پنجشنبه 9 فروردين 1403  
النصيحة الغاليه

 النصيحة الغاليه

النصيحة الغالية

بقلم الامام المغفور له:الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء

يقول اللّه جل شأنه في كتابه المجيد:

«انما المؤمنون اخوة،فأصلحوا بين‏ أخويكم»و قال تعالي:«و ما كان ربك‏ مهلك القري بظلم و أهلها مصلحون»

ثارت في هذه الايام بالعراق عواصف‏ فتن هوجاء و مضاربات طائفية ذات الوان‏ مختلفة و اشكال متنوعة و قد انتشرت في‏ هذه الآونة عدة مناشير في التضليل‏ و التكفير لطائفة الكشفية و الشيخية و تكاثر هبوط الكتب علي من عواصم العراق‏ كبغداد و البصرة و غيرها سائلين عن حكم‏ تلك الطائفة من كفر او اسلام و ما يتبعها من الاحكام من طهارة و نجاسة و غيرهما و صدرت مني اجوبة متعددة مختلفة الاساليب‏ متحدة الجوهر و كان هذا الحال التعيس‏ الذي وصلنا اليه يحز في فؤادي حز المدي‏ و السكاكين،و اللّه علي ما أقول شهيد.ثم‏ زادت البلية و عظمت الرزية بما تنشره‏ بعض صحف العاصمة من الطعنات الطائفية المسمومة و التي تثير عواطف الاخرين‏ فتكيل لها بالصاع الا و في،و هكذا كل واحد يضرب الاخر فيهلك و يهلك اخاه في‏ الدين و الوطن و اللسان.و لما كانت مفاسد هذه الخطة و اخطاؤها جلية واضحة لكل‏ ذي شعور-صرت لا اشك ان هناك اصابع‏ خفية تلعب و تنشب اظفارها للظفر اصابع‏ خفية تلعب و تنشب اظفارها للظفر بهذا الشعب البائس-اما لاشغاله اولامر آخر من طوامير السياسية الغاشمة و قاتل اللّه

السياسة ما دخلت في شئ الا افسدته بل‏ اهلكته.و كل جهة من الجهات المتضاربة تعلم حق العلم ان ليس لها اي فائدة بهذا التضارب بل كل الفائدة لعدوهما معا عدو العروبة.عدو الاسلام.عدو الحق و كلا الطرفين يخدمانها بهذا التضارب اكبر خدمة و من الغريب المدهش ان الاديان‏ السماوية في الشرق و الغرب كاليهودية و النصرانية،لعل فيها من المذاهب المختلفة و النحل المتباينة اكثر مما في الاسلام، كالكاثوليك و البر و تستانت و غيرهما.

و لكن هل سمعت او رأيت بروتستانتيا يكفر كاثوليكيا،او كاثوليكيا يكفرو برو- تستانيا مع شدة الاختلاف بين المذهبين‏ فما بالكم ايها المسلمون لا تزالون تتضاربون‏ علي التوافه التي لا فائدة فيها،و قد ضيعتم‏ الجوهريات،فاين بخاري و سمرقند؟ و اين القوقاس و البلقان؟و اين جنان الدنيا الاندلس؟و اين فلسطين ذات المسجد الاقصي و قلب البلاد العربية؟اليس كل هذا قد اغتصبه المستعمر منكم بهذه المشاحنات‏ و المطاعنات بينكم؟و هؤلاء القوم اخوانكم‏ اليوم في مصر و الجزائر و تونس و مراكش‏ و طنجة يقاسون الوان العذاب و يصليهم‏ العدو نارا حامية،و يصب عليهم نيران‏ المدافع،و يخرب بيوتهم،و يهدمها علي‏ رؤسهم و بدل ان تستعدوا لنصرتهم و دفع‏ العدو عنهم قبل ان تصل النوبة اليكم‏ تضج البصرة بحديث الشيخية و الاصولية و تعج بغداد بالطائفية من السنة علي الشيعة و من الشيعة علي السنة و كلها قضايا مثيره‏ للبغضاء و المعادة و تفريق كلمة المسلمين،و ضرب بعضهم ببعض،كي يأكلهم العدو المستعمر لقمة سائغة،و كل هذا خروج عن أساسيات‏ قواعد الاسلام،فالقرآن المجيد يقول: «و اعتصموا بحبل اللّه جميعا و لا تفرقوا»: «ان الذين فرقوا دينهم و كانوا شيعا لست‏ منهم»،«و لا تقولوا لمن القي اليكم السلام‏ لست مؤمنا».

