم لاعتناق تنثني وتصافح
وتهفو له اعلامه كالمراوح
لسمر العوالي أو لبيض الصفائح
إذا ما علا بالويل نوح النوائح
اقيم على ذعر وبين صوائح
وكن مكان النيرات للائح
تعادى على جمر الجوى والجوانح
ورحت إلى دار المنى و المنايح
وأمسيت ما بين العدى و الكواشح
وراءك في بؤس من العيش كادح
ولا بنعيم عن لقاك بفادح
ونجدة قهر يوم ضيق المنادح
واثكلت بالعليا قريش الاباطح
لغيرك ما عمرت غير جوانح
فكنت كلمع السقط من زند قادح
لشلوك في احشاى لا في القوائح
ستغنى ثرى مثواك عن كل دالح
تدفع عن قلب من الحزن طافح
يطارحهم بالعضب شر المطارح
وشرب القذاسل الضبا غير صافح
ولكن لغير الموت غير مصالح
وراءهم بالعيش بلغة ناجح
جراحاتها منه بملء الجوارح
مصارعكم تحت السوافى اللوافح
وأجسادكم للعاديات الضوابح
وأشلاؤكم طعم الطيور الجوارح
موارده شربا لغاد ورائح
جزرتم على شاطيه جزر الذبائح
تجشم للشامات طى الصحاصح
تساق على احلاس عجف طلايح
روازح ثكل فوق هزل روازح
بجارى دموع كالغوادي روائح
يسيل بدمع عن دم القلب ناضح
تقرب لي من لوعتي كل نازح
بجائحة امست امض الجوائح
وراحوا بها ملء الفضا بالفضائح
لديكم مقام الناصح المتناصح
أجود بنفسي أو تجود قرائحي
لذكركم في الباقيات الصوالح
أتت عن نوايا في ولاكم صحائح
ترد بميزان من العفو راجح

 


 

 
امتیاز دهی
 
 

 
خانه | بازگشت | حريم خصوصي كاربران |
Guest (PortalGuest)

دبيرخانه كنفرانس‌هاي بين‌المللي
مجری سایت : شرکت سیگما