في الصحيفة السجادية الكاملة ص 16 ط دار الحوراء بيروت لبنان : (عن ابي عبد الله عليه السلام قال ما خرج ولا يخرج منا اهل البيت الى قيام قائمنا احد ليدفع ظلما او ينعش حقا الا اصطلته البلية وكان قيامه زيادة في مكروهنا وشيعتنا)
ما المقصود بهذا الحديث ؟
الجواب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرواية من حيث السند غير سليمة عن النقد والتضعيف، ذلك لأن راوي هذا الخبر الوحيد هو متوكل بن هارون المختلف في اسمه، والرجل لم يذكر لا بمدح ولا بقدح, اللهمَّ إلا أن يقال ان تلقي الأصحاب كتاب (الصحيفة السجادية) منه دليل على توثيقه عملاً...
ويوجد في السند ايضاً أبو المفضل محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني، والرجل مختلف فيه وعن النجاشي: ((رأيت جل أصحابنا يغمزونه ويضعفونه))، ثم نسب إليه كتب منها كتاب فضائل عباس بن عبد المطلب.
ونفس هذا يكفي في قدح روايته الموافقه لمصالح بني العباس وسياستهم. وعن ابن الغضائري: ((محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني أبو المفضل وضاع كثير المناكير)). (انظر دراسات في ولاية الفقيه ج1 ص223).
ثم إن الرواية كما في بداية (الصحيفة السجادية) ذكرت بطريقين إلى عمير عن أبيه المتوكل , وفي الثانية ذكر كل ما دار بين المتوكل ويحيى والإمام الصادق (عليه السلام) إلى رؤيا النبي (صلى الله عليه وآله) المذكورة في الخبر وهذا معناه أن هذا المقطع: (ما خرج ولا يخرج) غير موجود في الطريق الثاني فيقوى بذلك احتمال إضافته من احدهم. اللهمَّ إلا أن يقال ان هذا المقطع الأخير من ضمن حديث الرؤيا فيكون مذكوراً في الطريق الثاني أيضاً. أما الخبر من حيث الدلالة، فإذا قلنا ان الخبر يدل على عدم جواز الخروج قبل قيام القائم فإن هذا مرتبط بأهل البيت (عليهم السلام) كما هو مصرح به في الخبر.
هذا بالإضافة إلى أن هذا الخبر لا يقف في قبال الأدلة القطعية الحاكمة بالجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدفاع عن حوزة المسلمين، كما ويحتمل أن تكون الرواية غير ناظرة إلى حكم شرعي بل هي تريد الكشف عن خبر غيبي ينبأ عن تعرض الخارج إلى البلايا والمصائب المكروهة للطبع قهراً وليس كل مكروه للطبع مكروهاً أو حراماً في الشرع.
ودمتم في رعاية الله