شبهة تقول : ليس هناك ضرورة في وجود امام لكل زمان وبأن الأرض خالية اليوم من امام وحجة حتى يأتي المهدي الذي وعد به النبي ص .

الجواب عن هذه الشبهة :

بأنّ الأرض لا يمكن أنْ تخلو من حجة لله يحتجُّ الله به على الناس إمّا نبيّ أو وصيّ نبيّ ..
لئلا يقولوا يوم القيامة كما أشار القرآن الكريم : (لولا أرسلت إلينا رسولاً فنتبع آياتك) .
وهذا الشيء ثابت قبل الإسلام وبعده ،

ولكن بعد النبي محمد (ص) لا يوجد أنبياء لقوله (ص): ( لا نبي بعدي )..
فلابد من وجود أوصياء إلى يوم القيامة،

علماً أنّ هؤلاء الأوصياء لابدّ أنْ يكونوا من عترة النبي (ص) وذريته..
وسأذكر بعض الأحاديث التي تدلّ على ضرورة وجود أشخاص من أهل بيت النبي (ص) في كلِّ زمان ،

فإنّ أحاديث كثيرة قد صرّحت بأنه لابد من وجود واحد من أهل بيت النبي عليه وعليهم السلام في كلِّ زمان يدافع عن هذا الدين ، وإليك بعضها :
الف : - فقد قال رسول الله (ص) :

(اني تارك فيكم خليفتين كتاب الله عز وجل حبل ممدود ما بين السماء والأرض ، وعترتي
أهل بيتي وإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ).

وهنا نلاحظ أن النبي ذكر أنه يترك بعده خليفتين لا يفترقان الى يوم القيامة ...

راجع مصادره في  :

1 - المعجم الكبير للطبراني ج 5 ص 153 - 154 حديث 4921 و 4922 و 4923وقال الهيثمي عن حديث 4921 : ورجاله ثقات .

2 -  مسند أحمد بن حنبل ج 5 ص 181 وقال الهيثمي في مجمعه عنه: وإسناده جيد ، وج 5 و ص 189 طبع الميمنية بمصر

3 -    المؤتلف والمختلف ) للدارقطني ج 3 ص 1529 ) .

4 -  مجمع الزوائد ج 1 ص 170 وج 9 ص 162 و 163  .

5 - الدر المنثور للسيوطي  ج 2 ص 60 .

6 -  إحياء الميت للسيوطي المطبوع بهامش الاتحاف بحب الأشراف ص 116.

 .7 - كنز العمال للمتقي الهندي ج 1 ص 154 حديث 873
و 948 طبعة 2 .

8 -  الجامع الصغير للسيوطي ج 1 / 353 طبع مصر .
9 -  الفتح الكبير للنبهاني ج 1 ص 451 .
10 - أرجح المطالب للامر التسري الحنفي ص 335 طبع لاهور . 

تعليق :

وبما أنّ القرآن موجود بين المسلمين في كل زمن منذ وقت رسول الله ص ولحد الآن  ...

فلابد من وجود الخليفة الآخر من أهل بيت النبي وعترته لقوله ص وإنهما لن يفترقا  ...

وعدم الاعتقاد بوجود الخليفة الآخر مع القرآن في كل زمان تكذيب لصريح هذا الحديث النبوي ...

( باء : - وقال رسول الله (ص :

(في كلِّ خلف من أمتي عدول من أهل بيتي، ينفون عن هذا الدين تحريف الضالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين، ألا وإن أئمتكم وفدكم إلى الله فانظروا من تفدون )

راجع هذا الحديث في :
1 – الصواعق المحرقة لابن حجر ص 148 طبع المحمدية بمصر ، وص90 طبع الميمنية بمصر.
2 – ذخائر العقبى للمحب الطبري ص 17
3 – ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص 191 طبع اسلامبول .
4 – وسيلة المتعبدين للملا ج5 ص 200 .
5 – رشفة الصادي للحضرمي ص72 .
6 – سيرة يحيى بن الحسين ص 33 .
7 – شرف النبي لأبي سعيد ص287 .
8 – دراسات اللبيب لمحمد معين ص237 طبع الباكستان .
9 – الامام المهاجر لعبد الله بن نوح الجيانجوري ص 221 طبع دار الشروق بجدة .

تعليق :

إنّ قوله (ص) : (في كل خلف من أمتي ) أي في كل زمان ، إذن فلابد من وجود الامام في كل زمان  ...

