الإثنين, شوال 27, 1445  
 
مؤسسو علم السير والآثار من الشيعة


  



 مؤسسو علم النحو من الشيعة


تعدادهم وذكر أدلة تشيّعهم ؟
أهؤلاء الَّذين أرداوا هدم الاسلام ؟ أم الطبقة الأخرى من التابعين وتابعيهم ، وهم مؤسسو علوم الإسلام ؟ كأبي الاسود الدؤلي مؤسس علم النحو ، والخليل بن أحمد الفراهيدي مؤسس علم اللغة والعروض ، أم أبو مسلم معاذ بن مسلم الهرّاء مؤسس علم الصرف الَّذي نصَ السِوطيِ في الجزء الثاني من المزهر وغيره أنَه كان شيعياً (1) ، ويعقوب بن إسحاق السكيت إمام العربية ؟
أم مؤسسو علم التفسير ؟ وأوّلهم الحبر عبدالله بن عبّاس وتشيّعه كنارٍ على عَلَم ، وجابر بن عبدالله الأنصاري ، وأُبي بن كعب ، وسعيد بن جبير ، وسعيد بن المسيب ، وأوَّل مفسِّر جمع علوم القرآن وهو محمَّد بن عمر الواقدي الَّذي ذكره ابن إلنديم وغيره ونصَ على تشيّعه واسم تفسيره ( الرغيب ) (2) ?
أم مؤسس علم الحديث ؟ وهو أبو رافع ، مولى رسول الله صلّى الله عليه وآله ، صاحب كتاب ( الأحكام والسنن والقضايا ) وهو من المختصين بامير المؤمنين عليه السَّلام وصاحب بيت ماله بالكوفة ، ثم تلاه ولده علي بن أبي رافع (3) ، كاتب أمير المؤمنين عليه السَّلام ، وهو أوَّل من صنَّف في الفقه
____________


( 153 )
مؤسسو علم التفسير من الشيعة
بعد أبيه . ثمَّ أخوه عبيدالله بن أبي رافع ، وهو أوَّل من ألَّف من المسلمين في التاريخ وضبط الحوادث والآثار(1) .
أم مؤسسو علم الكلام ؟ وأوَّل من تكلم في علم الكلام أبو هاشم بن محمَّد بن الحنفية ، وألَّف فيه كتباً جليلة ، ثم عيسى بن روضة التابعي الَّذي بقي إلى أيام أبي جعفر ، وهما أسبق من واصل بن عطاء وأبي حنيفة الَّذي زعم السيوطي أنَّهما أوَّل من صنَّف في الكلام .
ثم تلاهما من أعلام الشيعة في علم الكلام قيس الماصر ، ومحمَّد ابن علي الأحول ـ المعروف عندنا بمؤمن الطاق وعند غيرنا بشيطان الطاق ـ وآل نوبخت (2) وهم عائلة علم جليلة استمرت سلسلتهم أكثر من مائة سنة ، ولهم مؤلفات عالية كـ ( فصِّ الياقوت ) وغيره ، وهشام بن الحكم ، والأحول والماصر ، وتلاميذهم كأبي جعفر البغدادي السكّاك ، وأبي مالك الضحّاك الحضرمي ، وهشام بن سالم ، ويونس بن يعقوب ، ونظرائهم .
هؤلاء هم الَّذين دوَّخوا علماء المذاهب من المسلمين وغيرهم من الملاحدة وغيرهم في الجدل والاحتجاج حتى أوقعوهم في المضيق ، وسدُّوا عليهم الطريق في التوحيد والإِمامة وغيرهما ، ولو أنَّ أحداً يتصدى لجمع
____________
(1) انظر : تأسيس الشَيعة : 232 و281 ، تنقيح المقال 2 : 237 ، فهرست الطوسي : 157|466 ، الخلاصة : 112|2 ، رجال الطوسي : 47|17 ، الكنى والالقاب 1 : 74، تهذيب الهذيب 7 : 11 .
(2) اُسرة جليلة وعريقة في العِلم والمعرفة ، أصلهم من الفُرس ، كان أوّل مَنْ أسلم منهم جدهم نوبخت الذي ينتسبون إليه ، وكان مقرباً مِنْ أبي جعفر المنصور.
ونوبخت لفظ فارسي مركب من كلمتين ( نو ) أي جديد ، و ( بخت ) اي حظ ، ومعناه : الحظ الجديد .
برز منها الكثير من العلماء والفلاسفة والمؤرخين والكتّاب والادباء والشعراء والوزراء .
راجع أعيان الشيعة للسيد محسن الامين 2 : 93 .

