عضويت در مرسلات     
 

›أخبار

›المكتبة

›البرامج

›بطاقات بريدية

›احاديث

›منشورات وأنشطة

›ارسال المقالة

›مقالات

›الصور

›منتديات

›الأسئلة و الأجوبة

›الروابط

›مرسلات في 120 ثانية

›اتصل بنا

›موبايل

›الفائزون

›تشاور

›صوت و فيلم

›خارطة الموقع

›بيت الاطفال و الشباب

›من نحن


القائمة
اعلان
احدث المقالات
بلی
السبت, ربيع الأول 09, 1432 الجديد فى ثورة المهدى(عج) الكاتب : تحسين بدري


ان موضوع البحث ناظر الى روايات تسع جاءت فى ثورة الامام المنتظر(عج) تحكى عن اتيانه بسنة و كتاب و قضاء و سلطان و امر جديد. و ما نتوخاه هنا هو دراسة هذه الروايات للخروج بنتيجة توضح لنا معلما آخر من ثورة الامام المهدى(عج) المستقبلية و هو معلم الشريعة المهدوية المقرر اتيان المهدى بها.
والروايات هى كالتالى:
الرواية الاولى:

ابن عقدة عن احمد بن يوسف عن ابن مهران عن ابن البطائنى عن ابيه و وهيب بن حفص عن ابى بصير عن ابى عبدالله (عليه السلام) انه قال: قال لى ابى (عليه السلام) : لابد لنا من آذربيجان لا يقوم لها شى و اذا كان ذلك فكونوا احلاس بيوتكم و البدوا ما البدنا فاذا تحرك متحركنا فاسعوا اليه ولو حبوا والله كأنّى انظر اليه بين الركن والمقام يبايع الناس على كتاب جديد على العرب شديد. و قال: ويل... (1)
الرواية الثانية:

ابن عقدة عن احمد بن يوسف عن ابن مهران عن ابن البطائنى عن ابيه و وهيب عن ابى بصير عن ابى جعفر (عليه السلام) انه قال: اذا رايتم نارا من المشرق شبه الهروى العظيم
1 . غيبة النعمانى; ص 194 باب 11 ح 1.والبحار ج 52، ص 135، رواية 40 باب 22 عن غيبة النعمانى .
تطلع ثلاثة ايام او سبعة فتوقعوا فرج آل محمد (عليه السلام) ان شاء الله عزوجل... و قال (عليه السلام) : يقوم بامر جديد و سنة جديدة وقضاء جديد... (1)
الرواية الثالثة:

ابن عقدة عن احمد بن يوسف عن اسماعيل بن مهران عن ابن البطائنى و وهيب عن ابى بصير عن ابى جعفر (عليه السلام) قال: يقوم القائم (عليه السلام) فى و تر من السنين تسع واحدة ثلاث خمس و قال: ...حتى ينادى مناد من السماء فاذا نادى فالنفر النفر فوالله لكأنّى انظر اليه بين الركن والمقام يبايع الناس بامر جديد وكتاب جديد و سلطان جديد و من السماء اما انه لا يرد له راية ابدا حتى يموت. (2)
الرواية الرابعة:

ابن عقدة عن احمد بن يوسف عن اسماعيل بن مهران عن ابى البطائنى عن ابيه و وهيب عن ابى بصير عن ابى عبدالله (عليه السلام) انه قال: اذا صعد العباسى اعواد منبر مروان ادرج ملك بنى العباس و قال (عليه السلام) : قال لى ابى يعنى الباقر (عليه السلام) : لابد لنا من آذربيجان لا يقوم لها شى فاذا كان ذلك فكونوا....لكأنّى انظر اليه بين الركن و المقام يبايع الناس على كتاب جديد على العرب شديد... (3)
الرواية الخامسة:

روى ابو خديجة عن ابى عبدالله (عليه السلام) : قال: اذاقام القائم (عليه السلام) جاء بامر جديد كما دعى رسول الله فى بدو الاسلام الى امر جديد. (4)
1ـ غيبه النعمانى ص 253 باب 14 ج 13 والبحار ج 52 ص 230 رواية 96 باب 25 عن غيبه النعمانى.
2 . غيبة النعمانى: ص 262 باب 14 ج 22 و البحار، ج 52، ص 235، رواية 103، باب 25 عن غيبة النعمانى.
3 . غيبة النعمانى; ص 263 باب 14 ح 24، و البحار، ج 52، ص 293، رواية 42، باب 26 عن غيبة النعمانى.
4 . ارشاد الشيخ المفيد، ص 364، ط منشورات بصيرتى. و البحار، ج 52، ص 338، رواية 82، باب 27 عن ارشاد المفيد .
الرواية السادسة:

احمد بن محمد بن سعيد عن يحيى بن زكريا عن يوسف بن كليب عن ابن البطائنى عن ابن حميد عن الثمالى قال سمعت ابا جعفر محمد بن على يقول لو قد خرج قائم آل محمد (عليه السلام) لنصره الله بالملائكة المسومين و المردفين و المنزلين و الكروبيين....ثم قال: يقوم بامرجديد و سنة جديدة و قضاء جديد على العرب شديد.... (1)
الرواية السابعة

عن البزنطى عن عاصم بن حميد الحناط عن ابى بصير قال: قال ابو جعفر (عليه السلام) : يقوم القائم بامر جديد و كتاب جديد و قضا جديد على العرب شديد.... (2)
الرواية الثامنة:

على بن احمد عن عبيدالله بن موسى عمن رواه عن جعفر ابن يحيى عن ابيه عن ابى عبدالله جعفر بن محمد (عليه السلام) انه قال: كيف انتم لو ضرب اصحاب القائم (عليه السلام) الفساطيط فى مسجد الكوفان ثم يخرج اليهم المثال المستانف امر جديد على العرب شديد. (3)
الرواية التاسعة:

ابن عقدة عن على بن الحسن التيملى عن محمد و احمد ابنى الحسن عن ابيهما عن ثعلبة و عن جميع الكناسى عن ابى بصير عن كامل عن ابى جعفر (عليه السلام) انه قال: ان قائمنا اذا قام دعا الناس الى امر جديد كما دعا اليه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) و ان الاسلام بدا غريباً و سيعود غريباً كما بدا فطوبى للغرباء. (4)
1ـ غيبة النعمانى، ص 234 باب 13 ح 22 . والبحار، ج 52، ص 348، رواية 99، باب 27 عن غيبة النعمانى.
2ـ غيبة النعمانى، ص 233، باب 13، ح 19 و البحار، ج 52، ص 354، رواية 114، باب 27 عن غيبة النعمانى.
>3ـ غيبة النعمانى، ص 319، باب 21، ح 6 ; و البحار، ج 52 ، ص 365، رواية 142، باب 27 عن غيبة النعمانى.
4 . غيبة النعمانى، ص 320، باب 22، ح 1 ; و البحار، ج 52، ص 366، راية 147، باب 27 عن يبة النعمانى.
التجديد عند اهل السنة

