عضويت در مرسلات     
 

›أخبار

›المكتبة

›البرامج

›بطاقات بريدية

›احاديث

›منشورات وأنشطة

›ارسال المقالة

›مقالات

›الصور

›منتديات

›الأسئلة و الأجوبة

›الروابط

›مرسلات في 120 ثانية

›اتصل بنا

›موبايل

›الفائزون

›تشاور

›صوت و فيلم

›خارطة الموقع

›بيت الاطفال و الشباب

›من نحن


القائمة
اعلان
اعلان
الأسئلة العقائدیة
یبلق
الثلاثاء, صفر 28, 1432 أين علي رضي الله عنه عن هذا كله؟! ولماذا لم يأخذ بحقها، وهو الشجاع الكرار؟!

يزعم الشيعة أن فاطمة رضي الله عنها بَضْعة المصطفى صلى الله عليه وسلم قد أهينت في زمن أبي بكر رضي الله عنه وكسر ضلعها، وهمّ بحرق بيتها وإسقاط جنينها الذي أسموه المحسن!

والسؤال : أين علي رضي الله عنه عن هذا كله؟! ولماذا لم يأخذ بحقها، وهو الشجاع الكرار؟!

هذا الاشكال ناشئ من فهمم للامور أنها دائما تؤخذ بالقوة, وأن الانسان دائما لابد ان يستخدم القوة في الدفاع عن نفسه, مع أن هذا الامر ينافي تعاليم القران الكريم حيث أن الله تعالى جوز للانسان اظهار كلمة الكفر فيما اذا كان الوضع لايسمح بابراز الاسلام والايمان كأن يكون في مكان الغالب فيه الكفار والمعاندين, ففي هذه الحا اباح الله تعالى للانسان أن لا يظهر عقيدته بينهم ويجوز أن يظهر لهم أنه منهم وعلى عقيدتهم قال تعالى:( لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء الا ان تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه والى الله المصير).[1]

وقال تعالى:( من كفر بالله من بعد ايمانه الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان....).[2]

والمفسرون مجمعون على أن هذه الايات نزلت فيمن امن ولكن اضطر لاظهار الكفر امام الكفار حينما استضعف واجبر على ذلك الاظهار, كما صرح بذلك المحدثون والمفسرون, قال ابن حجر في فتح الباري:"  وقد أخرج الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله( الا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان), قال: أخبر الله أن من كفر بعد ايمانه فعليه غضب من الله, وأما منأكره بلسانه وخالفه قلبه بالايمان لينجو بذلك من عدوه فلا حرج عليه أن الله انما ياخذ العباد بما عقدت عليه قلوبهم".[3]

 

وقال النووي :" أجمع أهل العلم على أن من أكره على الكفر حتى خشي على نفسه الهلاك أنه لا اثم عليه ان  كفر وقلبه مطمئن بالايمان, ولا تبين منه زوجته ولا يحكم عليه بحكم الكفر. هذا قول مالك والشافعي والكوفيين غير محمد بن الحسن ".[4]

وقال البخاري:" كتاب الاكراه: وقوله تعالى( الا من اركه وقلبه مطمئن بالايمان ولكن من شرح صدرا بالكفر فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم), وقال:( الا أن تتقوا منهم تقاة), وهي تقية.

وقال:( ان الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الارض – الى قوله- واجعل لنا من لدنك نصيرا), فعذر الله المستضعفين الذين لا يمتنعون من ترك ما أمر الله به والمكره لا يكون الا مستضعفا غير ممتنع من فعل ما أمر به.

وقال الحسن: التقية الى يوم القيامة. وقال ابن عباس: فيمن يكرهه اللصوص, فيطلق ليس بشيء وبه قال ابن عمر وابن الزبير والشعبي والحسن.

وقال النبي صلى الله عليه واله وسلم: الاعمال بالنية".[5]

وقال الامام مالك:" ما من كلام كان يدرأ عني سوطين الا كنت متكلما به".[6]

بل اذا أردنا الذهاب الى ابعد من ذلك نلحظ أن النبي الاكرم صلى الله عليه واله وسلم لم يستطع أن يغير بعض المحدثات التي غيرت من قبل المشركين في الشعائر الدينية, حيث نلاحظ أنه لم يستطع أن يرجع أساس الكعبة والتي هي بيت الله الحرام الى القواعد التي بنها عليها النبي ابراهيم عليه السلام كما يحدثنا البخاري فيقول على لسان عائشة:" أن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال لها: ألم تري أن قومك لما بنوا الكعبة اقتصروا عن قواعد ابراهيم.

