عضويت در مرسلات     
 

›أخبار

›المكتبة

›البرامج

›بطاقات بريدية

›احاديث

›منشورات وأنشطة

›ارسال المقالة

›مقالات

›الصور

›منتديات

›الأسئلة و الأجوبة

›الروابط

›مرسلات في 120 ثانية

›اتصل بنا

›موبايل

›الفائزون

›تشاور

›صوت و فيلم

›خارطة الموقع

›بيت الاطفال و الشباب

›من نحن


القائمة
اعلان
اعلان
العلماء
ذلالا
الأربعاء, صفر 22, 1432 آية الله السيد علي السيستاني

مقدمة

لقد أثمر منبر الإمام الخوئي الراحل (قدس سره) خلال أكثر من نصف قرن ثماراً عظيمة جليلة، هي الأزكي والأفضل عطاءً علي صعيد الفكر الإسلامي، و في مختلف العلوم و القضايا و المواقف الإسلامية المهمة، حيث تخرّج من بين يديه مئات الفقهاء و المجتهدين والفضلاء العظام الذين أُخذوا علي عواتقهم مواصلة مسيرته الفكرية و دربه الحافل بالبذل والعطاء والتضحية لخدمة الإسلام والعِلم و المجتمع، معظمهم اليوم أساتذة الحوزات العلمية و بالخصوص في النجف الأشرف و قم المقدسة، و منهم في مستوي الكفاءة والجدارة العلمية والاجتماعية التي تؤهلهم للقيام بمسؤولية التربية والتعليم، ومسؤولية المرجعية والقيادة، ورعاية الأُمة في يومنا الحاضر.
ومن أهم وأبرز أولئك العباقرة، سيدنا الأُستاذ آية الله العظمي السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله)، فهو من أبرز تلامذة الإمام الخوئي الراحل (قدس سره الشريف)، نبوغاً وعلماً وفضلاً و أهلية، وسيكون حديثنا في السطور القادمة حول شخصية هذا العَلَم الكبير بشيء من التفصيل.
 
 
ولادته ونشأته
ولد سماحته في التاسع من شهر ربيع الأول عام (1349 هـ . ق) في المشهد الرضوي الشريف، وسماه والده علي تيمناً باسم جده الآتي ذكره .

والده هو المقدس المرحوم السيد محمد باقر ، و أما جده الأدني فهو العلم الجليل (السيد علي) الذي ترجم له العلامة الشيخ أغا بزرك الطهراني في طبقات أعلام الشيعة (القسم الرابع ص 1432) وذكر انه كان في النجف الأشرف من تلامذة الحجة المؤسس المولي علي النهاوندي وفي سامراء من تلامذة المجدد الشيرازي، ثم اختص بالحجة السيد اسماعيل الصدر، و في حدود سنة (1308 هـ) عاد إلي مشهد الرضا (عليه السلام) و استقر فيه و قد حاز مكانة سامية مع ما كان له من حظ وافر في العلم مع تقي وصلاح، ومن تلامذته المعروفين الفقيه الكبير الشيخ محمد رضا آل ياسين (قدس سره).

 ثم انتقل إلي الحوزة العلمية الدينية في قم المقدسة علي عهد المرجع الكبير السيد حسين البروجردي (قدس سره) في عام (1368هـ،) وحضر بحوث علماء و فضلاء الحوزة آنذاك، منهم السيد البروجردي (قدس سره) في الفقه والأُصول، وقد أخذ الكثير من خبرته الفقهية ونظرياته في علم الرجال والحديث، كما حضر درس الفقيه العالم الفاضل السيد الحجة الكوهكمري (قدس سره) وبقية الأفاضل في حينه.

كانت أسرته (وهي من الأسر العلوية الحسينية) تسكن في اصفهان علي عهد السلاطين الصفويين و قد عيّن جده الأعلي (السيد محمد) في منصب شيخ الإسلام في سيستان في زمن السلطان حسين الصفوي فانتقل إليها وسكنها هو و ذريته من بعده.

 وأول من هاجر من أحفاده إلي مشهد الرضا (عليه السلام) هو المرحوم (السيد علي) المارّ ذكره حيث استقر فيه برهة من الزمن في مدرسة المرحوم الملا محمد باقر السبزواري ومن ثم هاجر إلي النجف الأشرف لإكمال دراسته.

 نشأ سماحة آية الله العظمي السيد السيستاني (دام ظله) في أُسرة علمية دينية ملتزمة، وقد درس العلوم الابتدائية والمقدمات والسطوح، وأعقبها بدراسة العلوم العقلية والمعارف الإلهية لدي جملة من أعلامها ومدرسيها حتي أتقنها.

 بدأ سماحة السيد (دام ظله) وهو في الخامسة من عمره بتعلّم القرآن الكريم ثم دخل مدرسة دار التعليم الديني لتعلم القراءة والكتابة ونحوها، فتخرج من هذه المدرسة وقد تعلم أثناء ذلك فن الخط من أستاذه (الميرزا علي آقا).