ماسبق كان بالنسبة للروايات التى وردت عن طريق الشيعة فى هذا المجال، اما الروايات التى تناولت هذا الموضوع عن طريق اهل السنة فهى الرواية المعروفة عندهم و هى:

ان الله تعالى يبعث لهذه الامة على راس كل مائة سنة من يجدد لها دينها. (1)

فيعدون المهدى (عليه السلام) من المجد دين بل آخر و أعظم مجدد ستشهده الحضارة الاسلامية، زَعَم هذا فان فى التجديد المذكور فى الرواية ابهاما يمكن عده من الابهام الذى تتضمنه مفردة (الامر الجديد) التى جاءت فى روايات الشيعة، كما يحتمل ان التجديد معنى يعم جميع الامور الجديدة المذكورة فى روايات الشيعة بحيث تعم السنة والكتاب والقضاء والسلطان. كما يمكن حمله على جميع الاحتمالات والمعانى التى سنذكرها لكل من هذه الموارد.
حتمية التجديد

و على كل فان التجديد من وجهة نظر السنة والشيعة امر حتمى الوقوع ولابد منه، اما ماالمراد منه؟!

غنى عن ضعف او قوة سند الروايات الماضية، ان سنن الثورات والحركات الى الان هو الاتيان بالجديد، فلو لم يكن هناك الجديد فى الثورة و لم تتوخى الثورة
1 . معجم احاديث الامام المهدى: ج 1، ص 69، ينقله عن المصادر التالية: ابوداود، ج 4، ص 4291102 والطبرانى الاوسط: على ما فى المقاصد الحسنة أ والحاكم: ج 4 ص 522 والمعرفة، البيهقى: ج 1 ص 137 كما فى ابى داود. الخطيب البغدادى: ج 2، ص 61 و 62 كما فى ابى داود. جامع الاصول: ج 12، ص 63، باب 5، ح 841 عن ابى داود. المقاصد الحسنة: ص 121، ح 238 عن الطبرانى و ابى داود. الجامع الصغير: ج 1، ص 182، عن ابى داود و الحاكم والبيهقى فى المعرفة. الدرر المنتثرة: ص 34، ح 44 عن ابى داود. و جمع الجوامع: ج 1 ، ص 182 عن المعرفة. و توالى التأسيس على ما فى هامش معرفة البيهق. و كنز المعال: ج 12، ص 193، ح 34623 عن ابى داود و الحاكم والبيهقى فى المعرفة. و عون المعبود: ج 11، ص 386385 ، ح 4270، عن ابى داود. و فيض الغدير: ج 2 ، ص 281 ، ح 1845 عن الجامع الصغير.

شيئا جديدا لما كان هناك حاجة الى ثورة و تحول بهذا المستوى.

لو كان هدف الثورة هو الاقرار بالموجود و بما كان لما ان هناك حاجة للانتفاض على الموجود. هذا شان الثورات الدينية و القومية و الوطنية فى العالم باجمعه، فكيف بثورة اذا كانت عالمية، و كيف بها اذا طال الاعداد لها و انتظارها مئات السنين، و كيف بها اذا كان ضحيتها آلافا من البشر؟!

هذا (الجديد) شان اى ثورة ولو كانت تستهدف التحول على صعيد خاص و محدود من المجتمع، فكيف بها اذا كانت شاملة وتستهدف المجتمع بجميع اركانه و مقوماته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والاخلاقية بل و حتى العلمية.

بالطبع ان حجم الجديد و نوعه ينبغى ان يتناسب مع حجم الاهداف التى ترفعها الثورة و تدعو لها فى الازمنة التى تسبقها، و مع لحاظ ان المسلمين بانتظار هذه الثورة منذ العصور الاولى لحياة الاسلام، و مع لحاظ أنَّ ما بلغ المسلمين من الدعاية والاعلام لهذه الثورة بدرجة يزيد من مستوى توقعهم من هذه الثورة العظيمة و المترقب و قوعها فى كل حين.

واذا كان الجديد فى ثورة صاحب الزمان مسلم فماالمرادمنه؟و هذا ما نتناوله فى دراسة نص الاحاديث الواردة فى هذا المجال.

ان الخروج بنتيجة و تصور عن الجديد المفروض حصوله فى الثورة المستقبلية بدرجة كبيرة من الاهمية، حيث اضافة الى انه يمنح صورة اوضح عن تلك الضاهرة المستقبلية، يمنحنا انطباعا عما نحن فيه من سنة و قضاء و...

ان ما يبينه الروايات هو مجئ المهدى (عليه السلام) باشياء جديدة مختلفة، والمفروض ايجاد تفسير لكل منها على حدة، علما ان بعضا من هذا الجديد قد ذكر بصراحة فى الروايات مثل اتيان صاحب الزمان بعلوم تفيق العلوم الحالية باضعاف مضاعفة و بعضها لم تفسر و بقيت بشكل مبهم ينبغى استنطاقُةُ من نصوص الروايات الاخرى و هو ما تناولناه هنا.

ان اعتماد منهج التحليل العقلى من دون النظر الى الروايات والماثور المدون فى كتبنا يعد تخبطا قد لا يودى الا الى الضياع فى الاحتمالات الكثيرة، لذا دونا تلك الاحتمالات الصالحة لتفسير الجديد المتوقع والتى يساعد عليها استنطاق نَصوصِ تراثنا.
تبويب الروايات

و قبل البدء بتفسير و ذكر احتمالات الجديد نسرد و نبوت ما جاء فى الروايات السابقة من الامور التى يفرض اتيان المهدى بها حال كونها جديدة. والامور هى كالتالى:

الرواية الاولى: كتاب جديد.

الرواية الثانية: امر جديد و كتاب جديد و سنة جديدة و قضاء جديد.

الرواية الثالثة: امر جديد و كتاب جديد و سلطان جديد.

الرواية الرابعة: كتاب جديد.

الرواية الخامسة: امر جديد.

الرواية السادسة: امر جديد و سنة جديدة و قضاء جديد.

الرواية السابعة: امر جديد و كتاب جديد و قضاء جديد.

الرواية الثامنة: امر جديد.

الرواية التاسعة: امر جديد.

