عضويت در مرسلات     
 

›أخبار

›المكتبة

›البرامج

›بطاقات بريدية

›احاديث

›منشورات وأنشطة

›ارسال المقالة

›مقالات

›الصور

›منتديات

›الأسئلة و الأجوبة

›الروابط

›مرسلات في 120 ثانية

›اتصل بنا

›موبايل

›الفائزون

›تشاور

›صوت و فيلم

›خارطة الموقع

›بيت الاطفال و الشباب

›من نحن


القائمة
اعلان
اعلان
الأخلاقية
SDFWE
الخميس, ربيع الأول 14, 1432 الأخلاق الإنسانية.. وضعها القرآن ورسخها المسلمون

وضع القرآن الكريم بين طيات صفحاته المباركة قواعد الأخلاق الإنسانية ورسخ مفاهيمها لتحقيق مجتمع المدينة الفاضلة، وقد نظم القرآن الكريم العقد الاجتماعي بمجموعة من الأطر والضوابط .حتى يتمكن المجتمع الإنساني من النهوض بالذات البشرية والارتقاء بها لتكون المؤسس الحقيقي لمجتمع معافى سليم من كل الأمراض. وعبر مسيرة البشرية ظهرت مجموعة دساتير أخلاقية هنا ،لم ولن ترقى إلى دستور الأخلاق في القرآن الكريم، ففلاسفة اليونان ومن بعدهم فلاسفة أوروبا ومنظريها إلى يومنا هذا لم يستطيعوا أن يكوّنوا دستورا أخلاقيا يرقى بالذات البشرية ويخلص المجتمعات من تشتتها وفسادها ولا إنسانيتها .