 في أوائل عام (1360 هـ.ق) بدأ بتوجيه من والده بقراءة مقدمات العلوم الحوزوية، فأتم قراءة جملة من الكتب الأدبية كشرح الألفية للسيوطي والمغني لابن هشام والمطول للتفتازاني ومقامات الحريري وشرح النظام عند المرحوم الأديب النيشابوري وغيره من أساتذة الفن، وقرأ شرح اللمعة و القوانين عند المرحوم السيد أحمد اليزدي وقرأ جملة السطوح العالية كالمكاسب والرسائل والكفاية عند العالم الجليل الشيخ هاشم القزويني، وقرأ جملة من الكتب الفلسفية كشرح منظومة السبزواري وشرح الإشراق و الأسفار عند المرحوم الآيسي، وقرأ شوارق الإلهام عند المرحوم الشيخ مجتبي القزويني، وحضر في المعارف الإلهية دروس العلامة المرحوم الميرزا مهدي الإصفهاني المتوفي أواخر سنة (1365 هـ.ق) كما حضر بحوث الخارج للمرحوم الميرزا مهدي الآشتياني والمرحوم الميرزا هاشم القزويني (قدس سرهما).
وفي أواخر عام (1368 هـ.ق) هاجر إلي قم المقدسة لإكمال دراسته فحضر عند العلمين الشهيرين السيد حسين الطباطبائي البروجردي والسيد محمد الحجة الكوهكمري، وكان حضوره عند الأول في الفقه والأصول وعند الثاني في الفقه فقط.
وخلال فترة إقامته في قم راسل العلامة المرحوم السيد علي البهبهاني (عالم الأهواز الشهير ومن أتباع مدرسة المحقق الشيخ هادي الطهراني) وكان موضوع المراسلات بعض مسائل القبلة حيث ناقش سماحة السيد (دام ظله) بعض نظريات المحقق الطهراني ووقف السيد البهبهاني موقف المدافع عنها وبعد تبادل عدة رسائل كتب المرحوم البهبهاني لسماحة السيد رسالة تقدير وثناء بالغين موكلاً تكميل البحث إلي حين اللقاء به عند تشرفهما بزيارة الإمام الرضا (عليه السلام).
وفي أوائل عام (1371 هـ.ق) هاجر من مدينة قم إلي النجف الأشرف، فوصل كربلاء المقدسة في ذكري أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام) ثم نزل النجف فسكن مدرسة البخارائي العلمية وحضر بحوث العلمين الشهيرين آية الله العظمي السيد أبو القاسم الخوئي والعلامة الشيخ حسين الحلي (قدس سرهما) في الفقه والأصول ولازمهما مدة طويلة، وحضر خلال ذلك أيضاً بحوث بعض الأعلام الآخرين منهم الإمام الحكيم والسيد الشاهرودي (قدس سرهما).
وفي أواخر عام (1380 هـ.ق) عزم علي السفر إلي موطنه (مشهد الرضا عليه السلام) وكان يحتمل استقراره فيه فكتب له استاذه آية الله العظمي السيد الخوئي واستاذه العلامة الشيخ الحلي (قدس سرهما) شهادتين ببلوغه درجة الاجتهاد، كما كتب شيخ محدثي عصره الشيخ أغا بزرك الطهراني صاحب الذريعة شهادة أخري يطري فيها علي مهارته في علمي الحديث والرجال.
وعندما رجع إلي النجف الأشرف في أوائل عام (1381 هـ.ق) ابتدأ بإلقاء محاضراته (الدرس الخارج) في الفقه في ضوء مكاسب الشيخ الأنصاري وأعقبه بشرح العروة الوثقي فتم له منه شرح كتاب الطهارة وأكثر كتاب الصلاة وبعض كتاب الخمس وفي عام (1418 هـ.ق) بدأ بشرح كتاب الاعتكاف بعد أن انتهي من شرح كتاب الصوم منذ فترة غير بعيدة و واصل تدريس كتاب الزكاة من شرح العروة.

 وقد كانت له محاضرات فقهية أخري خلال هذه السنوات تناولت كتاب القضاء وأبحاث الربا وقاعدة الإلزام وقاعدة التقية وغيرهما من القواعد الفقهية . كما كانت له محاضرات رجالية شملت حجية مراسيل ابن ابي عمير وشرح مشيخة التهذيبين وغيرهما.

 وابتدأ (دام ظله) بإلقاء محاضراته في علم الأصول في شعبان عام (1384 هـ.ق) وقد أكمل دورته الثالثة في شعبان عام (1411 هـ.ق) ويوجد تسجيل صوتي لجميع محاضراته الفقهية والأصولية من عام (1397 هـ.ق) .

 اشتغل السيد الأُستاذ بالبحث والتدريس بإلقاء محاضراته (البحث الخارج) (1381 هـ.ق) في الفقه علي ضوء مكاسب الشيخ الأعظم الأنصاري (قدس سره) وأعقبه بشرح كتاب العروة الوثقي للسيد الفقيه الطباطبائي (قدس سره)، فتم له من ذلك شرح كتاب الطهارة وأكثر فروع كتاب الصلاة وبعض كتاب الخمس. كما ابتدأ بإلقاء محاضراته (البحث الخارج) في الأُصول في شهر شعبان المعظم (1384 هـ.ق) وقد أكمل دورته الثالثة منها في شعبان المعظم سنة (1411 هـ) وقد سجل محاضراته الفقهية والأُصولية في تقريرات غير واحد من تلامذته.

نبوغه العلمي

لقد برز سماحة آية الله العظمي السيد السيستاني (دام ظله) في بحوث أساتذته بتفوق بالغ علي أقرانه وذلك في قوة الإشكال، وسرعة البديهة، وكثرة التحقيق والتتبع في الفقه والرجال، ومواصلة النشاط العلمي، وإلمامه بكثير من النظريات في مختلف الحقول العلمية الحوزوية. ومما يشهد علي ذلك شهادة خطية من الإمام الخوئي (رضوان الله تعالي عليه) وشهادة أُخري من العلامة الشيخ حسين الحلي (قدس سره)، وقد شهدا ببلوغه درجة الاجتهاد في شهادتين مؤرختين في عام (1380 هـ.ق) مغمورتين بالثناء الكبير علي فضله وعلمه، علي أن المعروف عن الإمام الخوئي (قدس سره) أنه لايشهد لأحد من تلامذته بالاجتهاد شهادة خطية، إلا للسيد الأُستاذ وآية الله الشيخ علي الفلسفي من مشاهير علماء مشهد المقدسة.
كما كتب له شيخ محدثي عصره العلامة الشيخ أغا بزرك الطهراني (قدس سره) شهادة مؤرخة في عام (1380 هـ) أيضاً يطري فيها علي مهارته في علمي الرجال والحديث. أي أن السيد الأستاذ قد حاز علي هذه المرتبة العظيمة بشهادة العظماء من العلماء وهو في الحادية والثلاثين من عمره.