و على هذا فالامر الجديد تكرر فى جميع الروايات الا الرابعة (8 مرات) و الكتاب الجديد تكرر 4 مرات. والسنة الجديدة مرتان. والقضاء الجديد 3 مرات. السلطان الجديد مرة واحدة.
الاحتمالات

و بعد هذا نقوم بذكر تفاسير واحتمالات كل من الامور الجديدة المتوقع حصولها مرتبة حسب التسلسل التالى:

[153]

1ـ كتاب جديد. 2ـ سنة جديدة. 3ـ قضاء جديد. 4ـ سلطان جديد. 5ـ امر جديد.

الكتاب الجديد

و فيه عدة احتمالات:

الاول ـ ان المهدى (عليه السلام) ياتى بكتاب و قرآن جديد بالكامل من حيث السور و الايات والمحتوى و يختلف عن كتابنا الذى نتداوله فعلا و ناسخا له، مع غض النظر عن كون الموجود فعلا محرفا او غير محرف.

الا ان هذا الاحتمال مردود لوجوه عديدة:

منها ـ انه لا دليل موثوق به من الروايات و غير الروايات تؤيد هذا الاحتمال.

و منها ـ ان هناك ادلة عديدة تنفى صحة هذا الاحتمال كالاحاديث التالية:

قول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) : «انى تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتى اهل بيتي لن يفترقا حتى يردا علي الحوض». (1)

و من الواضح ان الكتاب الذي يشير اليه الرسول هو نفسه الذي بين ايدينا فعلا و هو نفسه الذي سيخلد حتّى يرد على الرسول الحوض.

و قول الامام على (عليه السلام) : «ان القرآن لا يهاج اليوم ولا يحول». (2)

و هناك احاديث اخرى تشير الى هذا المضمون والحديثان السابقان يغنيان عن ذكرها.

و منها ـ ان الاتيان بكتاب جديد غير هذا الذى نتداوله يعنى الاتيان بشريعة جديدة بالكامل الامر الذى لم يحتمله أحد من علماء المسلمين فضلا عن القول به، وقد اجمع المسلمون على ان هذا لن يحصل فى زمان ما. والاسلام هو دين الله و خاتم اديانه. و ان المهدى يقتفي اثر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) و يسير بسيرته و سنته كما تؤيّد
1ـ امالي الطوسي; ح 1168، ص 548، طبع موسسة البعثة، و مصادر اخرى.
2ـ تفسير الطبري ; ج 27 ، ص 104، و مصادر اخرى.

ذلك روايات ياتى ذكرها عند بحث السنة الجديدة واحتمالاتها.

الثاني ـ انه يقوم بتصحيح الكتاب الموجود والذى بين ايدينا فعلا لما ناله من التحريف زيادة و نقصانا.

و هذا الاحتمال مبنى على الراي القائل بتحريف القرآن و تؤيده بعض الروايات الضعاف الواردة فى هذا المجال.

علمنا انه لا خلاف بين المسلمين فى عدم احتواء الكتاب الموجود فعلا على كلام غير الهي ولو على مستوى كلمة واحدة. اما بالنسبة للحذف، فهناك روايات تشير الى حذف بعض الكلمات بل و حتى آيات من القرآن، و قد جمع الشيخ البحراني كثيرا من هذه الروايات فى تفسيره البرهان، و ناتي هنا ببعض من الواردة عن السنة والشيعة في هذا المجال.

روى احمد بن حنبل باسناده عن زرّ بن حبيش عن ابي بن كعف، قال:كم تقرأون (أو كايّن تعدّون) سورة الاحزاب؟ قلت: ثلاثاً و سبعين آية. قال: قط! لقد رايتها و انها لتعادل سورة البقرة و فيها آية الرجم! قال زرّ: قلت و ما آية الرجم؟ قال: (الشيخ و الشيخة اذا زنيا فارجموهما البته نكالاً من الله والله عزيز حكيم). (1)

و فى البخاري باب رجم الحبلى: قال: خطب عمر خطبته بعد مرجعه من آخر حجة حجّها، قال فيها: ان الله بعث محمداً (صلى الله عليه وآله وسلم) بالحق، و أنزل عليه الكتاب، فكان ما انزل الله آية الرجم،فقرأناها و عقلناها ووعيناها، فلذا رجم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) و رجمنا بعده، فأخشى اِن طال بالناس الزمان أن يقول قائل: والله ما نجد آية الرجم فى كتاب الله، فيضلّو بترك فريضة انزلها الله. والرجم فى كتاب الله حق على من زنى، اذا احصن من الرّجال و النساء اذا قامت البينة او كان الحبل او الاعتراف. (2)
1ـ مسند احمد، ج 5، ص 132.
2 . البخارى ، ج 8 ، ص 208 ـ 211 باب رجم الحبلى.

و ينقل هذا الحديث فى غير البخارى من الكتب التسعة.

و فى ردها يقول الشيخ هادى معرفة: و من المحتمل قويا انه سمع شريعة الرجم من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فظنها آية قرآنية. (1)

و نكتفى بذكر روايتين مما اثرناه عن طرق الشيعة:

روى الكليني من طريق علي بن ابراهيم باسناده عن حريز، ان الصادق (عليه السلام) قرأ: (فليس عليهن جناح ان يضعن ـ من ـ ثيابهن) النور ـ 60 بزيادة من. (2)

محمد بن قولويه باسناده عن الحسن بن عطية عن ابى عبدالله (عليه السلام) : «اللهم العن الذين كذبوا رسلك… و هدموا كعبتك و حرفوا كتابك». (3)

و ترد مثل هذه الرواية بان المقصود بالتحريف هنا هو سورة التفسير و التاويل.

والصحيح ان اكثر هذه الروايات تشير الى تاويل القرآن و تفسيره لا الى نص قد حذف من القرآن، و قد حصل خلط عند البعض بين تاويل القرآن و حذف بعض من آياته، الامر الذى ادى بهم الى هذا المعتقد غير المعقول. والادلة التالية من الحجج القويّة على رد الراي الذاهب الى تحريف القرآن:

الاية الكريمة: ?...نحن نَزَّلْنا الذكر و انا له لحافظون? الحجر 9.

فعلى اساس هذه الاية ان القرآن محفوظ و لاتناله يد التحريف على الاطلاق و ان اى تحريف للقرآن يعدّ تكذيبا لهذه الاية.

الاية الكريمة: ?...لاياتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه...? فصلت 42.

و على اساس هذه الاية فان القرآن لا يناله الباطل بجميع اشكاله مع العلم ان
1ـ الشيخ هادى معرفة; صيانة القرآن من التحريف ص 160.
2ـ الكافى ، ج 8 ، ص 200 ، رقم 241. ط دارالكتب الاسلامية.
3ـ ابن قولويه; كامل الزيارات، باب 79، ص 197، ط طهران .

التحريف نوع من انواع الباطل و مصداق واضح له.

