جمعه 7 ارديبهشت 1403  
 
 
الباب الاول الدراسة الموضوعية

عاش الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء مرحلة زمنية شهدت تغيرات مهمة في تطور الأدب العربي الحديث في العراق (1877م ــ 1954م). وتركت بصماتها الواضحة على طبيعة نتاجاته الأدبية ومكونات شعره الموضوعية والفنية.
فالأدب بطبيعته نشاط إنساني متميز يرتبط بشكل من الأشكال بطبيعة تكوين الأديب: النفسي والفكري والتأريخي. ويهتم بالعلاقات المختلفة بين الأديب وموروثه الثقافي من جهة والخطوط الرئيسة التي تحكم عصره وتشكل ظواهره العامة من جهة أخرى([1]).
فقد واكب الشيخ في نشأته الأدبية الأولى. التيار الأدبي الذي ساد في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين وما عرف عنه من تأثر واضح بأدب الماضين ونتاجاتهم الأدبية([2]). ومن ثم شارك أدباء العراق والعالم العربي نهضتهم الأدبية التي ظهرت بوادرها الأولى بعد إعلان الدستور العثماني سنة 1908م. واندلاع الحرب العالمية الأولى سنة 1914م. وما رافق ذلك من انفتاح كبير وإطلاع واسع على الأدب الغربي الحديث وتياراته الأدبية([3]). وصولاً إلى عقد الثلاثينات من القرن العشرين. وما تركه تردي الأوضاع العامة في البلاد. وبعض المصائب الخاصة التي إِمتُحِنَ بها الشاعر من آثار نفسية مؤلمة ظللت شعره بظلال من الحزن والألم, لتمثل تلك الحلقة الأخيرة من سلسلة حياته الأدبية التي يمكن أن نقول بأنها كانت صورة واضحة لتطور الأدب الحديث في العراق إلى حد ما.
وفي سبيل إيضاح هذه الصورة في التغير والتطور الذي تميز به شعر الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء. نُقسِّم نتاجاته الشعرية على مراحل مختلفة. بحسب التطور التاريخي لمسيرته الشعرية. والمعتمد بشكل من الأشكال على بعض جوانب المنهج التاريخي في النقد. الذي يعني في بعض نواحيه ب ــ (دراسة الأديب والحركات الأدبية العامة تبعاً للتطور الفني والاجتماعي والسياسي والديني...الخ)([4]) وكذلك ملاحظةالأبعاد النفسية للشاعر ازاء بعض الحوادث والظروف التي يمر بها في حياته الأدبية. ولا سيما إذا كان لكل ذلك التطور وتلك الأبعاد أثار واضحة المعالم والسمات كالموجودة في شعر الشيخ محمد حسين, والتي تقودنا إلى تقسيم شعره على ثلاث مراحل رئيسة:
 
المرحلة الأولى:تمثل شعره الذي نظمه في العقد الأخير من القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين. والمجموع أكثره في ديوانه (الحسن من شعر الحسين).
 
المرحلة الثانية: تمثل ذلك الشعر الذي نظمه في أثناء رحلته إلى الحجاز وبلاد الشام ومصر سنة 1911م ــ 1914م. الملحق في آخر ديوانه تحت عنوان (العصريات والمصريات) ([5]).
 
المرحلة الثالثة: وهي تمثل ما نظمه الشيخ سنة 1936م. من (خماسيات روضة الحزين) ([6]) وبعض القصائد والمقطعات المتفرقة بعد أن ترك الشعر في آخر حياته([7]).
^^^


([1]) ينظر: تطور الشعر العربي الحديث في العراق, د. علي عباس علوان, منشورات وزارة الإعلام ــ الجمهورية العراقية. سلسلة الكتب الحديثة (91) سنة 1975م: 15.
([2]) ينظر: لغة الشعر العراقي في القرن التاسع عشر, ابراهيم الوائلي... :7,8.
([3]) ينظر: التيارات الأدبية في العراق/الزهاوي شاعر القلق, د. يوسف عز الدين, مطبعة المعارف ــ بغداد ــ 1962م:9.
([4]) مقدمة في النقد الأدبي, د. علي جواد الطاهر, ط2, المؤسسة العربية للدراسات والنشر ــ بيروت. 1983: 397.
([5]) ينظر: الحسن من شعر الحسين: 241 ــ 271.
([6]) ينظر: خماسيات روضة الحزين. مخطوطة في مكتبة الشيخ محمد شريف نجل الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء في النجف الأشرف. تسلسل (961ج) ينظر الملحق رقم (2).
([7]) مثل ما قاله في وصف قرية كرند قبل وفاته بعشر ساعات. ينظر شعراء الغري: 8/123.

 
امتیاز دهی
 
 

 
Guest (PortalGuest)

دبيرخانه كنفرانس‌هاي بين‌المللي
مجری سایت : شرکت سیگما