عضويت در مرسلات     
 

›أخبار

›المكتبة

›البرامج

›بطاقات بريدية

›احاديث

›منشورات وأنشطة

›ارسال المقالة

›مقالات

›الصور

›منتديات

›الأسئلة و الأجوبة

›الروابط

›مرسلات في 120 ثانية

›اتصل بنا

›موبايل

›الفائزون

›تشاور

›صوت و فيلم

›خارطة الموقع

›بيت الاطفال و الشباب

›من نحن


القائمة
اعلان
اعلان
التراجم
rtert
الخميس, صفر 23, 1432 الإمام السيد موسى الصدر

نسبه :

الإمام السيد موسى الصدر، هو ابن السيد صدر الدين بن السيد إسماعيل بن السيد صدر الدين بن السيد صالح شرف الدين، من جبل عامل في جنوب لبنان، ولد السيد صالح شرف الدين في قرية شحور (قضاء صور- جنوب لبنان) سنة 1122هـ. وأقام فيها، وكان عالما دينيا جليلا، وكان يملك مزرعة اسمها (شدغيت) بالقرب من قرية معركة (قضاء صور)، وفي هذه المزرعة ولد ابنه السيد صدر الدين.

تعرض السيد صالح شرف الدين لاضطهاد أحمد الجزار، في إطار حملة الجزار الشاملة باضطهاد العلماء المسلمين الشيعة في جبل عامل، فأقدم جنود الجزار على قتل ابنه الأكبر السيد هبة الدين، وكان في الحادية والعشرين من عمره، إمام بيت والده في قرية شحور وبحضوره، ثم اعتقلوا السيد صالح وبقي تسعة أشهر في معتقله في عكا إلى أن تمكن من الفرار إلى العراق، حيث أقام في النجف الأشرف. تبع السيد صالح إلى النجف الأشرف أخوه السيد محمد الذي الحق به زوجته وولديه السيد صدر الدين والسيد محمد علي.

صار السيد صدر الدين ابن السيد صالح من جهابذة علماء الدين وتزوج ابنة المجتهد الأكبر الشيخ كاشف الغطاء، ثم نزح إلى إصفهان في إيران، وانجب خمسة علماء دين، أصغرهم السيد إسماعيل الذي ترك إصفهان وأقام في النجف الأشرف، وعرف باسم السيد الصدر، وانعقدت له المرجعية العامة للشيعة إلى أن توفي سنة 1338هـ، تاركا أربعة أولاد صاروا علماء دين، أولهم السيد محمد مهدي الذي صار أحد مراجع الدين الكبار في الكاظمية في بغداد، وشارك في الثورة العراقية ( ابن عمه السيد محمد الصدر الذي تولى رئاسة الوزارة في العراق، وكان أحد قادة الثورة العراقية الكبار، وشملت قيادته منطقتي سامراء والدجيل)، وثانيهم السيد صدرالدين ( والد الإمام السيد موسى الصدر) قاد في شبابه حركة دينية تقدمية وارتبط اسمه بالنهضة الأدبية العراقية ثم هاجر إلى إيران، واستوطن خراسان، وتزوج من السيدة صفية ( والدة الإمام السيد موسى الصدر) كريمة السيد حسين القمي المرجع الديني للشيعة، واستدعاه المرجع العام الشيخ عبد الكريم اليزدي ليقيم معه في ( قم ) معاونا له في إدارة الحوزة الدينية، وصار أحد أركان هذه الحوزة الكبار ومرجعا معروفا، وأنشأ مؤسسات علمية ودينية واجتماعية وصحية، وتوفي سنة 1954م.

نشأته وعلومه :

ولد الإمام السيد موسى الصدر في 15 نيسان 1928م في مدينة " قم " في إيران، حيث تلقى في مدارسها الحديثه علومه الابتدائية والثانوية، كما تلقى دراسات دينية في كلية " قم " للفقه، وتابع دراسته الجامعية في كلية الحقوق في جامعة طهران، وكانت عمته أول عمامة تدخل حرم هذه الجامعة، وحاز الإجازة في الاقتصاد.

أتقن اللغتين العربية والفارسية، وألم باللغتين الفرنسية والانكليزية وصار أستاذا محاضرا في الفقه والمنطق في جامعة " قم " الدينية، ثم أنشأ في " قم " مجلة باسم "مكتب إسلام"، أي المدرسة الإسلامية، امتيازها باسمه، وأدارها سنوات، وصارت أكبر مجلة دينية في إيران.

انتقل سنة 1954 إلى العراق ، وبقي في النجف الأشرف أربع سنوات، يحضر فيها دروس المراجع الدينيين الكبار، وهم السيد محسن الحكيم، الشيخ محمد رضا آل ياسين والسيد ابو القاسم الخوئي في الفقه والأصول.

تزوج سنة 1955 ، ورزق أربعة اولاد، صبيان وبنتان.


كتاباته ومحاضراته :

1- مؤلفاته: جمعت بعض محاضراته وأبحاثه في كتابين

أ- منبر ومحراب..

ب- الإسلام عقيدة راسخة ومنهج حياة ..


