جمعه 7 ارديبهشت 1403  
 
 
المبحث الثالث: الإخوانيات. المساجلات

وهو أحد الأغراض الشعرية الذي احتل مساحات واسعة من دواوين شعراء العراق في عصر الشيخ. فقد كان تصور العلاقات الإجتماعية في مختلف المناسبات، من تهنئة وإعتذار ومداعبة وعتاب ومساجلة وحنين. وفي ثوب شعري يغلب عليه التأنق, واصطناع المودة([1]).
وعلى الرغم من امتداد جذور هذا الغرض قديماً مع الشعر العربي, إلا انه قد اتسع وعُرف كغرض مستقل في القرن السابع الهجري وبداية العصر الوسيط([2]). فقد عرف بين أدبائه بأنه «شعر المودة والصداقة. الذي يديم التواصل بين الأحباب والأصحاب، وكثيراً ما يقوم مقام الرسائل النثرية التي تكتب في مناسبات كثيرة»([3]). ويعكس بشكل أو بآخر طبيعة الحياة الإجتماعية لشريحة واسعة من المجتمع.
وقد كان للشيخ محمد حسين كاشف الغطاء مشاركة واسعة في هذا الغرض من الشعر, يرفده في ذلك ترعرعه في تلك الأسرة العربية المعروفة بالعلم والأدب (آل كاشف الغطاء), والحافلة مع غيرها من الأسر النجفية بالمجالس والمحافل الأدبية([4]).
زيادة على إنعكاسات الحياة الفكرية والأدبية والإجتماعية في مدينة النجف عليه، ليخرج بعد ذلك بحصيلة واسعة من العلاقات الأدبية مع الكثير من الشعراء والأدباء([5])، الذين تبادل معهم قصائد الشوق والحنين والفراق والعتاب وغيرها من الأغراض المنطوية تحت إطار الشعر الإخواني، لتشكل المجموعة الأوسع من شعر الشيخ في المرحلة الأولى من حياته الشعرية.
وغالباً ما تتشابه قصائد هذا الغرض الشعري مع بعضها البعض فنجد في اغلبها الشوق والنحيب والشكوى والعتاب وغيرها من العواطف والأحاسيس، حتى كان من الصعب معرفة غرض القصيدة الرئيسي من بين الأغراض الفرعية المنطوية تحت (الشعر الأخواني)، لولا ما نجده في مقدمة تلك القصائد من ذكر طبيعة إرسالها أو مناسبة نظمها أو ما يذكره الشاعر داخل أبياتها من إشارة أو تلميح إلى الغرض الرئيسي من تهنئة أو اعتذار أو رسالة شوق أو عتاب أو غيرها من الأغراض.
وبعد دراستنا للشعر الأخواني في شعر الشيخ وجدنا انه ينقسم على التهاني والمساجلات والرسائل الشعرية:
 
وهي القصائد التي ينظمها الشعراء في المناسبات السعيدة, المتمثلة بعقد قران أو قدوم من حج أو بناء بيت أو حلول عيد او غيرها من المناسبات السعيدة الأخرى, التي استغلها الشعراء في نظم القصائد التي كانوا يهنئون بها أصدقائهم أو بعضهم بعضاً([6]).
فقد كان شعر المناسبات في عصر الشيخ ــ ولا سيما التهاني منهـ من الكثرة بحيث قلما كان يخلو منه ديوان شاعر من الشعراء. حتى أننا نجد بعضهم قد نظم في المناسبات الشخصية السخيفة التي حطت من مكانة الشعر والشعراء في ذلك العصر([7]).
إلا أن الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء قد أقتصر في تهانيه على مناسبات القدوم من السفر أو الحج و عقد القران والتهنئة بالعيد أو عند بناء بيت وخصصها لبعض أقربائه وأصدقائه لتدخل تحت إطار شعر الأخوانيات.
وقد يهنّئ الشاعر نفسه كما في قصيدة نظمها بعد عودة والده من السفر,عندما قال ــ من السريع ــ ([8]):
ذا ذارف السحب إذا أمسكت

 
وكاشف الخطب اذا أدجنا

جاء الأب البر بكل الورى

 
فمن أهني والمهُنى أنا

بَرَُ بهم لكن لهم جوده

 
بحرٌ فما عنه بشيءٍ غنا

كان على البعد بأكبادنا

 
واليوم يُعفى خطها الأعينا

 
فالشاعر تعلوه الغبطة بعودة (الأب) البر ذارف الخير وكاشف الملمات. فيأخذ بتهنئة نفسه بهذه المناسبة السعيدة، لأنه يجدانها الأسعد والأكثر فرحاً من الجميع. فلم تفارق صورة أبيه قلبه طيلة مدة غيابه, ولطالما ذرف على فراقه الدموع الغزار, فحق له اليوم السعادة والهناء.
وفي مناسبة أخرى وبعد عودة والده من الحج يتقدم بالتهنئة إلى عمه الشيخ عبد الحسين والأقرباء من آل كاشف الغطاء, فيقول ــ من الرجز ــ ([9]):
 فليهنؤا هذا أبو أحمد قد

