عضويت در مرسلات     
 

›أخبار

›المكتبة

›البرامج

›بطاقات بريدية

›احاديث

›منشورات وأنشطة

›ارسال المقالة

›مقالات

›الصور

›منتديات

›الأسئلة و الأجوبة

›الروابط

›مرسلات في 120 ثانية

›اتصل بنا

›موبايل

›الفائزون

›تشاور

›صوت و فيلم

›خارطة الموقع

›بيت الاطفال و الشباب

›من نحن


القائمة
اعلان
اعلان
الشباب
011
الأحد, صفر 05, 1432 الشباب والتحديات د. ليث سعود القيسي


مقدمة:
واجهت الأمة الإسلامية تحديات متنوعة، وتواجه وستواجه، وتلك سنة الله في حركة الحياة "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض..."[البقرة:251] وقد حثَّ الله المؤمنين على العمل المتنوع لاجتياز العقبات، وتجاوز التحديات لتبقَ حركة الحياة مستمرة وتتحقق بالمثابرة في العمل وحسن الاداء حتى يسود منهج الله بين المؤمنين به، فيعمهم الخير، ويعمَّ غيرهم "ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلو هو أقرب للتقوى.." [المائدة:8] فحقيقة التقوى توجد الأمان، والاطمئنان، وهي ضمان استمرار المرابطة الايمانية، والأخلاقية، والاجتماعية، والفكرية، والاقتصادية حتى يتحقق الفلاح "يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطو واتقوا الله لعلكم تفلحون" [آل عمران:200] ثم بذل الجهد والتسليم بأن النصر من عند الله "وما النصر إلا من عند الله" [آل عمران:126]، "يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم" [محمد:7] ومن ثم يكون نصر الله هو ثمرة الإيمان، وحسن الفهم والتعامل مع السنن، وما أجمل تلك الحكمة التي لخصت ذلك :" ألجموا نزوات العواطف بنظرات العقول، وأنيروا نظرات العقول بوهج العواطف، والزموا الخيال صدق الحقيقة والواقع، واستكشفوا الواقع من خلال أشعة الخيال البرّاقة، ولا تصادموا نواميس الكون فإنها غلاّبة، ولكن اسنعينوا ببعضها على بعض، وما النصر عنكم يومئذ ببعيد".

طبيعة التحديات:
إن التحديات التي تواجه شبابنا في هذه الحقبة تختلف عن التحديات التي واجهتها الأجيال السابقة, ولعل أهم التحديات التي تؤثر على سلوك الأفراد هو تحدي العولمة وآلياتها الذي يعني هيمنة القطب الواحد على العالم، وتصدير ثقافته من خلال فرضها تحت شعارات عدة كالحرية والدمقراطية.

هذه الورقة:
تتناول هذه الورقة جانبًا من هذه التحديات، وهي التي تتعلق بالتحديات المعاصرة وتأثيرها على سلوك الشباب الدعوي. وهي شكل خطير من أشكال التحدي الذي يواجه المجتمع المسلم في هذا العصر وبخاصة شريحة الشباب، وذلك من خلال ظهور بعض الظواهر والمعوقات في استلال مفردات شخصيته الإسلامية، واستلابه نفسيا، ويحاول البحث رصد هذه التحديات، وما الوسائل الكفيلة بالتعامل مع هذه التحديات ومواجهتها. وستتضمن الورقة: التمهيد: بيان أهمية الموضوع وخطورته.

المحور الاول: في أقسام التحديات وطبيعتها ومظاهرها.
المحور الثاني: كيفية مواجهة هذه التحديات وصور التعامل معها.
الخاتمة تتضمن النتائج والتوصيات.