 

فقلت: يا رسول اللهألا تردها على قواعد ابراهيم؟

قال: لولا حدثان قومك بالكفر لفعلت.

فقال عبد الله رضي الله عنه: لئن كانت عائشة رضي الله عنها سمعت هذا من النبي صلى الله عليه واله وسلم ما أرى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ترك استلام الركنين اللذين يليان الحجر الا ؟أن البيت لم يتم على قواعد ابراهيم".[7]

وفي البخاري ايضا:" قالت: سألت النبي صلى الله عليه واله وسلم عن الجدر أمن البيت هو؟

قال: نعم.

قلت:فما لهم يدخلوه في البيت؟

قال:ان قومك قصرت بهم النفقة.

قلت: فما شأن بابه مرتفعا؟

قال: فعل ذلك قومك ليدخلوا من شاؤوا ويمنعوا من شاؤوا, ولولا أن قومك حديث عهدهم بالجاهلية فأخاف أن تنكر قلوبهم ان أدخل الجدر في البيت, وان الصق بابه بالارض".[8]

عند مسلم:" قال: قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ان قومك استقصروا من بنيان البيت, ولولا حداثة عهدهم بالشرك أعدت ما تركوا منه فان بدا لقومك من بعدي ان يبنوه فهلمي لاريك ما تركوا منه, فأراها قريبا من سبعة أذرع".[9]

فالنبي صلى الله عليه واله وسلم لم يستطع أن يغير في بعض الامور الموجودة داخل المجتمع الذي دخل في الاسلام, لانه لايطيق كا التغيير والتبديل وسيسبب ضجة وفرقة داخل المجتمع الذي عكف على توحيدة ووحدة النبي صلى الله عليه واله وسلم طويلا, وضحى بالغالي والنفيس من أجل ذلك.

 

فاذن الايمان الظاهري يجوز للمسلم ان يتنازل عنه عند الاضطرار, وهذا ما أجازه الله سبحانه وتعالى, وكذلك النبي صلى الله عليه واله وسلم لم يستطع أن يغير بعض الموروثات في وسط المجتمع الاسلامي لا المجتمع الشركي.

والسر في ذلك كله أن رسالات السماء جاءت للاصلاح وتقويم البشر واحيائهم حياة طيبة, فاذا ما استلزم من فعل أمر خلاف ذلك فسوف ينقلب الامر عكس ذلك, ويصبح الهدف المرجو منقوضا ومعكوسا فلذلك لايجيز الله سبحانه وتعالى في هذه الحالة ابراز الصحيح, بل يجب على الانسان اما السكوت أو اظهار الموافقة الظاهرية لا القلبية.

ومما يشهد لذلك ايضا ما اخرجه البخاري حوا ابراهيم عليه السلام وزوجته سارى حيث يقول:" قال النبي صلى الله عليه واله وسلم: هاجر ابراهيم عليه السلام بسارة فدخل بها قرية فيها ملك من الملوك أو جبار من الجبابرة, فقيل: دخل ابراهيم بامرأة هي من أحسن النساء, فأرسل اليه ان يا ابراهيم من هذه التي معك؟

قال: أختي.

ثم رجع اليها فقال: لا تكذبي حديثي فاني أخبرتهم انك أختي , والله ان على الارض مؤمن غيري وغيرك, فأرسل بها اليه, فقال اليها, فقامت توضأ وتصلي, فقالت: اللهم ان كنت امنت بك وبرسولك وأحصنت فرجي الا على زوجي فلا تسلط علي الكافر, فغط حتى ركض برجله".[10]

وقد علق ابن حجر في الفتح بكلام يندى له الجبين حيث قال:" أن ابراهيم أراد دفع أعظم الضررين بارتكاب اخفهما, وذلك أن اغتصاب الملك اياها واقع لا محالة, لكن أن علم أن لها زوجا في الحياة حملته الغيرة على قتله واعدامه أو حبسه واضراره, بخلاف ما اذا علم أن لها أخا فان الغيرة حينئذ تكون من قبل الأخ خاصة لا من قبل الملك فلا يبالي به".[11]

 

ولا أعتقد أن مسلما يقبل بهذا الكلام من محدث أمثال ابن حجر الذي قيل فيه وفي شرحه لصحيح البخاري: لا هجرة بعد الفتح. يأتي ويطلق هذا الكلام الفسل, بل الذي لا يستسيغه السفهاء فضلا عن العقلاء بل ما بالك بسادة العقلاء وهم الانبياء؟

ولكن لا نقول أكثر من أنها هفوة عالم وجناية محدث اختلط عليه البقر وتشابه.

