عضويت در مرسلات     
 

›أخبار

›المكتبة

›البرامج

›بطاقات بريدية

›احاديث

›منشورات وأنشطة

›ارسال المقالة

›مقالات

›الصور

›منتديات

›الأسئلة و الأجوبة

›الروابط

›مرسلات في 120 ثانية

›اتصل بنا

›موبايل

›الفائزون

›تشاور

›صوت و فيلم

›خارطة الموقع

›بيت الاطفال و الشباب

›من نحن


القائمة
اعلان
اعلان
المهدویة
ئ6
السبت, صفر 04, 1432 السفياني رمزٌ أم شخص؟ السيد جلال الموسوي


جرى البحث بين المفكّرينالإسلاميين في حقيقة السفياني وهل أنه رمزٌ أم شخص؟ بعد البحث في نفس علائم الظهورمن هذه الجهة أيضاً، فمن قال بأن علائم الظهور حقيقية مشخصة وليست رمزية مهملة،استدلَّ بالأخذ بظاهر الروايات والقراءات المستقبلية وأنها تدلُّ على معان معينةبذاتها، لا أنها رموز تحكي عن معانٍ غامضة يحلّها الزمن وتطبيقاته، فالسيف فيالرواية هو السيف ذاته والذي كان ولا زال آلة للقتال، والبراذين هي نفس البراذينالمركوبة في عصر النصّ لا أنها رمز للآليات العسكرية كالمدرعات والدبابات وغيرها منآلات الحرب النقلية، وهكذا سائر علائم الظهور وما بعد الظهور، وإن استبعدنا ذلك فيزمننا الحاضر لندرة استعمال مثل هذه الأدوات في الحروب كالسيف والخيل والرمح وماشاكل من آليات القتال المستعملة في عصر النصّ.
كلُّ ذلك عملاً بظاهر النصّواستبعاد التأويل والمجازية لضعف القرينة الصارفة وعدم كفايتها للتخلي عن أصالةالحقيقة.
ومن قائل بأن هذه العلائم رموز وكنايات عن حقائق لا فائدة من كشفها فيزمن النصّ، فالسيف يرمز لكل ما يقاتل به في العصور المختلفة، ولعدم إمكان بيانخصوصيات الأسلحة المستعملة بعد أربعة عشر قرناً من زمن النصّ أو أكثر لم يجدالمعصوم بُدّاً من الكناية واستعمال الألفاظ التي تدلُّ على أدوات القتال _ مثلاً _ المستعملة في حينها، إذ لو كان المعصوم يستعمل لفظ دبّابة أو مدرعة أو حاملاتطائرات مثلاً لما فهم المخاطَب شيئاً ولكثر السؤال والاستفهام ولعلَّ ذلك يؤدّيبالبعض حتّى إلى الاستهزاء والسخرية.
إذن، فتلك العلامات تحكي عن معان مجهولةتمام الجهالة لمستمع خطاب المعصوم في حينها، فإذا ما تغيرت المجتمعات وتطوّرتالحضارة فلا ضرورة للقتال بنفس الأدوات القديمة فإنّ ذلك يعدُّ سخفاً لا يتلائم معالفكر الصحيح السليم.
والحق أنه لا بدَّ من التفرقة بين العلائم وأخذ كل علامةعلى حدة ودراستها كقضية مستقلة والبتّ في رمزيتها أو شخصيتها وحقيقيتها بمعزل عنسائر العلائم لمعرفة إمكان الأخذ بها على نحو الحقيقية والمجازية والرمزية.
فالسيف يمكن أن يكون رمزاً لقوة السلاح المستعمل في القتال فيما إذا استحالاستعماله في لاحق زمن النصّ والعصور التالية، وأما إذا بقي احتمالُ استعماله بنفسهقائماً كآلة للقتال في الحروب حتّى بعد أزمنة طويلة من عصر النصّ، لم يكن صرف اللفظعن معناه الحقيقي إلى المجازي مُسْتَدَلاً.
وأما إذا كانت العلامة مثل علامةالدَّجّال التي ورد في وصفه ببعض الحالات والأمور التي لم يكن تحقّقها ممكناً حتّىفي زمن النصّ، فواضح أن المراد فيها إشارات ورموز ولا يراد فيها معانيها الحقيقيةضرورة استبعاد تحقق هذه الأمور حتّى بعد أزمنة طويلة من زمن النصّ وبعد القطع بعدموجود مثال له على مرَّ التاريخ حتّى في أيام الطناطلة!!
ومن هنا نضطر إلى حملهذه الأخبار على الرمزية.
إذن فالتفريق بين العلائم ضروري ولا يمكن الحكمبالرمزية على كل العلائم، كما لا يمكن الحكم بالشخصية والواقعية على كلالعلائم.