 
وفى به لنا الزمانُ الماطل

هذا ابو أحمد من دلت على

 
تفضيله على الملا دلائل

وليهنى ذا عبد الحسين من غدت

 
تعبق عند ذكره المحافل

أخوه في در العلا ومن له

 
جِدَُ نبيه فيه وفرٌ خامل

وأهناْ أبا عبد العزيز أنّ ذا

 
أُنسَُ عليك بالخصوص هادل

ويا كواكب العلا بشراك ها
 
 
قد أشرقت بدورك الكوامل

 
فنجد الشاعر في هذه القصيدة قد أبدل خطاب والده من (الأب) في القصيدة الماضية إلى (أبو أحمد) وذلك لإختلاف شخصية المهنّأ من الشاعر إلى جميع أقربائه, الذين شاع فيما بينهم الأسم الثاني, وخص من بينهم عمه الشيخ عبد الحسين كاشف الغطاء, الذي رضع مع أخيه ثدي العلا, وأكتسبا معاً وفراً غزيراً من العلم والمعرفة. لذلك خصه الشيخ بالتهنئة وذكر مقدار أنسه (بالخصوص). وليختم هذا المقطع من القصيدة بزف البشرى إلى (كواكب العلا): العلماء و كبار القوم من آل كاشف الغطاء وغيرهم, بهذه المناسبة التي أشرقت لها فَرَحاً وابتهاجاً (بدورِكَ الكوامل): مقربي الشيخ وخواصه.
ومن المناسبات الأخرى التي نظم فيها الشيخ تهانيه مناسبة عقد القران التي كانت تتحول في كثير من الأحيان إلى حلبات يتسابق فيها الشعراء ويعرضون قصائدهم وفنهم.
فمن ذلك قول الشيخ مهنئاً بالزواج ــ من الخفيف ــ ([10]):
أو عروسٍ حسناء زفت لدار الــ

 
حَسَن الندب معدن الإحسانِ

فهو البدرُ جاءت الشمس تسعى

 
لعلاه فاستُجمعا بقرانِ

فهنيئاً له بخير فتاةٍ

 
أنجبتها السراة من عدنانِ

وهنيئاً له باول بحرٍ

 
ليدي السحب بالندى عاد ثانِ

فارض يا ابن الرضا بها بنت صيدٍ

 
فضلهم عم كل قاص وداني

ملكوا الشرق بالمفاخر والغر

 
ب ونالوا خلافة الرحمنِ

كم لهم من آيات جودٍ ومجدٍ

 
بعلاهُمْ تتلى مدى الأزمانِ
ج
 
فقد هنأ العريس (حسن) بتلك الحسناء المنيرة بأشعة الشمس، وكيف أجتمعت بهالتها مع (البدر) المضيء بذلك العقد, فأستحق الإثنان من الشاعر التهاني والمباركة. وتحول ذلك إلى الطلب من (ابن الرضا) أي (العريس) أن يسعد بهذه العروس وأهلها النجباء. الذين ملكوا الشرق والغرب بالمفاخر, وسارت فضائلهم مع الأزمان. وبذلك يكون الشيخ قد جمع مع التهنئة مدح العروسين زيادة على مدح قوم العروس.
وتحول الشاعر من التهنئة إلى المديح, أسلوب نجده في جميع تهاني الشيخ, بل ان تلك القصائد لا تختلف بشيء عن قصائد المديح إلا بذكر المناسبة السعيدة أو التصريح بالتهنئة في بيت أو أكثر. فعادة ما يمدح الشاعر صاحب المناسبة أو من يتقدم له بالتهنئة بذكر الفضائل والسمات الحسنة التي لا تختلف عن تلك التي أعتاد عليها المادحون([11]).
والذي يظهر جلياً في تهنئة الشيخ لأحد أصدقائه بمناسبة العيد عندما قال ــ من السريع ــ ([12]):
وهنّه بالعيد بل فيه

 
للعيد الهنا من مَلِكٍ مُجزلِ

أعياده فطرٌ ونحر على

 
أعدائه في القلب والمقتلِ

فيابني الأمال عوجى على

 
الأعتاب منه والثرى قَبِّلِ

عوجي على غيث ندىً مُسبِلِ

 
وليث بأسٍ في الوغى مُشبِلِ

المسك والبحر فذا خلقه

 
فاحَ وهذا منه في الأنملِ

والشهد والصبر فذا عفوه

 
وذاك مر البأس في القُسطَلِ([13])

 
فبعد أن يتقدم لصاحبه بتهاني العيد, يعدل إلى العيد نفسه ويهنيه لوجود هذا الشخص فيه, وما في ذلك من دلالة على شرف المعني ومكانته, الذي يستحق من الشاعر أن يطلب من الأنام تقبيل الأرض بين يديه. فهو الغيث الكريم والليث الشجاع, وصاحب الخلق الرفيع الفواح مثل العبير, وبحر المكرمات والفضائل التي لا تعد. زيادة على عفوه الذي تناقلته ألسن الناس وصبره المشهود في الحروب والبأس. وغيرها من المزايا والفضائل التي يمدح بها الشاعر صاحبه إلى أخر بيت في القصيدة.
وأخيراً كان للشيخ قصيدتان([14]) نظمها في تهنئة الشاعر السيد جعفر الحلي([15])عندما بنى الأخير داراً له, فقد قال في أحدها ــ من الطويل ــ ([16]):
هنيئاً له الدار التي تم حسنها

