جمعه 10 فروردين 1403  
جايگاه علمي كاشف الغطاء
    يعد الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء من أعلام الطائفة الإمامية والمراجع الذين تصدروا للفتيا وقلدهم الناس. له في الفقه اليد الطولى, وفي الأصول الحظ الوافر. وقد مهر في جميع الفنون. فهو المتفرد في جامعيته للمعقول والمنقول([1]), وتبحره في الحكمة والفلسفة العالية والمعارف الإلهية والمطالب العرفانية. فهو النابغة الذي قل نظيره فيما حواه من العلوم والفنون([2]).
وقد كان فقيهاً قوي الحجة والبرهان مجتهداً في المباني لا مقلداً واسع الإطلاع حراً في آرائه ونظرياته. قد أدخل على الفقه كثيراً من التطور وأوجد كثيراً من القواعد. ورسالته الأخيرة التي عنوانها (سؤال وجواب) أفضل شاهد على ذلك([3]).
وكان ينـزع كثيراً من الفروع من ذوق عربي سليم قد ارتكز على فهم نصوص الأخبار والروايات التي يبتني عليها المذهب الجعفري. ويمتاز كذلك بالجرأة في إبداء الرأي الذي يراه قد أرتكز على الحجة وسانده العقل([4]).
وقد كان يأتي على جمع من الفقهاء مسالة فقهية نادرة غير معنْوَنة في الكتب الاستدلالية الفقهية, فلا يقدم أحد منهم على إبداء الرأي والفتوى وينتظرون الشيخ أن يصدر رأيه في المسألة([5]).
«وخصومته العلمية عنيفة جداً لم يوجد من أنتصر عليه من الفقهاء أو حاول أن يستظهر. وقد كان كاملاً في الفقاهة والإستنباط مع العبقرية الفذة»([6]).
وقد أضيف أسمه إلى قائمة أسماء رجال الدين في حياة أساتذته. وكان له عندهم إحترام وتقدير لغزارة فضله وكثرة تبحره([7]). وكان أحد الفقهاء الأكابر في النظر إلى العروة الوثقى والبحث في أطراف المسائل التي كان أستاذه السيد اليزدي يكتبها اولاً ثم يعطيها إليهم للنظر والبحث في مواردها ثانياً. في اللجنة المؤلفة من الفقهاء المنعقدة في دار الشيخ الأكبر كاشف الغطاء([8]).
وألف الشيخ في حياة أستاذه شرحاً على (العروة الوثقى). وشرع بتدريسها منذ ذلك الوقت. وكانت له حوزة علمية ضخمة تتألف من الفضلاء ورواد العلم([9]) «فقد أخذ عنه العلم المئات من الشخصيات العلمية، وتخرج على حلقته التي استمرت زهاء أربعين عاماً الكثير من رجال العلم... فكان مثال الفقيه الحر الذي يناقش الآراء على لوحة البرهان والدليل المقنع»([10]).
وبعد أن توفي أستاذه الطبطبائي اليزدي سنة (1337)هـ . رجع الناس إلى أخيه الشيخ أحمد بالتقليد. وفي سنة (1338هـ ) رجع إلى الشيخ محمد حسين جماعة منهم. فعلق على (التبصرة) وطبعت في هامشها مع شرح أستاذه. ولم يزل اسمه يشتهر في الأوساط وتتسع دائرة مرجعيته شيئاً فشيئاً حتى أضطره انتشار المقلدين في البلاد الإسلامية إلى نشر الرسائل العملية فطبع له نحو عشر رسائل وتعليقات بالعربية والفارسية وتكرر طبعها مراراً([11]).


([1]) ينظر: ماضي النجف وحاضرها: 3/183.
([2]) ينظر: جنة المأوى (المقدمة): 25.
([3]) ينظر: شعرا ء الغري: 8/115.
([4]) ينظر: المصدر نفسه: 8/115.
([5]) ينظر: جنة المأوى (المقدمة): 26.
([6]) المصدر نفسه: 27.
([7]) ينظر: طبقات أعلام الشيعة: 612.
([8]) ينظر: جنة المأوى (المقدمة): 26.
([9]) ينظر: المصدر نفسه: 25.
([10]) شعراء الغري: 8/100.
([11]) ينظر: جنة المأوى (المقدمة):48.
 
امتیاز دهی
 
 

Guest (PortalGuest)

دبيرخانه كنفرانس‌هاي بين‌المللي
مجری سایت : شرکت سیگما