الآثار المنسوبة إلي الشهيد الاّوّل

  الشيخ أحمد ترابي

 

يكتسي العمل التحقيقي قيمة جوهرية، فهو لا يقف عند حدّ ضخ حياة جديدة على مخطوط كاد يضيع وتضيع معه لحظة معرفة نفيسة وثمينة، بل قيمته أيضا في نسبة الأثر إلى صاحبه، فالآثار المنسوبة تشوّش على الباحث فهمه للشخصيات العلمية، وقد يبنى على أثر منسوب فهم مشّوة.

 

نُسبت مجموعة من الآثار للشهيد الاّوّل ، لكن عدّة من أهل التحقيق يذهبون إلى أنّ الدلائل في هذا الخصوص غير كافية، بل ثمة شواهد تشير إلي خلاف ذلك.

وقد أحصينا هذه الموارد المنسوبة إليه في الجوامع العلمية والمؤلّفات التي تعني بهذا الشأن، فوجدناها تربو علي 22 أثراً قد كانت هدفاً لنقد عدد من المحقّقين، و يمكن أن نشير إليها في هذه العجالة:

1. أجوبة مسائل محمد بن مجاهد

فقد ورد في فهرس مخطوطات مكتبة الإمام الحكيم العامة (ج 1، ص 29) كتاب يحمل هذا العنوان، ومنسوب إلي الشهيد (رحمه الله)، في حين لم يرد مثل هذا الكتاب في سائر الفهارس التي تعني بفهرسة الكتب.

2. أحكام الأموات من الوصية إلي الزيارة

ذكر الشيخ أقا بزرك الطهراني في كتابه الذريعة (ج 1، ص 294) اسم رسالة تحمل هذا العنوان، ونسبها إلي الشهيد.

3. أحكام الصلاة

ورد في بعض فهارس المخطوطات ذكر رسالة تحمل هذا العنوان، ومنسوبة إلي الشهيد، ولم يعدّها أهل التحقيق من آثاره.

4. أربع مسائل فقهية

ذكر أحد الكتّاب المعاصرين (مقدمة فقه الشيعة، ص 135) استناداً إلي نسخة مخطوطة (المكتبة المركزية لجامعة طهران، ج 10، ص 159) وجود كتاباً بهذا الاسم، فنسبه إلي الشهيد، في حين أنّ أصل النسبة هذه غير معلومة، إضافة إلي أنّ المخطوطة التي أشار إليها ليست إلا فروع أربع فقهية لا يتجاوز مجموعها السبع أسطر، حتّي أنّه لا يمكن أن نطلق عليها اسم كتاب، كما أنّ هذه الفروع لم ترد في سائر مؤلّفات الشهيد، بل إنّ فقهاء الشيعة لم يفتوا بمضمون هذه المسائل الأربع.

ومن هنا يستعبد نسبة هذه الفروع الفقهية إلي الشهيد، وتفتقد إلي الصحة.

5. الاستدراك

فقد عدّ العلامة المجلسي في مقدمة المجلد الاّول من بحار الاّنوار كتاب الاستدراك من آثار الشهيد الأوّل العلمية، لكنّه يصرّح بعد صفحات بأنّ جميع كتب الشهيد قد اشتهرت علي الألسن، إلا هذا الكتاب الذي لم نقف علي أصله أبداً.

6 و 7. تقريب المبادئ والتهذيب في الأصول

هذان العنوانان قد عدّهما صاحب الرياض من كتب ومؤلفات الشهيد الاّوّل، لكن من بين آثار هذا الفقيه الأصولي لم يُشاهد هذان الكتابان، ولعلّ منشأ هذا الاشتباه أنّ للعلامة الحلي كتاباً تحت عنوان تهذيب طريق الوصول إلي علم الأصول ، كتب الشهيد الأول شرحاً عليه.

8. حاشية التحرير

ذكر المحقّق الكركي في كتابه جامع المقاصد أنّ ثمة حاشية كتبت علي كتاب التحرير، وقد نسبها إلي الشهيد الأول، إلا أنّه في موضع آخر ردّ هذه النسبة وعدّها خطأً.

9. حاشية الشرائع

الوحيد الذي نسب هذه الحاشية إلي الشهيد هو صاحب الرياض، في حين أنّ الشهيد الثاني هو من له حاشية علي‌ الشرائع، ولعلّ هذا هو منشأ الاشتباه.

10. خلاصة الإيجاز

ظنّ بعض العلماء أنّ للشيخ المفيد كتاباً باسم الايجاز قام الشهيد الاّوّل بتلخيصه وايجازه فسمّاه خلاصة الايجاز. لكن الصحيح أنّ خلاصة الايجاز في المتعة من مؤلّفات الشيخ المفيد المعروفة والمطبوعة. وعلي كل حال محتوي هذه الرسالة وأسلوب تدوينها حاكيان عن أنّ هذه الأثر لا يمكن أن يكون من مؤلفات الشهيد، بل ولا يتناسب وظروف عصره.