 
وتمت له النعمى بها وخلودها

بنى سمكها باني السماء وشادها

 
ألا عزَّ بانيها وجل مشيدها

يروح على أعداك وقفا نحوسها

 
ويعدوا عليك الدهر وقفاً سعودها

فها هي كالدنيا وجعفر بحرها
 
 
وعافوه في محل السنين وفودها

رضت بك رضواناً لها وهي جنةَُ

 
لخلٍ ونارٌ للعدو وقودها

لقيت بها سعداً وروحاً وراحةً

 
فليس يُلقَّى السعد إلا سعيدها

 
ونجد في هذا المقطع من القصيدة ان الشاعر قد أستخدم فيها منطلقات جديدة في التهنئة وأبعاد لم توجد في سواها من قصائد التهنئة بحيث فصل بذكر المناسبة والوقوف عند تلك الدار([17]). التي اغرق الشيخ لصاحبها بدعاء السعادة والعيش الرغيد. وصيرها الجنة التي رضت بالسيد الحلي رضواناً لها. بل فصل بوصف هذه الدار عندما قال:
لها شرفات مشرفات على السما

 
يشق على ساري النجوم صعودها

تناطح قرن الشمس أعلامها التي

 
تناط بمستعلي النجوم عقودها

فقل لأبي موسى بقيت مُخلداً

 
بابنية للعزم كنت تشيدها

رفعت كإسماعيل قبل قواعداً

 
فكان على هام السماء قعودها

تسامت ذرى اعلامها فكأنما

 
لها حاجة في النيرات تريدها

 
ويستمر في ذلك الوصف إلى أن ينتقل ــ على عادته في التهنئة ــ إلى مدح قوم المخصوص بالمناسبة فيتوجه إلى مدح قوم السيد جعفر الحلي بما لهم من الشمائل والفضائل فيقول:
بنو هاشم سادات كل قبيلة

 
وآل معز الدين عِزاً تسودها
 
سحائب جود تلقى آراؤهم بها

 
بروق حياً تردي الأعادي رعودها

 
ومن ذلك يظهر بان الشيخ قد نظم قصائد في التهنئة، خص بها المقربين من إخوانه وأصدقائه، ولم تختلف قصيدة التهنئة لديه عن قصيدة المدح إلا بذكر المناسبة أو الإشارة إلى التهنئة. وربما اختلفت تهنئته للسيد جعفر الحلي في بناء دار له عن غيرها من التهاني بزيادة تفصيل للمناسبة أوذكر بعض التفاصيل. وذلك لصداقتهما القوية. وطول المعشر وقرب الدار([18]). ومن ناحية أخرى نوع الشيخ في تهانيه من حيث توجيه التهنئة, فقد هّنأ نفسه تارة وهنا احد أقربائه أو اصدقائه أو مجموع من يسعد بتلك المناسبة تارة أخرى.
 
وهي نوع خاص من الشعر انحصر عند طبقة من العلماء والأدباء الذين تبادلوا القصائد المتفقة الوزن والقافية فيما بينهم كنوع من المفاكهة وأداة للتسلية وشحذ القريحة([19]).
وقد كان لبيئة النجف الاجتماعية المحافظة, التي ساد الطابع الديني والعلمي جوها العام([20])، الأثر الواضح في طالب العلم بشكل خاص ــ والفرد النجفي بشكل عام ــ في اقتناصه لتلك الساعات القليلة المتخللة أوقات الدرس يستغلها بترويح النفس بالمفاكهة أو المساجلة([21]).
وربما كان يحضر بعض المجالس الأدبية المنتشرة في ذلك العصر، والتي كانت قسمين: قسم عام يتناول فيه رواد المجلس مع عامة الزائرين الأمور العامة, وقسم خاص «يقتصر على طبقة من الأدباء والشعراء الذين تجمع بينهم جامعة الشعر والأدب. يقضون وقتهم بنظم الشعر والملح الأدبية والمساجلات»([22]). أما في العطل فقد «كان أكثرهم يتسلى بالذهاب إلى الكوفة لينطلق في تلك الأجواء التي تبعده عن تصور الناقة والقلوص وزرود والمنحنى, ليشاهد عالماً لا يشاهده من هذه الرحلات في أجزاء الكتاب»([23]) وكثيراً ما كان ذهابهم إلى هناك مشفوعاً بنظم الشعر والتباري فيه([24]). وقد أصبح لهذه المساجلات «شأنا وعالماً مستقلاً عند أعلام الشعراء يومذاك»([25]).
وكذلك اشتهرت وتميزت مجموعات وزمر معينة من الشعراء, كانوا كثيراً ما يجتمعون في تلك المجالس والرحلات. حتى «كثر التحدث عن هذه الزمر، وكان أقوى الأحاديث يدور حول ذكر جماعة أنبههم ذكراً الشيخ جواد الشبيبي والشيخ هادي بن الشيخ عباس كاشف الغطاء والشيخ أغا رضا الأصفهاني والسيد علي العلاق. وكان لهذا الجو أدب خاص يتميز عن غيره بكثير، لمصاحبة الرقة والوصف والإكثار من الشعر الوجداني»([26]) وقد أرتبط الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء بهذه النخبة وشاركها الكثير من المجالس والرحلات، وتبادل مع أقطابها القصائد والمساجلات، التي عادة ما كانت تبدأ عندما ينظم أحدهم قصيدة إثر حادث بسيط أو دعوة لرحلة أو عتاب، حتى تتوالى القصائد من الجميع وعلى نفس الوزن والقافية. كنوع من أنواع رد الجواب أو الاستظهار والمباراة.
ومثال ذلك. عندما بعث للشيخ محمد حسين كاشف الغطاء, صديقه السيد (كَلبمهدي الهندي) ([27]) قصيدة مدح فيها الشيخ جاء في مقدمتها([28]):
محضت لك المودة والولاءا