تواتر نقله جيلا عن جيل، فإنّ حملة القرآن لا يعدون و لا يحصون لكثرتهم، و قد سلم بهذا التواتر المخالف والموافق.

هذا اضافة الى ادلة عقلية و نقلية اخرى نعرض عن ذكرها اختصارا.

الثالث ـ ان ياتى بنفس الكتاب الا انه مختلف فى ترتيب الايات، و فى هذا المجال روايات تؤيد ذلك كالرواية التالية:

«اذا قام قائم آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ضرب فساطيط (و) يعلم الناس القرآن على ما انزل الله عزوجل، فاصعب ما يكون على من حفظه اليوم، لانه يخالف فيه التاليف». (1)

و المراد من التاليف هنا هو الترتيب.

زعم ان الاكثر يعتقد بان الترتيب الفعلى للقرآن هو الترتيب الطبيعى و المتسلسل للنزول الا ان ذلك لم تثبت قطعيته، و قد يكون فاقداً للدقة والضبط فى الترتيب، و دليل ذلك وقوع الاختلاف فى الترتيب بين الصحابة عند جمع القرآن. و يعتقد بعض من علمائنا ان ما يمتاز به كتاب المهدي (عليه السلام) عن المصحف الموجود هو ضبطه الدقيق للتسلسل الطبيعى للنزول علما ان هناك روايات تشير الى الكتاب الذى ياتى به المهدى (عليه السلام) و انه نفس الكتاب الذى الفه (رتبه) الامام على (عليه السلام) توارثه المهدي عن آبائه عليهم السلام .

الرابع ـ ان يراد بالكتاب ليس و حيا على غرار القرآن بل شرح للقرآن الفعلى و تفسير و تاويل وايضاح له و لا يتمانع مع القرآن الفعلي.
1 . معجم احاديث الامام المهدي عن: الارشاد، ص 365. وروضة الواعظين ، ج 2 ، ص 265. و كشف الغمة، ج 3، ص256 ، عن الارشاد. واثبات الهداة، ج3 ، ص 556، باب 32، ف 31 ، ح 599 عن الارشاد. والبحار ج 52، ص 339، باب 27، ح 85 عن الارشاد. و نور الثقلين، ج 5، ص 27، ح 11، عن روضة الواعظين للمفيد.

و يمكن القول بان الروايات التي حكت عن قرآن خاص بعلي (عليه السلام) و فاطمة(س) تصلح دليلا على هذا الاحتمال.

الخامس ـ ان يكون محتوى الكتاب محتوى غير متناف و متمانع مع القرآن بحيث انه يتناول موضوعات غيرها المدونة فى القرآن بان يحتوى على شؤون سياسية واقتصادية و اجتماعية و غيرها تتعلّق بما بعد الظهور.
السنة الجديدة

والاحتمالات الواردة فى هذ المفردة هى اربعة:

الاول ـ أنّها كناية عن دين جديد يختلف عما عليه الاسلام من تشريعات و سنن من اصول و فروع.

الا ان هذا مخالف للادلة القطعية واجماع المسلمين على ان الاسلام هو خاتم الديانات و لا ديانة بعده و ان حلال محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) حلال الى يوم القيامة و حرامه حرام الى يوم القيامة. كما لا يويده اى دليل من الايات والروايات و غير ذلك من الادلة.

الثانى ـ ان ما ياتى و يقوم به هو عملية تغيير لبعض التعاليم التى شرعت فى صدر الاسلام و هى بحاجة الى تغيير وتجديد يتناسب مع العصر والملابسات والمتغيرات التى تحصل آنذاك.

على فرض صحّة هذا الاحتمال، فالمفروض القول بان التجديد من هذا النوع ينال المتغيرات من تشريعات الاسلام دون ثوابته; و هو امر حصل للشريعة الاسلامية منذ ازمان بعيدة و بعد ولادة هذه الشريعة بفترة و جيزة ولعدة مرات سواء من قبل الله نفسه على مستوى نسخ بعض الايات والتشريعات، أو من قبل

الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أؤ الائمة (عليه السلام) او الفقهاء من بعد الائمة، باعتبار تغير الزمان والمكان. وهى (المتغيرات) جزء من الشريعة الاسلامية و من صلبها و غير خارجة عنها.

و تويد هذا الاحتمال بعضاً من الروايات كالروايات التالية:

«انّ الله عزوجل بين الارواح فى الاضلة قبل ان يخلق الاجسام بالفى عام، فاذا قام قائمنا (قائم) اهل البيت ورث الاخ الذى (الاخوين اللذين) آخى بينهما فى الاظلة و لم يورث الاخ من الولادة». (1)

ولاوضح من هذه الرواية هو ايجاده تغييرات و تحولات تنال حتى المسلمات من فروع الدين. و يمكن القول انها نموذج لهذا التحول المتصور والرواية مصداق لا حصرله.

«دمان فى الاسلام حلال، لا يقضى فيهما احد بحكم الله حتى يقوم قائمنا، الزاني المحصن يرجمه، و مانع الزكاة يضرب عنقه». (2)

و شان هذه الرواية شان الاولى فى وضوح التغييرات المقرر حصولها بعد الظهور.

الثالث ـ ان ما يقوم به هو عملية تجديد واحياء للسنة النبوية و دعوة اليها من جديد، بعد ما نال هذه السنة من الاضمار والاختفاء عن الحياة اليومية للناس. والسنة هنا عبارة اخرى عن الاسلام ككل و ليس المقصود منها ما اثرناه عن النبي من اقوال و افعال فحسب.

ان بعضا من الروايات تنبىء عن قلة المتمسكين بالاسلام و قلة المتدينين آنذاك
1ـ معجم أحاديث الامام المهدي، ج 4، ص 71، عن: الهداية للصدوق: ص 64، مرسلا عن الصادق (عليه السلام) . العقائذ للصدوق: ص 76. و مختصر بصائر الدرجات، ص 159. والبحار، ج 6، ص 249، باب 8 ، ح 87، عن عقائد الصدوق، و وافى، ج 104، ص 367، باب 14، ح 7، عن الهداية.
2 . معجم احاديث المهدي، ج 4، ص 69 عن: المحاسن، ص 87 ، ح 28، عن ابى عبدالله (عليه السلام) . والكافى، ج 3، ص 503 ح 5. و كمال الدين، ج 2، ص 671، باب 58. و الفقيه، ج 2، ح 1589.

وان الاسلام قرآنا و سنة لا يبقى منه آنذاك الا حبر على ورق و لا يرى تجسيد فى الواقع لما جاء فيهما من تعاليم و دعوة للقيام و الاخلاق.