11. الخلل في الصلاة

إلي جانب كتاب البيان للشهيد المطبوع، طُبعت رسالة بعنوان الخلل في الصلاة من السهو إلي الشك، وفي نهاية هذه الرسالة ذُكر أنّ مؤلّف هذه الرسالة غير معروف، لكن بعض المحققين لم يلتفتوا إلي هذه النقطة، ولأنّها طُبعت إلي جانب كتاب البيان فقد عدّوها من مؤلّفات هذا الفقيه، والحال أنّها ليست من مؤلّفاته.

12. الدرة الباهرة من الأصداف الطاهرة

نسب العلامة المجلسي هذا الكتاب إلي الشهيد في كتابه البحار (ج 1، ص 10) ولكن الصحيح أنّ الشهيد قد نقل الرسالة وهي عبارة عن مجموعة من الكلمات القصار المنقولة عن النبي (صلّ الله عليه وآله) والأئمة المعصومين (عليهم السلام) وبترتيب اسمائهم، قطب الدين الكيدري.

13. شرح مبادئ الأصول

نسب صاحب الرياض هذا الكتاب إلي الشهيد الأوّل، ولم يقل به أحد سواه. نعم قد شرح الشهيد كتاب تهذيب الأصول إلي علم الأصول، ولعلّ هذا منشأ الخطأ الذي وقع فيه صاحب الرياض.

14. غاية القصد في معرفة القصد

وهذا الكتاب من مؤلفات الفيلسوف شمس الدين محمد بن مكي أستاذ الشهيد الثاني وهو من علماء القرن العاشر، ومن الخطأ ما نُسب إلي الشهيد الأول، ولعلّه من تشابه الأسماء.

15. قصر صلاة المسافر

وهذا الكتاب في الحقيقة هو نفس كتاب جواز إبداع السفر في شهر رمضان، والذي أخطأ كثير من المفهرسين في اسمه، فجري عليه التغيير إلي اسمه الآخر.

16. اللوامع

أول من نسب هذا الكتاب إلي الشهيد هو العلامة المجلسي، في حين أنّ سائر العلماء لم يعدّوه من مؤلّفاته.

17. مجموعة الإجازات

للشهيد مجموعة إجازات كان قد كتبها لتلاميذه والرواة عنه، إلا أنّه لم تكن له مجموعة خاصة بهذا العنوان. والعلامة المجلسي في البحار ( ج 107) قد جمع عدداً من الإجازات، من جملتها اجازة الشهيد إلي ابن خازن وابن نجدة.

18. مسائل تزاحم الحقوق

هذه الرسالة هي قسم من كتاب الدروس الشرعية للشهيد، كان قد عدّها الشيخ أقا بزرك الطهراني في الذريعة (ج 20، ص 340) رسالة مستقلّة تحمل هذا العنوان.

19. المعتبر

ينقل صاحب الرياض عن شخص يدعي السيد محمود بن فتح الله الكاظمي في رسالة بعنوان الخمس، أنّ كتاباً يحمل اسم المعتبر في الفقه من مؤلّفات الشهيد الأوّل، ثمّ أنّ صاحب الرياض يردّ هذه النسبة ويعتبرها خطأً من هذا الشخص الذي نسب كتاب المعتبر وهو للمحقّق الحلّي وليس للشهيد.

20. منظومة في مقدار نزح ما يقع في البئر

انفرد صاحب الرياض في نسبة هذه المنظومة إلي الشهيد الأول، ولم يصرّح أحد غيره بهذه النسبة.

21. النيّة

نسب هذه الرسالة المختصرة الشيخ أقا بزرك الطهراني إلي الشهيد الأول، ولم ينسبها أحد غيره إليه، في حين كان من الواجب نسبتها إلي الشهيد الثاني، لأنّه من المسلّم به أنّ للشهيد الثاني رسالة تحمل هذا العنوان، وهنا توجد نسخة مخطوطة موجودة في مكتبة المدرسة الفيضية بقم المقدسة، تحمل إمضاء‌واسم الشهيد الثاني.

22. الوصية

كاتب هذه المجموعة الجباعية وهي مجموعة وصايا أخلاقية وعرفانية غير معروف، لكنّها منقولة بخطّ الشهيد، تتصدرها هذه العبارة: هذه مجموعة من الوصايا القيّمة نقدّمها إلي إخوة الإيمان، وبخطّ الشيخ الشهيد شمس الدين بن مكي، ولم يُعلم أنّ هذه التوصيات هل هي منه رحمه الله أم من نقله عن أخرين. وعلي كلّ حال عُدَّت من مؤلّفات بسبب اهتمام الشهيد الأوّل بها رغم أنّها رسالة قصيرة ومختصرة.

 

 
امتیاز دهی
 
 

خانه | بازگشت | حريم خصوصي كاربران |
Guest (PortalGuest)

كنگره بين المللي شهيدين
مجری سایت : شرکت سیگما