 
وشاد هواك في قلبي بناءا

تنـزه في فؤادي في رياضٍ

 
بماء ولاكَ قد وجدت نماءا

 
فأجابه الشيخ بقصيدة طافحة بمعاني الشوق والفراق. وظف فيها الوقوف على الطلل في تذكر من أحب, وموقف وداع الظعن في التعبير عن ألمه وحزنه لفراق صاحبه, وكيف اصبحت أيامه تملؤها الدموع والحسرات حيث قال ــ من الوافر ــ ([29]):
وعُجنا نسأل الأطلال عنهم

 
وهن كجسمي البالي عفاءا

وقلت لصحبتي خلّوا دموعي

 
سوائل لم غدت منهم خلاءا

ومالي قد عدمت قواي لما
 
 
رأيت ربوعها أمست قراءا

فلا عدمت رباها من سحاب ال

~
مدامع لا من السحب الرواءا

فقد جاء عذاب الشاعر وحزنه جراء فقد صاحبه دليلاً على محبته ومكانته عنده والتي جاءت ردا على ما مدحه به صاحبه ذاك في قصيدته.
وفي حادثة أخرى دعا الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء صديقه السيد الهندي للذهاب إلى شاطئ الكوفة. فنظم له قصيدة جاء فيها ــ من الطويل ــ ([30]):
فيا أيها المهدي لخير مناهج

 
ويا بانياً للخير خير مباني

أتانا الخميس الطلق يبهج ضاحكاً

 
فقم ننتهزه من يد الحدثانِ

ونسعى إلى روض تدلت غصونه

 
وغنت بها للطير خير قيانِ
 
وسال لجين الماء فيهن قائلاً

 
على تبر رضراض الحصى جريانِ

 
فبعد معاني المديح والثناء صرح الشيخ بدعوته لتلك الرحلة. التي اخذ يصف ما سوف يشاهداه من جمال الطبيعة. وما سينالاه من السعادة والترويح عن النفس.
فأجابه السيد الهندي لهذه الدعوة وبعث إليه قصيدة. قال فيها([31]):
فيا سيداً حاز المكارم والعلا

 
وحل من العليا أعز مكان

ويا من هواه قد تملك مهجتي

 
وأعطيت طوعاً في يديه عناني

لك الأمر فامرني فلست مقدِّماً

 
عليه هوى نفسي ولست بجاني

واني سريع للإجابة طائعاً

 
ومالي في غير الوفاق يداني

أسير إلى روض تدلت غصونه

 
محاسنه يصبين كل جنان

 
وكان السيد جعفر الحلي يسكن بجوار بيت الشيخ محمد حسين وأخيه الشيخ أحمد كاشف الغطاء فطلب منهما ذات مرة أن يسمحا له بفتح نافذة من جدار بيته مع كونها تطل على بيتهما.
فنظم في ذلك قصيدة جاء فيها([32]):
أخوي ما جاورت داركما

 
إلا لجور نوائب الدهر

 ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ
 
 ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ
لو تسمحان بكوتين لها

 
طلعت علي أشعة الفجر

 
فأجابه الشيخ محمد حسين معتذراً بقصيدة قال فيها ــ من الكامل ــ ([33]):
بعلاك لا بالشمس والبدرِ

 
ونداك لا بالغيث والبحرِ

وأبيك ياخير الأنام أباً

 
بعلاه إبناً محكم الذكرِ

إنا بهذا الأمر ليس لنا

 
وعلاك من نهيٍ ولا أمرِ

ولكم أبنت لك الحقيقة في

 
قولي وإلا خذه من شعري

والعصر إنك حين تسألني

 
ما ليس لي سفهاً لفي خسرِ

فعلام تسألني كأنك في
ج
 
عين الحقيقة لم تكن تدري

 
ويستمر الشاعر بالإعتذار والعتاب وتوضيح الأسباب. في قالب شعري يظهر براعة الشاعر ورقة طبعه وسلاسة أسلوبه.
وعادة ما تتضمن قصائد المساجلات في طياتها الكثير من المقارنات بين تلك القصائد, وافتخار كل شاعر بما ينظمه، ولا سيما تلك القصائد التي يكون غرضها الأساسي اظهار البراعة والظهور في مجال النظم والشعر.
فمن ذلك ما نظمه الشيخ جواباً على قصيدة بعثها إليه الشيخ محمد جواد الشبيبي([34]) يذكر فيها مجلس ودٍ جمعهم عند جسر الكوفة حيث جاء في مقدمتها([35]):
خذوا أثر المرتاد فالمربع النظر