 

منهجه في البحث والتدريس

وهو منهج متميز علي مناهج كثير من أساتذة الحوزة وأرباب البحث الخارج، فعلي صعيد الأُصول يتجلي منهجه بعدة خصائص:

 أ ـ التحدث عن تاريخ البحث ومعرفة جذوره التي ربما تكون فلسفية، كمسألة بساطة المشتق وتركيبه، أو عقائدية وسياسية كبحث التعادل والتراجيح الذي أوضح فيه أن قضية اختلاف الأحاديث فرضتها الصراعات الفكرية العقائدية آنذاك والظروف السياسية، التي أحاطت بالأئمة (عليهم السلام) ومن الواضح أن الاطلاع علي تاريخ البحث يكشف عن زوايا المسألة ويوصلنا إلي واقع الآراء المطروحة فيها.

ب ـ الربط بين الفكر الحوزوي والثقافات المعاصرة. ففي بحثه حول المعني الحرفي في بيان الفارق بينه وبين المعني الاسمي، وهل هو فارق ذاتي أم لحاظي؟ اختار اتجاه صاحب الكفاية في أن الفرق باللحاظ، لكن بناه علي النظرية الفلسفية الحديثة، وهي نظرية التكثر الإدراكي في فعالية الذهن البشري وخلاقيته، فيمكن للذهن تصور مطلب واحد بصورتين، تارة بصورة الاستقلال والوضوح فيعبر عنه بـ (الاسم)، وتارة بالانقباض والانكماش ويعبر عنه بـ (الحرف) .
وعندما دخل في بحث المشتق في النزاع الدائر بين العلماء حول اسم الزمان، تحدث عن الزمان بنظرة فلسفية جديدة في الغرب، وهي انتزاع الزمان من المكان بلحاظ تعاقب النور والظلام، وفي بحثه حول مدلول صيغة الأمر ومادته وبحثه في التجري فقد طرح نظرية بعض علماء الاجتماع من أن تقسيم الطلب لأمر والتماس وسؤال نتيجة تدخل صفة الطالب في حقيقة طلبه من كونه عالياً أو مساوياً أو سافلاً.

 وكذلك جعل ضابط استحقاق العقوبة عنوان تمرد العبد وطغيانه علي المولي وأن ذلك مبني علي التقسيم الطبقي للمجتمعات البشرية القديمة من وجود موالٍ وعبيد، وعالٍ وسافل، وما أشبه ذلك، فهذه النظرية من رواسب الثقافات السالفة التي تتحدث باللغة الطبقية، لا باللغة القانونية المبنية علي المصالح الإنسانية العامة.

 ج ـ الاهتمام بالأصول المرتبطة بالفقه، وأن الطالب الحوزوي يلاحظ في كثير من العلماء إغراقهم و إسهابهم في بحوث أُصولية، لايُعد الإسهاب فيها إلا ترفاً فكرياً، لاينتج ثمرة عملية للفقيه في مسيرته الفقهية، كبحثهم في الوضع وكونه أمراً اعتبارياً أو تكوينياً، وأنه تعهد أو تخصيص، وبحثهم في بيان موضوع العلم وبعض العوارض الذاتية في تعريف الفلاسفة لموضوع العلم، وما شاكل ذلك.
ولكن الملاحظ في دروس السيد هو الإغراق وبذل الجهد الشاق في الخروج بمبني علمي رصين في البحوث الأُصولية المرتبطة بعملية الاستنباط، كمباحث الأُصول العملية، والتعادل والتراجيح، والعام والخاص، وأما البحوث الأُخري التي أشرنا لبعض مسمياتها، فبحثه فيها بمقدار الثمرة العلمية في بحوث أُخري أو الثمرة العملية في الفقه.

د ـ الإبداع والتجديد: هناك كثير من الأساتذة الماهرين في الحوزة من لا يملك روح التجديد، بل يصب اهتمامه علي التعليق فقط والتركيز علي جماليات البحث لا علي جوهره، فيطرح الآراء الموجودة، ويعلق علي بعضها، ويختار الأقوي في نظره، ويشغل نفسه بتحليل عبارات من قبيل: فتأمل أو فافهم، ويجري في البحث علي أن في الإشكال إشكالين، وفي الإشكالين تأملاً، وفي التأمل توقف.

 هـ ـ إلمامه بمقتضيات عصره:كجواز نكاح أهل الشرك و قاعدة التزاحم التي يطرحها الفقهاء والأُصوليون، كقاعدة عقلية أو عقلائية صرفة، فيدخلها السيد الأُستاذ تحت قاعدة الاضطرار التي هي قاعدة شرعية أشارت لها النصوص، نحو (ما من شيء حرمه الله إلا وقد أحله لمن اضطر إليه)، فإن مؤدي قاعدة الاضطرار هو مؤدي قاعدة التزاحم بضميمة فهم الجعل التطبيقي.
وأحياناً قد يقوم بتوسعة القاعدة كما في قاعدة (لا تُعاد) حيث خصها الفقهاء بالصلاة، لورود النص في ذلك. بينما سماحة آية الله العظمي السيد السيستاني (دام ظله) جعل صدر الرواية المتضمن لقوله لا تُعاد الصلاة إلا من خمسة مصداقاً لكبري أُخري تعم الصلاة وغيرها من الواجبات، وهذه الكبري موجودة في ذيل النص ولا تنقض السنة الفريضة. فالمناط هو تقديم الفريضة علي السنة في الصلاة وغيرها، ومن مصاديق هذا التقديم هو تقديم الوقت والقبلة... الخ علي غيرها من أجزاء الصلاة وشرائطها؛ لأن الوقت والقبلة من الفرائض لا من السنن.

