عضويت در مرسلات     
المزيد
 

›أخبار

›المكتبة

›البرامج

›بطاقات بريدية

›احاديث

›منشورات وأنشطة

›ارسال المقالة

›مقالات

›الصور

›منتديات

›الأسئلة و الأجوبة

›الروابط

›مرسلات في 120 ثانية

›اتصل بنا

›موبايل

›الفائزون

›تشاور

›صوت و فيلم

›خارطة الموقع

›بيت الاطفال و الشباب

›من نحن


المزيد
مقالات
io
الأربعاء, ربيع الأول 13, 1432 الجهل والتعصب الشيخ محمّد الغزالي

• الجهل أوّل آفة في المتعصبين • ثمة أمراض نفسية كامنة وراء سلوك المتعصبين • هناك من يجد متعة في قضايا الخلاف فيثور ويفور • هناك من اعترض على الرسول(ص) طلباً للظهور عن طريق الغَيرة على القيم.

لقيت متعصبين كثيرين، ودرست عن كثب أحوالهم النفسية والفكرية، فوجدت آفتين تفتكان بهم:
الأولى: العجز العلمي، أو قلة المعرفة!
هؤلاء يحفظون نصاً وينسون آخر، أو يفهمون دلالة للكلام هنا ويجهلون أخرى ويحسبون ما أدركوه الدين كلّه.
ولو أنّ هؤلاء اكتفوا بمنزلة المتعلّم المتابع ما عابهم ذلك كثيراً، فليس كل مسلم مطالباً بمعرفة جميع الأقوال الواردة والدلالات المحتملة.
المصيبة أن يشتغلوا مفتين أو موجهين وهم بهذا المستوى الهابط!
نقل الشيخ عبدالجليل عيسى عن إسحاق الشاطبي في "الموافقات" هذه الكلمة الصائبة:
"إن تعويد الطالب ألاّ يطّلع إلاّ على مذهب واحد، ربما يكسبه نفوراً أو إنكاراً لكلّ مذهب مادام لم يطّلع على أدلّته، فيورثه ذلك حزازة في الاعتقاد في أئمة أجمعَ الناسُ على فضلهم وتقدّمهم في الدين وخبرتهم بمقاصد الشارع وفهم أغراضه".
حدث لي مرة أن أفتيتُ بجواز حجّ المرأة وحدها في الرفقة المأمونة، فإذا طالب مكفوف يُمسك بيدي وهو يرتعش من الغضب يقول: كيف تفتي بهذا الحكم المخالف للسنّة؟!
قلت: إنما أنقل مذهبَي الشافعي ومالك رضي الله عنهما.
قال: هما يخالفان السنّة! قلت: هما لا يخالفان السنّة. إن حديث نهي المرأة عن السفر إلاّ مع محرم، فَهمَهُ الإمامان على أنه عند اضطراب الأمن وخوف الفتنة.
واستدلوا على صحة فهمهم بأن الرسول(ص) تنبأ بأن الإسلام سوف يظهر، وأنّ الدعّار والفتّانين سوف يختفون حتى تسير الظعينةُ (المرأة المسافرة) من اليمن إلى العراق لا تخشى إلاّ الله.. وسفر الظعينة هذه المسافة الشاسعة لا يبشر الرسول به إذا كان حراماً..!
وعندما كنت مسؤولاً عن المساجد في مصر جاءتني شكايات، ووقعت فتن، من بعض المصلين لأن الإمام لم يُصَلّ في صبح الجمعة بسورتي السجدة والإنسان، كما يرى الشافعي.
إن القصور العلمي عند أولئك وأمثالهم هو مثار الشغب والفوضى.
الثانية من آفات التعصب المذهبي: سوء النية
ثمة أمراض نفسية دفينة وراء السلوك الإنساني المعوج، ويغلب أن تكون آفات الظهور والاستعلاء ورذائل القسوة والتسلّط .
كنت في مجلس قرآن ختم القارئ فيه التلاوة بقوله: صدق الله العظيم. فإذا جالس ينتفض كأنما لسعته عقرب يقول: هذه بدعة... قلت له: لا أبحث معك أنها بدعة أو سنّة، وإنّما أسألك: ما هذا الفزع؟ لكأنّما سقط على رأسك حجر!! الأمر لا يعالج بهذه العاصفة. إجلس.
ورأيت في أحد مساجد القاهرة رجلاً تأخرت به السنّ يوشك أن يضربَ نفراً من الطلاب الذين صلّوا ورؤوسهم عارية.
أخذت على يديه، وأفهمته بشقّ الأنفس أن الرأس ليس بعورة، وأن الصلاة صحيحة، وأن مسلكه خطأ، فما تركهم إلاّ مغلوباً على أمره، غير مقتنع بما قلت.
هذا الصنف من الناس لم يهذّب نفسه بالأخلاق التي بُعث صاحب الرسالة ليتمّم مكارمها.. إنّ صورة العبادة عنده غطاء لقلب غليظ، وغرائز فجّة.
وهو يجد متعة في قضايا الخلاف ليثور ويفور، وظاهر أمره الغضب للدين، وهو في الحقيقة ينفّس عن طبيعة معتلة، وتربية ناقصة أو مفقودة.
أرأيت إلى الشخص الذي قال لرسول الله (معترضاً على تقسيم الغنائم!): اعدل، هذه قسمة ما أريد بها وجه الله! إنه – والله – ما يغار على عدالة، ولا يأبى على جور، إنه طالب ظهور عن طريق الغَيرة على القيَم، يريد أن يقال عنه: استلفتَ معلّمَ الإنسانية إلى ما فاته، وأدرك ما لم يدركه، وهو صاحب الرسالة العظمى.
إنه هو وأمثاله كما قال رب العالمين: ? إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلاّ كِبْرٌ مَّا هُم ببَالغيه? (غافر/ 56).
ولقد تألّم رسول الله(ص) لهذا الكلام، وقال لصاحبه: "ويحك من يعدل إذا لم أعدل؟ خبتُ وخَسرتُ إن لم أعدل"!
* - علامة مصر الكبير الراحل، الشيخ محمد الغزالي، من كتابه: دستور الوحدة الثقافية بين المسلمين.


 
امتیاز دهی
 
 

خانه | بازگشت | حريم خصوصي كاربران |
Guest (PortalGuest)

دفتر تبلیغات اسلامی حوزه علمیه قم (شعبه اصفهان)
Powered By : Sigma ITID