 
بحيث الحيا الهتان مَسْبَلَهُ الجسرُ

وميلوا عن الحي الحلول فدونه

 
شفار المواضي والردينبة السمرُ

 
مما حدا بالشيخ محمد حسين كاشف الغطاء على أن يبعث له بقصيدة يثني فيها على مقدرته الشعرية ومن ثم يفخر هو بقصيدته مع الإشارة إلى تساويه معه في المنزلة الشعرية والأدبية.
فيقول ــ من الطويل ــ ([36]):
فقل لجوادٍ حين تلقاه مقبلاً

 
بوجه على عنوان صفحته البشرُ

وقل حين تلقى منه نظماً تطامنت

 
لرفعته الجوزاء وأنخفض النسرُ

انشرك ذا الفياح أم عنبر زفرُ
 
 
ووجهك ذا الوضاح أم ذلك البدرُ

 ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ
 
 ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ
بعثت بها نحوي فاسديت منة

 
مدى العمر لا يُقضى لها مني الشكرُ

أبا باقر خذها اليك عقائلاً
ج
 
تزف ولكن القبول لها مهرُ
ج
وإنا ندامى كالنجوم تجمعت

 
وأنت لها لو كنت تدركها بدر

فما ثناء الشيخ على شعر الشبيبي إلا ثناء على شعره وفخراً بنفسه. ولانه سوف يقارن في نهاية الأمر بينه وبين صاحبه, فهو قرينه في المنزلة الشعرية والمكانة الأدبية وأصبحا معاً نجوماً في حلبات الشعر. على الرغم من أن الشيخ الشبيبي أكبر منه عمراً واكثر منه شهرة في ذلك العصر.
وقد تتضمن قصائد المساجلات الكثير من المديح المتبادل بين الشعراء والأدباء، فمن ذلك ما مدح به الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء صديقه الأديب والشاعر الشيخ أغا رضا الأصفهاني([37]).
عندما كان الأخير قرب جسر الكوفة. فقال من القصيدة التي بعثها إليهـ من الرمل ــ ([38]):
يا عزيزاً وبمصر الحسن لم

 
تلق إلا لفؤادٍ منه سجنا

وإذا الدل ثنى اعطافه

 
يتهاوى الدمع وحدانا ومثنى

وسلمنا من لظى شبٍ على

 
كعبتي خديك طفنا وأستلمنا

شدت أركان الهوى فيك كما

 
بالرضا شَيَّدتِ العلياءُ رُكنا

ذاك بحر قد طمى تيارهُ

 
فجرت في لجة الآمال سُفنا

 
حيث يذكر مكانة صاحبه لديه. وشمائله الكريمة التي بلغت من الكثرة سعة البحر الذي تجري قصائد المديح سفنا تمخر عبابه، ويستمر الشاعر بمثل هذا المديح إلى نهاية القصيدة، التي أجابها مباشرة الشيخ أغا رضا الأصفهاني بقصيدة مناظرة جاء فيها([39]):
كيف اقضي حق علياك وقد

 
غدت الألسن عن كنهك لكنا

قد ملكت الرق مني إنما

 
الحُرُّ من أصبح بالإحسان قِنّا

دمت نوراً يهتدى الناس به

 
ما بقى الدهر وللخائف حصنا

 
ومن ذلك كله يظهر لنا بان شعر المساجلات كان له حضور مميز في شعر الشيخ. فقد تساجل مع مشاهير شعراء وأدباء النجف في عصره. وتبادل معهم الذكر والثناء والعتاب. زيادة على إظهار المقدرة الشعرية والمسابقة الأدبية في قصائد كان جل همها الترويح عن النفس وقضاء الوقت.
 