الي كثير من أمثال هذه الايات‏ النيرات؛و تواتر عن النبي(ص)من طرق‏ الفريقين ان من قال:لا اله الا اللّه محمد

رسول اللّه فقد حقن دمه و ماله و عرضه و صارمن‏ المسلمين له مالهم و عليه ما عليهم،و المسلم‏ أخ المسلم لا يخدعه و لا يغشه و لا يستغيبه.فهل بعد هذا من مجال لجواز هذه الاحوال بل الاهوال‏ التي نحن فيها اليوم،و هل ينطبق شئ‏ منها علي كتاب أو سنة أو عقل،انصفوا أنفسكم‏ أيها الناس و اراجعوا وجدانكم ان لم‏ تراجعوا أديانكم و انظروا اي أمة من‏ الامم او ملة من الملل تعمل مثل هذا العمل،تخربون بيوتكم بأيديكم و تساعدون عدوكم علي انفسكم،وهذه اليهود داخل‏ الامم تغلبت عليكم و اخذت اشرف بلاد منكم‏ و هذه الافكار المتشتتة المتشتتة و الاخلاق‏ المتدهورة و الخلاعة القذرة التي تغلغلت‏ في اعماق شعوبكم و انجرف في تيارها الموبق اكثر شبابكم و لم تستطع الحكومات‏ بكل ما لها من قوة ان تقتلع جراثيمها الفتاكة بل تركت الحبل علي غاربه،لاراع‏ و لا مانع و لا امر بمعروف و لا نهي منكر، افما كان الاحري مقاومة هذه الموبقات‏ بدل ان يتطاحن و يتطاعن الاخوان‏ المسلمان السني و الشيعي و الاصولي و الكشفي و الخلاصة(و القصاري)في ابداء رأيي و بيان فتواي ان كنت من اهلها:ان‏ كل من شهد الشهادتين،و قال اني مسلم‏ و ديني الاسلام فهو محكم بأحكام الاسلام‏ من حرمة دمه و ماله و عرضه و طهارته‏ و مصاهرته و غيرذلك،و يجب معاملته علي‏ ظاهر اعترافه،و لا يجوز البحث عن‏ سريرته،فنحن مكلفون بمعاملة الناس‏ علي الظاهر و اللّه يعاملهم علي السرائر. معاملة الدنيا علي الظاهر،و معاملة الاخرة علي الباطن.اما الجدال و الخصام و لا سيما في مثل هذه الايام فهو حرام و الف‏ حرام.

نعم من شهد علي نفسه و اعترف بأن‏ احدا من البشر او غير هم من الائمة او غيرهم‏ انه هو الا له او شريك مع اللّه في الربوبية او هو الخالق و الرازق او اظهر البغض و العداء لاهل البيت و النصب لهم يعني‏ الغلاة و النواصب فهو كافر نجس و ان اظهر الاسلام،فالاسلام بريئ منه و الاهم من‏ كل هذه العوالم انضمام الجميع تحت‏ راية:(لا اله الا اللّه محمد رسول اللّه(ص)و الاعتصام بحبل الاسلام و ترك البحث‏ عن هذه القضايا و الاستعداد للخطر الداهم، و هو ما تريده الدول المستعمرة من انتزاع

 

الباقي من ممالك الاسلام من يد المسلمين‏ اي الباقي صورة و الافالكل في قبضتهم و تحت تصرفهم حتي كعبتنا و قبلتنا التي‏ نحجها و نصلي اليها.

ايها المسلمون هذه نصيحتي اليكم‏ فخذوها نفثة حري و موعظة حرة.من اب‏ ناصح مخلص،خذوها صرخة عالية و لتعيها اذن واعية.

***

لعمري لقد ايقظت من ليس نائما و نبهت من كانت له اذنان

و رجائي من اخواني المسلمين جميعا الكف تماما عن هذه المشاغبات و اماتة هذه المشاجرات و المضاربات من جميع‏ الجهات و الانصراف بشعار(لا اله الا اللّه و اللّه‏ اكبر)
اللهم انا نرغب اليك في دولة كريمة تعزبها الاسلام و اهله و تذل بها النفاق و اهله و تجعلنا فيها من الدعاة الي طاعتك‏ و الفادة الي سبيلك و ترزقنا بها كرامة الدنيا و الآخرة يا اكرم الاكرمين يا ارحم الراحمين
.

صدر من مدرستنا العلمية:بالنجف الاشرف‏ 23 ربيع 2 سنة 1371 محمد الحسين آل كاشف الغطاء

 لينك به پايگاه مجلات تخصصي

 
امتیاز دهی
 
 

Guest (PortalGuest)

دبيرخانه كنفرانس‌هاي بين‌المللي
مجری سایت : شرکت سیگما