وأمّا ما يرتبط بقضية السفياني من هذه العلامات فلا بدَّ من إخضاعهالنفس الميزان المذكور أيضاً، ودراستها بشكل مستقل للحكم على رمزيتها أوشخصيتها.
ولا تخفى أهميّة هذا البحث بالخصوص، فإن الحكم عليها بأحد الاتجاهين لهآثارُه المهمّة، إذْ سيؤدّي إلى تأسيس نظريتين متفاوتتين فكرياً كما سيُؤدّي إلىتفاوت عملي في سلوك أتباع النظريتين واختلافٍ جذري في مواجهة القضية والتعامل معهاوغير ذلك من الآثار المهمّة الأخرى.
وفرضية الرمزية في السفياني تعني بالضرورةأنه عبارة عن تيار فكري يتميّز بمنهج فكريّ عقائديّ منحرف، وسياسي لئيم مذبذب،وسلوكٍ شاذ لم يعرف له التاريخ الإسلامي مثيلاً، يتبنّاه ويمثّله مجموعة كبيرةتنطبق عليهم كل المواصفات الواردة في النصوص الواردة في شأن السفياني، وأنه لا يوجدشخص معين من آل أبي سفيان وإنما هو فكر مماثل لفكر السفيانيين في زمن النبي صلىالله عليه وآله وسلم أو زمن أمير المؤمنين عليه السلام أو بعد ذلك كالدولة الأمويةفيكون السفياني كالدجّال الذي قيل في حقه أنه يمثل المدنية الظالمة في آخر الزمانوالتي تنظر للعالم بعين واحدة وهي عين المادية والسلطوية والجبروت.
وهذه الفرضيةمرفوضة عندنا لأسباب منها:
الأوّل: عدم وجود مبرر لمثل هذا التأويل وصرف المعنىإلى الرمزية والمجازية بعد ثبوت عدم مخالفة مؤدّى هذه الروايات للمرتكزات العقلائيةفضلاً عن الأسس العقلية المنطقية، بل وحتّى للقواعد الميدانية العملية، وقياسالسفياني بالدجّال قياس مع الفارق، إذ لا يوجد في الروايات المتضمّنة لأوصافالسفياني ما يخالف ناموس الطبيعة البشرية أو الكونية ما عدا ما يُتراءى من قضيةالخسف في البيداء وهو ليس من فعل السفياني وإنما هو عقاب إلهي، فقد ورد في الخبر:
(
فيبلغ أميرَ جيش السفياني أنّ المهدي عليه السلام قد خرج إلى مكّة فيبعث جيشاًعلى أثره فلا يدركه حتّى يدخل مكّة... فينزل أمير جيش السفياني في البيداء فيناديمنادٍ من السماء: يا بيداء أبيدي القوم فيخسف بهم)
(11).
فالعقاب عقاب إلهيٌّ خاضعٌ لسننٍ كونيةوعلل ومعلوليات وأسباب ومسبّبات قد نجهل حقيقتها وديناميكيتها في الوقت الحاضر بمانمتلك من خلفية علمية، ولعلَّها تنكشف لنا ذات يوم، ولهذا نظائر في الأمم السابقةالمتمردة على تعاليم السماء.
وكذلك ما يتراءى من توصيفه بالبطش أو توصيف رايتهبالمرعبة المخيفة التي يفرُّ منها كل من يراها!! وقد بيّنا في طيات البحث ما يتعلّقبهذه المقالات في حق السفياني وسيأتي إن شاء الله.
إذن، فالتأويل بلا دليل، فلايكون حسناً.
الثاني: إنَّ الأخذ بالتأويل والقول بالرمزية ينافي ما ورد في كثيرمن الروايات، حيث ذكر فيها ملامح هذا الرجل وبعض مواصفاته الجسدية والأخلاقية،وكتلك الّتي تذكر اسمه واسم أبيه، فقد روى الصدوق رحمه الله قال: حدّثنا محمّد بنعلي ماجيلويه، قال: حدّثنا عمّي محمّد بن أبي القاسم، عن محمّد بن علي الكوفي، عنمحمّد بن أبي عمير عن عمر بن أذينة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام:
يخرجابن آكلة الأكباد من الوادي اليابس اسمه عثمان وأبوه عنبسة رجل ربعة وحش الوجه ضخمالهامة بوجهه أثر جدري إذا رأيته حسبته أعور
(12).
أو كتلك الروايات التي تذكر نسبه، كماورد عن أمير المؤمنين عليه السلام، كما نقله السليلي في الفتن:
قال الأحنف: منأيّ قوم السفياني؟
قال أمير المؤمنين عليه السلام: هو من بني أميّة
(13).