و ـ النظرة الاجتماعية للنص: إن من الفقهاء من هو حر في الفهم بمعني أنه جامد علي حدود حروف النص من دون محاولة التصرف في سعة دلالات النص، وهناك من الفقهاء من يقرأ أجواء النص والظروف المحيطة به ليتعرف مع سائر الملابسات التي تؤثر علي دلالته.
فمثلاً ماورد من أن رسول (الله صلي الله عليه وآله وسلم) حرم أكل لحم الحمر الأهلية يوم خيبر، فلو أخذنا بالفهم الحرفي لقلنا بالحرمة أو الكراهة لأكل لحم الحمر الأهلية، ولو اتبعنا الفهم الاجتماعي لرأينا أن النص ناظر لظرف حرج، وهو ظرف الحرب مع اليهود في خيبر، والحرب تحتاج لنقل السلاح والمؤنة، ولم تكن هناك وسائل نقل إلا الدواب ومنها الحمير، فالنهي في الواقع نهي إداري لمصلحة موضوعية اقتضتها الظروف آنذاك، ولا يُستفاد منه تشريع الحرمة ولا الكراهة. والسيد الأُستاذ هو من النمط الثاني من العلماء في التعامل مع النص.
ز ـ توفير الخبرة بمواد الاستنباط: إن سماحة آية الله العظمي السيد السيستاني (دام ظله) يركز دائماً علي أن الفقيه لايكون فقيهاً بالمعني الأتم حتي تتوفر لديه خبرة وافية بكلام العرب وخطبهم وأشعارهم ومجازاتهم، كي يكون قادراً علي تشخيص ظهور النص تشخيصاً موضوعياً لا ذاتياً، وأن يكون علي اطلاع تام بكتب اللغة وأحوال مؤلفيها ومناهج الكتابة فيها، فإن ذلك دخيل في الاعتماد علي قول اللغوي أو عدم الاعتماد عليه، وأن يكون علي إحاطة بأحاديث أهل البيت (عليهم السلام) ورواتها بالتفصيل، فإن علم الرجال فن ضروري للمجتهد لتحصيل الوثوق الموضوعي التام بصلاحية المدرك.

 وله آراء خاصة يخالف بها المشهور مثلاً ما اشتهر من عدم الاعتماد بقدح ابن الغضائري، أما لكثرة قدحه أو لعدم ثبوت نسبة الكتاب إليه. فإن السيد لايرتضي ذلك، بل يري ثبوت الكتاب، وإن ابن الغضائري هو المعتمد في مقام الجرح والتعديل أكثر من النجاشي والشيخ وأمثالهما، ويري الاعتماد علي منهج الطبقات في تعيين الراوي وتوثيقه، ومعرفة كون الحديث مُسنداً أو مُرسلاً علي ما قرره السيد البروجردي (قدس سره).

 ويري أيضاً ضرورة الإلمام بكتب الحديث، واختلاف النسخ، ومعرفة حال المؤلف، من حيث الضبط والتثبت ومنهج التأليف، وما يشاع في هذا المجال من كون الصدوق أضبط من الشيخ فلا يرتضيه، بل يري الشيخ ناقلاً أميناً لما وجده من الكتب الحاضرة عنده بقرائن يستند إليها.
فهذه الجهات الخبرية قد لايعتمد عليها كثير من الفقهاء في مقام الاستنباط، بل يكتفي بعضهم بالظهور الشخصي من دون أن يجمع القرائن المختلفة لتحقيق الظهور الموضوعي، بل قد يعتمد علي كلام بعض اللغويين بدون التحقيق في المؤلف، ومنهج التأليف وقد لايكون لبعض آخر أي رصيد في علم الرجال والخبرة بكتب الحديث.

 إلا أن السيد الأُستاذ والسيد الشهيد الصدر (قدس سره) يختلفان في هذا المنهج، فيحاول كل منهما محاولة الإبداع والتجديد. أما في صياغة المطلب بصياغة جديدة تتناسب مع الحاجة للبحث، كما صنع سماحة آية الله العظمي السيد السيستاني (دام ظله) عندما دخل في بحث استعمال اللفظ في عدة معان، حيث بحثه الأُصوليون من زاوية الإمكان والاستحالة، كبحث عقلي فلسفي لاثمرة عملية تترتب عليه، وبحثه سيدنا الأُستاذ من حيث الوقوع وعدمه، لأنه أقوي دليل علي الإمكان، وبحثه كذلك من حيث الاستظهار وعدمه.
وعندما دخل في بحث التعادل والتراجيح رأي أن سر البحث يكمن في علة اختلاف الأحاديث، فإذا بحثنا وحددنا أسباب اختلاف النصوص الشرعية انحلت المشكلة العويصة التي تعترض الفقيه والباحث والمستفيد من نصوص أهل البيت (عليهم السلام)، وذلك يغنينا عن روايات الترجيح والتغيير، كما حملها صاحب الكفاية علي الاستحباب. وهذا البحث تناوله غيره كالسيد الصدر (قدس سره) ولكنه تناوله بشكل عقلي صرف، أما السيد الأُستاذ فإنه حشد فيه الشواهد التاريخية والحديثية، وخرج منه بقواعد مهمة لحل الاختلاف، وقام بتطبيقها في دروسه الفقهية أيضاً.
هـ ـ المقارنة بين المدارس المختلفة: إن المعروف عن كثير من الأساتذة حصر البحث في مدرسة معينة أو اتجاه خاص، ولكن سماحة آية الله العظمي السيد السيستاني (دام ظله) يقارن بحثه بين فكر مدرسة مشهد وفكر مدرسة قم وفكر مدرسة النجف، فهو يطرح آراء الميرزا مهدي الإصفهاني (قدس سره) من علماء مشهد، وآراء السيد البروجردي (قدس سره) كتعبير عن فكر مدرسة قم، وآراء المحققين الثلاثة والسيد الخوئي (قدس سره) والشيخ حسين الحلي (قدس سره) كمثال لمدرسة النجف، وتعدد الاتجاهات هذه يوسع أمامنا زوايا البحث والرؤية الواضحة لواقع المطلب العلمي.