وفي كل الأحوال لانستطيع أبدا المقارنة بين دستور الأخلاق في القرآن الكريم ومختلف الدساتير البشرية، لأن الله تعالى له العلم المطلق، والبشر لهم العلم المكتسب أولا ،والناقص ثانيا ، الخاضع للأهواء ثالثا ، وما دستور بشري على وجه الأرض استطاع النهوض بالإنسان ونظم حياته الاجتماعية أبدا لأنه خاضع لهوى ومبني على مكتسبات ، على عكس القرآن الكريم فهو كلام الله جل وعلا ،غير الخاضع للهوى والله هو صاحب العلم المطلق علم الماضي والحاصر والمستقبل أي أنه يعلم الخير للبشرية في أي زمان ومكان ، وقد وضعه للبشرية في القرآن الكريم. الإلهام بالشر وبالخير أول خطوة في معرفة الأخلاق الإنسانية: يقول الدكتور محمد عبد الله دراز (لقد علمنا هذا الكتاب أن النفس الإنسانية قد تلقت في تكوينها الأولي الإحساس بالخير وبالشر:(وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَاوَتَقْوَاهَا)"سورة الشمس7-8"، وكما وهب الإنسان ملكة اللغة والحواس الظاهرة فإنه زوده أيضا ببصيرة أخلاقية، (بَلِ الإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ)"سورة القيامة 14-15"، وهذا يعني إن الإحساس بالخير والشر إحدى أهم الفضائل التي خلقها الله في الناس، وهذا مخالف لما جاء به عدد من النظريات الاجتماعية من أن الخير مكتسب والشر كذلك، وهو أيضا رد على الذين يقولون بنسبية الأخلاق بين المجتمعات، فتلمس الخير والشر جاء بإلهام رباني صرف، فالخير خير إن كان في الشرق أو في الغرب، ومهما أفرزت المعتقدات والعادات من سلبيات أصبحت عبر الزمن وتراكماته ايجابيات من منظور مجتمعاتها، إلا أن النفس البشرية مفطورة على تحسس ما هو خير وما هو شر، وذلك أمر يرفضه القائلون بنسبية الأخلاق. إضافة إلى ذلك فالآية القرآنية الكريمة (أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ)"سورة البلد الآيات 8-10"، تأتي أيضا استكمالا لمسيرة الإلهام في التمييز بين الخير والشر، فبعد أن ألهم الله النفس الإنسانية بما هو خير أو شر لها، بيّن للإنسان بعقله ودله بمنطق إنسانيته على الخير والشر، حتى يتمكن من تكوين مجتمعه المبني على الخير، المعافى من الشر،وهذا يؤدي بنا إلى سؤال هام ،وهو: إذا كان الله تعالى قد ألهم النفس وبين لها الخير والشر فلماذا رفد القرآن الكريم بنظام أخلاقي ودعا إلى الالتزام والعمل به؟ وعليه نقول إن الإلهام هو الخطوة الأولى في ترجيح كفة على كفة، أي إنه إذا عرض أمرين على شخص معين تلهمه نفسه في أيهما الخير وأيهما الشر، وذلك كومضة برق تلمع في جوانب النفس الإنسانية، فذاك الإلهام الرباني هو الشعور غير المرئي بأن هذا خير وذلك شر، وقد آمن المسلمون وغيرهم بالقرآن لأنه يؤكد على مصداقية الإلهام الرباني، وكل مشركي وكفار الجاهلية آمنوا بالقرآن لأنه أعادهم إلى دائرة الأخلاق الإنسانية، فلو لم يأت القرآن، بالخير لرفضه من كانوا يوماً من الأشرار، والقرآن الكريم هو الذي جعل هؤلاء يسألون أنفسهم: لماذا نستبدل الذي هو خير بالذي هو شر..؟ فآمنوا صاغرين لأن القرآن الكريم ذكرهم بالخير والأخلاق الملهمة قبلاً لنفوسهم. الأخلاق الفردية في القرآن الكريم: رسخ القرآن الكريم في كثير من الآيات المباركات الأخلاق الفردية، فهي المؤسسة الأولى في بناء المجتمع القوي الصالح، فإن صلح الفرد في المجتمع صلح المجتمع بأسره، إضافة إلى ذلك فالفرد صاحب الأخلاق القرآنية هو عبد رباني، خصه الله بمرتبة عالية، لأن ذلك العبد لا يؤثر فقط في مجتمعه، بل في كل مكان يمكن أن يتواجد فيه، ومن كان خلقه القرآن، كانت أخلاقه كأخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم ، سُئلت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها عن خُلق الرسول ،فقالت :"كان خُلقه القرآن،" مسلم 746. والحديث عن الأخلاق الفردية في القرآن الكريم حديث يطول، وليس بالمستطاع المرور عليه مرور الكرام، لأن فيها ما يصلح المجتمعات، ويخرجها من الظلمات إلى النور، وحينما تسود الأخلاق الفردية القرآنية في أي مجتمع يصبح أكثر تعاضداً واستقامة وتكافلاً وتقدماً من أي مجتمع تسود فيه أخلاق غير أخلاق القرآن، ونلاحظ ذلك في : 1) العفة والاحتشام وغض البصر .. وذلك بقوله تعالى : (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ) (النور-30).. وقوله تعالى أيضاً :( وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ) (النور-33).. إن اتباع أي مجتمع لهذه الأخلاقيات يكون مجتمعاً صالحاً لا تسود فيه الإباحية والفسق والفجور. 2) كظم الغيظ والعفو عن الناس.. وذلك بقوله تعالى : (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ)(آل عمران 133-134) في هذه الآية الكريمة، دعوة للأفراد بالإنفاق، وكظم الغيظ ،والعفو عن الناس، وفي هذا خلو للمجتمع من الأحقاد والضغينة، وسيادة المحبة والإخاء. 