وقد بدأ مركز الإمام الصدر للابحاث والدراسات بجمع كتابات ومقالات الإمام ونشرها تباعا منذ عام 1995 وقد صدرت له حتى الان الكتب التالية:

- الإسلام وثقافة القرن العشرين

- الإسلام والتفاوت الطبقي

- حوارات صحفية (1)، تأسيسا لمجتمع مقاوم

- حوارات صحفية (2)، الوحدة والتحرير

- معالم التربية القرآنية "دراسات للحياة"

- معالم التربية القرآنية "احاديث السحر"

- المذهب الاقتصادي في الإسلام

- ابجدية الحوار


كما أصدر المركز عشرات المقالات المطبوعة في كتيبات منها:

- حوار تصادمي

- الإسلام وكرامة الانسان

- الدين وحركات التحرر

- العدالة الاقتصادية والاجتماعية في الإسلام

- القضية الفلسطينية واطماع اسرائيل في لبنان

- تقرير إلى المحرومين

- رعاية الإسلام للقيم والمعاني الانسانية

- الجانب الاجتماعي في الإسلام

- الإسلام، الاصالة - الروحية - التطور


2- كتب الإمام مقدمات مطولة للمؤلفات التالية:

- كتاب"تاريخ الفلسفة الإسلامية" للبروفسور الفرنسي هنري كوربان عام 1966.

- كتاب"القرآن الكريم والعلوم الطبيعية" للمهندس يوسف مروة عام 1967 .

- كتاب"فاطمة الزهراء" للاديب الجزائري سليمان الكتاني. وهذا الكتاب نال جائزة احسن كتاب عن فاطمة الزهراء عام 1968.

- كتاب"ثمن الجنوب" لمؤلفة جان نانو.

-كتاب"حديث الغدير" لآية الله السيد مرتضى خسروشاهي عام 1978 .

- كتاب"تاريخ جباع" للاستاذ علي مروة.


3- محاضرات:

ألقى مئات المحاضرات في الجامعات والمعاهد العلمية اللبنانية وفي الندوة اللبنانية وفي المؤسسات والمراكز الدينية والثقافية والاجتماعية الإسلامية والمسيحية وفي مؤتمرات البحوث الإسلامية في مصر (الازهر) ومكة المكرمة، والجزائر والمغرب وفي اوروبا (المانيا وفرنسا) والاتحاد السوفياتي .

محاضراته في مواضيع مختلفة: دينية، وتربوية، وثقافية، واجتماعية، ووطنية، وقومية وانسانية. ولا يزال معظمها غير منشور حتى الآن.


قدومه إلى لبنان

قدم الإمام السيد موسى الصدر إلى لبنان - أرض أجداده - أول مرة سنة 1955، فتعرف إلى أنسبائه في صوروشحور، وحل ضيفا في دار كبيرهم حجة الإسلام المرجع الديني السيد عبد الحسين شرف الدين الذي تعرف إلى مواهب الإمام الصدر ومزاياه، وصار يتحدث عنه في مجالسه بما يوحي بجدارته لان يخلفه في مركزه بعد وفاته.

فبعد أن توفي حجة الإسلام السيد عبد الحسين شرف الدين بتاريخ 30/12/1957 كتبت"صور" رسالة إلى الإمام الصدر في " قم " تدعوه اليها. ولفته المرجع السيد البروجردي إلى ضرورة تلبية الدعوة.
وهكذا قدم الإمام الصدر إلى لبنان في اواخر سنة 1959 وأقام في مدينة صور.


نشاطاته قبل إنشأء المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى :

بدأ الإمام الصدر الرعاية الدينية والخدمة العامة في صور، موسعا نطاق الدعوة والعمل الديني بالمحاضرات والندوات والاجتماعات والزيارات، ومتجاوزا سلوك الاكتفاء بالوعظ الديني إلى الاهتمام بشؤون المجتمع. وتحرك في مختلف قرى جبل عامل ثم في قرى منطقة بعلبك- الهرمل، يعيش حياة سكانها ومعاناتهم من التخلف والحرمان. ثم تجول في باقي المناطق اللبنانية، متعرفا على احوالها ومحاضرا فيها ومنشئا علاقات مع الناس من مختلف فئات المجتمع اللبناني وطوائفه، وداعيا إلى نبذ التفرقة الطائفية باعتبار ان وظيفة الدين هي الاستقامة الاخلاقية، و"أن الأديان واحدة في البدء والهدف والمصير " (راجع خطبته في كنيسة الكبوشية، أبجدية الحوار) وداعيا ايضا إلى نبذ المشاعر العنصرية والى تفاعل الحضارات الانسانية و مكافحة الافات الاجتماعية والفساد والالحاد، وفي مدينة صور نجح في القضاء على التسول والتشرد، وفي شد أواصر الاخوة بين المواطنين من مختلف الطوائف.