( 154 )
 مؤسسو علم الحديث من الشيعة
مناظرات كلّ واحد منهم المنتشرة في متفرقات مؤلَّفات أصحابنا ، لجاء لكلِّ واحد كتاب مفرد ، على الأخص هشام بن الحكم ، كما أنَّنا لو أردنا أنْ نُحصي فلاسفة الشِّيعة وحكماءها ومتكلميها لاستوعب ذلك عدة مجلدات .
قُل لنا يا صاحب ( فجر الاسلام ) : أهؤلاء الَّذين أرادوا هدم الاسلام ، أم الَّذين أسسوا عِلمَ السِّيَر والآثار ، ودوَّنوا سيرة النبيّ صلّى الله عليه وآله ومعجزاته وغزواته وكرم أخلاقه ، وأوَّل من صنَّف ذلك من علماء الاسلام أبان ابن عثمان الأَحمر التابعي المتوفى سنة ( 140 هـ ) من أصحاب الصَّادق عليه السَّلام ، ثم هشام بن محمَّد بن السائب الكلبي ، ومحمَّد بن اسحاق المطلبي ، وأبو مخنف الازدي ، وكلّ مَنْ كتب في هذا الفن فهو عيال عليهم . والجميع من أعلام الشيعة بالاتفاق .
ثم تلاهم أعاظم المؤرِّخين وأثباتهم ، وكلُّهم من الشِّيعة ، كأحمد بن محمد بن خالد البرقي صاحب كتاب ( المحاسن ) ، ونصر بن مزاحم المنقري ، وإبراهيم بن محمَّد بن سعيد الثقفي ، وعبدالعزيز الجلودي البصري الامامي ، واليعقوبي أحمد بن يعقوب المطبوع تاريخه في اوروبا وفي النجف ، ومحمَّد بن زكريا ، وأبي عبداللهّ الحاكم المعروف بابن البيع ، والمسعودي صاحب ( مروج الذهب ) ، ومحمَّد بن علي بن طباطبا صاحب ( الاداب السُّلطانية )(1)،وكثير من أمثالهم ممَّن يضيق التعداد عن حصرهم.
ثمَّ اعطف نظرك على أشهر شعراء الاسلام ، وذوي الرايات والأعلام
____________
(1) الاداب السلطانية والدول الاسلامية ، ويعرف باسم ( الفخري في الآداب ) .
قال عنه الطهراني رحمه الله في الذريعة ( 16 : 125 ) : هو في تاريخ الخلافة الاسلامية إلى انقراض بني العبّاس وتسلّط هولاكو على بغداد في ( 656 هـ ) .
ألفه في مدة أوّلها جمادى الآخرة سنة ( 701 هـ ) واخرها خامس شوال من السنة المذكورة في الموصل الحدباء باسم واليها فخر الدِّين عيسى بن ابراهيم .

( 155 )
  مؤسسو علم الكلام من الشيعة


منهم ، فهل تجدهم إلاّ من الشِّيعة ، وهم على طبقات :
الأُولى: طبقة الصَّحابيين : وأعاظم شعراء هذه الطبقة كلّهم من الشِّيعة ، أوَلهم النابغة الجعدي ، شهد مع أمير المؤمنين عليه السَّلام صفين ، وله فيها أراجيز مشهورة(1) ، وعروة بن زيد الخيل ، وكان معه بصفين أيضاً ( راجع الاغاني )(2) ، ولبيد بن ربيعة العامري نصَّ جماعة على تشيِّعه (3) ، وأبو الطفيل عامر بن واثلة المشهور ، وابو الأسود الدؤلي ، وكعب بن زهير صاحب ( بانت سعاد ) ، وكثير من نظرائهم .
الطبقة الثانية: المعاصرة لطبقة التابعين : كالفرزدق ، والكميت ، وكثير عزَّة ، والسيِّد الحميري ، وقيس بن ذريح وأقرانهم .
الطبقة الثالثة: من بعدهم من أهل القرن الثاني : كدعبل الخزاعي ، وأبي نؤاس ، وأبي تمّام ، والبحتري ، وديك الجن عبدالسلام ، وأبي
____________
(1) روى نصر بن مزاحم في وقعة صفين ( صفحة355 ) للنابغة الجعدي جملة من الابيات الشعرية ألقاها في أيام تلك الواقعة ، منها : .