3) الصدق .. وذلك لقوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) (التوبة-119).. وقوله تعالى أيضاً : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً) (الأحزاب-70) و،قوله تعالى أيضاً :( وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ المُتَّقُونَ ) (الزمر-33). سيادة الصدق في مجتمع من المجتمعات يعني بناء علاقات اجتماعية سليمة ليس فيها غش ولاكذب، والصدق منجاة لأي مجتمع من كل عوامل الفساد. 4) التحفظ في الأحكام .. وذلك بقوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ) (الحجرات -12).. وقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) (الحجرات-6).. إن التسرع في اتخاذ الأحكام على الظن وعدم التبين من الحق يعتبر من مفسدات ومنغصات الحياة الاجتماعية، وله نتيجة سيئة في الدنيا والآخرة. 5) الصبر .. وذلك بقوله تعالى : (وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ) (المدثر -7) .. وقوله تعالى : (وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللَّهِ) (النحل-127) .. وقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا) (آل عمران -200) .. وقوله تعالى : (وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) (البقرة-155) .. إن الصبر أمر ضروري في حياة الناس، ففقدانه يعني فقدان دعامة أساسية من دعائم المجتمع، فالفقر فتنة، والنساء فتنة ،والبلاء في الجسد والمعيشة فتنة.. إلخ، والصبر على هذا وذاك يعني عدم انتشار مهدمات المجتمع السليم، كالقتل والسرقة والزنا والخور، وكما يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم :" النصر صبر ساعة". 6) التسابق إلى عمل الخير .. وذلك بقوله تعالى : (وَلِكُلٍّ وَجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ) (البقرة-148).. إن التسابق والتنافس على عمل الخير ينتج عنه سيادة الخير والفضيلة، والتنافس على غير ذلك مهلكة للمجتمع. 7) عدم التكبر والاختيال ... وذلك بقوله تعالى : (إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ المُسْتَكْبِرِينَ) (النحل-23).. وقوله تعالى : (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) (الحجرات-13).. وقوله تعالى : (وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) (لقمان18) .. إن أحد أسباب انتشار الضغينة بين الناس هو التكبر على بعضهم البعض وانتقاص عدد منهم لسبب من الأسباب، وقد نهى الله تعالى الأفراد عن التكبر والاختيال ، فالكريم عند الله هو التقي. 8) النهي عن قول الزور، والعمل بشكل مناقض للأقوال .. وذلك بقوله تعالى : (وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ) (الحج-30).. وقوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُونَ {2} كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لاَ تَفْعَلُونَ) (الصف 2-3) .. إن قول الزور يعني جعل الحق باطلاً والباطل حقاً، وهذا من مفاسد النظام القضائي في المجتمع، فالعدل قائم على الصدق أولاً وآخراً. 9) تحريم الزنا والخمر والميسر والربا .. وذلك بقوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الخَمْرُ وَالمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ العَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ) (المائدة-90-91).. وقوله تعالى : (وَلاَ تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً) (الإسراء -32) إن تحريم هذه الأمور جاء لعدم ترك مجال للعداوة والبغضاء بين الناس ،كما أفصحت الآية القرآنية، وكم من مجتمع هلك وفسد من وراء تلك الأمور. 10) المخالفة بالإضطرار .. وذلك حتى يكون اليسر صفة من صفات الإسلام وليس قانوناً جامداً أو نظاماً قاسياً كما يتهمه أعداؤه، فالاضطرار يتجاوز المحرمات ومن ذلك قوله تعالى : (وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ) (الأنعام-119).. وقوله تعالى أيضاً : (فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) (البقرة-173).. إن هذا التيسير رد على كل الذين يقولون إن الدين الإسلامي دين متطرف ومتعصب لأفكاره، والإسلام براء من كل ذلك ،فهو دين ثابت في مبادئه، مرن في معاملاته، وهذا ما يحتاجه أي نظام أخلاقي حتى يرقى بالبشرية، ولا يوجد أي ناظم أخلاقي يرقى بالفعل إلى خير البشرية سوى الذي أنزله الله تعالى على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم . وأخيراً وليس آخراً إن الأخلاق الفردية في القرآن الكريم ليست سوى جزء بسيط من مجمل الأخلاقيات الكثيرة فيه، فالأخلاق الاجتماعية والأسرية وأخلاق الدولة وولاة الأمر والأهم من ذلك الأخلاق الدينية كلها تؤلف هذا النظام الكامل، الذي يصعد بالفرد والأسرة والمجتمع والدولة إلى مصاف الخير والسعادة في الدارين


 
امتیاز دهی
 
 

المزيد
Guest (PortalGuest)

دفتر تبلیغات اسلامی حوزه علمیه قم (شعبه اصفهان)
Powered By : Sigma ITID