أما لماذا قلتُ : إمام ؟

لأنّ الحديث النبوي الشريف قال: (ألا وإن أئمتكم وفدكم إلى الله )

إشارة منه (ص) لقوله تعالى : ( يوم ندعو كل أناس بإمامهم )

فكلُّ الناسِ على مرّ الزمان لابدّ أنْ يوجد بينهم إمام حقٍ ويجب عليهم اتباعه ...

ولو اتبعوا إمام الباطل دعوا به يوم القيامة وقادهم إلى النار ...

 كما ذكر الله عن فرعون أنه (يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار) ...

جيم : - وقال النبي (ص) :

( من سـرّه أن يحيى حياتي ويموت مماتي ويسكن جنة عدن غرسها ربي ، فليوالي علياً من بعدي وليوالي وليه ، وليقتدي بأهل بيتي من بعدي ، فإنهم عترتي خلقوا من طينتي ورزقوا فهمي وعلمي ، فويلٌ للمكذبين بفضلهم من أمتي القاطعين فيهم صلتي ، لا أنالهم الله شفاعتي) .

راجع هذا الحديث في :
1 – حلية الأولياء لأبي نعيم ج1 ص86 رقم 4طبع السعادة بمصر .
2 – المعجم الكبير للطبراني ج5 ص194 حديث 5067 .
3 – كنز العمال للمتقي ج12 ص 103 حديث 34198.
4 – مجمع الزوائد للهيثمي ج9 ص 108 .
5 – كفاية الطالب للحاكم الكنجي الشافعي ص 214 .
6 –ترجمة الامام علي من تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر ج2 ص 95 حديث 596 .

تعليق :

وقوله (ص) : ( وليقتدي بأهل بيتي من بعدي فإنهم عترتي خلقوا من طينتي ورزقوا فهمي وعلمي ) .
يدل بوضوح على وجود أهل بيته في كل زمان حتى يمكننا الاقتداء بهم .
ويدل أيضاً على أنهم من عترته أي ذريته .
ويدل أيضاً على السبب الذي من أجله استحقوا الإمامة وهو كونهم يملكون فهم النبي وعلمه.

دال : - كما أكدت الأحاديث الشريفة أنه لابد من وجود واحد من أهل البيت يقتدى به ويتمسك به ، كما جاء ذلك واضحاً في حديث الثقلين حيث قال رسول الله ( ص) :
( إني تارك فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر ، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما ) .

علماً أنّ الحديث ورد بعبارات متعددة أخرى ، ولكنها بنفس المعنى .

راجع هذا الحديث في :
1 – صحيح الترمذي ج5 ص329 حديث 3876 وراجع ص 322حديث 3788طبع دار الفكر بيروت .
2 – الدر المنثور للسيوطي ج6 ص7 و306 .
3 – المعجم الصغير للطبراني ج1 ص 135.
4 – الصواعق المحرقة ص 147 وص 226 طبع المحمدية بمصر .
5 – تفسير ابن كثير ج4 ص 113 و123.
6 – أسد الغابة ج2 ص 12 .
7 – ذخائر العقبى ص 16 .
8 – مسند احمد بن حنبل ج3 ص 14 و17 وج5 ص 182 .
9 – كنز العمال للمتقي ج1 ص 185 حديث 942 إلى حديث 945 .

ملاحظة : هذا الحديث مشابه للحديث في فرع ألف ، ولكنني ذكرت النصين لأهميتهما ولتواتر النص الأخير بين المسلمين .

تعليق :

وقد بيَّن النبيُّ صلى الله عليه وآله في هذا الحديث نقطة مهمة جداً وهي عدم افتراق أهل البيت عن القرآن الكريم ،

فما دام القرآن موجوداً في كلِّ الأوقات إلى يوم القيامة ،

فلابُدّ من وجود واحد من أهل البيت (ع) في كل زمان ويجب التمسك به كما أمر نبينا الكريم (ص) .

ولذا قال ابن حجر في صواعقه المحرقة ص 151 بعد ذكره لحديث الثقلين السابق :
( في أحاديث التمسك بأهل البيت إشارة إلى عدم انقطاع متأهِّلٍ منهم للتمسّك به إلى يوم القيامة ، كما أنّ الكتاب العزيز كذلك ، ولذلك كانوا أمناء لأهل الأرض .....) .

وكذلك يقول الحافظ الكبير السمهودي : ( كما نقل عنه الحافظ المناوي في كتابه فيض القدير ج3 ص 15 ) في شرح حديث الثقلين :
( تنبيه : قال الشريف – يعني السمهودي الحافظ الكبير – هذا الخبر يفهم وجود من يكون أهلاً للتمسك به من أهل البيت والعترة الطاهرة في كلِّ زمان إلى قيام الساعة ، حتى يتوجه الحثُّ المذكور إلى التمسك به ، كما أنّ الكتاب كذلك ) .

