چهارشنبه 5 ارديبهشت 1403  
ساعة الوداع السيد الشهداء (ع)

ساعة الوداع السيد الشهداء (ع)

كلما ازداد الشي عظمة وتعالى خيرا وبركة , وتوفرت غرر أوصافه من جميع إطرافه , وتسامت معاليه من كل مناحيه ازدادت حيرة العقول فيه , وقصرت الإفهام ,وتنكسر الأقلام ,وتطيش الألباب ,وتوصد الأبواب دون الدخول إلى مجاز حقيقته وحقيقة مجازاة, وحل ألغازه ومعرفة سر إعجازه مهما أطنبت وأطالت ,ومهما أنشأت وقالت ,فان قصارها الاعتراف بالتقصير بل القصور عن التعبير والتصوير خذاليك مثلا على ذلك هذا القران العظيم فقد مضى على نزوله من المبدء الأعلى من السماء الأسمى إلى هذه الأرض السفلى زهاء أربعه عشر قرانا إلف سنة وزهاء اربعمأة عام ,وفي كل عام من الصدر الأول إلى اليوم تنشر عنة المقالات ودقائق نكاته,وربما ينوف هذا النوع من المؤلفات على الألوف بل عشرات الألوف ,ولكن أترى إن الجميع أولئك الكتبة بلغوا من عظمته مقداره عشره معاشره ؟ أو وزنوا دا نقا من قنطاره؟ أو انتهلوا القطرة من بحره؟ أو اهتبلوا الذرة من ذروته ؟ لا و لا  وكلا ولقد أحسن العارف ابن الفارض فيما فرض في إحدى عرفا نياته حيث قال ..

وعلى افتنان الوصفين بوصفه    ينفي الزمان وفيه مالم يوصف

ولعل من قال ان القران لم يفسر حتى ألان لم يبالغ فيما قال كل ذلك لتعاظم القران وتساميه, وارتفاع أفق أسراره عن أفاق إدراك البشر ....ومن هذا القبيل وعلى هذا السبيل فاجعة ألطف التي حدثت عام إحدى وستين هجرية , ولا يزال المؤرخون وأرباب السير والمقاتل والفلاسفة والأدباء وكتبة الشرق والغرب يكتبون عنها باحثين عن جريان سيرها وتسلسل أسبابها ,وأليم وقعتها وعظيم هولها نظما ونثرا وتمثيلا وتحليلا حتى لوا مكن تعداد نجوم السماء وجاز الصعود إلى الجوزاء أمكن إحصاء كل ماقيل وما نظم ونثر في هذه الحاجثة النكراء التي ماحدث في عصر من العصور نظيرها ولا حدث التاريخ بمثلها ولكن كان كل من كتب فيها أوجز أو أطنب وقصر أو أطفل مااعترضها الأ من ناحيتها السطحية ولا تناولها إلا من وجهتها التاريخية ,وما أقل من استطاع سبر جرها الدامي وغورها العميق وإسرارها الغامضة من كل ناحية من نواحيها وكل فصل من فصولها لأنة على الغالب غير مستطاع لهم ولا تصل إلى أقله أكثر أو اكبر مداركهم ..على القاعدة التي افتتحنا بها كلمتنا من أن الشي كلما ازداد عظمة تزداد فيه الحيرة , فترتبك الإفهام وتقف الأقلام وتعجز الأرقام , قل لى بربك .. ريشة إي رسام مصور مهما كان فنانا بارعا ومصورا ماهرا يستطيع إن يمثل ويصور لك حاله الحسين- سلام الله عليه- بعد الظهر بساعتين من يوم عاشوراء بعد مصرع جميع أولاده وإخوته حتى الأطفال والشباب الذي لم يبلغ الحلم , فهاهي جثثهم على رقعة الأرض المحمرة بدمائهم في حر الهجير تصهرهم الشمس نصب عينه بين المعارة والمخيم , وقد خفقت أجنحة ألمنيه على رأسه , وجراحاته تشخب دما , وقد بنى علية درعه بنيا يا وحال العطش بينه وبين السماء كالدخان , ولما رأى انه لم يبق بينه وبين الشهادة إلا سويعة , ليس بينه وبين هبوط جسده المبضع إلى الأرض وعروج روحه المعذبة إلى السماء نعم لم يبق الاهذة الحملة الأخيرة يدخل الميدان ثم لا يخرج منة إلا وأسه على السنان . نعم من ذا الذي يقتدر إن يصور لك الحسين علية السلام وقد تلاطمت أمواج البلاء حوله, وصب علية المصائب من كل جانب وفي تلك الحال عزم على توديع العيال ومن بقى من الأطفال فاقترب من السرادق المضروب على حائر النبوة بنات علي والزهراء – سلام الله عليهمافخرجت المخدرات من الخدور كسرب ألقطاء المذعور فأحطن به وهو سابح بدمائه , فهل تستطيع إن تتصور حالهن وحال الحسين علية السلام وفي ذلك الموقف الرهيب ولا ينفطر قلبك ؟ ولا يطش لبك؟ ولا تجري دمعتك؟ أما إنا فيشهد الله وكفى به شهيدا إني اكتب هذه الكلمات عصر هذا اليوم العاشر من محرم سنة .(1373)هــ ولعلها الساعة التي وقف فيها سلام الله علية لوداع أهل بيته اكتب والقلب يرتجف , والقلم يرتعش والعين تدمع والحشا تذوب وتتلاشى . لا ادري كيف اعبر ؟ وكيف أصور ذلك الموقف المهول ؟ وأعجب كيف لم تسقط السماء على الأرض أسى وحزنا ولوعه وشجوا ؟ غيرة الله وحجته يريد إن يرتحل من هذه الدنيا ويترك هذه الحرائر المخدرات في تلك الصحراء يتركهن في الصحراء بين جثث القتلى ومصارع فتيانهن , وبين الوحوش الكاسرة التي قتلت رجالهن وأطفلهن تدبر ماشئت وفكر ماوسعك التفكير . وتأمل كيف حاله سلام الله علية في فراقه لهن وهن بذلك الوضع الشائك , وكيف حالهن في فراقهن له وهو غيرة الله , وهن ودائع الله وودائع رسوله تجسمت للحسين علية السلام عند التوديع في تلك البرهة الحفنة من اليتامى والنسوة الثواكل اللاتي مافيهن إلا من فقدت عزيزها من ولد أو ا خاو زوج وكم فيهن من فقدت كل أولئك وكل عميد لها وزعيم .

مشى الدهر يوم أعمى فلم يدع      عميدا لها إلا وفيه تعثرا

تمثل للحسين علية السلام حالهن من ساعته تلك إلى رجوعهن إلى المدينة ,وأشد مايشجيه ويبكيه لو كان مجال للبكاء مايمر عليهن تلك الليلة ليلة الحادي عشر وصبحها يوم الرحيل مفكرا من يراقبهن تلك الليلة في تلك الصحراء ومن يحميهن ومن يطعمهن ؟ ومن يسقيهن ؟ نعم وهو – سلام الله عليه – إمام كل هذه الخواطر صابر, وبينما هو يودع ودائع النبوة ويأمر هن بالصبر إذا ستعجله الجيش بني أمية وناداه مناديهم .. للنزال ودخل خيمة النساء فودعنه ولسان حال كل واحدة يقول ...

ودعته وتودى لو تودعنى         روح الحياة وانى لا أودعه

 
امتیاز دهی
 
 

Guest (PortalGuest)

دبيرخانه كنفرانس‌هاي بين‌المللي
مجری سایت : شرکت سیگما