و هنا بعض من الروايات التي تنبات ذلك:

«سياتى على امتي زمان، لا يبقى من القرآن الا رسمه، و لا من الاسلام الا اسمه، يسمون به و هم ابعد الناس منه، مساجدهم عامرة و هى خراب من الهدى...». (1)

«ياتى على الناس زمان بطونهم الهتهم و نساؤهم قبلتهم، و دنانيرهم دينهم، و شرفهم متاعهم، لا يبقى من الايمان الا اسمه، و من الاسلام الا رسمه و لامن القرآن الا درسه، مساجدهم معمورة، و قلوبهم خراب من الهدى، علماؤهم اشر خلق الله على وجه الارض. حينئذ ابتلاهم الله باربع خصال:

جور من السلطان، و قحط من الزمان، و ظلم من الولاة والحكام، فتعجب الصحابة وقالوا: يا رسول الله ايعبدون الاصنام؟ قال: نعم، كل درهم عندهم صنم». (2)

تنعكس هذه الروايات مدى اختفاء الايمان والاسلام عن قلوب المسلمين وضمائر هم بحيث يكون الاسلام اسما لغير مسمى الامر الذى شهدناه فى بلادنا فى العصورالاخيرة.

كما ان الروايات التى تنبات اغتراب الاسلام فى يوم ما و هى كثيرة و شبه متواترة عن طريق السنة والشيعة تحمل على اندثار الاسلام من قلوب و ضمائر المسلمين وهجرانه من قبل حملته.

على اساس هذا الاحتمال، ان ما يقوم به المهدى (عليه السلام) فى ثورته هو عملية احياء
1ـ معجم احاديث المهدي، ج 1، ص 44، عن: ثواب الاعمال و عقابها، ص 301، ح 4، عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) .
2ـ معجم احاديث المهدى، ج 1، ص 45، عن: جامع الاخبار ، ص 129، ف 88، مرسلا عن النبى (صلى الله عليه وآله وسلم) . والبحار، ج 52، ص 190، باب 25، ح 21، عن ثواب الاعمال. و منتخب الاثر، ص 427، ف 6، باب 2، ح 6، عن البحار.

للتعاليم والسنن الدينية بعد ما ماتت ورحلت عن قلوب الناسواختفت عن المجتمعات الاسلامية.

والروايات التالية تويد الاحتمال التالى:

«يعطف الهوى على الهدى، اذا عطفوا الهدى على الهوى، و يعطف الراى على القرآن اذا عطفوا القرآن على الراى...فيريكم كيف عدل السيرة، و يحيى ميت الكتاب والسنة». (1)

و كما هو ظاهر من نهاية هذا الحديث فان ظهور صاحب الزمان يتضامن مع موت الكتاب والسنة و ان ما يقوم به عليه السلام هو احياء لهما.

«يا ابا محمد اذا قام القائم عليه السلام استانف دعاء جديدا كما دعا رسول الله صلى الله عليه و آله». (2)

و هذه الرواية صريحة فى ان ما يقوم به المهدي (عليه السلام) هو الدعوة الى الله الاسلام من جديد على غرار دعوة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) و هذا ما يستفاد من مفردة يستأنف.

«يصنع كما صنع رسول الله صلى الله عليه و آله، يهدم ما كان قبله كما هدم رسول الله صلى الله عليه و آله امر الجاهلية، و يستانف الاسلام جديدا». (3)

و هذه الرواية صريحة ايضا فى ان ما يستانفه من جديد هو الاسلام نفسه سنة و كتابالا شيئا آخر.

«هو رجل من عترتى يقاتل على سنتى كما قاتلت انا على الوحى». (4)
1ـ نهج البلاغه، خطبة 138.
2 . غيبة النعمانى، ص 322، باب 22، ح 5، عن ابى عبدالله (عليه السلام) .
3ـ معجم احاديث الامام المهدى، عن: غيبة النعمانى، ص 230 ـ231، باب 13، ح 13، عن ابى عبدالله (عليه السلام) . و اثبات الهداة، ج 3، ص 539، باب 32، ف 27، ح 499. حلية الابرار، ج 2، ص 628، باب 37. و البحار، ج 52، ص 352، باب 27 ، ح 108 . و منتخب الاثر، ص 305، ف 2، باب 41، ح 1، جميعا عن النعمانى.
4ـ معجم احاديث المهدى، ج 1، ص 224، عن: ابن حماد، ص 102، عن النبى (صلى الله عليه وآله وسلم) و مصادر كثيرة اخرى.

و ظاهر هذه الرواية ان المهدى يقاتل لاجل احياء سنة الرسول بعد ما اندثرت و ماتت.

«يقفو اثرى لا يخطىء». (1)

و هذا الحديث صريح فى ان القائم لايزل عما اثره عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) من سنة و غير سنة و لا يخطافى هذا المجال.

و هناك روايات كثيرة أخرى تتعرض لقضية احياء الامام للاسلام اعرضنا عن ذكرها اختصارا.

و للتوفيق بين الروايات القائلة بالتجديد والروايات الاخيرة ينبغى القول بان جديده (عليه السلام) هو احياؤه للسنة فحسب.

الرابع ـ انها اشارة الى الاصلاح الذى يقوم به المهدى فى التشريعات و غيرهابعد ما اصابها التحريف المتعمد او الفهم القاصر فى استنطاق النصص نظراً لبعد علماء الاسلام و قتئذ عن عصر التشريع و وقوع الفاصل الزمنى الطويل بين عصر التشريع و عصر ما قبل الظهور و اختلاف لغة العصرين الامر الذى يؤدى الى سوء فهم المحدثين للغة القرآن و السنة القديمة.

و على هذا الاحتمال فان ما يقوم به المهدى عندالظهور هو عملية تصحيح و تقويم للشريعة. و اطلاق مفردة الجديد عليه باعتبار ان الناس اعتادوا تشريعات و سنة محرفة او مساء فهمها، فاذا ما جاء المهدى (عليه السلام) بتشريعات غيرها هى الاصيلة، فان الناس سيعدونها جديدة و ذلك لانها غير مالوفة عندهم ان الروايات التى وردت فى ذم علماء السوء ـ وهى كثيرةـ تصلح لان تكون شاهدا على ذلك، و نذكر هنا بعض منها:
1ـ معجم احاديث المهدى، ج 1، ص 225، عن: الفتوحات المكية: ج 3، ص 332، باب 336، عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) . و القول المختصر، ص ... ، باب 1، ح 49 . و منتخب الاثر، ص 491، ف 9، باب 3، ح 2 ، عن الفتوحات المكية.