الشباب بين المعاني اللغوية والصفات النفسية والخلقية:
هناك ظاهرة في اللغة العربية جديرة بالتأمل والدراسة، وهي : أن المعاني اللغوية تكون معبرة عن المعاني الاصطلاحية لكثير من المصطلحات، أو أنها تتضمن المفردات المكونة للمصطلح بحيث تسهل صياغة المصطلح تقنيًا.
و قد أورد لنا ابن منظور كل المعاني المشتقة من الجذر اللغوي (شبَبَ) واخترنا منه معاني تجمع مفهوم الشباب والصفات المتعلقة به وهي كالآتي:
1- الشباب : هو من جاوز البلوغ، والفتوة هي متوسط الشباب .
2- الشبب هو أول النهار، ويتضمن معنى التفتح والاستبشار بالحياة والمستقبل , وأشبب أي هيّج , والشباب مرحلة تهيج فيها غرائزه .
3- رجل مشبوب أي ذكي الفؤاد, ذو القلب المتوقد بالحيوية والحركة .
4- المشبوب كذلك حسن الوجه وبخاصة إذا كان أبيض الوجه أسود الشعر , والشباب هو الذي تكتمل فيه تقاسيم الوجه واكتناز عضلاته وحيويتها .
5- الشبوب وهو ما توقد به النار، وهو وصف حماسة الشباب وحرارته وسرعة تأثره بالأحداث وثورته على الظلم .
6- والشبوب كذلك هو تقوية الشيء وزيادته , والشباب يتميز بكمال القوة الجسمية والعقلية والعاطفية، وبالتالي يكون مادة لحمل الأفكار بقوة وحب واستماتة إذا آمن بها .
7- الشّاب هو الفرس القوي الذي يشبُّ على قدميه , والشباب كذلك يتسم بالقوة والمغامرة وتحدي الصعاب.
8- المشابيب أي القادة, ومن يقود المجتمعات إلا الشباب فهم أداة كل تغيير اجتماعي، وسياسي، وأخلاقي, ولذلك قيل: "شباب اليوم أشياخ الغد".
وورد في الأثر أن أصحاب رسول الله كانوا شباباً , وورد في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: "عليكم بالشباب فإنهم أرّق أفئدة فإنهم نصروني عندما خذلي الشيوخ" أو كما قال، فسأله أبو بكر رضي الله عنه :"وهل أنا منهم ؟" فقال :"نعم".
ويقول صاحب القاموس المحيط, الفيروز آبادي: "والشباب في اللغة من (شبَّ) وهذه اللفظة تدل على: الفتوة، والقوة والنشاط، والحركة، والحسن، والارتفاع، والزيادة في النماء، ومن هذا العرض للمعاني اللغوية نجد أن مواصفات الشباب وخصائصه متضمنة في تلك الألفاظ المشتقة من كلمة (شبَبَ).
وعليه فالتعريف - أي الشباب – :" هو تلك المرحلة العمرية والنفسية التي تميز بها الفرد المتسم بالنمو والفورة والقوة، والشعور بالذات، ورقة المشاعر، والاستعداد للتضحية في سبيل اختياره لمساره في الحياة، وهي تبدأ بالبلوغ وتنتهي بالرجولة، وهي آخر طور كمال الشباب ". كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر .
وكما قال الثوري عندما سئل عن الشباب قال: "الشباب جمع شاب، ويجمع على شبّان وشبيبة, والشاب من أصحابنا من بلغ ولم يجاوز الثلا ثين سنة" (1).

طبيعة صفات الشباب وأثرها على الشخصية:
بسبب تلك المواصفات التي تتصف بها شخصية الشباب، والتي تعرضنا لها في معاني كلمة (شبب), تجعل الشاب عرضة في أن يقع في بغض التطبيقات غير الصحيحة مما يؤدي به إلى الخطأ والخطل في الأحكام والسلوكيات .
فعاطفته الجياشة واعتداده برأيه وإعجابه بمن يقتدي به ويقلده, وسرعة إطلاقه الأحكام على غيره، والنظرة الجزئية والمغالاة في الممارسات السلوكية على حساب الأدلة الشرعية .

