قبسات من سيرة الشهيد الثاني
 
  قبسات من سيرة الشهيد الثاني 
 
   
لشهيد الشيخ زين الدين الجبعيالعاملي

المشهور بالشهيد الثاني 911هـ - 965 هـ
   
المقدمة :
في البحث السابق  تحدثنا عن شذرات من سيرة الشهيد الاول  وبدأنا باستخدامه للدعاء كسلاح رباني ونريد اليوم أن نتحدث عن استخدام الشهيد الثاني  للهتاف كسلاح سياسي في مقارعة الباطل ، ولكن قبل ذلك نريد أن نتقدم بدراسة أولية عن هذا الرجل  باعتباره دليلا على عبوديته المحضة ولكي يكون التأسي بهذا الرجل واتخاذه قدوة هو جنّة من النار واستعدادا لتلقي الفيض الإلهي والتشرف باللحاق بأولياء الله الصالحين في جنة النعيم.
والتوحيد وإن بدأ بمرتبته اللفظية وهي قول " لا اله إلا الله "
فإن قول الرضا ( ع ) سيكون مكملا حين قال :"بشرطها وشروطها وأنا من شروطها ".
وبما أن الشيعة هم من احكم أساس التوحيد فإن الشهيد الثاني  كان شيعيا بهذا المقدار أي انه كان شيعيا في توحيده وفي تطبيقه لشروط التوحيد فالتشيع عند الشهيد الثاني  ليست قومية ولا انتسابا بالهوية كما هو سائد هذه الأيام بل هو التوحيد الخالص لله عز وجل ولا يمكن معرفة أسس وأحكام التوحيد الشرعية والعقلية دون الأخذ بمعارف أهل البيت عليهم السلام وكما نقل عن صدر المتألهين الشيرازي قده ما مضمونه انه قال " تبا لفلسفة ليس فيها علم أهل البيت ع "لأن أهل البيت ع هم الذين مكنوا أتباعهم من فهم التوحيد عبر العديد من الأحاديث الشريفة وعبر تعليم تلاميذهم ومناقشة كل الأفكار والأطروحات التي كان يعج بها علم الكلام وتمكنوا من أن ينقذوا شيعتهم من شبهات التجسيم والتشبيه التي انتشرت في زمانهم عند المفكرين والفلاسفة كما أنهم اسقطوا التثليث المسيحي فأقاموا الأدلة على وجود الله الواحد الأحد.
والتوحيد ليست معارف نظرية مجردة بل هي إيمان وعمل ، عقيدة وسلوك تشمل الفرد والمجتمع ومن هنا نرى  أهمية وعمق السلوك التوحيدي عند الشهيد الثاني  لأنه أدرك أهمية الارتباط بين العقيدة الطيبة والعمل الصالح " إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه " ولذا تجد أن الشهيد الثاني  قد وحد الله في كل خطاباته إلى الناس  ولم يكن يدع مجالا للشرك في العقيدة والعصيان بالعمل إلا ونهى عنه قولا وعملا وكان ينادي بوضوح أن أطيعوا الله فقط ولا أي شيء آخر من خلال كتبه .
وهو " قده" قدم أفكارا سهلة الفهم إلى الناس في توحيد الله وكان يدعوهم إلى التمسك بها وعدم مجاملة المشركين والمبطلين كما اعتادوا أن يفعلوا بسبب قلة اهتمامهم بمعارف التوحيد بل دعاهم إلى الصلابة والجرأة في الدفاع عنها كمفاهيم رصينة المطالب  " وهذه الدعوة ليست لخلق الأضرار البدنية في الخصم كما قد يظن الجاهل بل هي دعوة للمناظرة العلمية القوية التي يهرب منها العديد من المجاملين المغفلين الذين يريدون السكوت عن الخزعبلات على قاعدة عرفية افتراضية ما انزل الله بها من سلطان كقولهم " شعليك موسى بدينه وعيسى بدينه "ونسوا قول الله سبحانه " إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم من العلم بغيا بينهم " .
ولذا تجد أن من توحيد الشهيد الثاني  انه خاطب اليهود والمسيحيين لدخول الإسلام بعد أن اثبت لهم بما لا يقبل الشك انحراف كبرائهم عن الدين الحق وارتكابهم المحرمات كشرب الخمر والزنا والسفور والركون إلى الحكومات الظالمة وعدم نهيهم عن ظلم الشعوب المستضعفة بما لا يتناسب مع الفكر السماوي لا عند النبي موسى ع ولا عند النبي عيسى ع نستشف ذلك بنحو او باخر بمعنى او باخر من خلال مؤلفاته قدس  .
كما انه " قده " رتب المؤمنين في أعمال تجعلهم يتكاملون تدريجيا في التوحيد وهو قد انطلق من تنبيه الإنسان إلى مسيره الذي يحدد مصيره في المستقبل لكي يكون هذا التنبيه رادعا له من كل شرك وباطل وحافزا لإتباع الخير وكانك  تجده يقول لكل أحد يستمع إليه "!!! الله فوقك وجهنم تحتك " وفي هذا التحديد الوجودي للإنسان لا المكاني اختصار لوصف مسيرة الفرد إما تكاملا نحو القرب الإلهي أو تسافلا - والعياذ بالله نحو جهنم ،وهذا القول يوضح أن مسيرة الفرد إلى الرتبة العليا وهي تبدأ من الخلق إلى الخالق هي باختياره كما أن هبوط الفرد من المرتبة التي خلقه الله عليها إلى أسفل السافلين في جهنم هي باختياره بعد أن كمل عقله وبلغ سن التكليف وصار مؤهلا لتلقي الشريعة وبعد أن أقيمت عليه الحجة البالغة ، لذا هو يدعوهم إلى التنبه واليقظة وكانه يقول " التفتوا إلى متى وانتم نيام ، كل واحد يصلح نفسه ،أنا لا أقول أكثر من هذا ، الله موجود وأنت موجود أصلح نفسك جزاك الله خير جزاء المحسنين " !!!.
ولأنه قده لم يكن يريد ترك الناس لوحدهم في هذا الاختبار الصعب والبلاء العسير فإنه قدم نفسه كدليل ومرشد وقائد لهم ودعاهم للركوب في سفينته ،سفينة النجاة ودعاهم الى فهم التوحيد النظري ومن ممارسة التوحيد العملي وأنتج نفسه كنموذج  باعتبار أن صلاح الدليل والقائد فيه نفع وخير وصلاح للأمة.
 