 وأما منهجه الفقهي فله فيه منهج خاص يتميز في تدريس الفقه وطرحه، ولهذا المنهج عدة ملامح وهي:

أ ـ المقارنة بين فقه الشيعة وفقه غيرهم من المذاهب الإسلامية الأُخري، فإن الإطلاع علي الفكر الفقهي السني المعاصر لزمان النص كالاطلاع علي موطأ مالك وخراج أبي يوسف وأمثالهم، يوضح أمامنا مقاصد الأئمة (عليهم السلام) ونظرهم حين طرح النصوص.

 ب ـ الاستفادة من علم القانون الحديث في بعض المواضع الفقهية، كمراجعته للقانون العراقي والمصري والفرنسي عند بحثه في كتاب البيع والخيارات، والإحاطة بالفكر القانوني المعاصر تزود ألإنسان خبرة قانونية يستعين بها علي تحليل القواعد الفقهية وتوسعة مداركها وموارد تطبيقها.
ج ـ التجديد في الأُطروحة: إن معظم علمائنا الأعلام يتلقون بعض القواعد الفقهية بنفس الصياغة التي طرحها السابقون، ولا يزيدون في البحث فيها إلا عن صلاحية المدرك لها أو عدمه، ووجود مدرك آخر وعدمه، أما سماحة آية الله العظمي السيد السيستاني (دام ظله) فإنه يحاول الاهتمام في بعض القواعد الفقهية بتغير الصياغة، مثلاً بالنسبة لقاعدة الإلزام التي يفهمها بعض الفقهاء من الزاوية المصلحية بمعني أن للمسلم المؤمن الاستفادة في تحقيق بعض رغباته الشخصية من بعض القوانين للمذاهب الأُخري، وإن كان مذهبه لايقرها، بينما يطرحه سماحة آية الله العظمي السيد السيستاني (دام ظله) علي أساس الاحترام، ويسميها بقاعدة الاحترام، أي احترام آراء الآخرين وقوانينهم، وانطلاقه من حرية الرأي وهي علي سياق ـ لكل قوم نكاح ـ .

معالم شخصيته

من يعاشر سماحة آية الله العظمي السيد السيستاني (دام ظله) ويتصل به يري فيه شخصية فذة تتمتع بالخصائص الروحية والمثالية التي حث عليها أهل البيت (عليهم السلام)، والتي تجعل منه ومن أمثاله من العلماء المخلصين مظهراً جلياً لكلمة عالم رباني. ومن أجل وضع النقاط علي الحروف؛ نطرح بعض المعالم الفاضلة التي رآها أحد تلامذته عند اتصاله به درساً ومعاشرة:
أ ـ الإنصاف واحترام الرأي: إن سماحة آية الله العظمي السيد السيستاني (دام ظله) انطلاقاً من عشقه العلم والمعرفة ورغبة في الوصول للحقيقة، وتقديساً لحرية الرأي والكلمة البناءة، تجده كثير القراءة والتتبع للكتب والبحوث، ومعرفة الآراء حتي آراء زملائه وأقرانه أو آراء بعض المغمورين في خضم الحوزة العلمية، فتراه بعض الأحيان يشير في بحثه لرأي لطيف لأحد الأفاضل مع أنه ليس من أساتذته، فطرح هذه ومناقشتها مع أنها لم تصدر من أساطين أساتذته يمثل لنا صورة حية من صور الإنصاف واحترام آراء الآخرين.
ب ـ الأدب في الحوار: إن بحوث النجف معروفة بالحوار الساخن بين الزملاء أو الأُستاذ وتلميذه، وذلك مما يصقل ثقافة الطالب وقوته العلمية، وأحياناً قد يكون الحوار جدلاً فارغاً لايوصل لهدف علمي، بل مضمونه إبراز العضلات في الجدل وقوة المعارضة، وذلك مما يستهلك وقت الطالب الطموح، ويبعده عن الجو الروحي للعلم والمذاكرة، ويتركه يحوم في حلقة عقيمة دون الوصول للهدف.
أما بحث سماحة آية الله العظمي السيد السيستاني (دام ظله) فإنه بعيد كل البعد عن الجدل وأساليب الإسكات والتوهين، فهو في نقاشه آراء الآخرين أو مع أساتذته يستخدم الكلمات المؤدبة التي تحفظ مقام العلماء وعظمتهم حتي ولو كان الرأي المطروح واضح الضعف والاندفاع، وفي إجابته لاستفهامات الطالب يتحدث بانفتاح وبروح الإرشاد والتوجيه، ولو صرف التلميذ الحوار الهادف إلي الجدل الفارغ عن المحتوي فإن سماحة آية الله العظمي السيد السيستاني (دام ظله) يحاول تكرار الجواب بصورة علمية، ومع إصرار الطالب فإن السيد الأُستاذ حينئذ يفضل السكوت علي الكلام.
ج ـ خلق التربية: التدريس ليس وظيفة رسمية أو روتينية يمارسها الأُستاذ في مقابل مقدار من المال، فإن هذه النظرة تبعد المدرس عن تقويم التلميذ والعناية بتربيته والصعود بمستواه العلمي للتفوق والظهور، كما أن التدريس لايقتصر علي التربية العلمية من محاولة الترشيد التربوي لمسيرة الطالب، بل التدريس رسالة خطيرة تحتاج مزاولتها لروح الحب والإشفاق علي الطالب، وحثه نحو العلم وآدابه ، وإذا كان يحصل في الحوزة أو غيرها أحياناً رجال لايخلصون لمسؤولية التدريس والتعليم، فإن في الحوزات أساتذة مخلصين يرون التدريس رسالة سماوية، لابد من مزاولتها، بروح المحبة والعناية التامة بمسيرة التلميذ العلمية والعملية .

