عضويت در مرسلات     
المزيد
 

›أخبار

›المكتبة

›البرامج

›بطاقات بريدية

›احاديث

›منشورات وأنشطة

›ارسال المقالة

›مقالات

›الصور

›منتديات

›الأسئلة و الأجوبة

›الروابط

›مرسلات في 120 ثانية

›اتصل بنا

›موبايل

›الفائزون

›تشاور

›صوت و فيلم

›خارطة الموقع

›بيت الاطفال و الشباب

›من نحن


المزيد
مقالات
n ,
الأربعاء, ربيع الأول 13, 1432 الحضاره في الاسلام الشيخ محمود محمدي عراقي

الهاجس الأول الذي يبدو واضحًا من كثير مما يُعقد من ندوات ومؤتمرات هو ما تشهده الساحة الإسلاميّة من مظاهر عنف وإرهاب، وما نسمعه كلّ يوم من قتل وتفجير وتفخيخ، وما تطلع علينا بين حين وآخر من دعوات متخلفة متعصّبة تكفيرية..
ومن الواضح جدًا أن هذه الحالة لا ترتبط بطبيعة الإسلام، فالنصوص الدينيّة بأجمعها ترفض ذلك، والتاريخ يشهد بأن أمتنا الإسلامية أقامت حضارة عظيمة ساد فيها العقل والحوار واحترام الآخر ونشط فيها التعارف بين الشعوب والقبائل، وتعالت فيها الأمة على الاختلافات القبلية والقومية، بل وحتى الدينيّة، فقد ساد الاحترام بين أصحاب الاتجاهات الفكرية والمذهبية المختلفة داخل الأمة، بل ساد الاحترام في تعامل الأمة مع أصحاب الأديان المختلفة، وتعامل الإسلام مع الزرادشتيين في إيران من أبرز الأمثلة على ذلك، كما أن مساهمة اليهود والنصارى والصابئة مع المسلمين في الحقول العلمية والإدارية أفضل دليل على روح الانفتاح والسماح في حضارتنا
تجاه الآخر.
ولكن مع هبوط حركة الحضارة الإسلامية برزت مظاهر العنف والتعصب والإرهاب في مجتمعاتنا، وهي ظواهر قد أضرّت بأمتنا وأنزلت بها الويلات وشوّهت صورتها أمام شعوب العالم. وكانت هذه الموضوعات الشغل الشاغل لكل المهتمين بأمور أمتنا خلال العقود الأخيرة.
ولقد قُدّمت في هذا المجال مشاريع كثيرة لعلاج هذه الظاهرة وكُتبت دراسات في تحليلها، لكن الأمرَ ازداد سوءًا لأن القضية أولاً معقّدة وكبيرة وهي ثانيًا ذات أبعاد محليّة ودوليّة واسعة.
غير أنّ هناك اتجاهًا غريبًا بدأ يظهر على الساحة في تناول هذه القضية المهمّة الحساسة هو الخلط بين مفهوم «الجهاد» و«النضال الوطني» و«مكافحة الاحتلال» وبين الإرهاب والعنف في منطقتنا الاسلاميّة.
وهذه الظاهرة بدأت تتصاعد بعد انتهاء الحرب الباردة وأحداث 11 سبتمبر والاستفراد الأمريكي بالمنطقة، وطرح مشاريع العولمة الثقافية والسياسية.
من الطبيعي جدًا أن يتّجه المستكبر الطامع إلى إخصاء كلّ تحرك حيويّ إنساني بين المسلمين، لتحويلهم إلى قطعان لا يهمّها إلاّ همومها الغريزية واليوميّة الصغيرة.
ومن الطبيعي جدًا أن يعمد هؤلاء إلى خلط الأوراق حتى يصبح من العسير التفريق بين مظاهر «الحياة» في الأمة ومظاهر «الهمجية».
ولكن من غير الطبيعي تمامًا أن تنطلي هذه الأمور على رجال أمتنا وأبناء جلدتنا فيقفون مع هذا الخلط في الأوراق ومع هذا الدجل العالمي الذي يريد أن يستأصل كل مقاومة في أمتنا وكل ردّ فعل تجاه الاغتصاب والظلم والاحتلال والتدمير والتدخل في كلّ صغيرة وكبيرة من أمور أمة محمدبن عبدالله – صلى الله عليه وآله وسلم- .
لا أقصد هنا إطلاق شعارات أو إثارة حماس بل أستهدف القول إننا أمة لها حقّ الحياة وحقّ العزّة وحقّ الكرامة وحقّ تقرير المصير، فلماذا هذا التدخّل السافر في شؤوننا؟ لماذا التدخل في فرض النمط الخاص من الإصلاح والديمقراطية على بلداننا. لماذا هذا العداء السافر والموقف الحاقد تجاه النظام الإسلامي في إيران على سبيل المثال، وهو بكل المعايير الديمقراطية يشهد أعظم تجربة في السيادة الشعبية الدينيّة، ويشهد أكبر مشاركة جماهيرية في انتخابات مسؤوليه، آخر انتخابات رئاسية نموذج من هذه المشاركة الواسعة، ورغم ذلك واجهت تصريحات معادية وقيحة أقل مايقال عنها أنها انتهاك لحرمة الشعوب وسيادتها وعزتها وكرامتها.