( 156 )

الشيص ، والحسين بن الضحّاك ، وابن الرومي ، ومنصور النمري ، والأشجع الأسلمي ، ومحمَّد بن وهيب ، وصريع الغواني.
وبالجملة : فجلّ شعراء الدولة العبّاسية في هذا القرن والَّذي بعده كانوا من الشِّيعة ، عدا مروان بن أبي حفصة وأولاده .
وكذلك الطبقة الرابعة أهل القرن الرابع من الثلاثمائة فما بعد : مثل متنبي الغرب ابن هاني الأندلسي ، وابن التعاويذي ، والحسين بن الحجّاج صاحب المجون ، والمهيار الديلمي ، وأمير الشعراء الَّذي قيل فيه : بُدى الشِعر بملِك وختِم بملِك ، وهو أبو فراس الحمداني . وكشاجم ، والناشئ الصغير ، والناشئ الكبير ، وأبو بكر الخوارزمي ، والبديع الهمداني ، والطغرائي ، وجعفر شمس الخلافة ، والسري الرفاء ، وعمارة اليمني ، والوداعي ، والخبز أرزي ، والزاهي ، وابن بسّام البغدادي ، والسّبط ابن التعاويذي ، والسَّلامي ، والنامي .
وبالجملة : فأكثر شعراء ( يتيمة الثعالبي ) ـ وهي أربع مجلدات ـ من الشِّيعة ، حتى اشتهر وشاع من يقول : ( وهَلْ تَرى مِنْ أديبِ غيرَ شيعي ) .
وإذا أرادوا أنْ يُبالغوا في رقة شعر الرجل وحسنه قَالوا : يَتَرفَّض في شعره .
وقد يُعدّ المتنبي وأبو العلاء أيضاً من الشِّيعة ، وربما تشهد بعض أشعارهم بذلك ، راجع الجزء الثاني من ( المراجعات الريحانية )(1) وافهم
____________
(1) من مؤلفات الشًيخ رحمه الله تعالى برحمته الواسعة ، يُعرف أيضاً باسم ( النقود والردود ) ، و ( المطالعات والمراجعات ) .
يقع في جزءين ، الجزء الأول منه طُبع أوّل مرة في بيروت عام ( 1331 هـ ) ، وفيه مراجعة مع أمين بن فارس البجاني ، المعروف بالريحاني ( ت 1359 هـ ) حول نقده لكتاب المؤلف رحمه الله المسمّى بـ ( الذَين والاسلام ) ، وهو يقع في جزءين أيضاً ، أوَّلهما في فلسفة الدَين

=


( 157 )

هذا وتدبَّر.
هذا سوى شعراء الشِّيعة من قريش خاصة ، مثل : الفضل بن العباس ابن عتبة بن أبي لهب ، المُتَرجَم في الأغاني وغيره ، وكأبي دهبل الجمحي وهب بن ربيعة.
أو من العلويين خاصة . كالشريفين الرَّضي والمرتضى ، والشريف أبي الحسن علي الحِمّاني بن الشريف الشّاعرِ محمَّد بن جعفر بن محمَّد الشَّريف بن زيد بن علي بن الحسين عليهم السَّلام وكلّهم شعراء ، وكان الحِمّاني يقول : أنا شاعر وأبي شاعر وجدي شاعر. ومحمد بن صالح العلوي الَذي ترجمه في الأغاني وذكر له نفائس الشعر (1) ، والشريف ابن الشجري . . . الى كثير من أمثالهم من شعراء الشيعة العلويين .
راجع كتاب ( نَسمة السحر فيمن تَشيَّع وشعر ) (2) للشريف اليماني تجد نبذة صالحة منهم .
بل ومن شعراء الأمويين الشيعة : كعبد الرحمن بن الحكم أخي مروان
____________