وهي لون أخر من ألوان الشعر الإخواني، لا تختلف كثيراً عن (الرسائل الإخوانية) ([40]) سوى كونها ترسل شعراً لا نثراً، عبرَّ من خلالها الشعراء عن أغراضهم المختلفة، ولا سيما تلك التي تعكس مشاعر الشوق وألم البعد والفراق.
وترجع جذور هذا اللون الشعري إلى العصر الوسيط، فقد كان أحد ألوان الشعر السائدة في ذلك الوقت([41]). وأستمر كذلك إلى القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين([42]). حيث نال إنتشاراً واسعاً لدى الشعراء ــ ولا سيما شعراء النجف ــ الذين أخذوا يرسلون رسائل كاملة منظومة شعراً، زيادة على تلك التي تجمع بين الشعر والنثر. لتكون مظهراً من مظاهر المعرفة والترف الثقافي([43]).
ومن الطبيعي ان يكون هذا اللون منحصراً في طبقة الشعراء والأدباء. فليس من المعقول أن يرسل شاعرٌ رسالة شعرية إلى شخص ضعيف الثقافة الأدبية. أو لا يعرف من الشعر وفنونه شيئاً، كما هي الصبغة العامة للمجتمع العراقي في ذلك الوقت([44]).
وللشيخ محمد حسين كاشف الغطاء رسائل شعرية عدة. تضمنت مواضيعاً وأغراضاً مختلفة، يقف في مقدمتها: شكوى الفراق, والدعوة للعودة, والمديح وبعض الأغراض الأخرى المتفرقة.
فمن ذلك ما أرسل به إلى عمه الشيخ محمد حسن([45]) آل كاشف الغطاء. شاكياً ألم الفراق واحاسيس الشوق. وأمنيات العودة واللقاء. فقال ــ من الطويل ــ ([46]):
بمن أنت بعد المستقلين آنسُ

 
وها انت ياقلبي من العيش آيسُ

غروراً تمنيك الفراسة باللقا

 
وهيهات من ارض الغريَّينِ فارسُ

احبايَ أمَّا ربع وجدي فعامرَُ

 
عليكم وأمارسم صبري فدارسُ

حرامَُ على عين عداها جمالكم

 
يخالسها من رقدة النوم خالسُ

أحنٌ لذكراكم على البعد حنةٌ

 
تُنسِّي الحنين النيب وهي خوامسُ

فاخدع نفسي عنكم بنظائر

 
تحاكي مزايا منكم وتجانسُ

فاستنشق الأوراد وهي نوافحٌ

 
وأستطرق الارآم وهي نواعسُ
ج
وهيهات ما للنفس في غير وصلكم

 
سلوٌ ولا إلا عليكم تُنافِسُ

 
حيث يتوجه الشاعر في بث ألمه وشكواه إلى قلبه، في دلالة على الإنفراد والتوحد. الذي يحس به الشاعر بعد طول فراق عمه الذي يُحب, وبعد المسافات والأزمان المفّرقة بينهم، فيقطع الأمل باللقاء ومن كثرة الوجد ونفاذ الصبر. حتى يصبح حنينه أشد من حنين النيب الشاجي الحزين، فقد كان طوال مدة الفراق يتذكر غايته كلما وجد ما يذكره بها, من: أقمار شوارق, أو أغصان موائس, أو أوراد نوافح وحتى الارآم النواعس. والتي تشبه جمال وجه عمه ونوره، وطول جسمه واعتداله وجمال عينيه، كنوع من المديح المبطن غير مباشر، ولكن هيهات لا تسد كل تلك الشواهد والذكريات رؤية عزيزه ولقائه.
وفي رسالة شعرية أخرى يطلب فيها الشيخ من أحد أخلائه([47]) ترك البلدة التي سافر إليها والإسراع بالعودة، فيقول ــ من الكامل ــ ([48]):
حتى مَ يا حسن الفِعال تقيم في

 
بلدٍ تدل بلؤمها ونفاقها

شحنت بحسادٍ عليك تود لو

 
تهوى السماءُ عليك في أطباقها

فوسعتهم بالحلم منك ولم تكن

 
تسعاك حِلماً ضيقات مآقها

 ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ
 
 ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ
وتركت داراً شادها لك في السما

 
آباؤك المُعلَون سمك رواقها

ونفوس أهليك اللواتي لم تذر

 
شيئاً نواكَ بها سوى ارماقها

فاقبل كوكّاف السحائب مُنعشاً

 
يا مُنعش العافين من املاقها

 
فالشاعر يستعمل عدة أساليب في سبيل إقناع صاحبه بالعودة. فهو تارة يحاول إغراءه بعتاب أخوي شجي, وكذلك يعرض عليه أخلاق أهل تلك البلدة ونواياهم وأفعالهم السيئة تجاهه, وتارة أخرى يذكره بأهله ومكانتهم بين الناس, وموطنه الذي تركه فيدعوه للعودة وانقاذ الأهل والوطن.
وكثيراً ما تتضمن الرسائل الشعرية مديحاً للمرسل إليه وقومه، يذكر فيها الشاعر فضائل صاحبه البعيد عنه، تعبيراً عن الوفاء والبقاء على العهد، كما في قول الشاعر في رسالة بعثها إلى أحد الأشراف([49]) ــ من الوافر ــ ([50]):
فيا ابن السابقين بكل فضلٍ