لو ألقينا نظرة ولو سريعة على ماجرى في أفغانستان والعراق والجزائر والسودان وغيرها من المناطق التي شهدت أحداث عنف مؤسفة لتلمسنا بوضوح الأيادي الأجنبية التي افتعلت ولاتزال تفتعل الأحداث المأساوية، لتلقي باللائمة مايحدث على الإسلام.
لا أريد أبدًا أن أعلّق مظاهر العنف في العالم الإسلامي على شمّاعة الأجانب، بل أريد أن أقول إن هذه المظاهر لها أسباب داخلية وعوامل خارجية.. ولايجوز أن نغفل عن العوامل الخارجية أبدًا، فهي التي سلّطت علينا طالبان وشوهت بهم وجه الإسلام ثم ضربتهم لتحرر المنطقة من التعصّب والتخلّف !! وهي التي دعمت النظام العراقي البائد وغذّته بكل وسائل العدوان ثم أجهزت عليه باسم إنقاذ الشعب العراقي والمنطقة من شرّه.. وهي التي تثير الفتن القبليّة والطائفية والإقليمية لتصوّر المسلمين بأنهم يحتاجون إلى من يحميهم من هذه النزاعات ويتولّى أمر استتباب الأمن في منطقتهم.
غير أننا نقرّ ونعترف بأن هناك عوامل داخليّة لابدّ أن نعالجها كي نتخلّص من هذه المظاهر المؤلمة المؤسفة المشوّهة لسماحة الإسلام وروحه الحضارية.
ومن أهمّ هذه العوامل التخلّف الحضاري.. فلا تزال الروح البدوية التي أفرزت الخوارج سائدة في كثير من أوساطنا الإسلاميّة، لايزال بعضنا يروّج لإشاعة هذه الروح باسم السلفيّة والوهابية والنصوصيّة ومكافحة البدع.. وأمثالها من اللافتات.
إنّ هذه الحالة من التعصّب والتحجّر لايمكن مواجهتها إلاّ بحركة علميّة عقليّة ثقافية تتطلّع إلى المستقبل وتنظر إلى العالم بأفق رحب واسع يتناسب مع عظمة الأمة الخالدة الشاهدة الوسط على ساحة التاريخ.
ولكن الاتجاه نحو هذه الحركة العلميّة العقلية يصطدم بعقبتين، الأولى حالة التخلف القائمة في عالمنا الاسلامي، وهذه يمكن معالجتها بالحكمة والموعظة الحسنة وتربية الأجيال الصاعدة على الانفتاح المقرون بالأصالة والالتزام بالهويّة.. وهذا مانفعله اليوم في إيران.
غير أن العقبة الثانية وهي الأسوأ تتمثل في تأهب الآخر لخوض صراع حضاري مع العالم الاسلامي كي لا تقوم له قائمة.
مقتل مئات العلماء العراقيين بعد الاحتلال ظاهرة تستحق كل الاهتمام، وتفريغ العراق من محتواه الحضاري بتدمير المكتبات والمتاحف أمرٌ يحتاج إلى دراسة وتحليل من كل المهتمين بمستقبل أمتنا.
توجيه بعض الفضائيات التي تثبّط العزائم وتستهين بقدرة المسلمين وتشيع في النفوس روح الانبهار بالغرب والهزيمة النفسية أمامه وتثير الغرائز الهابطة موضوع خطر على روح الحركة العلمية الحضارية في أمتنا.
الموقف من الملف النووي السلمي في إيران أمرٌ يندرج في هذا السياق، خاصة وأن إيران أعربت عن استعدادها لإعطاء كافة الضمانات اللازمة لعدم تجاوز الخط السلمي في الاستخدام.
ما تفعله الحركة الصهيونية العالمية من رصد دقيق لكل تطوّر علمي في العالم الإسلامي واختراقه ومحاولة هدمه والتعرّف على النوابغ والعقول المبتكرة وتوفير سبل الهجرة لها من بلاد المسلمين أمر هام للغاية.
دخول الصهيونية إلى اقتصاد السوق الإسلامي ومحاولة زعزعته حينما يشهد أي انتعاش، كما حدث في بلدان شرق آسيا هو أيضا من محاولات التصدّي الخارجي لكل تحرّك نحو التطوّر في عالمنا الإسلامي.
وليس أمامنا تجاه هذه التحديات إلاّ أن نعتمد على الله الواحد الأحد، الذي يعزّ من يشاء ويذلّ من يشاء، بيده الخير وهو على كل شيء قدير، وأن تتظافر جهودنا لمواجهة الغزو الثقافي من جهة، ورصّ صفوفنا الداخلية من المحيط إلى المحيط من جهة أخرى. وأن نعمل معًا علماء وجامعيين وفنانين وأدباء وأصحابَ قلمٍ وفكرٍ على دفع حركة الأمة نحو مستقبل حضاري تعود فيه الحركة العلمية كما كانت في عصر الازدهار، ويعود عالمنا الإسلامي ليكون قرية إسلامية مترابطة متراصة متواصلة متعارفة إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.

 
امتیاز دهی
 
 

خانه | بازگشت | حريم خصوصي كاربران |
Guest (PortalGuest)

دفتر تبلیغات اسلامی حوزه علمیه قم (شعبه اصفهان)
Powered By : Sigma ITID