وحينما  يصل ابحث الى الخليفة عثمان بن عفان نلاحظ أنه الصحابة الذين قتلوه دخلوا عليه الى الدار وضربوا نساءه ولم يحرك ساكنا, بل فعلوا فعلا شنيعا مع زوجته المسيحية نائلة بنت الفرافصة ففي مصنف ابن أبي شيبة قال في ضمن الحديث:" وأخذت بنت الفرافصة في حديث أبي سعيد حليها ووضعته في حجرها وذلك قبل أن يقتل, فلما قتل تفاجت عليه.

قال بعضهم: قاتلها الله نا أعظم عجيزتها, فعلمت أن أعداء الله لم يريدوا الا الدنيا".[12]

وقال الباقلاني في التمهيد:" ولما رأت نائلة بنت الفرافصة زوج عثمان وقع السيف برزت والقت نفسها  عليه, فأصابتها ضربة اندرت من يدها ثلاث أصابع, وضرب بعض أولئك الفجرة يده عليها وقال: ما أكبر عجيزتها نفلونيها, وصاح الاخرون: ألحقوا بيت المال".[13]

وعثمان حاضر يشهد وهو الخليفة وبيده زمام الامور وجيش الدولة الاسلامية ومع ذلك وقف ساكنا ولم ينهض للدفاع عن عرضة.

وهذا كله يقبله الوهابية ويبررونه, ويقبلون بصدور هذه الامور ممن تقدم ذكره لكنهم حينما يصلون الى أهل البيت عليهم السلام يحاولون المساس بهم والنيل منهم بشتى الطرق, وابطال دعوتهم التي هي دعوة جدهم بالقاء التشكيك فيما وقع لهم.

 

ومن جانبنا نقول: لابد من تناول مسألة الهجوم على الدار اولا وهي ذكر ها التاريخ أم لا؟

والجواب أن المحدثين والمؤرخين ذكروا الحادثة وأن فاطمة  سلام الله عليها قد ظلمت من قبل أصحاب النبي صلى الله عليه واله وسلم.

قال البلاذري:" أن أبا بكر أرسل الى علي يريد البيعة, فلم يبايع, فجاء عمر ومعه قبس , فتلقته فاطمة على الباب فقالت فاطمة: يا ابن الخطاب, أتراك محرقا علي بابي؟

قال: نعم, وذلك أقوى فيما جاء به أبوك".[14]

وفي تاريخ أبي الفداء:" وكذلك تخلف بيعة أبي بكر : أبو سفيان من بني أمية ثم ان أبا بكر بعث عمر بن الخطاب الى علي ومن معه ليخرجهم من بيت فاطمة رضي الله عنها وقال: ان أبوا عليك فقاتلهم.

فأقبل عمر بشيء من نار على أن يضرم الدار, فلقيته فاطمة رضي الله عنها وقالت: الى أين يا بن الخطاب أجئت لتحرق دارنا؟

قال: نعم أو تدخلوا فيما دخل فيه الأمة...".[15]

وفي العقد الفريد:"  فأما علي والعباس والزبير فقعدوا في بيت فاطمة حتى بعث اليهم أبو بكر عمر بن الخطاب ليخرجهم من بيت فاطمة, وقال له: ان أبوا فقاتلهم, فأقبل بقبس من نار على أن يضرم عليهم الدار, فلقيته فاطمة فقالت: يا بن الخطاب, أجئت لتحرق دارنا؟ قال: نعم أو تدخلوا فيما دخلت فيه الأمة...".[16]

وفي مصنف ابن ابي شيبة قال:" حدثنا محمد بن بشر نا عبيد الله بن عمر, حدثنا زيد بن أسلم عن أبيه أسلم أنه حين بويع لأبي بكر بعد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم كان علي والزبير يدخلان على فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم, فيشاورنها ويرتجعون في أمرهم, فلما بلغ ذلك عمر بن الخطاب خرج حتى دخل على فاطمة فقال: يا بنت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم, والله ما أحد أحب الينا من أبيك, وما من أحد أحب الينا بعد أبيك منك, وأيم الله ما ذاك بمانعي ان اجتمع هؤلاء النفر عندك ان أمرتهم أن  يحرق عليهم البيت.