وقد كان الإمام الحكيم (قدس سره) مضرب المثل في خلقه التربوي لتلامذته وطلابه، وكذلك كانت علاقة الإمام الخوئي (قدس سره) بتلامذته، فلقد رأيتُ هذا الخلق متجسداً في شخصية سماحة آية الله العظمي السيد السيستاني (دام ظله) فهو يحث دائماً بعد الدرس علي سؤاله ونقاشه فيقول: إسألوا ولو علي رقم الصفحة، لبحث معين أو اسم كتاب معين حتي تعتادوا علي حوار الأُستاذ والصلة العلمية به، وكان يدفعنا لمقارنة بحثه مع البحوث المطبوعة، والوقوف عند نقاط الضعف والقوة. وكان يؤكد دائماً علي احترام العلماء والالتزام بالأدب في نقاش أقوالهم، ويتحدث عن أساتذته وروحياتهم العالية، وأمثال ذلك من شواهد الخلق الرفيع.
د ـ الورع: إن بحوث النجف ظاهرة جلية في كثير من العلماء والأعاظم، وهي ظاهرة البعد عن مواقع الضوضاء والفتن، وربما يعتبر هذا البعد عند بعضهم موقفاً سلبياً لأنه هروب من مواجهة الواقع وتسجيل الموقف الصريح المرضي للشرع المقدس، ولكنه عند التأمل يظهر بأنه موقف إيجابي وضروري أحياناً للمصلحة العامة ومواجهة الواقع، وتسجيل الموقف الشرعي يحتاج لظروف موضوعية وأرضية صالحة تتفاعل مع هذا الموقف .

فلو وقعت في الساحة الإسلامية أو المجتمع الحوزوي إثارات وملابسات، بحيث تؤدي لطمس بعض المفاهيم الأساسية في الشريعة الإسلامية وجب علي العلماء بالدرجة الأُولي التصدي لإزالة الشبهات وإبراز الحقائق الناصعة، فإذا ظهرت البدع وجب علي العالم أن يظهر علمه فإن لم يفعل سلب منه نور الإيمان، كما جاء في الحديث، ولكن لو كان مسار الفتنة مساراً شخصياً وجواً مفعماً بالمزايدات والتعصبات العرقية والشخصية لمرجع معين أو خط معين، أو كانت الأجواء تعيش حرباً دعائية مؤججة بنار الحقد والحسد المتبادل، فإن علماء الحوزة منهم سماحة آية الله العظمي السيد السيستاني (دام ظله) يلتزمون دوماً الصمت والوقار والبعد عن هذه الضوضاء الصاخبة، كما حدث بعد وفاة السيد البروجردي (قدس سره) ووفاة السيد الحكيم (قدس سره)، وما يحدث غالباً من التنافس علي الألقاب والمناصب والاختلافات الجزئية. كما هو الحال في يومنا الحاضر، مضافاً لزهده المتمثل في لباسه المتواضع ومسكنه الصغير الذي لايملكه وأثاثه البسيط.
هـ ـ الإنتاج الفكري: سماحة آية الله العظمي السيد السيستاني (دام ظله) ليس فقيهاً فقط، بل هو رجل مثقف مطلع علي الثقافات المعاصرة، ومتفتح علي الأفكار الحضارية المختلفة، ويمتلك الرؤية الثاقبة في المسيرة العالمية في المجال الاقتصادي والسياسي، وعنده نظرات إدارية جيدة وأفكار اجتماعية مواكبة للتطور الملحوظ، واستيعاب للأوضاع المعاصرة، بحيث تكون الفتوي، في نظره طريقاً صالحاً للخير في المجتمع المسلم.

 