علماً بأنّ المهدي الذي أخبر عنه النبي (ص) هو من أهل البيت (ع) كما ذكرت الأحاديث النبوية الشريفة :
( المهدي من أهل بيتي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجورا) .

راجع هذا الحديث في :
1 - مسند احمد بن حنبل ج3 ص27 طبع مصر .
2 – صحيح الجامع الصغير ج2 ص938 حديث 5304و5305 .
3 – صحيح سنن أبي داود للألباني ج3 ص 807 – 808 حديث 3601و3602 و3604
4 – مشكاة المصابيح للعمري ج3 ص 1501 حديث 5452و5454 . وغيرها

هاء : - وكذلك صرحت الأحاديث النبوية بـ :
( أنّ أهل البيت أمانٌ لأهل الأرض من العذاب كما أنّ النجوم أمانٌ لأهل السماء ، فإذا ذهب أهل البيت ذهب أهل الأرض ) وفي بعضها بدل (ذهب أهل الأرض) (جاء أهل الأرض من الآيات ما يوعدون).

راجع هذا الحديث في :
1 – فضائل الصحابة لابن حنبل ج2 ص 671 حديث 1145طبع دار العلم .
2 – فردوس الأخبار للديلمي ج4 ص 311 حديث 6913طبع دار الكتب العلمية بيروت .
3 – المستدرك على الصحيحين للحاكم ج2 ص 486 حديث 3676 طبع دار الكتب العلمية بيروت مصرِّحاً بصحة الحديث.
4 – سبل الهدى والرشاد للصالحي الشامي ج11 ص7 .
5 – كنز العمال للمتقي ج6 ص 116 .
6 – مجمع الزوائد للهيثمي ج9 ص 174.
7 – فيض القدير للمناوي ج6 ص 297 .
8 - الصواعق المحرقة لابن حجر ص 140 ، وفي طبعة مكتبة القاهرة ص 152 .

تعليق :
فما دام أهل الأرض لم ينزل بهم العذاب فلابد من وجود أهل البيت في الارض لأنهم أمان لها كما أخبر النبي (ص).

واو : - وقال (ص): «يا فاطمة، إنّا أهل بيت أُعطينا ست خصال لم يعطها أحد من الأولين ولا يدركها أحد من الآخرين غيرنا أهل البيت ـ إلى قوله ـ ومنا مهدي الأمة الذي يصلي خلفه عيسى ـ ثم ضرب على منكب الحسين فقال ـ من هذا مهدي الاُمّة ».

راجع هذا الحديث في :
1 - البيان للكنجي ص 501 و502 باب 9 طبع الغري نقله عن الدار قطني .
2 - الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي ص 295 و296.
3 - فضائل الصحابة للسمعاني نقله عنه صاحب ينابيع المودة ص 49 باب 94 .
4 - الطبراني في المعجم الكبير 3/57 ح 2675 طبعة مكتبة التراث الإسلامي بيروت، مع أختلاف قليل.
وروي بعبارات متقاربة في المصادر التالية:
5 - مرقاة المفاتيح 5/602 ط الميمنية بمصر .
6 - مجمع الزوائد 9/165و في طبعة القدسي 8/253 .
7 - تاريخ دمشق لابن عساكر ترجمة الإمام علي 1/239 حديث 303 .
8 - ذيل اللئالئ للسيوطي ص 56 ط لكهنو.

زاي : - وكذلك أشارت الأحاديث إلى أنه :
( لا تخلو الأرض من قائم لله بحجة إمّا ظاهراً مشهوراً وإمّا خائفاً مغمورا، لئلا تبطل حجج الله وبيناته ) .

راجع هذا الحديث في :
1 – حلية الأولياء لأبي نعيم ج10 ص 108 – 109 .
2 – صفة الصفوة لابن الجوزي ج1 ص329 .
3 – التفسير الكبير للفخر الرازي ج2 ص 192 .
4 – العقد الفريد لابن عبد ربه الأندلسي ج1 ص265.
5 – المحاسن والمساوي للبيهقي ص 40 .
6 – عيون الأخبار لابن قتيبة ج2 ص 383 ، وفي طبعة ص 7.
7 – تهذيب اللغة للأزهري ص70 .
8 – المعيار والموازنة ص 81 .
9 – تاريخ اليعقوبي ج2 ص400 .
10 – قوت القلوب في معاملة المحبوب لأبي طالب المكي ج1 ص 227 .
11 – مناقب الخوارزمي ص 13 .
12 – شرح المقاصد للتفتازاني ج5 ص241 .
13 – فتح الباري لابن حجر العسقلاني ج6 ص 385 .
14 – المختصر لابن عبد البر ص 12 .
15 - تاريخ بغداد للخطيب ج6 ص 379 في ترجمة اسحاق النخعي.