وقال: فلما خرج عمر جاؤوها فقالت: تعلمون أن عمر قد جاءني وقد حلف بالله لئن عدتم ليحرقن عليكم البيت, وأيم الله ليمضين لما حلف عليه, فانصرفوا راشدين, فروا ولا رأيكم ولا ترجعون الي, فانصرفوا عنها فلم يرجعوا اليها حتى بايعوا لأبي بكر".[17]

وقال ابو بكر قولته المشهورة:" اني لا اسي على شيء من الدنيا الا على ثلاث فعلتهن وددت أني تركتهن, وثلاث تركتهن وددت أني فعلتهن,وثلاث وددت أني سألت عنهن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم, فأما الثلاث الاتي وددت أني تركتهن, فوددت أني لم أكشف بيت فاطمة عن شيء وان كانوا قد غلقوه على الحرب, وددت أني لم أكن حرقت الفجاءة السلمي, وأني كنت قتلته سريحا أو خليته نجيحا, وددت أني يوم  سقيفة بني ساعده كنت قد قذفت في عنق أحد الرجلين عمر وأبا عبيدة, فكان أحدهما أميرا وكنت وزيرا.

وأما اللاتي تركتهن فوددت أني يوم أتيت بالاشعث بن قيس أسيرا كنت ضربت عنقه فانه تخيل الى أنه لا يري شرا الا أعان عليه, ووددت أني حين سيرت خالد بن الوليد الى أهل الردة كنت أقمت بذي القصة فان زفر المسلمون ظفروا, وان هزموا كنت بصدد لقاء أو مددا ....".[18]

وقال ابن أبي الحديد:" وأما حديث الهجوم على بيت فاطمة عليها السلام فقد تقدم الكلام فيه, والظاهر عندي صحة ما يرويه المرتضى والشيعة, ولكن لا كل ما يزعمونه, بل كان بعض ذلك.

وحق لأبي بكر أن يندم ويتأسف على ذلك, وهذا يدل على قوة دينه وخوفه من الله تعالى".[19]

 

وهو تعليل بارد عليل حيث أن أبا بكر مأمور باحترام بيت النبي صلى الله عليه واله وسلم, وهو بيت فاطمة عليها السلام.

والقصة مشهورة في التاريخ لاتحتاج الى كثير بحث.

تبقى النقطة الاخرى وهي: لماذا سكت الامام علي عليه السلام عن فعلة القوم, وتجرأهم على حرمة الله ورسوله؟

وفي بيان سبب السكوت وعدم الرد بالمثل من قبل سيد الاوصياء علي عليه السلام نذكر القارئ بما قدمناه اولا من ان الانسان قد يسكت عن أمر لوجود أمر أجل وأعظم منه, والاخوة المدافعين عن أبي بكر وعمر يذكرون ان من مناقب أبي بكر أنه ارتدت العرب بعد موت النبي صلى الله عليه واله وسلم ووقف أبو بكر في وجهها وارجعها الى الدين, مما يعني أن هناك ردة بعد موت الخاتم صلى الله عليه واله وسلم قال ابن الاثير في اسد الغابة:" فلما قبض نبيه ارتد الناس عن الاسلام, فقالوا: نصلي ولا نعطي الزكاة, فرضي أصحاب رسول الله صلى الله عليه واله وسلموا أبي  أبو بكر منفردا برايه, فرجح برأيه رأيهم جميعا".[20]

فمن مناقب ابي بكر أنه اطفا فتنة الارتداد بعد موت النبي صلى الله عليه واله وسلم, والصحابة اذعنوا لهم بحيث قبلوا منهم التعيض في احكام الدين الحكيم.

فعلي عليه السلام لا يمكنه احداث فتنة داخلية والمفروض ان الناس الان في ردة والدولة بقيادة ابي بكر مشغولة باطفاء الفتنة.

وايضا كان هناك المنافقون والذين في قلوبهم مرض يتربصون بالمسلمين الدوائر, قال تعالى:(  وممن حولكم من الاعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم...).[21]

 

قال ابن جرير في جامع البيان:" يقول تعالى ذكره: ومن القوم الذين حول مدينتكم من الاعراب منافقون, ونت أهل مدينتكم أيض أمثالهم أقوام منافقون..".[22]

فلذلك يقول الامام علي عليه السلام:" حتى رأيت راجعة الناس قد رجعت عن الاسلام يدعون الى محق دين محمد صلى الله عليه واله, فخشيت ان لم أنصر الاسلام وأهله أن أرى فيه ثلما أو هدما تكون المصيبة به  علي أعظم من فوت ولايتكم".[23]