مرجعيته

نقل بعض أساتذة النجف الأشرف أنه بعد وفاة آية الله السيد نصر الله المستنبط (قدس سره) اقترح مجموعة من الفضلاء علي الإمام الخوئي (قدس سره) إعداد الأرضية لشخص يُشار إليه بالبنان، مؤهل للمحافظة علي المرجعية والحوزة العلمية في النجف الأشرف، فكان اختيار سماحة آية الله العظمي السيد السيستاني (دام ظله) لفضله العلمي، وصفاء سلوكه وخطه.
ويذكر أنه كان في عيادة أستاذه المرحوم آية الله العظمي السيد الخوئي (قدس سره) في 29 ربيع الثاني (1409 هـ.ق) لوعكة صحية ألمّت به فطلب منه أن يقيم صلاة الجماعة في مكانه في جامع الخضراء، فلم يوافق علي ذلك في البداية فألح عليه في الطلب وقال له: (لو كنت أحكم كما كان يفعل ذلك المرحوم الحاج آقا حسين القمي (قدس سره) لحكمت عليكم بلزوم القبول) فاستمهله بضعة أيام ونهاية الأمر استجاب لطلبه و أمّ المصلين من يوم الجمعة 5 جمادي الأولي (1409 هـ.ق) إلي الجمعة الاخيرة من شهر ذي الحجة عام (1414 هـ.ق) حيث أغلق الجامع.
وبعد وفاة الإمام الخوئي (قدس سره) كان من الستة المشيعين لجنازته ليلاً، وهو الذي صلّي علي جثمانه الطاهر، وقد تصدي بعدها للتقليد وشؤون المرجعية وزعامة الحوزة العلمية، بإرسال الإجازات، وتوزيع الحقوق، والتدريس علي منبر الإمام الخوئي (قدس سره) في مسجد الخضراء .
وبدأ ينتشر تقليده وبشكل سريع في العراق والخليج ومناطق أُخري، كالهند وأفريقيا وغيرها، وخصوصاً بين الأفاضل في الحوزات العلمية، وبين الطبقات المثقفة والشابة، لما يعرف عنه من أفكار حضارية متطورة، وهو (دام ظله) من القلة المعدودين من أعاظم الفقهاء الذين تدور حولهم الأعلمية بشهادة غير واحد من أهل الخبرة وأساتيذ الحوزات العلمية في النجف الأشرف وقم المقدسة، فأدام الله ظله الوارف علي رؤوس الأنام وجعله لنا ذخراً وملاذاً.
وكما يذكر أنه تشرف بزيارة بيت الله الحرام لأداء الحج مرة في عام (1386 هـ.ق) ومرتين متتاليتين في عامي (1405 هـ) و (1406 هـ.ق) .

 

مسيرته الجهادية

كان النظام البعثي يسعي بكل وسيلة للقضاء علي الحوزة العلمية في النجف الأشرف منذ السنين الأولي من تسلمه للسلطة في العراق ، وقد قام بعمليات تسفير واسعة للعلماء والفضلاء وسائر الطلاب الأجانب ، و لاقي السيد الأستاذ (دام ظله) عناءاً بالغاً من جراء ذلك وكاد أن يسفّر عدة مرات وتم تسفير مجاميع من تلامذته وطلاب مجلس درسه في فترات متقاربة ، ثم كانت الظروف القاسية جداً أيام الحرب العراقية الإيرانية ، ولكن علي الرغم من ذلك فقد أصرّ دام ظله علي البقاء في النجف الأشرف و واصل التدريس في حوزته العلمية المقدسة إيماناً منه بلزوم استمرار المسار الحوزوي المستقل عن الحكومات تفادياً للسلبيات التي تنجم عن تغيير هذا المسار .
وفي عام 1411هـ عندما قضي النظام علي الانتفاضة الشعبانية اعتقل السيد الأستاذ (دام ظله) ومعه مجموعة من العلماء كالشهيد الشيخ مرتضي البروجردي والشهيد الميرزا علي الغروي وقد تعرضوا للضرب والاستجواب القاسي في فندق السلام وفي معسكر الرزازة وفي معتقل الرضوانية إلي أن فرّج الله عنهم ببركة أهل البيت (ع) .

 وفي عام 1413هـ عندما توفي الإمام السيد الخوئي رضوان الله عليه وتصدّي سيدنا الأستاذ (دام ظله) للمرجعية حاولت سلطات النظام السابق تغيير مسار المرجعية الدينية في النجف الأشرف وبذلت ما في وسعها في الحطّ من موقع السيد الأستاذ (دام ظله) ومكانته المتميزة بين المراجع وسعت إلي تفرق المؤمنين عنه بأساليب متعددة منها إغلاق جامع الخضراء في أواخر ذي الحجة عام 1414هـ كما تقدم .

وعندما وجد النظام إن محاولاته قد باءت جميعاً بالفشل خطط لاغتيال السيد الأستاذ وتصفيته وقد كشفت وثائق جهاز المخابرات عن عدد من هذه المخططات ولكن مكروا ومكر الله والله خير الماكرين .

 وهكذا بقي سيدنا الأستاذ (دام ظله) رهين داره منذ أواخر عام 1418هـ حتي إنه لم يتشرّف بزيارة جده الإمام أمير المؤمنين (ع) طوال هذه الفترة .

 

إجازاته

جاء في إجازة الاجتهاد التي منحها إياه آية الله العظمي السيد الخوئي (قدس سره)

« النسخة المطبوعة »


(( الحمد لله رفع منازل العلماء حتي جعلهم بمنزلة الأنبياء وفضٌل مدادهم علي دماء الشهداء وأفضل صلواته وتحياته علي من اصطفاه من الأولين والآخرين وبعث رحمة للعالمين وآله الطيبين الطاهرين .