=

الاسلامي ، واثبات الصانع ، والتوحيد ، والعدل ، وما يتعلق بهما ، والثاني في اثبات النبوة .
وأما الجز الثاني من المطالعات فقد طبع أول مرة في صيدا عام ( 1331 هـ ) أيضاً ، وفيه بعض المراجعات الريحانية ، والنقد لتاريخ آداب اللغة العربية لجرجي زيدان .
وفي آخره ( عين الميزان ) الذي هو نقد لكتاب ( ميزان الجرح والتعدديل ) للقاسمي .
راجع . الذريعة 4 : 295 و 8 : 293 ، معجم المؤلفين 3 : 10.
(1) الاغاني 16 : 0 36 ـ 372 .
(2) قال الشيخ الطهراني رحمه الله تعالى في الذريعة ( 24 : 154 ) : ( نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر ) : فهرس لبعض شعراء الشيعة ، لضياء الدين يوسف بن يحيى الصنعاني اليماني ( 1078 ـ 121 هـ ) فرغ من الكتاب في 13 رجب عام ( 1111هـ ) ثم ضم إليه ملحقاته إلى حين الوفاة.
وهو في مجلًدين يشمل الأوْل على ( 85 ) ترجمة ، الا أنه لم يذكر الا المشهورين من الشعراء ، فان المثل السائر حتى القرن الرابع كان يقول : هل رأيت أديباً غير شيعي .

( 158 )

ابن الحكم (1) ، وخالد بن سعيد بن العاص ، ومروان بن محمَد السروجي أموي شيعي ، هكذا ذكره الزمخشري في ( ربيع الأبرار ) على ما يخطر ببالي وأنشد له :
يَا بَني هاشِمَ بن عبد مُنافٍ * انَّني (مِنكًم)(2) بكُلِ مَـكانِ
أنتـمُ صـَفوةُ الإلهِ وَمِنكُم * جعفرٌ ذُو الجَناَحِ وَالطـَّيرانِ
وعــليٌ وحمزةُ أسدُ اللهِ * وبنت النبي وَالـحسنـــانِ
ولئـِنْ كنتُ مِنْ اُميّة اني * لَبَريءٌ مِنهُم الى الرَّحمنِ (3)

وكأبي الفرج الأصبهاني صاحب ( الأغاني ) و ( مقاتل الطالبيين ) ، وكالأبِيوَرْدي الأموي الشّاعر المشهور صاحب ( النجديات ) و ( العراقيات ) ، وغيرهم ممَّن لا تحضرني السّاعة أسماؤهم ، وكنت [ قد ] وقفتُ على جماعة من الشَّيعة الأمويين ، ولكنِّي اكتب هذا الكتاب على جري القلم ، وترسّل الطبع ، وما هو العتيد الحاضر في الخاطر ، من دون تجديد مراجعة كتاب أو مطالعة باب.
____________
(1) روى أبو الفرج الأصبهاني في الاغاني ( 13 : 263 ) : أن عبدالرحمن بن الحكم بن أبي العاصي كان عند يزيد بن معاوية ، وقد بعث إليه عبيدالله بن زياد برأس الحسين بن علي عليهما السلام ، فلمّا وضع بين يدي يزيد في الطشت بكى عبدالرحمن ثم قال :

أبــْلغ أميـرَ المُؤمنينَ فَـلا تـَكُن ْ* كَمُوترِ أقواسٍ وَليسَ لَها نَــبــْلُ
لَهـام بجَنبِ الطـفِّ أدْنـَى قَرابَـةً * مِنِ ابنِ زيادِ الوَغدِ ذي الحَسَبِ الرذل
سُمَيةُ أَمسى نسْلُـها عـدَدَ الحَـصى * وبنتُ رَسُولِ اللهِ ليس َلهـــا نَسلُ

(2) كذا في ربيع الابرار ، وفي معجم الشعراء (321) : معكم ، ولعلها أنسب .
(3) نعم ، ذكره الزمخشري في ربيع الابرار 1 : 492 ، ومثله المرزباني في معجم الشعراء : 321 ، حيث قال : مروان بن محمد السروجي ، من بني اُميَّة ، من أهل سروج بديار مضر ، كان شيعياً ، وهو القائل . . . وذكر الابيات أعلاه .