وشارك في" الحركة الاجتماعية " مع المطران غريغوار حداد في عشرات المشاريع الاجتماعية. وساهم في عدد من الجمعيات الخيرية والثقافية. واعاد تنظيم "جمعية البر والاحسان" في صور، وتولى نظارتها العامة، وجمع لها تبرعات ومساعدات أنشأ بها مؤسسة اجتماعية لايواء وتعليم الايتام وذوي الحالات الاجتماعية الصعبة، ثم أنشأ مدرسة فنية عالية باسم "مدرسة جبل عامل المهنية"، وأنشأ مدرسة فنية عالية للتمريض، وكذلك مدرسة داخلية خاصة للبنات باسم "بيت الفتاة" . كما أنشأ في صور"معهد الدراسات الإسلامية".
سافر الإمام الصدر إلى عدة بلدان عربية وإسلامية وافريقية واوروبية ، مساهما في المؤتمرات الإسلامية، ومحاضرا، ومتفقدا احوال الجاليات اللبنانية والإسلامية، ودارسا معالم الحياة الاوربية (راجع حول رحلاته كتاب" حوارات صحفية" الجزء الاول- تأسيسا لمجتمع مقاوم) ، ومتصلا بذوي الفعاليات والنشاطات الانسانية والاجتماعية والثقافية.

وبعد أن وقف على أحوال الطائفة الإسلامية الشيعية ومناطقها ومؤسساتها في لبنان، ظهرت له الحاجة إلى تنظيم شؤون هذه الطائفة، باعتبار أن لبنان يعتمد نظام الطوائف الدينية، وأن لكل من الطوائف الأخرى تنظيما يختص بها، وكان قد أنشأ بالمرسوم الاشتراعي رقم 18 تاريخ 13/1/1955 تنظيما خاصا بالطائفة الإسلامية السنية يعلن استقلالها، وأنشأ بعده بالقانون الصادر بتاريخ 7/12/62 تنظيما خاصا بالطائفة الدرزية، حيث بقيت الطائفة الإسلامية الشيعية وحدها دون تنظيم.

فأخذ يدعو إلى إنشأء مجلس يرعى شؤون هذه الطائفة أسوة بالطوائف الأخرى، ولقيت دعوته معأرضة من بعض الزعماء السياسيين في الطائفة ومن بعض القوى خارجها. واستمر متابعا هذه الدعوة سنوات، وفي مؤتمر صحافي عقده في بيروت بتاريخ 15/8/66 عرض الام الطائفة ومظاهر حرمانها بشكل علمي مدروس ومبني على إحصاءات، وبين الاسباب الموجبة للمطالبة بأنشأء هذا المجلس ، وأعلن ان هذا المطلب اصبح مطلبا جماهيريا تتعلق به امال الطائفة.

وأتت الدعوة نتائجها باجماع نواب الطائفة الإسلامية الشيعية على تقديم اقتراح قانون بالتنظيم المنشود، اقره مجلس النواب بالاجماع في جلسة 16/5/67، وصادق عليه رئيس الجمهورية بتاريخ 19/12/1967، وبمقتضاه انشئ "المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى" ليتولى شؤون الطائفة ويدافع عن حقوقها ويحافظ على مصالحها ويسهر على مؤسساتها ويعمل على رفع مستواها. ونص القانون المذكور على ان يكون لهذا المجلس رئيس يمثله ويمثل الطائفة ويتمتع بذات الحرمة والحقوق والامتيازات التي يتمتع بها رؤساء الاديان.


نشاطاته بعد توليه رئاسة المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى :

1- انتخابه وولايته:

بتاريخ 69/5/23 انتخب الإمام السيد موسى الصدر اول رئيس للمجلس الإسلامي الشيعي الاعلى.
وكانت ولاية الرئيس محددة في قانون أنشأء المجلس، بست سنوات.
ونظرا لكون ولاية رؤساء الطوائف الأخرى تمتد مدى الحياة، فلقد جرى تعديل مدة ولاية رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى، حيث اصبحت لغاية اتمامه الخامسة والستين من العمر. وتم هذا التعديل وفقا للاصول بعد موافقة الهيئة العام للمجلس بالاجماع بتاريخ 29/3/75.

2- برنامجه

أعلن برنامج عمله لتحقيق اهداف المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى، في خطاب القاه يوم انتخابه، وفي كلمته الترحيبية برئيس الجمهورية اللبنانية عندما قدم لتهنئته بتاريخ 29/5/69، وفي البيان الاول الذي اصدره بتاريخ 10/6/69.

تضمن هذا البرنامج الخطوط الرئيسية الآتية:

- تنظيم شؤون الطائفة وتحسين اوضاعها الاجتماعية والاقتصادية.

- القيام بدور إسلامي كامل، فكرا وعملا وجهادا.

- عدم التفرقة بين المسلمين، والسعي إلى التوحيد الكامل.

- التعاون مع الطوائف اللبنانية كافة، وحفظ وحدة لبنان.

- ممارسة المسؤوليات الوطنية والقومية، والحفاظ على استقلال لبنان وحريته وسلامة اراضيه.

- محاربة الجهل والفقر والتخلف والظلم الاجتماعي والفساد الخلقي.

- دعم المقاومة الفلسطينية والمشاركة الفعلية مع الدول العربية الشقيقة لتحرير الاراضي المغتصبة.