ولذا قال ابن حجر العسقلاني في فتح الباري ج6 ص 385 :
( وفي صلاة عيسى خلف رجل من هذه الأمة مع كونه في آخر الزمان وقرب قيام الساعة دلالة للصحيح من الأقوال :إنّ الأرض لا تخلو من قائم لله بحجة ) انتهى كلام العسقلاني .

حاء : - وكذلك ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله أحاديث صحيحة وكثيرة تؤكد وجود إمام لأهل كل زمان يجب على الناس مبايعته بعد معرفته منها:
الأول : ( من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية )

راجع هذا الحديث في :
1 – شرح المقاصد للتفتزاني ج2 ص275 وفي طبعة أخرى ج5 ص239 .
2 – خاتمة الجواهر لعلي القاري ج2 ص 509 .
الثاني : ( من مات وليس عليه إمام فإنّ موتته موتة جاهلية )
راجع هذا الحديث في :
1 – المستدرك على الصحيحين للحاكم ج1 ص 117 طبع حيدر آباد .
2 – مجمع الزوائد للهيثمي ج5 ص218 .
3 – الدر المنثور للسيوطي ج2 ص268 طبع دار الفكر بيروت .
الثالث : ( من مات بغير إمام مات ميتة جاهلية ) .
راجع هذا الحديث في :
1 – مسند احمد بن حنبل ج4 ص 96 طبع دار الفكر بيروت ، وفي طبعة أخرى ج5 ص61 حديث 16434 .
2 – مسند الطياليسي ص 259 طبع دار المعرفة بيروت .
3 – صحيح ابن حبان ج10 ص 434 حديث 4573 طبع مؤسسة الرسالة بيروت.
الرابع : ( من مات وليس في عنقه بيعة - أي لإمام - مات ميتة جاهلية ) .
راجع هذا الحديث في :
1 – صحيح مسلم كتاب الإمارة ج3 ص 1478 حديث 1851طبع دار الفكر بيروت
2 – السنن الكبرى للبيهقي ج8 ص 165 طبع دار المعرفة بيروت .
3 – جامع الأصول لابن الأثير ج4 ص463 طبع دار إحياءالتراث العربي بيروت .
4 – تفسير ابن كثير ج1 ص530 طبع دار المعرفة بيروت .

تعليق :

وهذه الأحاديث أكبر دليل وشاهد على أنه لابد من وجود إمام في كل زمان يجب على الناس معرفته و مبايعته ...

وهذه الأحاديث تَرُدُّ على من يزعم أنّ المهدي سوف يولد في آخر الزمان ...

وترد على من يقول بأنّ الأرض في عصرنا هذا خالية من وجوده عليه السلام .

طاء : - كذلك ورد عن النبي صلى الله عليه و اله أحاديث متعددة تبين أنه بعد النبي اثنا عشر خليفة  :

1 - ( الخلفاء من بعدي اثنا عشر كلهم من قريش )

رواه كثير من المحدثين  مثل البخاري ومسلم في صحيحيهما وغيرهما  ...

2 - (لا يزال الدين قائما حتى تقوم الساعة أو يكون عليهم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش) .

راجع هذا الحديث في :
1 – صحيح مسلم ج3 ص1453 حديث 10 وقريب منه حديث 7 طبع دار الحديث بالقاهرة .
2 – مسند أحمد بن حنبل ج5 ص89 طبع مصر ، وفي طبعة دار الفكر بيروت ج7 ص 410 حديث 20869 وقريب منه حديث 20882 .
3 – مسند أبي يعلى ج6 ص 473 حديث 7429 طبع دار القبلة جدة وقريب منه في سنن أبي داود ج4 ص106 حديث 4280 طبع دار إحياء التراث العربي بيروت .

تعليق :

وصريح هذا الحديث أنّ هؤلاء الخلفاء الاثني عشر يستمرون إلى قيام الساعة .

علماً أنّ عدد خلفاء بني أمية 13 وعدد خلفاء بني العباس 37 فكيف بعدد الخلفاء إلى يوم القيامة ؟؟؟!!!