( 159 )
 مؤسسو علم السير والآثار من الشيعة


ثمَّ اعطف نظرك على أعاظم الملوك والامراء والكتّاب والوزراء من الشَّيعة كالدولة الفاطمية ، والبويهية ، والحمدانيين ، وبني مزيد بن صدقة ، وبني دُبيس ، وعمران بن شاهين أمير البطائح ، والمقلّد بن المسيَّب العقيلي ، وقرواش بن المسيَّب .
بل وأعاظم الخلفاء العبّاسيين : كألمأمون ، والمنتصر ، والمعتضد أحمد بن الموفق ، والناصر أحمد بن المستضيء ، وهو أشهرهم في التظاهر بالتشيُّع وأشعاره ومراجعته مع الملك الأفضل علي بن يوسف صلاح الدين الأيوبي الصريحة في غلوِّهما بالتشيُّع مشهورة (1) والمستنصر ، وذي القرنين التغلبي وجيه الدولة أبي مطاع ، وتميم بن المعز بن باديس ملك أفريقيا والمغرب ، وكثير من أمثالهم مما لا مجال لتعداد أسمائهم فضلاً عن ترجمة أحوالهم وأنبائهم .
ثم اسبر أكابر الوزراء في الاسلام ، فهل تجدهم إلاّ من الشَّيعة ، كاسحاق الكاتب ، ولعلَّه أوَّل من سُمي وزيراً في الاسلام ، قبل الدولة العباسية ، وأبي سلمة الخلال حفص بن سليمان الهمداني الكوفي ، أوَّل وزير لأول خليفة عباسي ، استوزره السفّاح وفوَّض جميع الامور اليه لفضله وكفاءته ، ولُقبّ ( وزير آل محمَّد ) ثمَّ قتله السفّاح حين أحسَّ منه بالتشيُّع لآل علي عليهم السَّلام .
وكأبي عبداللهّ يعقوب بن داود ، وزير المهدي الَّذي تولّى تدبير جميع الأمور حتى قيل فيه :

بَني اُميّة هُبُّوا طالَ نَومَكُمُ * إنَّ الخليفةَ يَعقوبُ بنُ داودِ(2)

____________
(1) أورد هذه المراجعة السيد حسن الامين رحمه الله في أعيانه 2 : 507 ، والقمَي رحمه الله في كُناه 3 : 195 ، فلتراجع .
(2) قيل : إنَّ قائل هذين البيتين الشعريين هو بشار بن برد ، الشاعر الاعمى المعروف ، الذي لم

=


( 160 )

وحبسه المهدي أخيراً في المطبق (1) لتشيُّعه أيضاً إلى أن أخرجه الرشيد .
ومن بيوتات الوزارة من الشَّيعة : بنو نوبخت ، وبنو سهل وزراء المأمون كالفضل بن سهل ، والحسن بن سهل .
وبنو الفرات (2) : أبو الحسن علي بن محمّد ، تولى الوزارة للمقتدر ثلاث مرات ، وأبو الفضل جعفر ، وأبو الفتح الفضل بن جعفر.
وبنو العميد محمَّد بن الحسين بن العميد ، وابنه ذو الكفايتين أبو الفتح علي بن محمَّد ، وزراء ركن الدولة .
وبنو طاهر الخزاعي وزراء المأمون ومَنْ بعده ، والوزير المهلُّبي الحسن ابن هارون ، وأبو دلف العجلي ، والصاحب بن عبّاد ، وداهية السياسة أبو القاسم الوزير المغربي ، ومؤسس الدولة الفاطمية رجل الدولة والسِّياسة أبو عبدالله الحسين بن زكريا المعروف بـ ( الشِّيعي ) ، وإبراهيم بن العبّاس
____________

=

يلبث بعد ذلك أنْ هجا المهدي بجملة من الابيات التي نعرض عن ذكرها ، فتحين به المهدي الفرص حتى قتله .
أنظر : أمالي السيَّد المرتضى 1 : 141 ، الاغاني 3 : 2 34 ، سير أعلام إلنبلاء 8 : 347، ديوان الشاعر 3 : 94 .
(1) سجن مظلم تحت الارض يُوضع فيه من لا يوافق هوى الحكام العبّاسيين ، وهي سياسة ثابتة يتفق عليها كل الطواغيت في جميع الامصار وعلى طول الدهور ، وإنْ خضعت ـ مع مرور الازمنة ـ للمؤثرات التقنية لتواكب التقدم العلمي بالشكل الذي يتناسب وأمزجة الحكام وحبهم لسفك الدماء . فلا غرابة فيما نقرأه من أشكال هذه السجون ، ووحشة ترتيبها في عصر العبّاسيين والامويين آنذاك ، لانها في أيامنا هذه لم تعد الا كلعب الاطفال قياساً بما نراه ونسمعه من أشكال ونظم السجون والمعتقلات التي تزخر بها الكثير من الدول المبتلاة بالانظمة الجائرة ، والحكومات الفاسدة .
(2) اُسرة شيعية ، أصلهم من صديقين من أعمال الدجيل ، وكانوا من العوائل المشهورة المعروفة بالفضل والكرم والنبل .