3- سعيه لحماية جنوب لبنان وصمود أهله

صادفت الأشهر الأولى من بداية ولاية الإمام الصدر، اعتداءات اسرائيلية على منطقة الحدود الجنوبية، فقاد حملة مطالبة السلطات اللبنانية بتحصين قرى الحدود وتسليح ابناء الجنوب وتدريبهم للدفاع ووضع قانون خدمة العلم وتنفيذ مشاريع انمائية في المنطقة، وذلك إلى جانب قيامه بحملة توعية حول الاخطار التي تهدد الجنوب مع دعوة المواطنين إلى عدم النزوح من قراهم الحدودية والى مجابهة الاعتداءات الاسرائيلية.
وتحت ضغط هذه الحملة، اتخذت الحكومة اللبنانية قرارا بتاريخ 12/1/70 بوضع خطة عامة لتعزيز اوضاع منطقة الحدود الجنوبية.


4- تحركه الشعبي لانقاذ الجنوب: أنشأء مجلس الجنوب

تابع الإمام الصدر بمحاضراته في المناطق اللبنانية كافة، يطرح وضع جنوب لبنان على المستوى الوطني العام، معبئا المجتمع اللبناني باسره ليتحرك باتجاه انقاذ الجنوب.

وعلى أثر العدوان الإسرائيلي بتاريخ 12/5/70 على القرى الحدودية الجنوبية الذي الحق خسائر جسيمة بارواح المواطنين الابرياء وممتلكاتهم ، وتسبب بنزوح اكثر من خمسين الف مواطن من ثلاثين قرية حدودية، بادر الإمام الصدر بتاريخ 13/5/1970 إلى دعوة الرؤساء الدينيين في الجنوب، من مختلف الطوائف، فأسس معهم "هيئة نصرة الجنوب" التي اولته رئاستها واولت نيابة الرئاسة للمطران انطونيوس خريش ( الذي اصبح فيما بعد بطريركا للطائفة المارونية)، وتبنت هذه الهيئة مطالب الإمام الصدر من أجل حماية الجنوب وتنميته.

ثم دعا الإمام الصدر إلى اضراب وطني سلمي شامل لمدة يوم واحد من أجل الجنوب، وتجاوب كل لبنان مع هذه الدعوة، ونفذ الاضراب الشامل بتاريخ 26/5/1970، واعتبر حدثا وطنيا كبيرا.
واجتمع مجلس النواب مساء اليوم ذاته، فاقر تحت ضغط التعبئة العامة، مشروع قانون وضع افكاره الإمام الصدر يقضي بأنشأء مؤسسة عامة تختص بالجنوب، مهتمة "بتلبية حاجات منطقة الجنوب وتوفير اسباب السلامة والطمأنينة لها". وصدر هذا القانون بتاريخ 2/6/1970، وسندا له انشئ "مجلس الجنوب" وربط برئاسة مجلس الوزراء، وتامنت لهذا المجلس واردات بلغ مجموعها لغاية منتصف سنة 1980 اكثر من مئتي مليون ليرة لبنانية خصصت لتعزيز صمود الجنوبيين وللتعويض عن اضرار الاعتداءات الاسرائيلية وللانفاق على مشاريع وخدمات عامة في الجنوب.


5- حركته من أجل المحرومين:

مع استمرار الاعتداءات الاسرائيلية على جنوب لبنان في سنة 1971وما يليها، استمر الإمام الصدر حاملا لواء الدفاع عن هذه المنطقة ومعلنا ان انهيارها يعني انهيار لبنان، ومؤكدا مطالبته بالتجنيد الاجباري وتعميم الملاجيء وتحصين القرى وتأمين وسائل الدفاع الحديثة.

إلى جانب مطالبته هذه، قاد الإمام الصدر حملة مطالبة السلطة اللبنانية بتنمية المناطق المحرومة والغاء التمييز الطائفي وانصاف الطائفة الإسلامية الشيعية في المناصب الوزارية والوظائف العامة وموازنات المشاريع الانمائية.

أنكر العهد الجمهوري الجديد في لبنان ( عهد الرئيس فرنجية الذي بدأ في ايلول 1970) على المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى ورئيسه حقهما القانوني في تعاطي الشؤون العامة، فتجاهلت الدولة هذه الحملة.
أعلن الإمام الصدر بتاريخ 2/2/1974 معأرضته للحكام المسؤولين في لبنان،"لانهم يتجاهلون حقوق المحرومين وواجب تعمير المناطق المتخلفة ويهددون بسلوكهم امن الوطن وكيانه".

صعد الإمام الصدر حملته من أجل المحرومين، بمهرجانات شعبية عارمة كان أضخمها مهرجان بعلبك بتاريخ 17/3/74 ومهرجان صور بتاريخ 5/5/74 اللذين ضم كل منهما اكثر من مئة ألف مواطن اقسموا مع الإمام "على ان يتابعوا الحملة، وان لا يهدأوا إلى ان لا يبقى محروم في لبنان او منطقة محرومة".