فلا ينطبق هذا الأمر إلا على ما تعتقده الشيعة في الخلفاء الاثني عشر حيث يطول عمر آخرهم المهدي – بقدرة الله تعالى –  فيظهر في آخر الزمان ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجورا .

كما أنه لا توجد فرقة من فرق المسلمين تعتقد بمثل هذا الاعتقاد غير الشيعة .

3 - علماً أنه ورد حديث آخر يؤيِّد هذه الأحاديث وتوضحها بشكلٍ جليٍّ حيث يقول :
( الخلفاء من بعدي اثنا عشر كلهم من بني هاشم ) .
راجعه في :
ينابيع المودّة للقندوزي الحنفي ص 445 طبع اسلامبول، ومودّة القربى ص 29 ، ومسند أحمد بن حنبل 5/92، وسنن أبي داوود 4/309 ح 4279.

تعليق :

وهذا الحديث يضيّق دائرة مواصفاتهم ويحصرها ببني هاشم عشيرة النبيّ (ص)،

ولذلك قال عليّ عليه السلام: «إنّ الأئمّة من قريش، غُرِسوا في هذا البطن من هاشم ، لا تصلح على سواهم ولا تصلح الولاة من غيرهم». راجع نهج البلاغة، الخطبة رقم 144.

وقد يُشكل علينا البعض بأنّ بعض هؤلاء الأئمة من أهل البيت (ع) لم يحكموا ولم تبايعهم الأمة !!!!

والجواب عن ذلك أنّه ورد عن رسول الله (ص) قوله :
( يكون لهذه الأمة اثنا عشر قيماً لا يضرّهم من خذلهم ) ...
ثم يقول جابر راوي الحديث : فالتفتُ خلفي فإذا أنا بعمر بن الخطاب وأبي في ناسٍ فأثبتوا لي الحديث كما سمعتُ ...

 أقول : وهوحديث صحيح متفقٌ على صحته .
راجع هذا الحديث في :
1 – المعجم الأوسط للطبراني ج3 ص201 طبع دار الحرمين .
2 – المعجم الكبير له أيضاً ج2 ص196 حديث 1794تحقيق عبد المجيد السلفي طبع دار إحياء التراث العربي بيروت .
3 – كنز العمال للمتقي ج12 ص 33 حديث 33858 طبع مؤسسة الرسالة بيروت .
4 – مجمع الزوائد للهيثمي ج5 ص191 طبع دار الكتب العلمية بيروت .
5 – منتخب كنز العمال بهامش المسند ج5 ص312 طبع مصر.

كما إنه قد ورد الحديث بصيغة أخرى هي:
( اثنا عشر قيماً من قريش لا تضرهم عداوة من عاداهم ) .
راجع :
1 - فتح الباري ج16 ص 338 .
2 – الحد الفاصل للرامهرمزي ص 494 حديث 608 ، تحقيق الدكتور محمد عجاج الخطيب .
3 – المعجم الكبير للطبراني ج2 ص256

وهذه الأحاديث النبوية تصرِّح بأنّه لابُدّ من وجود شخص من أهل البيت حجة لله على الناس
ويجب على الناس أن يتمسكوا به كما أنّ الأرض لا تخلو من وجوده لأنه أمان لها من العذاب والهلاك
وانه سوف يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما مُلِئَتْ ظلماً وجوراً .

ولذلك اعترف الفخر الرازي في آخر عمره وفي آخر كتاب ألـّفه بهذه الحقيقة ،

حيث قال في كتابه المطالب العالية من العلم الإلهي ج 8 ص106:
((أفضل أصناف الإنسان وأقربهم إلى الكمال سكان وسط المعمورة ، ثم إنّ هذا الصنف من الناس مختلفون أيضا في الكمال والنقصان ،

ولا شك انه يحصل فيهم واحد هو أكملهم وأفضلهم في القوة النظرية والعملية .
ثم إن الصوفية يسمونه بقطب العالم ولقد صدقوا فيه ... ثم إنّ ذلك الإنسان الواحد هو أكمل الأشخاص الموجودين في ذلك الوقت كأنّ المقصود الأصلي من هذا العالم العنصري هو وجود ذلك الشخص فيثبت أنّ ذلك الشخص هو القطب لهذا العالم العنصري وما سواه من الناس كالتبع له .
وجماعة من الشيعة الإمامية يسمونه بالإمام المعصوم ، وقد يسمونه بصاحب الزمان ، ويقولون بأنه غائب ، وقد صدقوا في الوصفين أيضا )) انتهى كلام الفخر الرازي .