«...فقهاء ذلك الزمان شر فقهاء تحت ظل السماء، منهم خرجت الفتنة و اليهم تعود». (1)

«ايها السائل عن الساعة: تكون عند خيث الامراء، و مداهنة العراء، و نفاق العلماء، و اذا صدت امتى بالنجوم و كذبت بالقدر، ذلك حين ما يتخذون الامانة مغنماً والصدقة مغرما، والفاحشة اباحة والعبادة تكبرا واستطالة على الناس» (2)

«سيجىءُ أقومٌ فِى اخرِ الزَّمَن وجُوهُهُم وجوهُ الآدميين و قلوبُهُم قلوبُ الشياطين... السُّنَّةُ فيهِم بِدْعَةٌ والبِدْعَةُ فِيهم سُنَّةٌ، فَعِنْدَ ذَلِكَ يُسَلِّطُ اللهُ عَلَيْهِم شِرَارَهُمْ، فَيَدْعُو خِيارُهُمْ فَلا يُستجَابُ لَهُم».

و ذم العلماء بلحاظ مالهم من قدرة على التاثير فى الناس من جهة و من حيث قدرتهم على التلاعب فى التشريعات، كما حصل هذا الشىء فى برهات عديدة من تاريخ الشريعة الاسلامية لقد دون التاريخ نماذج عديدة من علماء الدين الذين باعوا دينهم بدنياهم و برروا جرائم و مجازر الطغاة بتبريرات دينية واعتبروا مواقف هولاء الطغاة جزء من الدين وسلوكهم تطبيقا لما انزل الله.

اضافة الى هذا اننا لا نشك بوجود البدع والاضافات على الشريعة الاسلامية الاصيلة; و ان ظاهرة البدعة بدرجة من الرواج قلما يخلومنها مذهب و هى ظاهرة مارستهاالمذاهب عمداللتمييز بينها و بين باقي المذاهب تارة وقصوراً وجهلا تارة اخرى.

ان الاختلاف بين المذاهب الاسلامية يصل تارة الى مستوى التناقض و التضاد و
1ـ معجم احاديث الامام المهدى، ج 1، ص 22، عن: ثواب الاعمال و عقابها، ص 301، ح 4، عن رسول ا... والبحار، ج 52، ص 190، باب 25، عن ثواب الاعمال. و منتخب الاثر، ص 427، ف 6، باب 2، ج 6، عن البحار.
2ـ معجم احاديث الامام المهدى: ج 1، ص 46، عن: ارشاد القلوب: 1، 67، 16 مرسلا عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ; امالى الشجرى، ج 2، ص 257. مجمع الزوائد، ج 7، ص 326، عن الطبرانى بتفاوت يسير.

هو امر يجعلنا نطمئن بسقم واحد من الرايين المتناقضين و لا يمكن الحكم بصحة كل من الرايين المعتمدين فى كلا المذهبين.

كما ان الروايات التى تحكى قتال المهدى (عليه السلام) على سنة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) مثل الرواية التاليه: (هو رجل من عترتى يقاتل على سنتى كما قاتلت على الوحى) كما تحتمل قتاله ونضاله لاجل احياء السنة المندثرة تحتمل قتاله لاجل تصحيحها و تقويمها.
القضاء الجديد:

هناك ثلاثة احتمالات فى تفسير القضاء الجديد:

الاول : انه اشارة الى ماجاء فى بعض الاحاديث التى مضى اثنين منها حكت عن تغيير الامام لبعض الحدود والاحكام التى تتعلق بالقضاء مثل توريث الاخ من غير الولادة و حكم القتل على الزانى المحصن و مانع الزكاة و غير ذلك.

الثانى : انه اشارة الى ماجاء فى عدة روايات حاكية عن ان الامام سيحكم و يقضى بقضاء النبى داود (عليه السلام) ، الذى كان يبتنى على معرفة الحقايق واقعا و لو عن طريق غيبى دون الشواهد والبينات التى تفيد الظن فحسب، والروايتان التاليتان شاهد على هذا القول:

«لا تذهب الدنيا حتى يخرج رجل منى رجل يحكم بحكومة آل داود، (و) لا يسأل عن بينة، يعطى كل نفس حكمها». (1)
1ـ معجم احاديث الامام المهدى، ج 4 ص 65 عن: بصائر الدرجات، ص 258، باب 15، ح 1 عن ابى عبدالله (عليه السلام) الكافى: ج 1، ص 397. الارشاد، ص 365 روضة الواعظين، ج 2، ص 266. الخرائج، ج 2، ص 861، باب 73، ح 77. منقول فى هذه المصادر مع اختلاف يسير سندا و متنا. اثبات الهداة، ج 1، ص 89، باب 6، ح 63. وسائل الشيعة: ج 18، ص 168، باب 1، ح 5 عن رواية الكافى الثانية. البحار: ج 14، ص 14، باب 1، ح 23 عن الارشاد. و نور الثقلين: ج 4، ص 452، ح 29 آخره، عن رواية الكافى الاولى. و مستدرك الوسائل: ج 17، ص 364، باب 1، ح 3 ـ عن رواية بصائر الدرجات الثالثة. و منتخب الاثر:، ص 172 ف 2، باب 1، ح 94 عن رواية البحار الثالثة.

«سألت عن القائم، فاذا قام قضى بين الناس بعلمه كقضاء داود (عليه السلام) ، لا يسأل البينة» (1)

و على هذا الاحتمال فان الجديد فى قضاء المهدى هو اعتماده آليه جديدة غير الالية التى فرضها علينا الشرع اى آلية الاعتماد على الشواهد والبينة و لا تحول فى احكام القضاء و مسائله الشرعية.

الثالث : و هو احتمال الجمع بين الاحتمالين الماضيين، اى انه اضافة الى تغييره بعضا من الاحكام الفقهيه المتعلقة بالقضاء، يعتمد آلية القضاء التى اعتمدها النبى داود (عليه السلام) ، و لاتنافى في الجمع بين الامرين.

لكن بناء على الاحتمال الثانى و كذا الثالث، فان السؤال الذى يطرح نفسه، هنا هو ان مباشرة الامام القضاء بنفسه باعتباره الوحيد الموهل للقضاء بقضاء داود مع لحاظ مسؤوليته الكبرى وسعة المناطق التى يحكمها و مع لحاظ ان مشاكل الناس بدرجة كبيرة من الكثرة و التنوع والتعقيد والتفاهة بعضا ما و هو امر يجعل مباشرة الامام القضاء فيها امرا مستصعبا اذا لم يكن محالا.