وبعد فإن شرف العلم لايخفي وفضله لايحصي قد ورثة أهله من الأنبياء، ونالوا به نيابة خاتم الأوصياء (ص) ما دامت الأرض والسماء وممن سلك في طلبه مسلك صالحي السلف هو جناب العلم العامل ، والفاضل الكامل، سند الفقهاء العظام، حجة الإسلام السيد علي السيستاني أدام الله أيام إفاضته وإفضاله وكثر في العلماء العاملين أمثاله فإنه قد بذل في هذا السبيل شطر من عمره الشريف معتكفاً بجوار وصي خاتم الأنبياء في النجف الأشرف علي مشرفها آلاف التحية والثناء، وقد حضر أبحاثي الفقهية والأصولية حضور تفهم وتحقيق وتعمق وتدقيق، حتي أدرك -والحمدالله -مناه، ونال مبتغاه وفاز بالمراد، وحاز ملكة الاجتهاد، فله العمل بما يستنبطه من الأحكام، فليحمد الله سبحانه علي ما أولاه، وليشكره علي ماحباه، وقد أجزته أن يروي عنٌي جميع ما صحت لي روايته من الكتب الأربعة التي عليها المدار (الكافي والفقيه والتهذيب والاستبصار) والجوامع الأخيرة : الوسائل ومستدركه والوافي والبحار وغيرها من مصنفات أصحابنا وما رووه عن غيرنا بحق إجازتي من مشايخي العظام بأسانيدهم المنتهية إلي أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام ) و أوصيه دامت تاييداته بملازمة التقوي وسلوك سبيل الاحتياط فإنه ليس بناكب عن الصراط من سلك سبيل الاحتياط وأن لا ينساني من صالح الدعوات كما أني لا أنساه إن شاء الله تعالي والسلام عليه ورحمة الله وبركاته)) .

 

مؤلفاته

منذ كان عمره الشريف 34 سنة ، بدأ يدرس البحث الخارج فقهاً وأُصولاً ورجالاً، ويقدم نتاجه وعطاءه الوافر، وقد باحث المكاسب والطهارة والصلاة والقضاء والخمس، وبعض القواعد الفقهية كالربا وقاعدة التقية وقاعدة الإلزام. ودرس الأُصول ثلاث دورات وبعض هذه البحوث جاهز للطبع كبحوثه في الأُصول العلمية والتعادل والتراجيح، مع بعض المباحث الفقهية وبعض أبواب الصلاة وقاعدة التقية والإلزام.

 وقد أخرج بحثه عدة من الفضلاء البارزين، وبعضهم علي مستوي تدريس البحث الخارج، كالعلامة الشيخ مهدي مرواريد والعلامة السيد مرتضي المهري والعلامة السيد حبيب حسينيان، والعلامة السيد مرتضي الإصفهاني، والعلامة السيد أحمد المددي، والعلامة الشيخ باقر الإيرواني، وغيرهم ممن هم من أفاضل أساتذة الحوزات العلمية. وضمن انشغال سماحته في الدرس والبحث خلال هذه المدة كان (دام ظله) مهتماً بتأليف كتب مهمة وجملة من الرسائل لرفد المكتبة العلمية الدينية بمجموعة مؤلفات قيمة، مضافاً إلي ماكتبه من تقريرات بحوث أساتذته فقهاً وأُصولاً.

·         المؤلفات

·         1. المسائل المنتخبة

·         2. الفقه للمغتربين (جمع وفق فتاوي سماحته دام ظله)

·         3. مناسك الحج

·         4. ملحق مناسك الحج (1) (جمع وفق فتاوى سماحته دام ظله)

·         5. ملحق مناسك الحج (2) (جمع وفق فتاوى سماحته دام ظله)

·         6. ملحق مناسك الحج (3) (جمع وفق فتاوى سماحته دام ظله)

·         7. ملحق مناسك الحج (الطبعة الجديدة)

·         8. المسائل المستحدثة في الحج (جمع وفق فتاوى سماحته دام ظله)

·         9. الميسّر في الحج والعمرة (جمع وفق فتاوى سماحته دام ظله)

·         10. الفتاوى الميسّـرة (جمع وفق فتاوى سماحته دام ظله)

·         11. الرافد في علم الاصول (تقريرات بحث سماحته دام ظله)

·         12. قاعدة لاضرر و لاضرار (تقريرات بحث سماحته دام ظله)

·         13. شرح العروة الوثقى ـ في عدة مجلدات (الجزء الاول)

·         14. شرح العروة الوثقى ـ في عدة مجلدات (الجزء الثاني)

·         15. منهاج الصالحين (الجزء الاول)

·         16. منهاج الصالحين (الجزء الثاني)

·         17. منهاج الصالحين (الجزء الثالث)

·         18. الوجيز في أحكام العبادات

·         19. مختصر الرسالة (جمع وفق فتاوى سماحته دام ظله)

·         20. البحوث الأُصولية ـ دورة اصولية كاملة

·         21. كتاب القضاء

·         22. كتاب البيع والخيارات

·         23. رسالة في اللباس المشكوك فيه

·         24. رسالة في قاعدة اليد

·         25. رسالة في صلاة المسافر

·         26. رسالة في قاعدة التجاوز والفراغ

·         27. رسالة في القبلة

·         28. رسالة في التقية

·         29. رسالة في قاعدة الإلزام

·         30. رسالة في الاجتهاد والتقليد

·         31. رسالة في الربا

·         32. رسالة في حجية مراسيل ابن أبي عمير

·         33. رسالة في مسالك القدماء في حجية الأخبار

·         34. نقد رسالة تصحيح الأسانيد للأردبيلي

·         35. شرح مشيخة التهذيبين

·         36. مختصر توضيح المسائل (جمع وفق فتاوى سماحته دام ظله)

·         37. الفوائد الرجالية

·         38. رسالة احكام (للشباب) (جمع وفق فتاوى سماحته دام ظله)

·         39. رسالة في قاعدة القرعة

·         40. الفوائد الغروية

·         41. رسالة في صيانة الكتاب العزيز عن التحريف

·         42. الفوائد الفقهية

·         43. رسالة في تاريخ تدوين الحديث في الاسلام

·         44. رسالة في تحقيق نسبة كتاب العلل الى الفضل بن شاذان

 
امتیاز دهی
 
 

المزيد
Guest (PortalGuest)

دفتر تبلیغات اسلامی حوزه علمیه قم (شعبه اصفهان)
Powered By : Sigma ITID