عضويت در مرسلات     
 

›أخبار

›المكتبة

›البرامج

›بطاقات بريدية

›احاديث

›منشورات وأنشطة

›ارسال المقالة

›مقالات

›الصور

›منتديات

›الأسئلة و الأجوبة

›الروابط

›مرسلات في 120 ثانية

›اتصل بنا

›موبايل

›الفائزون

›تشاور

›صوت و فيلم

›خارطة الموقع

›بيت الاطفال و الشباب

›من نحن


القائمة
اعلان
اعلان
الأسرة
بیس
الجمعة, صفر 03, 1432 الأسرة قلعة التربية فاطمة الزهراني


يشعر الطفل في أعماقه بحب والديه ويدرك الجهد الذي يبذل يوميا من أجل راحته والحفاظ عليه، ولهذا فإنه يشعر بالامتنان نحوهما وينتظر الفرصة لرد الجميل لهما، هذه الوضعية الشعورية تجعل الطفل يتشرب دون وعي الأخلاق والقيم والمفاهيم السائدة في المنزل، صحيح أنه قد لا يعكسها على نحو كامل في سلوكه إلا أنها تضرب بعيدا في أغوار نفسه وبعضها صار جزءا من عقله كما صار جزءا من مكونات رؤيته للحياة.
يوجد ثلاث ملاحظات جوهرية:
أ- الاهتمام بالأسرة والسعي إلى إصلاح شأنها وتحقيق الكفاية المعيشية لها: نعتقد أنه نوع من العبادة والتقرب إلى الله تعالى ونجد هذا في عدد من النصوص منها قوله - صلى الله عليه وسلم -: ) من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو وضم أصابعه ( فهذا ثواب عظيم.
فإن التربية الجيدة تتطلب الكثير من العمل والتضحية والعطاء، فلنقدم لأبنائنا ما علينا أن نقدمه بطيب نفس لأن الله تعالى يخلفه ويثيب عليه.
إن الشكوى المريرة من واقع الأمة والتي نسمعها في كل مكان لن تتراجع إلا من خلال تغيير واقع الإنسان المسلم بنوعية جديدة من الأطفال والفتيان والشباب، يؤدي وجودها إلى تحسين المزاج العام للأمة.
إن المساهمات التاريخية الجليلة التي قدمتها الأسر المسلمة للأمة من خلال إنجابها القادة والعلماء والمفكرين والرجال العظام الذين كان لهم الفضل في قيادة الأمة في الظروف الصعبة وفي تعليمها وإرشادها وتثبيتها على الإيمان، الله سبحانه لا يحرم تلك الأسر من الأجر، وقد قال في محكم كتابه: ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ ﴾ (سورة الطور آية 21).
ب- إن تربيتنا لأبنائنا من اعتقاد أن الإنسان كائن يتعلم باستمرار، فما نعرفه دائما ناقص ويحتمل التكميل وحين شرعنا في تأسيس أسرنا لم نكن نعرف عن أصول التربية إلا القليل، كما أن الأسلوب التربوي الذي اتبعه الكبار في تربيتنا كانت تشوبه بعض الشوائب بسبب قصور البشر. إذًا إن معرفتنا بصواب سلوكياتنا ومواقفنا وأساليبنا التربوية هي الأخرى ستظل ناقصة وسيظل الواحد منا يقول: يا ليتني لم أسمح لابني بأن يصاحب فلانا، ويا ليتني شجعته على دراسة التخصص الفلاني. انطلاقا من كل هذا فإن علينا أن نربي في إطار الآتي:
* لنحاول أن نتعلم ونقرأ ونستمع من أجل معرفة الأسس التي علينا اتباعها في تربية الأولاد، كثيرون يعتقدون أن التربية تتم من غير معرفة مكتسبة، ولذلك فإنك ترى الرجل مستعدا لإنجاب عشرة من الولد دون أن يحدث نفسه إن كان في حاجة إلى قراءة كتيب أو سماع شريط أو استشارة خبير في التربية؛ وترى الأم وهي تبذل جهودا مضنية في خدمة أسرتها دون أن تفكر في قراءة كتاب في سمات الأم الفاضلة ودورها التربوي داخل الأسرة! آن لهذا الأمر أن ينتهي لأن استمراره خاطئ بكل الاعتبارات.
* الأطفال يسمعون منا ويرون وهم بفطرتهم يصدقون عيونهم أكثر من تصدقيهم لآذانهم، وبما أننا لا نستطيع أن ننفك عن الخطأ وعن التقصير وعن التصرف غير اللائق على نحو كامل ومطلق، فإن هذا يفرض علينا أن نعقد العزم على أن نحاول ونحن نربي صغارنا إعادة تهذيب أنفسنا وتغيير بعض أوضاعنا: الأب الذي يدخن مطالب إذا كان فعلا يحب أن يكون أبناؤه في صحة جيدة مطالب بأن يمتنع عن التدخين وإلا فإن من الصعب عليه منعهم من التدخين أو تحذيرهم منه، إذا كان الوالد لا يذهب إلى صلاة الجماعة فإن من غير المنطقي أن يحث أولاده على الذهاب إلى المسجد، ولو فعل ذلك ففي الغالب لن يستجيبوا له.
وإذا كانت الأم تكذب حين تتحدث أمام جاراتها عن أسعار أثاث بيتها أو أسعار ملابسها، فإن من الصعب عليها أن تقنع بناتها بأن الصدق فضيلة، إننا حين نأمر الأطفال بشيء لا نفعله، وحين ننهاهم عن شيء لا نتورع عن الوقوع فيه، فإنهم يقولون في أنفسهم: "انظروا في المرآة".
إذن ونحن نعلم نتعلم، كما أننا ونحن نربي أبناءنا نربي أنفسنا أيضًا، وهذا لا يشكل عبئًا، وإنما هو فرصة ثانية للاستمرار في الارتقاء بأنفسنا في مدارج الكمال، إنها مجاهدة للنفس مأجورة ومثمرة بإذن الله.
ج: إن من المهم أن ينصب الكثير من جهدنا التربوي على ما يمكن أن نسميه (هندسة الجو الأسري) حيث إن ما يسود في البيت من قيم وعادات ومفاهيم يؤثر على نحو كبير في تكوين شخصية الطفل. هندسة الجو الأسري تحتاج إلى أن يتفق الأبوان على بلورة (الدستور التربوي) وهو عبارة عن عدد من المقولات القصيرة التي تلخص بعض القيم الأساسية التي تؤمن بها الأسرة، وتلك المقولات كثيرة في الحقيقة، ومنها:
* نحن في هذا البيت لا نغتاب الناس.
* لا نقبل بغير النجاح والتفوق لأي فرد من أفراد الأسرة.
* الفوضى في المنزل مرفوضة.
إن هذه العبارات وأشباهها تؤثر على نحو مضاعف إذا كتبت في لوحات جميلة وعلقت في أماكن مختلفة للمنزل، وحين يسلك أي فرد من أفراد الأسرة سلوكا يخرج عن هذه المعاني فإن على الباقي القيام بتذكيره ومناصحته.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين؛
المرجع:
- وجهتي في الحياة/ د. عبد الكريم بكار.

 
امتیاز دهی
 
 

المزيد
Guest (PortalGuest)

دفتر تبلیغات اسلامی حوزه علمیه قم (شعبه اصفهان)
Powered By : Sigma ITID