وكان يعلم قده أن  لا بد من حمل فكرة عن البراهين الفلسفية على وجود الله كبرهان الدور "القاطع باستحالة توقف كل واحد من الشيئين على صاحبه فيما هو موقوف عليه إما بمرتبة أو مراتب واستحالة كون الشيء موجودا قبل وجوده وما يفضي إلى المحال محال " وبرهان التسلسل " القاطع باستحالة تسلسل وترامي أمور محدثة إلى غير النهاية وبما أن السلسلة الحاوية لجميع الممكنات هي ممكنة فلابد لها من مؤثر خارج عنها والخارج من جميع الممكنات هو واجب الوجود لذاته فتنتهي السلسلة إليه وينقطع التسلسل " وبرهان النظم وجودة الصانع وغيرها من البراهين العقلية أو حتى البراهين القلبية من قبل " عميت عين لا تراك عليها رقيبا " وقوله ع " انه لا تراه العيون بمشاهدة الأبصار ولكن تراه القلوب بحقائق الإيمان " وقوله تعالى " وليعلم الذين أوتوا العلم انه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم " وأدلة أخرى كثيرة كان يعتقد بها الشهيد قدس ، إنها لم تكن كافية لإقناع هذا السائل فوجد أن من الواجب عليه أن يقدم له برهانا آخر لم يسمع به من قبل يكون بمثابة الصدمة والحافز للتفكير من جديد والإيمان بوجود الله سبحانه والبرهان الذي قدمه قده كان سهل الفهم وبسيط يستند على الاستقراء العملي لكون اغلب الطيبين هم من الذين يؤمنون بالله واغلب الأشرار والمجرمين هم ممن ينكر وجود الله وهذا مختصر هذا البرهان " الاوهية الشهادة !!  أنت تلاحظ وأنا ألاحظ وكل عاقل يلاحظ على وجه البشرية … أن الناس الطيبين يؤمنون بالله وان غير الطيبين لا يؤمنون بالله " مختصر مفيد " إن المؤمنين بالله عندهم إنسانية عندهم إنصاف وعندهم طيبة وعندهم إخلاص ونحو ذلك من الصفات التي نتوخى ونتمناها لأي إنسان في مقابله الذين لا يؤمنون بل يجرحون وجهك ويدك ورجلك ، مكرة فسقة منحرفون ظلمة إلى آخره ،حينئذ معنى ذلك أن الإيمان بالله هو حصة الطيبين وإنكار الله سبحانه وتعالى هو حصة الفاسدين ويكفينا هذا دليلا على وجوده جل جلاله وعلا لطفه وقدرته "
وأضرب لكم مثالا " لا ينبغي أن ننسى أن هؤلاء الناس الطيبين ليسوا واحد واثنين ، ملايين ، أربع وعشرون ألف نبي كلهم أناس طيبون ، هل فيهم نبي غير طيب؟ كلهم صالحون أوليائهم صالحون ، أوصيائهم صالحون ، المؤمنون بهم صالحون ".فأقر السائل بصحة البرهان وبأنه لم يسمع به من قبل..
كان قده يعلم أن التوحيد يبدأ بالكفر بالطاغوت " فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى " والطواغيت في زمانه الى يومنا هذا  كثر !! فمنها طواغيت الحكام والسلاطين ووعاظهم وطواغيت الدول الاستكبارية وعملاؤهم والنفس الأمارة بالسوء وطواغيت الشهوات والمحرمات وقد عمل   الشهيد الثاني على مناقشة وابطال كل مبتنيات هؤلاء الطواغيت وتمكن من نزع آثارهم السلبية في تربية الناس كما تمكن من كشف طواغيت مخفية كان يظنها الناس ربانية كالصامتين صمت القبور من الأصنام البشرية.
ومن الطواغيت الذين كفر بهم الشهيد الثاني قدس من خلال تصرفاته وانا اكتب بلسان حال المستنتج من تلك المسيرة والمتتبع للكتابات !! :
 