وهكذا ولدت" حركة المحرومين" التي رسم مبادءها الإمام الصدر بقوله:" ان حركة المحرومين تنطلق من الايمان الحقيقي بالله وبالانسان وحريته الكاملة وكرامته. وهي ترفض الظلم الاجتماعي ونظام الطائفية السياسية. وتحارب بلا هوادة الاستبداد والاقطاع والتسلط وتصنيف المواطنين. وهي حركة وطنية تتمسك بالسيادة الوطنية وبسلامة أرض الوطن، وتحارب الاستعمار والاعتداءات والمطامع التي يتعرض لها لبنان".
إثر المهرجانات اهتمت قيادة الجيش اللبناني بالمطالب، فشكلت بتاريخ 20/6/74 لجانا مشتركة من اختصاصيين في الجيش واختصاصيين انتدبهم الإمام الصدر، لدراسة المطالب، وعددها عشرون مطلبا، ولتحديد وسائل تنفيذها. ووضعت هذه اللجان تقارير عن بعض المطالب، بقيت دون نتيجة. فتابع الإمام الصدر الحملة بنداء وجهة علماء الدين المسلمون الشيعة إلى السلطة بتاريخ 4/8/74" بتأييد حركة المطالبة والتحذير من مغبة الاستمرار في اهمال المطالب او تمييعها..."، وباجتماعات عقدها مع شخصيات البلاد ورؤساء الطوائف والاحزاب، وبحوار مع نخبة من المفكرين اللبنانيين من مختلف الطوائف انتهى بوثيقة وقعها 190 مفكرا باقرار هذه المطالب. ثم دعا الإمام الصدر إلى اجتماع عقدته الهيئة العامة للمجلس الإسلامي الشيعي الاعلى بتاريخ 13/9/74 وهي تضم اكثر من الف شخص، هم علماء الدين للطائفة ونوابها وكبار موظفيها في الدولة ونخبة من أبنائها المجلين في مختلف النشاطات والفعاليات السياسية والاجتماعية والمهنية والاقتصادية والفكرية. فاقرت هذه الهيئة بالاجماع "التأييد المطلق للإمام الصدر في جهاده الوطني من أجل المطالب، واستنكار موقف الدولة اللامبالي منها، وتفويضه باتخاذ كافة الخطوات في سبيل تحقيق هذه المطالب".

وحدث إثر ذلك أن استقالت الحكومة، وقامت حكومة جديدة تعهدت بموقف ايجابي من المطالب، إلا أنه لم ينقض على حكمها سوى اشهر قليلة، حتى قدمت استقالتها بتاريخ 15/5/57 تحت وطأة حادث مقتل النائب السابق معروف سعد وحادث اوتوبيس عين الرمانة اللذين كانا الشرارة لاندلاع الحرب اللبنانية فيما بعد، وأعلن رئيس تلك الحكومة (رشيد الصلح) في بيان تلاه بالتاريخ المذكور في مجلس النواب اسباب الاستقالة وهي تضمنت حسب نص البيان:"ان الامتيازات الطائفية التي تشكل اساس النظام السياسي اللبناني ... تحولت إلى عائق يمنع اي تقدم ... ويحول دون المساواة الحقيقية بين المواطنين بما يقضي على الحرمان ويرفع من مستوى المناطق المحرومة..."


6- دوره في إنشاء أفواج المقاومة اللبنانية " أمل".

في خطاب ألقاه الإمام الصدر بتاريخ 20/1/1975، بمناسبة ذكرى عاشوراء، دعا المواطنين اللبنانيين إلى تشكيل مقاومة لبنانية تتصدى للاعتداءات الاسرائيلية وللمؤامرات التي تدبرها إسرائيل لتشريد اللبنانيين من أرضهم "لان الدفاع عن الوطن ليس واجب السلطة وحدها، واذا تخاذلت السلطة فهذا لا يلغي واجب الشعب في الدفاع".

وفي مؤتمر صحافي عقده الإمام الصدر بتاريخ 6/7/1975، أعلن ولادة افواج المقاومة اللبنانية "امل"، وقدمها بانها " ازهار الفتوة والفداء ممن لبوا نداء الوطن الجريح الذي تستمر اسرائيل في الاعتداء عليه من كل جانب وبكل وسيلة". واوضح ان شباب "امل" هم الذين استجابوا لدعوته من أجل حماية الوطن وصيانة كرامة الامة عندما وجه لهذه الغاية دعوته إلى اللبنانيين جميعا بتاريخ 20/1/1975" في الايام التي بلغت الاعتداءات الاسرائيلية على الجنوب ذروتها ولم تقم السلطات المسؤولة بواجبها الدفاعي عن الوطن والمواطنين".

وبرهن شباب "امل" على أرض جنوب لبنان، عن مواقف بطولية في عدة معارك مع العدو الإسرائيلي (معركة الطيبة مثلا) وسقط منهم شهداء في الهجمات الاسرائيلية المتكررة على الجنوب، وكان لهم فضل كبير في منع صهينة القطاع الحدودي وفي تثبيت المواطنين في قراهم الجنوبية.


7- إنجازاته في المشاريع وبتمليك عقارات للاوقاف:

في بدء ولايته، عمل الإمام الصدر علي تأمين مقر للمجلس الإسلامي الشيعي الاعلى في بناء لائق يتألف من أربعة طوابق ويقوم على عقار مساحته 6375م 2، ويحتوي على قاعات واسعة للاجتماعات العامة، ويقع في محلة الحازمية بضاحية بيروت الشرقية الجنوبية، سجلت ملكية هذا العقار باسم اوقاف الطائفة الإسلامية الشيعية.