وتقدم من الخليفة عمر بن الخطاب أنه قال:"  حجثني ابا بكر بن محمد الخزاعي أن أسلم أقبلت بجماعتها حتى تضايقت بهم السكك فبايعوا أبا بكر, فكان عمر يقول: ما هو الا أن رأيت أسلم فأيقنت بالنصر".[24]

وقال عليه السلام : ( اللهم إني أستعديك على قريش ، فإنهم قد قطعوا رحمي ، وأكفؤوا إنائي ، وأجمعوا على منازعتي حقا كنت أولى به من غيري ، وقالوا ألا إن في الحق أن تأخذه وفي الحق أن تمنعه ، فاصبر مغموما أو مت متأسفا ، فنظرت فإذا ليس لي رافد ولا ذاب ولا مساعد إلا أهل بيتي ، فضننت بهم عن المنية ، فأغضيت على القذى ، وجرعت ريقي على الشجى ، وصبرت من كظم الغيظ على أمر من العلقم ، وآلم للقلب من حز الشفار ) .[25]

وهذا ما أخبر به النبي الاكرم صلى الله عليه واله وسلم حينما قال كما في الحديث:" حدثنا القواريري حدثنا حرمي بن عمارة حدثنا الفضل بن عميرة أبو قتيبة القيسي قال حدثني ‹ صفحة 427 › ميمون الكردي أبو نصير عن أبي عثمان عن علي بن أبي طالب قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم آخذ بيدي ونحن نمشي في بعض سكك المدينة إذ أتينا على حديقة فقلت يا رسول الله ما أحسنها من حديقة قال لك في الجنة أحسن منها ثم مررنا بأخرى فقلت يا رسول الله ما أحسنها من حديقة قال لك في الجنة أحسن منها حتى مررنا بسبع حدائق كل ذلك أقول ما أحسنها ويقول لك في الجنة أحسن منها فلما خلا له الطريق اعتنقني ثم أجهش باكيا قال قلت يا رسول الله ما يبكيك قال ضغائن في صدور أقوام لا يبدونها لك إلا من بعدي قال قلت يا رسول الله في سلامة من ديني قال في سلامة من دينك".[26]

وعن النبي صلى الله عليه واله وسلم أنه خاطب عليا قائلا:"  يا علي, انك مبتلى ومبتلى بك, وانك مخاصم فأعد للخصومة".[27]

فعلي عليه السلام لم  يسعفه الوضع القائم بعد وفاة النبي صلى الله عليه واله وسلم على الوقوف بوجه القوم, والدفاع عن مقامه ونصبه الذي اختاره الله له, بحيث استغل  قادة السقيفة الوضع المتهرئ وانسجموا له واقامو بما يفعلون .

بقلم : فضيلة الشيخ لؤي المنصوري

__________________

 [1] - ال عمران:28.

[2] - النحل:106.

[3] - فتح الباري

[4] - المجموع8:18, باب يمين المكره.

[5] - صحيح البخاري56:8, كتاب الاكراه.

[6] - المدونة الكبرى29:3.

[7] - صحيح البخاري156:2 كتاب الحج, باب التمتع والاقران والافراد.

[8] - صحيح البخاري 156:2كتاب الحج, باب التمتع والاقرا والافراد.

[9] - صحيح مسلم99:4 باب نقص الكعبة وبنائها.

[10] -صحيح البخاري38:3 كتاب البيوع, باب كم يجوز الخيار.

[11] - فتح الباري279:6.

[12] -المصنف689:8 ما ذكر في عثمان, صحيح ابن حبان362:15 مناقب عثمان بن عفان.

[13] - تمهيد الاوائل وتلخيص الدلائل:526.

[14] - أنساب الاشراف252:1.

[15] - تاريخ أبي الفداء239:1.

[16] - العقد الفريد73:2.

[17] -المصنف لابن أبي شيبة573:8.

[18] - تاريخ الطبري620:2.

[19] - شرح نهج البلاغة168:1

[20] - أسد الغابة68:4.

[21] - سورة التوبة:110.

[22] - جامع البيان14:11.

[23] - نهج البلاغة119:3, من كتاب له الى أهل مصر مع الاشتر يقص حاله السابقة عليهم ويذكر أن جهاده للحق.

[24] - تاريخ الطبري 459:2.

[25] - نهج البلاغة202:2.

[26] - مسند أبي يعلى الموصلي426:1.

[27] - مناقب علي بن أبي طالب:296.

 
امتیاز دهی
 
 

المزيد
Guest (PortalGuest)

دفتر تبلیغات اسلامی حوزه علمیه قم (شعبه اصفهان)
Powered By : Sigma ITID