( 161 )

الصولي الكاتب الشهير في دولة المتوكل ، وطلائع بن رزيك أحد وزراء الفاطمية المشاهير ، والأفضل أمير الجيوش في مصر وأولاده ، وأبو الحسن جعفر بن محمَّد بن فطير ، وأبو المعالي هبة الله بن محمَّد بن المطلب وزير المستظهر ، ومؤيد الدِّين محمَّد بن عبدالكريم القمِّي من ذرية المقداد ، تولى الوزارة للناصر ثم للظاهر ثم للمستنصر.
والحسن بن سليمان ، أحد كتّاب البرامكة ويعرف بـ ( الشيعي ) أيضاً كما في كتاب ( الأوراق ) للصولي (1) .
ويحيى بن سلامة الحصكفي ، وابن النديم صاحب ( الفهرستّ ) ، وأبو جعفر أحمد بن يوسف وأخوه أبو محمَّد القاسم ـ انظر في كتاب الأوراق للصولي قصائده البديعة في مديح أهل البيت ومراثيهم ـ وكانا من أعيان الكتّاب والمتقدمين في عصر المأمون ومَنْ بعده ، وكذلك إبراهيم بن يوسف ، وأولادهم .
والإمام في علوم العربية والنوادر : أبو عبدالله محمد بن عمران المرزباني ، صاحب المعجم الذي نصَّ السَّمعاني (2) وغيره على تشيًّعه واعتزاله (3) . إلى كثير يضيق [ عنهم ] الاحصاء.
____________
(1) الاوراق . . .
(2) الانساب للسمعاني : 521.
(3) في هامش نسخنا : التشيع بالمعنى الخاص ينافي الاعتزال ، ويكفي في تحقيق المباينة أن الشيعة تقول بالنص والمعتزلة لاتقول به ، ولكن كثيراً من الشيعة كانوا يتظاهرون بالاعتزال ، لمصلحة كانت يقتضيها ذلك الوقت ، ومنهم يحيى بن زيد العلوي ، الذي ينقل عنه ابن أبي الحديد جملة من التحقيقات العالية ، فليفهم هذا . . انتهى .
أقول : نعم ، إن ما ذهب اليه السمعاني من الخلط في النسبة بين عقيدتين تستقل كلُ واحدة منهما عن الاخرى بعقائدها الخاصة بها ، والتي يجد الباحث عند استقراء هذه العقائد وضوح وجلاء هذا الاختلاف الذي قد يصل في أحيان عديدة إلى حالة تنافر لا يمكن معها

=


( 162 )