كما عمل على تمليك اوقاف الطائفة عقارا ثانيا في ضاحية بيروت الغربية الجنوبية (محلة خلدة) مساحته 7904م 2. ويقوم عليه بناء مؤلف من سبع طوابق، اطلق عليه اسم "مدينة الزهراء الثقافية والمهنية"، تستعمله مؤسسات الطائفة.

وأمن لمشاريع المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الانتفاع من قطعة أرض مساحتها 15034 م2 من مشاعات قرية الغبيري في ضاحية بيروت الغربية الجنوبية (محلة الجناح) ، أنشأ عليها " مستشفى الزهراء" التابع للمجلس.

وحقق شراء 190ألف متر مربع من الأراضي في الوردانية ( طريق صيدا-بيروت) لتشييد مؤسسات اجتماعية وثقافية ومهنية عليه. وسجل ملكية هذه الاراضي باسم اوقاف الطائفة.
كما حقق لجمعية البر والاحسان في صور التي يتولى نظارتها العامة، وهي من مؤسسات الطائفة ذات المنفعة العامة، شراء 900 الف م2 في اللبوة - بعلبك، لأنشأء مدرسة فنية زراعية ومشاريع أخرى عليها.

وعمل على توسيع منشآت وتجهيزات جميعة البر والاحسان في صور، تحقيقا بتوسيع المؤسسات المهنية التابعة لها وأنشأء المدرسة الفنية العالية للتمريض التي استحدثها.

أقام مبرة الإمام الخوئي لرعاية ابناء الشهداء في برج البراجنة (ضاحية بيروت الجنوبية) وفي بعلبك والهرمل.

كما أقام مراكز صحية في برج البراجنة وحي السلم ( ضاحية بيروت الجنوبية) وفي صور، وأقام مدرسة للتعليم الديني في صور.

وقدرت قيمة هذه العقارات والمنشأت والتجهيزات آنذاك باكثر من مئة مليون ليرة لبنانية.


موقفه من الحرب الداخلية في لبنان

فور انطلاق الشرارة الاولى لهذه الحرب بتاريخ 13/4/1975، بادر الإمام الصدر إلى بذل المساعي الحميدة والجهود لدى مختلف الفرقاء، لخنق الفتنة وتهدئة الوضع، ووجه نداءا عاما نشر بتاريخ 15/4/1975، حذر فيه من مؤامرات العدو ومخططات الفتنة، ودعا اللبنانيين" إلى حفظ وطنهم وفي قلبه مكان للثورة الفلسطينية" وناشد الثوار الفلسطينيين" حفظ قضيتهم التي جعلت لها من قلب لبنان عرشها".

وبادر الإمام الصدر إلى دعوة عدد كبير من نخبة المفكرين وممثلي الفعاليات اللبنانية ، اجتمع منهم77 شخصا في مركز المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى بتاريخ 18/4/1975 وشكلوا من بينهم لجنة دعيت " لجنة التهدئة الوطنية" اجتمعت فورا بممثل المقاومة الفلسطينية وباشرت مهمتها لتهدئة الاوضاع وتحديد اسباب المحنة ووضع الحلول الآنية والبعيدة المدى، مسترشدة بتوجيهات الإمام الصدر القاضية.
بوجوب المحافظة على تعايش الطوائف اللبنانية.

واعتماد الحوار والوسائل الديمقراطية سبيلا لتحقيق الاصلاحات السياسية والاجتماعية، ورفض القهر الطائفي، ووجوب المحافظة على التعايش اللبناني - الفلسطيني، وصيانة الثورة الفلسطينية.

ولما استمر القتال، واستقالت الحكومة بتاريخ 26/5/75، وظهرت صعوبات في وجه قيام حكومة جديدة الامر الذي هدد بخطر انقسام الوطن، اعتصم الإمام الصدر بتاريخ 27/6/75 في مسجد الصفا (الكلية العاملية) ببيروت، متعبدا وصائما، وأعلن: "نعتصم لنفرض على المواطنين الاعتصام عن السلاح الذي يستعمل ضد اللبنانيين والاخوان ... اننا نريد ان نخنق صفحة العنف بصفحة العبادة والاعتصام والصيام ... فالسلاح لا يحل الازمة بل يزيد في تمزيق الوطن. " وطالب بالاسراع في ايجاد حكومة وطنية تعيد السلام وتقيم المصالحة الوطنية على اسس واضحة يعاد بناء الوطن عليها وتلبي مطالب المحرومين. ولقيت خطوته تأييدا شاملا في الاوساط الدينية لدى مختلف الطوائف والاوساط الشعبية والسياسية .

وتألفت حكومة جديدة بتاريخ 1/7/1975 فانهى اعتصامه بعد ان تلقى وعدا بتبني المطالب المطروحة والعمل على تنفيذها. وسارع إلى منطقة بعلبك - الهرمل ليعمل على فك الحصار عن قرية "القاع" المسيحية وتهدئة الاوضاع في المنطقة.

