الجمعة, شوال 17, 1445  
 
الشباب

الشباب

الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء

 

كلمة العلامة الكبير حجة الإسلام الشيخ محمد الحسين كاشف الغطاء إلى الشباب، وقد أقتطعناهامن أحدى خطبه إلإرتجالية القيمة في البصرة، وقد باشر بجمعها وطبعها أحد الأفاضل في النجف الأشرف.

أيها الشباب الأنجاب؛ أيها الأولاد الأمجاد، أنتم رجال الغد،وإن كنتم أبناء اليوم، عليكم اليوم العمل، وغداً لكم المستقبل؛ أيها الشبيبة والأولاد، بل أيها العيون والأكباد، أنتم للبلاد وهي لكم؛ إنهضوا نهضة شريفة تعيدون بها مجدأسلافكم، تعاشروا بعضكم مع بعض بروح الحنان والرحمة، والأخاء والمودة، وصكوا جباه الذين يريدون أستعبادكم بصخرة الأنكار والشدة والقوة، كونوا كأوائلكم (أشداء علىالكفار رحماء بينهم).

الشباب المثقف هو السلاح الجاهز للأمة وقوتها وعدتها في الشدائد، ولكن يجب أن تسييرها حنكة الشيوخ في تجاربهم، وتنتظم بعقول الكهولواحلامهم، كي تترسم بها فضيلة الشجاعة والاعتدال وتصونها عن الوقوع في طرفي الإفراط والتفريط من رذيلتي الجبن والتهور، أهم ما يجب ويلزم على الشباب أن يعتصم بالعروةالوثقى من النزاهة والعفة، ولا يفسح لنفسه مجالاً للركض وراء الشهوات فتتدرجه إلى مداحض الفسوق وبؤرة المفاسد؛ فيخسر شرفه وعزه بل يخسر نفسه وتخسره الأمة، وكان من أحدمكايد المستعمرين إذاعة الملاهي وإباحة الخمور، ومعدات الفسوق والفجور في بلادنا لتلك الغاية وقد ظفروا بما دروا وبلغوا ما أرادوا.

إطمح بطرفك أيها المسلم حيثشئت من شرق الأرض وغربها فهل تجد مملكة إسلامية أو أمة من المسلمين لم تقبض على نياط أحشائها براثن الإستعمار، ولم تنشب في أعماق فؤادها مخالب الأستعباد، ولم يستول علىكل مقدراتها الأجانب فيكونون هم الآمرون والمسلمون لهم خولاً وعبيدا، أفلا يحق لنا البكاء على هذه الحال، لولا أن البكاء تكرم عنه عيون الرجال، ولكن أين الرجال وأينالأبطال وأين الشمم والشرف، ذهب كل ذلك من المسلمين ذهاب أمس الدابر(فعلى الإسلام والمسلمين السلام).

نحن الذين كنا نملك الدنيا أصبحنا مملوكين ولا نملك شيئاً فيالدنيا، أفليس هذا من أسوأ الحال؟

هل تجدون أمة عربية في أقطار الأرض مستقلة بحقيقة الإستقلال؛ وليس للأجانب عليها سلطان؛ حتى البدو والقبائل الرحالة فيالبوادي، وإعراب القفار والصحاري. لماذا كل هذا؟ أتحسبون إن ذلك لقصور في عقولنا، أو نقص في جوارحنا؛ أو خلللاً في شيء من حواسنا؛ كلا وعزة الله. لا نقص فينا حسب المواهبالنظرية ولا زيادة لهم علينا، ولكنهم زادوا علينا في الجد والنشاط والإستهانة بهذه الحياة في سبيل الشرف وطرح الفوارق الشخصية فأصبحت كل أمة منهم كشخص واحد؛ بهذا تفوقواعلينا، وإلا فنحن أدق فهماً، وأرق طبعاً، وأسمى خلقاً، وخلقاً. ؟..

أ فليس بعد هذا حرام عليكم أن يتعادي او يعتدي مسلم على مسلم، أو يتنابذ أخ مع أخيه؟

أوليس من الحتم علينا أن ننتظم تحت راية واحدة لا فرق بين عربي ولا أعجمي؛ ولا هندي ولا تركي؛ ونكون إخواناً كما يريد الله من أن نكون……إلى آخره.


اسم المجلة: الأعتدال مكان الإصدار: النجف الأشرف

العدد:1 تاريخ الإصدار: 1 ربيع الأول 1353هـ

الصفحة:2 سنة المجلة: السنة الثانية

 

 
امتیاز دهی
 
 

 
Guest (PortalGuest)

دبيرخانه كنفرانس‌هاي بين‌المللي
Powered By : Sigma ITID