وفي رواية عن الإمام السجاد عليهالسلام قال: (هو من ولد عتبة بن أبي سفيان
(14).
وعن الصادق عليه السلام: (إنّا وآل أبيسفيان أهلُ بيتين تعادينا في الله، قُلنا: صَدَق الله، وقالوا: كَذَب الله، قاتلأبو سفيان رسولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقاتل معاوية عليَّ بن أبي طالب،وقاتل يزيدُ بنُ معاوية الحسين بن علي عليه السلام، والسفياني يقاتلالقائم
(15).
الثالث: أن هذه الفرضية يلزم منهاتأويل بعض خصوصيات السفياني المذهبية وهو تأويل غريب حيث ورد في رواية زرارة عنالصادق عليه السلام والتي نقلها الخاتون آبادي عن الفضل بن شاذان قال: حدّثنا محمّدبن أبي عمير، قال: حدّثنا جميل بن درّاج، قال: حدّثنا زرارة بن أعين، عن أبي عبدالله عليه السلام قال:
استعيذوا بالله من شرِّ السفياني والدجّال... ثمّ يبعثالسفياني جيوشاً إلى الأطراف ويُسخِّر كثيراً من البلاد ويبالغ في القتل والفسادويذهب إلى ملك الروم لدفع الملك الخراساني ويرجع منها متنصراً في عنقه صليب
(16).
فالرواية واضحة في ذهاب شخص السفيانيكرجل سياسي ظاهره الإسلام، إلى بلاد النصارى الذين يجرون له عملية غسل دماغ فكريةومذهبية ليعود إلى بلده عادلاً عن الإسلام معتنقاً للنصرانية الصليبية.
فمنالمستبعد جدّاً القول بالرمزية في كل هذه التفاصيل كما أنّ الأخبار دلَّت على حصولمراسلات ومكاتبات بين السفياني وبين أمراء جيشه، ومن البعيد قصد المراسلة بين رمزوبين جيوش، فالحمل على المعنى الحقيقي الشخصي أقرب إلى الحق.
وبذلك يندفع توهّمكون السفياني رمزاً لتيار فكري منحرف مع أننا نعتقد أنه يحمل لواء مثل هذا التيارلكن بشخصه المنحوس وبشذوذه الفكري والاعتقادي، فهو المحور الذي يلتف حوله كلالمنحرفين فكرياً والمتطرفين عقائدياً وشذّاذ الأمّة وعُلوج البشرية.
فالسفيانيإذن شخص يؤول أمره إلى ابتداع مذهب فكري عقائدي منحرف لم يعرف له تاريخ الإسلاممثيلاً إلاّ في أيام معاوية بن هند الذي كان يقتل الناس على الهوية وبتهمة الولاءلآل محمّد صلى الله عليه وآله وسلم، فيما كان يرعى مصالح الروم والنصارى على حسابمصلحة الأمّة الإسلاميّة، فقد كان النصارى يسرحون ويمرحون في أرض الإسلام في حين لايجد أتباع آل محمّد مأوىً إلاّ السجون والمعتقلات والقتل والتشريد وهدم الدور علىرؤوسهم ونهب أموالهم، وهكذا يفعل السفياني ابن آكلة الأكباد، حيث إنه سيُجَدِّدسيرة سلفه اللئيم بتتبع أتباع آل البيت عليهم السلام وإعمال القتل والنهب و السلبفيهم.
ولعلَّ أهم دواعي تركيز النصوص الشريفة على ظاهرة السفياني من بينالعلامات الحتمية الأخرى هو هذه المبادئ الانحرافية المشئومة التي يتبنّاها هذاالرجل وأتباعه ومن أهمّها مبدأ محاربته التشيع لآل البيت وملاحقة أتباعهم ظنّاً منهأنه قادر على إطفاء هذا النور الذي شاء الله أن يبقى وهّاجاً مضيئاً الحقيقةالمحمّدية.


الهوامش
(11)الفتن للسليلي، التشريف بالمنن: 296/ باب 79/ ح 417.
(12)كمال الدين 2: 557/ باب 57/ ح 9.
(13)الفتن لسليلي، التشريف بالمنن: 296/ باب 79/ ح 417.
(14)غيبة الطوسي: 443/ ح 437.
(15)معجم أحاديث المهدي عليه السلام 3: 467.
(16)كشف الحق/ الخاتون آبادي: 143، ترجمة السيد ياسينالموسوي/ إصدار مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عليهالسلام.



 
 
امتیاز دهی
 
 

المزيد
Guest (PortalGuest)

دفتر تبلیغات اسلامی حوزه علمیه قم (شعبه اصفهان)
Powered By : Sigma ITID