كانت نظرة الإمام الصدر إلى الحرب اللبنانية منذ بدايتها، حسب قولة في جلسة عقدها المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى بتاريخ 13/9/1975:"ان انفجار الوضع اليوم يؤدي إلى سقوط لبنان وتحجيم المقاومة الفلسطينية والحاق الضرر الكبير بسوريا وبالقضية العربية، وهو لمصلحة العدو الاسرائيلي ". ولذا الح منذ البدء في الدعوة إلى المصالحة الوطنية على اسس جديدة للوطن تحقق العدالة الاجتماعية ومعالجة الحرمان، وتصون جنوب لبنان". وكانت مطالبته بالاسس الجديدة للوطن منطلقة من نظرة عبر عنها في الجلسة المشار اليها بقول:" لم يتفق اللبنانيون منذ الاستقلال وعند اقرار تأسيس لبنان الكبير، على المبادئ الوطنية الاساسية، فاجتنبوا البحث فيها خوفا من الانقسام، وعرضوا عن ذلك بالمجاملات واستعمال الكلمات ذات المعاني المتعددة، وباختيار الحلول لمشاكلهم، حتى كاد ان لا نحس بوحدة الشعب اللبناني".

دعا الإمام الصدر إلى أقامة حوار وطني مهد له بمبادرته التي حققت بتاريخ 4/10/75 عقد مؤتمر قمة للرؤساء الدينيين لمختلف الطوائف اللبنانية ، نتج عنه:

التأكيد على وجوب استمرار تعايش الطوائف في لبنان ، والدعوة إلى الحوار ووقف القتال، وتبنى مطلب تحقيق العدالة الاجتماعية، انصاف المحرومين والتمسك بالسيادة الوطنية ورفض التقسيم ودعم القضية الفلسطينية.

بتاريخ 27/11/75 أعلن الإمام الصدر ورقة للحوار الوطني، متضمنة مقترحات محددة للاصلاحات المنشودة في شتى الحقول. وعندما نادى رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء بتاريخ 30/11/75 بالمصالحة الوطنية ، سارع إلى التأييد.

ولما وقعت مجزرة السبت الاسود بتاريخ 6/12/75 وقتل فيها حوالي مئتي شخص من ابناء الطائفة الإسلامية الشيعية من العمال الابرياء فيما كانوا باعمالهم في منطقة مرفأ بيروت، وأحرقت بتاريخ 11/12/75 وبعده مساكن المسلمين واعتدي عليهم وهجروا من حارة الغوارنة وسبنيه ورويسات الجديدة وعين بياقوت والزلقا الواقعة ضمن مناطق ذات اكثرية مسيحية، وظهرت بوادر للتدخل الاسرائيلي في لبنان مع اقدام اسرائيل على ازالة الشريط الحدودي في بعض المواقع ودخول جيشها الاراضي اللبنانية وقيام طيرانها بتاريخ 2/12/75 بالقصف الجوي الواسع الذي ادى إلى تقديم لبنان شكوى إمام مجلس الامن، في هذه الظروف أعلن الإمام الصدر في خطبة له في صور بتاريخ 21/12/75 ان ملامح تقسيم الوطن قد برزت، وحذر من مخاطر أقامة اسرائيل جديدة في لبنان وتصفية القضية الفلسطينية والاعتداء الاسرائيلي على الجنوب، ودعا إلى التدريب وحمل السلاح دفاعا عن النفوس والوطن ومنعا للتقسيم، وشدد على وجوب حماية الاقليات من الطوائف الأخرى المقيمة في مناطق إسلامية ، محذراا من الاعتداء والانتقام من الابرياء، إلى جانب ذلك استمر يوجه النداءات لوقف القتال واعادة النظام والسيادة الوطنية وللعودة إلى الحوار والتلاقي.

شارك الإمام الصدر في اجتماعات القمة الإسلامية التي تكونت من رؤساء الطوائف الإسلامية ورئيس الوزراء وبعض كبار الشخصيات الإسلامية السياسية، والتي رفضت الحكومة العسكرية المعينة بتاريخ 23/5/75، ورحبت بالمبادرة السورية التي ادت إلى " الوثيقة الدستورية" التي أعلنها رئيس الجمهورية اللبنانية بتاريخ 14/2/1976.

اعتبر " الوثيقة الدستورية" مدخلا للسلام النهائي في لبنان وأرضية للوفاق الوطني، وان كل تعديل لها يجب ان يتم بالطرق الديمقراطية والحوار الهادىء في المستقبل، وعلى هذا الاساس استمر بتأييد الوساطة السورية الرامية إلى إنهاء الحرب واجراء مصالحة وطنية، وشجب بشدة استئناف القتال في اواخر اذار 1976 وتوسيع رقعته في الجبال.

بذل جهودا لازالة سوء التفاهم بين المقاومة الفلسطينية وبين سورية ، وتحمل لهذه الغاية مخاطر الانتقال مرارا بان المعارك بين بيروت ودمشق، وامن اللقاء بين الرئيس الاسد ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية، بحضوره واسهامه في انجاح المحادثات، بتاريخ 6/5/76، الامر الذي اسهم في تأمين انعقاد مجلس النواب اللبناني بتاريخ 8/5/76 حيث تم انتخاب رئيس الجمهورية الجديد وتحقق بذلك استمرار السلطة الشرعية اللبنانية. واستأنف هذه الجهود خلال شهري حزيران وتموز 1976 عندما اهتزت العلاقات مجددا بين الطرفين.