التحديات والشباب وحركة المجتمع :
التحدي : من حدَدَ، ومنه المحادَّة والتحدي، وهي المخالفة ومنع ما يجب عليك، وكذلك تعني المعاداة، والمخالفة، والمنازعة والتعويق.
وقوم أحدّاء وأحدّة يكون ذلك في اللين والفهم والغضب, ورجل حُدٌّ, يقول الليث بن سعد: هو الرجل المحدود عن الخير.
والتحديات: "هي العوامل التي تواجه الأفراد والجماعات، فتصرفهم أو تعوقهم أو تمنعهم من استكمال مشروعاتهم فكراً وأداءً".

أقسام التحديات
أولا التحديات الخارجية:
وهي المؤثرات التي يتعرض لها الفرد والمجتمع، ومن أهم مظاهرها:
1- محاولات الهيمنة على العالم الإسلامي :
يحتار الشاب المسلم عندما ينظر في أمر التحديات القائمة في وجه الاسلام والمسلمين من خلال النظام العالمي الجديد وسياسة القطب الواحد , ومن خلال طرح مصطلحات جديدة في الساحة العالمية والإسلامية بالخصوص , كالأصولية الإسلامية , والراديكالية الإسلامية، وأخيراً الإرهاب الإسلامي والذي وصفه الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون في كتابه (الفرصة السانحة) (2) : حيث وصف من يحمل هذه المصطلحات في زعمه بأنهم " المصممون على استرجاع الحضارة الإسلامية عن طريق بعث الماضي، والذين يهدفون إلى تطبيق الشريعة الإسلامية وينادون بأن الإسلام دين ودولة، من أن ينظرون إلى الماضي فإنهم يتخذون منه هداية إلى المستقبل فهم ليسوا محافظين لكنهم ثوار".
ثم تبعه الرئيس الحالي بوصف الحرب على العراق بأنها (حرب صليبية)، ثم تبعة السناتور الأمريكي جوزيف ليبرمان بقوله في جريدة الأهرام (3) : " إنه لا حل مع الدول العربية والإسلامية إلا أن تفرض عليها أمريكا القيم والنظم والسياسات التي تراها ضرورية، فالشعارات التي أعلنتها أمريكا عند استقلالها لا تنتهي عند الحدود الأمريكية بل تتعداها إلى الدول الأخرى".
وهذا التحدي يهدف كما يرى د.محمد عمارة إلى:
أ-تغريب عقول مفكرينا ومثقفينا، وشبابنا ليتبنَوا نموذجه الغربي بدلاً من النموذج الإسلامي، فتصبح المركزية الغربية هي السائدة، وقد عقد في واشنطن مؤتمر بعنوان إسلام معاصر دُعي إليه : نصر أبو زيد، ومحمد أركون ،ونوال سعداوي وغيرهم (4).
ب-تظليل الشعوب الغربية لتنخرط في مواجهة الإسلام والدفاع عن مشروع الهيمنة.
ج-إقناع العالم بأن الإسلام نمط من الفكر البدائي المتخلف الذي تؤمن به شعوب بدائية يحول بينها وبين التقدم بمعناه الغربي، ولذلك يقول فوكوياما في تصريحة للنيوزويك بقوله (5) :" إن الصراع الحالي ليس ببساطة معركة ضد الإرهاب، ولا ضد الإسلام كدين أو حضارة، ولكنه صراع ضد العقيدة الإسلامية الأصولية التي تقف ضد الحداثة الغربية، وأن التحدي الذي يواجه الولايات المتحدة اليوم هو أكثر من مجرد معركة مع مجموعة صغيرة من الإرهابيين في بحر الغاشية الإسلامي الذي يسبح فيه الإرهابيون يشكل تحديا أيديولوجيًا هو في بعض جوانبه أكثر أساسية من الخطر الذي شكلته الشيوعية؟!!!"