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

____________

=

الاغضاء أبداً عن ذلك الواقع الثابت مهما يلجأ اليه البعض من الخلط والتأويل والاقحام . . . نعمٍ ، ليس ذلك بالامر الذي تفرد هو به ، بل تجد هذا الخلط الممجوج والمستهجن طافحا على سطح العديد من المؤئفات القديمة والحديثة ، حتى إني وقبل فترة قصيرة عندما كنت مشاركاً بجهد متواضع في المؤتمر العالمي الخاص بالذكرى الالفية لوفاة الشيخ المفيد رحمه الله تعالى برحمته الواسعة ( 1413 هـ ) أثار تعجبي ترديد هذه العبارة الباهتة من قبل بعض الاساتذة والباحثين ، بشكل لا يجد المرء أمامه إلا التسليم بسريان حالة الفهم السطحي وغير العلمي لخصائص كل عقيدة من هاتين العقيدتين باعتماد اُفق ضيق في دراسة كلٍ منهما ـ كما وجدته في عمل المستشرق آدم متز أثناء حديثه عن الحضارة الاسلامية في القرن الرابع ،الهجري باعتماده على كتاب علل الشرائع للشيخ الصدوق فحسب لتقييم الصلة بين الشيعة والمعتزلة!! ـ والترديد الحرفي وغير العلمي لما ورد في كتابات اُولئك المستشرقين ـ كما يتبين ذلك في كتاب فجر الاسلام للدكتور أحمد أمين ـ أو بعض السابقين ممن جهدوا في تجريد الشيعة الامامية من كل خصائصهم وعقائدهم ، استجابة لارادات الحكّام آنذاك من الذين دفعهم التعصب البغيض والتحزُب الاعمى لمذاهبهم ، وعدائهم الواضح لاهل البيت عليهم السلام ، إلى اتخاذ هذا الموقف الملتوي والمفضوح من عقائد الشِّيعة الامامية وأفكارها ، يضاف إلى ذلك ـ وهو الاهم ـ دأب اولئك الحكّام على ايقاد نار الخلاف والتناحر الفكري والعقائدي بين فرق المسلمين المختلفة وتأجيجها في محاولة منهم لصرف أذهان الناس عن تلمس الوضع المزري التي تعيشه شعوبهم المغلوبة على أمرها ، كنتيجة منطقية لتسلط جملة مشخصة من الافّاقين والفاسدين على رقاب الاُمَّة ، وانغماسهم في اللهو واصطياد المتع الرخيصة ومنادمة الجواري والغلمان ، واشراعهم أبواب بيوت مال المسلمين أمام المغنين والراقصين والماجنين وغيرهم ، حين يُحرم من ذلك المال أصحابه الشرعيين ، ومن ينبغي أنْ تُصرف تلك الاموال فيهم. . . فكان ايقاد ذلك الخلاف والاختلاف بين الفرق الاسلامية المختلفة خير وسيله لصرف أذهان زعماء تلك المذاهب والفرق واتباعهم عن الالتفات الجدي إلى ذلك الامر ، لانَّ ساحة المنازلة القسرية تكون في محاولة الدفاع عن وجودهم الفكري والعقائدي قبالة التحديات الفكرية المطروحة أمامهم ، وهذا ما سعى له الحكّام آنذاك وأتباعهم ، فكان ورغم ما نتج عنه من نتاجات واسعة شكَلت بالتالي البنيان الاساسي لجملة من عقائد الفرق المختلفة ، وتاكيد الهوية المستقلة للمذاهب المتعددة ، إلاّ أنَّها وفي مواضع كثيرة ـ وذلك ممّا يثير الاسى والاسف ـ كانت أشبه بساحة قتال غير عقلائية ، انشغل فيها المسلمون من أتباع تلك

 


 

لَيتَ شِعري إذا مَضى ما قَد * مَضى وَتَجَلّى الامرُ للهِ الاجَل
مـا يـُظـنن بـناسٍ قَتلوا * أهلَ صفين وَأصحابَ الجمل
أيـَـنـامونَ إذا ما ظَلَموا * أم يـَـبيتـُون بخَوفٍ وَوَجَل

(2) قال ابو الفرج الاصبهاني في الاغاني (17 : 258) : كان لزيد الخيلَ ابن يقال له عروة ، وكان فارساً شاعر ، شهد القادسية فحسن بلاؤه فيها ، وشهد مع علي بن أبي طالب عليه السلام صفين ، وعاش إلى إمارة معاوية ، فاراده على البراءة من علي عليه السلام ، فامتنع عليه ، وقال :

يُحاوِلُني معاويةُ بنُ حَربٍ * وَليسَ إلى الذي يَهوى سَبيلُ
على جَحدي أبا حسن عَليّا * وَحَظي مِنْ أبا حَسنٍ جَليلُ


قال : وله اشعار كثيرة.
(3) راجع ترجمتنا له في الملحقات الخاصة بالتراجم .

=

وعيسى مِنْ ابراهيم أم الحسن والحسين عليهم السلام مِنْ رسول الله صلى الله عليه وآله ؟
قال الشعبي : فكأنما القمه حجراً .
فقال : اطلقوه قبحه الله ، وادفعوا اليه عشرة الاف درهم ، لا بارك الله له فيها . . . . .
(1) المزهر 2 : 400 .
(2) فهرست ابن النديم : 194 .
(3) انظر : تأسيس الشيعة : 283 ، و 298 ، رجال النجاشي : 216 ، رجال ابن داود : 134|1011 ، تنقيح المقال 2 : 263 ، الكنى والالقاب 1 : 74 ، الخلاصة : 102|68 ، أعيان الشيعة 8|151 .

مات كافراً ! ! ، معِ أنَ أقلَّ كلماته :


 

( 152 )
 
امتیاز دهی
 
 

 
Guest (PortalGuest)

دبيرخانه كنفرانس‌هاي بين‌المللي
Powered By : Sigma ITID