عارض الإمام الصدر بشدة اعمال الجبهتين المتحاربتين في لبنان، في أنشأء "ادارات محلية" تابعة لهما، بديلة عن الادارات الرسمية، وندد بهذه الاعمال في بيانه بتاريخ 27/4/76، معتبرا هذه الاعمال انها تمهيد لتقسيم الوطن وناعتا القائمين بها انهم انفصاليون . وانتقل إلى بعلبك بتاريخ 23/7/76 يعمل على احياء الادارات الرسمية في محافظة البقاع، ولبى المحافظ دعوته ابتداء من تاريخ 7/8/76 حيث عاد إلى مزاولة وظيفته واعيد سير دوائر المحافظة.


سعيه إلى انهاء الحرب الداخلية في لبنان

أدرك الإمام الصدر ان انهاء الحرب في لبنان يتطلب قرارا عربيا مشتركا. وان هذا القرار يجب ان يسبقه وفاق وطني.

فانتقل الإمام الصدر إلى دمشق بتاريخ 23/8/76 ومنها انتقل إلى القاهرة بتاريخ 2/9/76، عاملا على تنقية الاجواء بين البلدين وتوحيد موقفيهما من حرب لبنان من أجل انهائها . واستمر لغاية 13/10/76 متنقلا بين هذين البلدين وبين السعودية والكويت ومتصلا برئيس الجمهورية اللبنانية الجديد وبالمقاومة الفلسطينية، ساعيا مع الملوك والرؤساء والمسؤولين العرب إلى تحقيق تضامن عربي ينهي حرب لبنان. واثمرت هذه المساعي مع مساعي مسؤولين عرب وانتهت بانعقاد مؤتمر قمة الرياض بتاريخ 16/10/76 الذي تلاه مؤتمر قمة القاهرة بتاريخ 25/10/76، وفيهما تقرر انهاء الحرب اللبنانية وفرض ذلك بقوات الردع العربية.

مع دخول قوات الردع العربية، دعا الإمام الصدر إلى الخروج من اجواء الحرب والالتفاف حول الشرعية اللبنانية والتمسك بوحدة لبنان الواحد وصيانة كيانه واستقلاله واعادة بناء الوطن ومؤسساته. وأعلن بتاريخ 11/5/1977 ورقة عمل بمقترحات الاصلاحات السياسية والاجتماعية والمبادئ الاساسية لبناء لبنان الجديد متمسكا بصيغة التعايش بين طوائفه الدينية. ونادى بفضل الازمة اللبنانية عن ازمة الشرق الاوسط، وبوضع اتفاق بديل لاتفاق القاهرة في تنظيم العلاقات بين الدولة اللبنانية والمقاومة الفلسطينية . ودعا الحكم اللبناني إلى اتخاذ مواقف حازمه ممن يعرقلون مسيرة السلام والوفاق.

 

 سعيه إلى انقاذ جنوب لبنان

لم تدخل قوات الردع العربية جنوب لبنان، ولم تتمكن السلطة اللبنانية من بسط سيادتها على هذه المنطقة، فانتقل اليها صراع الفئات والقوى التي كانت تتصارع على الاراضي اللبنانية الأخرى قبل دخول القوات المذكورة.
واشتدت محنة جنوب لبنان وباتت هذه المنطقة مسرحا لاحداث خطيرة تهدد مصيرها، فيما الإمام الصدر يتابع مساعيه مع المسؤولين والقيادات في لبنان، ورؤساء بعض الدول العربية، ويرفع صوته في الخطابات والاحاديث الصحفية والمناسبات، ابتداء من اواخر سنة 1976 وطيلة سنة 1977 وفي اوائل سنة 1978 محذرا من كارثة في جنوب لبنان ومن خطر تعريضه للاحتلال الاسرائيل ولمؤامرات التوطين، وداعيا إلى تحقيق السلاح في هذه المنطقة والى اعادة سلطة الدولة اللبنانية عليها. ولما حصل الاجتياح الإسرائيلي لهذه المنطقة بتاريخ 14/3/1978، واستقر الاحتلال الإسرائيلي في الشريط الحدودي من جنوب لبنان، قام الإمام الصدر بجولة جديدة على الدول العربية، يعرض خلالها على الملوك والرؤساء العرب واقع الاوضاع في هذه المنطقة مطالبا بابعاد لبنان عن ساحة الخلاف العربي وبعقد مؤتمر قمة عربية محدود يعالج قضية جنوب لبنان ويعمل على انقاذه.

وبعد ان زار لهذه الغاية سوريا والاردن والسعودية والجزائر، انتقل إلى ليبيا بناء على إشارة من الرئيس الجزائري بومدين بتاريخ 25/8/1978. و لم يحدد مصيره من يوم دخوله الأراضي الليبية حتى الآن.

 
امتیاز دهی
 
 

المزيد
Guest (PortalGuest)

دفتر تبلیغات اسلامی حوزه علمیه قم (شعبه اصفهان)
Powered By : Sigma ITID