2-العولمة الأمريكية :
وتعد العولمة من أهم هذه التحديات الخارجية " وهي تعميم النمط الحضاري الأمريكي على بلدان العالم وشعوبه بقصد الهيمنة على السياسة، والثقافة، والأفكار، والسلوك، والاقتصاد " (6).
وقد ازداد تفعيل هذا النمط بعد 11 سبتمبر 2000 والاحتلال العسكري لأفغانستان والعراق، وأما الاحتلال الثقافي فقد بدأ قبل ذلك، ولكن الاحتلال العسكري أعطاه قوة ومشروعية، حيث جندت لهذا المشروع شركات عملاقة متعددة الجنسيات، ومؤسسات دولية كصندووق النقد الدولي، ومؤسسات الأمم المتحدة العاملة في مجال الثقافة والتنمية وغير ذلك.

آثار العولمة :
وتظهر آثار هذه العولمة في (7):
1- الأزياء وتصاميمها التي غزت أسواق العالم الإسلامي وبخاصة (الجينز GENSE) بأنواعه، وتتفاخر المجلات المتخصصة بالأزياء، والقنوات الفضائية، والصحف في الترويج لذلك ،فضلاً عن عروض الأزياء للرجال والنساء التي صارت عادة في بلاد كثيرة، ملابس تتفاوت بين الشورت القصير إلى البنطلون المرقع .. أو تحجيم وإلغاء الملابس الوطنية أو الفساتين العارية أو شبه العارية.
2- وأما الأطعمة وعلى رأسها الأطعمة السريعة (FAST FOOD) وأشهرها (كنتاكي، ماكدونالدز، هامبرجر، بيتزا هت، حتى صارت مظهرا أو سلوكا شبه يومي وعلى حساب الطعام الوطني ..وتغيير الأذواق، والآباء والأمهات يشعرون بذلك من خلال أبنائهم .
3- مظاهر الزينة : في العطور التي تنتجها شركات خاصة صارت مشهورة للنساء، والشباب، والرجال، وأما في موديلات قصَّات الشعر للنساء والرجال وأصباغها فأصبحت كرنفالاً وكأننا في سيرك. وليست هنا العبرة بحلِّها أو حرامها، وإنما تداول نماذج معينة يتداولها الشباب لإشباع عقدة التقليد وتدخلها في دائرة التّشبُه الممنوع .
4- وأما على صعيد العولمة الاقتصادية فاصطناع الأزمات لتحطيم المنظومات الاقتصادية للدول الفقيرة أو المتطورة ومنها الإسلامية لتحقيق الهيمنة على العالم الثالث (وما أزمة جنوب شرق آسيا 1998 إلا نموذج من تلك الأزمات).
5- تفتيت البنى السياسية والنظم الاجتماعية في كثير من المناطق، وتفكيكها إلى قوميات وعرقيات وطائفيات دينية مثل إقامة (دولة تيمور) الكاثوليكية في جنوب شرق آسيا لتفكيك أكبر دولة إسلامية آسيوية ،أوما حصل في العراق من تقسيم عرقي وطائفي، وهو نموذج قابل للتعميم .

ثانيا التحديات الداخلية :
وهناك تحديات تنبثق من خلال المجتمع المسلم، والمتعلقة بالشباب أنفسهم، وتتمثل في العوامل المحيطة التي تؤثر على ثقافة الشباب وتوجيهاتهم الفكرية والسلوكية. والتي تعمل على إحداث اضطراب في مسار وسلوك الشباب والتزامه بخصائصه الإسلامية والتي شرف الله بها هذه الأمة المسلمة بغض النظر عن أعراقها وألوانها ولغاتها، فقال فيها تعالى " وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً " [البقرة:143].

 
امتیاز دهی
 
 

المزيد
Guest (PortalGuest)

دفتر تبلیغات اسلامی حوزه علمیه قم (شعبه اصفهان)
Powered By : Sigma ITID