 
تدكدك دونه شم الهضابِ
 
أبوك من المدينة باب علمٍ

 
وأنت لعلمه مفتاح بابِ

أبى الباري قياسكم بخلقٍ

 
وأنتم منه قرباً قوس قابِ

بمدحكم تقاصرت الخُطابي

 
وكيف وفيكم فصل الخطابِ

 ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ
 
 ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ
أبا المجد المؤثل والسجايا

 
التي منها أستضاء سنا الشهابِ

إذا أغتربت لرغبتها أناسَُ

 
فعندك رغبتي ولك اغترابي

 
ولعل أطول رسالة شعرية للشيخ تلك التي أرسلها إلى والده عندما كان في اسطنبول, وبعدما طالت مدة سفره وتنقله, تاركاً الشاعر فتى صغيراً لم يتجاوز الثالثة عشرة من العمر. وقد أحتوت هذه القصيدة أغراضاً عدة. كان منها شكوى الفراق, وشيئاً من الفخر والحكمة. ودعوة للعودة. ومدح لوالده كثير ونفى مودة النساء والإنشغال عن الدرس والعمل. والغرض الرئيسي من كل ذلك هو إظهار البراعة, وإستظهار ملكة النظم أمام والده. مع بعض الأغراض الأخرى التي أحتوتها هذه القصيدة التي بلغت (177) بيتاً. وجاء في مقدمتها قولهـ من المتقارب ــ ([51]):
إلى كم أرود رياض الأمل

 
ولا أجتنى غير حر الغلل

وكم ذا أخوض بحار المنى

 
وغلة قلبي بها لا تُبل

اعلل نفسي بلقياكُمُ

 
وما رائد الموت إلا العلل

 ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ
 
 ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ
فحتى متى أنت مثل البريد

 
ماحل في الحيَّ إلا ارتحل

يميناً بمكة والوافدين

 
شعثاً اليها بشعث القُذُل([52])

وبالواقفين لرمي الجمار

 
وبالمحرمين بها والمحل

لئن لم تغثني وانت الغياث

 
بعارض طلعتك المستهل

لأركبها ضمّراً كالحني
ج
~
حُمْرُ المناسم خوص المُقل

 
فمن شدة الألم وإنقطاع الأمل بالعودة, يقسم الشاعر على والده بالمقدسات بأنه إذا لم يسارع بالعودة سريعاً فإنه سيركب ظهور النوق السريعة ويلحقه أينما كان طلباً للنجاة والحياة والسكون.
ومن ثمَّ يمكننا أن نقول بان رسائل الشيخ الشعرية كانت تملؤها العواطف الصادقة والأحاسيس الجياشة، فقد كانت مشاعر الألم والفراق والشوق الدوافع الحقيقية في نظم أكثر تلك القصائد، التي عرض من خلالها الشاعر لأكثر من موضوع، وقف في مقدمتها وصف آلامه واشواقه والدعوة للعودة والمديح والعتاب وبعض الموضوعات الأخرى.