و فى الاجابة على هذا السؤال نذكر عدة احتمالات:
1 . معجم احاديث الامام المهدى ج 4، ص 270 عن: الكافى، ج 1، ص 509، ح 13، عن ابى محمد (عليه السلام) . والارشاد:، ص 343، كما فى الكافى بتفاوت يسير. والخرائج: ج 4311 باب 12، ح 10. والدعوات: ص 209، ح 567. و مناقب ابن شهر آشوب. و اعلام الورى: ص 357، ف 3. و كشف الغمة: ج 3، ص 203، عن الارشاد. الصراط المستقيم: ج 2، ص 207، باب 10، ح 7 عن الخرائج. و اثبات الهداة: ج 3، ص 403، ح 15 ـ عن الكافى. و حيلة الابرار: ج 2، ص 627، باب 36. والبحار: ج 5، ص 264، باب 3، ح 24، عن المناقب ، والخرائج و نور الثقلين: ج 3، ص 437، ح 98 عن الكافى. و مستدرك الوسائل: ج 17، ص 364، باب 1، ح 6، عن الدعوات.

منها: ان الناس ما بعد الظهور يبلغون درجة عالية من الكمال بحيث نقل الخلافات بينهم و تنحصر بموارد خاصة جدا، و على هذا فيصبح مباشرة الامام المهدى امرا ممكنا.

و منها: ان الاولياء مثل عيسى والخضر الذين لهم اتصال بعالم الغيب والذين يظهرون بعد ظهور الامام يتولون القضاء اضافة الى تولى المهدى (عجل الله فرجه الشريف) للقضاء مباشرة، مع العلم ان عددالاولياء الذين يظهرون بعد ثورة المهدى (عليه السلام) كثيرون و ليسوا بقليل، و على هذا يمكن تصور تحقق قضاء داود (عليه السلام) وقتئذ.

ان الروايات التى تدل لى ظهور هولاء الاولياء و حكومتهم على الارض و كذا ادلة رجعة بعض اولياء الله يمكن عدها دليلا على هذا الراى.

و منها: ان القضاء المعروف بقضاء داود قضاء يعتمد آلية علمية متقدمة لم يكتشف بعد، و يكتشف بعد الظهور من حيث تطور العلوم آنذاك على يدالامام (عليه السلام) ، وعلى اساس هذا التطور يتمكن القضاة آنذاك ـ ولو كانوا غير معصومين ـ الكشف عن الحقائق مستغنين فى ذلك عن الادلة الظنية مثل الشهود والبينات و غير ذلك.

و لا يبعد هذا، حيث ان الآليات و التقنيات المستعملة فى الوقت الحاضر لكشف الجرائم و مرفة الحقائق بدرجة كبيرة من الدقة بحيث قلما يصعب على العاملين فى هذا المجال معرفة آثار المجرمين فكيف بها اذا تطورت بتطور العلوم اضعافا مضاعفة.

ان الاعتماد على بصمات الاصابع والكلاب البوليسية والميكرسكوب والمختبرات والكامبيوتر و... هذه كلها تقنيات تمكن المحقق من الوصول الى الحقيقة فى الوقت الحاضر رغم ان العلم لم يبلغ الكمال بعد، و هناك مشوار طويل لم يجتزه العلم لبلوغ الكمال; فكيف اذا كمل و بلغ قمته؟! طبيعى أن يتطور كل شى و منه ما يتعلق بالقضاء والبحث الجنائى.
السلطان الجديد

لقد جاءت مادة (سلط) بمعنى القدرة والملك والحجة اما استعمالها بمعنى المملكة والحكومة فهو باعتبار ما تستلزم الحكومة والمملكة من قدرة و ملك. كما ان استعمالها بمعنى القدرة و الملك هو الاستعمال الغالب والاكثر و بمعنى الحجة اقل، لذا يضعف احتمال ورود مفردة السلطان بمعنى الحجة و انه (عليه السلام) يأتى بحجة جديدة يد حض بها الاعداء، رغم ان ورودها بهذا المعنى غير ممتنع، والاحتمالات الاقى فى هذا المجال هى كالتالى:

الاول : او ما يناله و يأتى به المهدى (عليه السلام) من علوم و تقدم علمى و تقنى يضاف الى ما توصل اليه بنى البشر، هو عامل اساسى لاكتساب القدرة، بل و مقياسها فى العصور الجديدة والمقبلة كما يقر بذلك منظّر والمستقبل، و هذا هو المقصودمن السلطان الجديد.

و عليه فسلطان المهدى الجديد هو قدرته المعلوماتيه والتقينية التى يتفوق بها على كل قدرات العام، والروايات التى تحكى التكامل العلمى المفروض حصوله و قتئذ والتى مر ذكر بعضها فيماسبق تصلح لان تكون دليلا على هذا الاحتمال.

الثانى : ان ما يحصل عليه المهدى (عليه السلام) من قدرة مالية و ثروات طبيعية و غير طبيعية لم تشهدها الارض قبله مصداق واضح للقدرة والملك او السلطان; وحداثته من حيث حجم والثروة ونوعتيها باعتبار عدم سبق البشر بمثل هذه الثروة.

ان بعض الروايات تشير الى ان الارض تخرج كنوزاً و ثروات لم يسبق لها مثيل، تمكن الامام (عليه السلام) من احلال الرخاء والرفاه لسكانها، و تزيده قدرة يتغلب بها على كل شى. والروايات التالية بعضا من روايات كثيرة وردت فى هذا المجال وهى مدونة فى تراثنا.

«تنعم امتى فى زمن المهدى نعمة لم ينعموا مثلها قط، ترسل السماء عليهم مدرارا، و لا تدع الارض شيئا من النبات الا اخرجته، والمال كدوس، يقوم الرجل فيقول: يا مهدى اعطنى فيقول خذ» (1)

«يرضى عنه ساكن السماء و ساكن الارض، لا تدع السماء من قطرها شيئا الا صبته، و لا الارض من نباتها الا اخرجته، حتى يتمنى الاحياء الاموات» (2)

الثالث : ان السلطان الجديد هو ما يسخر له من الحيوانات والجمادات والنباتات و غير ذلك.

على غرار سلطان النبى سليمان (عليه السلام) و مجموع هذه الامور تمنح الامام (عليه السلام) قدرة و سلطانا غير معهود فى هذه الدنيا.