([1]) ينظر: الشبيبي الكبير: 324.
([2]) ينظر: الأدب العربي الحديث في العصر الوسيط/من زوال الدولة العباسية حتى بدء النهضة الحديثة, د. ناظم رشيد, دار الكتب للطباعة والنشر جامعة الموصل ــ 1992م: 91.
([3]) ينظر: الأدب العربي الحديث في العصر الوسيط: 91.
([4]) ينظر: العوامل التي جعلت من النجف بيئة شعرية: جعفر الخليلي ــ مطبعة الآداب ــ النجف الأشرف ــ 1971م: 37.
([5]) ينظر: عقود حياتي: 6, 8. وينظر كذلك, هكذا عرفتهم: 1/230.
([6]) ينظر: في الأدب العربي الحديث/بحوث ومقالات, د. يوسف عز الدين. مطبعة دار البحتري ــ بغداد. 1387هـ ــ 1967م: 14.
([7]) ينظر: تطور الشعر العربي الحديث في العراق: 37.
([8]) الحسن من شعر الحسين: 183.
([9]) المصدر نفسه: 159.
([10]) الحسن من شعر الحسين: 192.
([11]) ينظر: الشبيبي شاعراً, قصي سالم علوان, منشورات وزارة الثقافة ــ الإعلام. دار الحرية للطباعة ــ بغداد 1395هـ ــ 1975م: 271.
([12]) الحسن من شعر الحسين: 270.
([13]) (القُسْطَل): الغبار في الموقعة. لسان العرب ــ مادة (قسطر).
([14]) الحسن من شعر الحسين:64, 96.
([15]) هو الشاعر المشهور السيد جعفر بن حمد بن محمد حسن الحلي. الذي يرجع نسبه إلى الإمام الحسينu. ولد في الحلة سنة 1277هـ وتوفي النجف سنة 1315هـ . ترعرع في الحلة وأقتفى أثر أخوته الكرام وهاجر إلى النجف طلباً للعلم. له شعر كثير جمعه اخوه السيد هاشم الحلي. ونشره وعلق عليه الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء في صيدا سنة 1331هـ . وأسماه (سحر بابل وسجع البلابل). ينظر: سحر بابل وسجع البلابل: (المقدمة).
([16]) الحسن من شعر الحسين: 98.
([17]) ذكر الشيخ محمد حسين هذه الدار في مقدمة ديوان السيد جعفر الحلي (سحر بابل وسجع البلابل) فقال: «فساقهأي السيد جعفر الحلي سوء الطالع (كما يقال) إلى عقار في بلد مشهور بالشؤم والنحوس. فأفرغ على عمارتها كيسه وأستفرغ كياسته. ولم تبق له سبدا ولا لبدا, حتى أعادها قبابا بعد أن كانت يبابا... ولكن لم يسترح بها ساعة ولا ابتلع بها ريقه. فما سكنها إلا ثلاث سنين في كل سنة يقطع من فؤاده قطعة وهي من ولده. ويدفنها قبله في لحده. حتى جعلته تلك العتبة المشؤومة (عافاك الله ايها القارئ) خاتمة أضاحيها وأفضع دواهيها». سحر بابل وسجع البلابل: 11.
([18]) فقد ذكره الشيخ حياته بقوله: «كان فيها هو عطر الله مرقدهـ لصيق داري وشقيق جواري وسمير ليلي وعشير نهاري بل نسيب نفسي وقريب روحي» سحر بابل وسجع البلابل (المقدمة): 15.
([19]) ينظر: تطور الشعر العربي الحديث في العراق:22.
([20]) ينظر: الشعر العراقي أهدافه وخصائصه في القرن التاسع عشر: 169.
([21]) ينظر: الشبيبي الكبير: 137.
([22]) العوامل التي جعلت من النجف بيئة شعرية: 37.
([23]) شعراء الغري: 1/27 ــ 28.
([24]) ينظر: الشبيبي الكبير: 137.
([25]) شعراء الغري: 1/16.
([26]) شعراء الغري: 27 ــ 28.
([27]) لم أجد ترجمة لهذا الشاعر عند مترجمي عصره. وقد رجح نجل الشيخ محمد حسن كاشف الغطاء الشيخ محمد شريف. ان الإسم مستعار لأحد أصدقاء والده بعد ان فارقه بعد حين. وأنقطعت بينهما أواصر الصداقة. لقاء خاصأجراه الباحث مع الشيخ شريف نجل الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء في مكتبته في النجف الأشرف.
([28]) الحسن من شعر الحسين: 4.
([29]) المصدر نفسه: 9.
([30]) المصدر نفسه: 195.
([31]) الحسن من شعر الحسن: 196.
([32]) المصدر نفسه: 122.
([33]) المصدر نفسه: 123.
([34]) هو الشيخ محمد جواد بن محمد بن شبيب النجفي المعروف بالشبيبي (1855م ــ 1944م): شاعر و أديب في أهل النجف (في العراق) توفي في بغداد, ودفن في بلده, له «الدر المنثور على صدر الدهور» و«حياة الشيخ خزعل خان» و(ديوان الشعر) كبير. ينظر: الأعلام: 6/302.
([35]) الحسن من شعر الحسين: 112.
([36]) المصدر نفسه: 121.
([37]) هو الشيخ أغا رضا بن محمد حسين بن با قر بن محمد تقي الرازي الأصفهاني النجفي: عالم كبير. وأديب مشهور. وشاعر معروف, ولد في النجف عام 1287 هـ . وتوفي في أصفهان عام 1362 هـ . خالط العديد من الشعراء والأدباء. وألف مؤلفات علمية وأدبية منها: «نقض فلسفة دارون» و«السيف الصنيع على رقاب منكري البديع» و« ديوان شعر» وغيرها, ينظر شعراء الغري: 4/42.
([38]) الحسن من شعر الحسين:187.
([39]) المصدر نفسه: 188.
([40]) يصور هذا اللون من النثر العلاقات الإجتماعية بين الكتاب واسيادهم, أو بينهم وبين أصدقائهم واحبابهم. والقارئ يرى فيه «الشكر, والشكوى والتقريظ, والمديح... إلى غير ذلك». ينظر:الأدب العربي في العصر الوسيط: 265.
([41]) ينظر: المصدر نفسه: 91.
([42]) ينظر: تطور الشعر العربي في العراق: 37.
([43]) ينظر: شعراء الغري: 1/ 16.
([44]) ينظر: الشعر السياسي العراقي في القرن التاسع عشر: 16.
([45]) هو الشيخ محمد حسن ابن الشيخ محمد رضا ابن الشيخ موسى بن الشيخ جعفر الكبير. ولد في كربلاء ونشأ في النجف وأقام أخريات أيامه في أصفهان, ولقب بشيخ العراقين هناك. قرأ العلوم العربية. وحضر درس بعض علماء أصفهان. توفي سنة 1336 هـ . ونقل جثمانه إلى النجف وفيها دفن. ينظر: ماضي النجف وحاضرها: 3/182.
([46]) الحسن من شعر الحسين: 129.
([47]) لم يذكر الشاعر لمن أرسل هذه القصيدة. أو أشا ر إليه. لا في مقدمتها ولا في داخلها.
([48]) وجدت هذه القصيدة مخطوطة على ورقة منفردة في مكتبة الشيخ محمد شريف نجل الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء في النجف الشرف.
([49]) هكذا في أعلى القصيدة: الحسن من شعر الحسين: 24.
([50]) الحسن من شعر الحسين: 24.
([51]) الحسن من شعر الحسين: 144.
([52]) (القَذّل): جماع مؤخر الرأس من الإنسان. (ج): (قُذُل) لسان العرب, مادة (قذل).
 
امتیاز دهی
 
 

 
Guest (PortalGuest)

دبيرخانه كنفرانس‌هاي بين‌المللي
مجری سایت : شرکت سیگما