ان الروايات التى تشير الى ما يسخر له يمكن تمدها دليلا على هذا الاحتمال و ناتى هنا ببعض منها:

«انه اذا تناهت الامور الى صاحب هذا الامر رفع الله تبارك و تعالى(له) كل منخفض من الارض، و خفض له كل مرتفع حتى تكون الدنيا عنده بمنزلة راحته، فايكم لو كانت فى راحته شعرة لم يبصرها» (3)

«يملك القائم ثلاثمائة سنة، و يزداد تسعا كما لبث اهل الكهف فى كهفهم يملأُ الارض
1 . معجم احاديث الامام المهدى (عليه السلام) ، ج 1، ص 227، عن عبدالرزاق: على ما فى سند ابن حماد: ص 99، و مصادر اخرى.
2ـ معجم احاديث الامام المهدى (عليه السلام) ، ج 1، ص 229 عن: عبدالرزاق: كما ورد فى سند ابن حماد عن النبى (صلى الله عليه وآله وسلم) و ابن حماد: ص 99. والقول المحتصر: ص 5، باب 1، ح 9، و ملاحم ابن طاوس: ص 69 .
3ـ معجم احاديث الامام المهدى (عليه السلام) عن: كمال الدين: ج 2، ص 674، باب 58، ح 29، عن ابى عبدالله (عليه السلام) و اثبات الهداة: ج 3، ص 494 ـ 495، باب 32، ف 2525، عن كمال الدين; و حلية الابرار: ج 2، ص 652، باب 36، كمال الدين، عن ابن بابويه. والبحار: ج 52، ص 328، باب 27، ح 46، عن كمال الدين .

عدلاً و قسطا كما ملئت ظلما وجورا... [ ويسير ] بسيرة سليمان بن داود، و يدعو الشمس والقمر فيجيبانه، وتطوى له الارض و يوحى اليه فيعمل بالوحى بامرالله». (1)

الرابع : ان السلطان الجديد نوع من الحكومة يختل معالمها عن الحكومات الفعلية من ديمقراطية و حزبية وملكية و غير ذلك يختلف من حيث الا دارة والنظام و غير ذلك عما الفناه من حكومات.

الخامس : ان السلطان الجديد هو جميع ما تقدم من مصاديق للقدرة والملك وامور اخرى جديدة ينالها على الارض لم ينلها قبله شخص ابدا، ان مجموع الثروات الطبيعية والعلمية والتقنية و ما يسخر له من الحيوانات والجمادات، و عوامل اخرى قد تكون مبهمة فعلا تجعل الامام فى موضع اقتدار كبير و عظيم لم تشهده البشرية ابدا حتى فى زمن سليمان (عليه السلام) .
الامر الجديد

ان هذا العنوان هو الاعم والاكثر ابهاما من بين العناوين والموارد المذكورة هنا، و تحتمل احتمالات كثيرة و عديدة جدا نذكر اهمها هنا:

الاول : ان الامر اشارة الى كل من الأشياء الاربعة الجديدة المشار اليها فى الروايات و يفسر بنفس التفاسير و الاحتمالات المذكورة لكل منها.

لكن اقتران الامر بكل من هذه المتقدمات يمنع من التصديق بصحة هذا الاحتمال. فان الامر لو كان نفس الباقيات لما كان هناك حاجة لذكر الامر، فلابد و ان الامر شى يختلف عن الباقيات.
1ـ معجم احاديث الامام المهدى (عليه السلام) ، ج 3، ص 318 عن: البحار: ج 52، ص 390، باب 27، ح 212 و عن الباقر (عليه السلام) و اثبات الهداة: ج 3، ص 584 ب 32 ف 59، ح 787، عن البحار.

الثانى : ان الامير اشارة الى ما يجىء به المهدى (عليه السلام) من علوم و تقنيات يضيفها الى ما توصل اليه بنى البشر من تقنية و معرفة علمية.

و هذا الاحتمال تشير اليه بعضا من الروايات نورد هنا اثنين منها:

«اذا قام قائمنا وضع الله يده على رؤوس العباد، فجمع بها عقولهم و كملت به احلامهم». (1)

فكما هو الظاهر من الرواية ان العلوم تبلغ آنذاك المستوى الذى يوفر للناس احلامهم و تخيلاتهم.

«العلم سبعة و عشرون جزءا، فجميع ما جاءت به الرسل جزء ان، فلم يعرف الناس حتى اليوم غير الجزءين، فاذا قام القائم اخرج الخمسة والعشرين جزءا، فبثها فى الناس وضم اليها الجزئين، حتى يبثها سبعة و عشرين جزءا». (2)

و يظهر من هذه الرواية نفس ما يظهر من الرواية السابقة، و من الطبيعى ان العلوم اذا بلغت هذا المبلغ فان كل شى سيصبح جديدا و الحاية تتحول بالكامل، تتحول المواصلات انذاك وكذا وسائل التواصل والاعلام والابنية والعمران والطبابة والزراعة والصناعة وكل شى، و هذا هو الجديد ولا جديد يثير اكثر من هذا.

الثالث : انه اشارة الى شى بدرجة من الحداثة بحيث لا نتصوره و لن يخطر فى بالنا حتى ظهوره (عليه السلام) سواء على المستوى العلمى والتقنى من حيث التطوّر والتقدّم
1ـ معجم احاديث الامام المهدى، ج 3، ص 325، عن المصادر التالية: الكافى: ج 1، ص 25، ح 21. و كمال الدين: ج 2، ص 675، باب، ح 30. والخرايج : ج 2، ص 840، باب 16، ح 57. و مختصر بصائر الدرجات: ص 117.

و منتخب الانوار المضيئة، ص 200 ف 12. و اثبات الهداة ج 3، ص 448، باب 32، ح 48. و حلية الابرار ج 2، ص 625 ـ 626، باب 36.

2ـ معجم احاديث الامام المهدى، ج 4، ص 55، عن: الخرائج : ج 2، ص 841، باب 16، ح 95. و مختصر بصائر الدرجات : ص 117. و البحار: ج 52، ص 336، باب 27، ح 73 عن الخرائج.

الذى يطرأ على العلوم او على المستوى الاجتماعى من حيث العدالة والرخاء والرفاه المتوقّع حصوله، أو على المستوى الاقتصادى من حيث التقدّم الصناعى والزراعى و... او على مستويات اخرى، المهم انه ياتى بالجديد و الجديد لا بد ان يكون امرا مبهما و غير مالوف و لا معروف و لو كان مالوفا ولديناسبق معرفة به لما كان جديدا، بل شيئا غير جديد.

الرابع : ان الامر اشارة الى جميع ما يمكن ان يحصل من جديد فى الثورة المنتظرة و لا يختص الامر بشى خاص، فيعم الكتاب الجديد والسنة الجديدة والقضاء الجديد والسلطان الجديد وكل شى جديد يحصل آنذاك.
خاتمه:

و للخروج برؤية عامة عنه جديد الامام (عليه السلام) ينبغى القول بان جديدة عام و شامل و لا يختصى بالموارد المعدودة التى ذكرت هنا، بل ان هذه جميعا موارد و مصاديق الجديدة المتوقع الذى يعم الحياة بجميع مستوياتها.

 
امتیاز دهی
 
 

المزيد
خانه | بازگشت | حريم خصوصي كاربران |
Guest (PortalGuest)

دفتر تبلیغات اسلامی حوزه علمیه قم (شعبه اصفهان)
Powered By : Sigma ITID