 
1. الطاغوت الأكبر :وهو الاستعمار العسكري والاقتصادي والفكري المسيحي الغربي أو ما يسمى بالدولة البيزنطية سابقا وأمريكا وأوربا في الزمن الحاضر فالمتتبع يرى أن الاستعمار المسيحي الغربي وفي بدء صراعهم  وكانه يوحي الينا بايحاء  غير مباشر قائلا لنا : "  ان الدولة البيزنطية مسؤولة عن قتل الحسين ع " من قتل الحسين سلام الله عليه ؟ قتله سرجون وبتعبير آخر قتلته البيزنطية " ويريد تبيان  " اثر الاستعمار الأكيد والشديد في المجتمع المسلم منذ صدر الإسلام والى العصر الحاضر حتى انه يمكن أن يقال بوضوح أن الذي قتل رسول الله ص وقتل الزهراء سلام الله عليها وقتل الحسين ع وتسبب إلى غيبة الإمام المهدي ع هو الاستعمار بأياديه الخفية المبثوثة في هذا المجتمع المسلم!!! وكذلك ما حصل بعده من الحروب الصليبية، ومعاهدة الخلافة العثمانية مع ألمانيا وغزو الإنكليز للعراق وغزو الفرنسيين لمصر وكذلك الغزو الثلاثي لمصر وتأسيس إسرائيل عليها اللعنة والعذاب وغير ذلك كثير ومظالم الاستعمار عامة لكل زمان ومكان ومنتشرة على وجه الأرض وفي كل دهر "ومن خلال هذه الومضة المنبثق شعاعها منه نستنتج من كلامه اذا بقينا مسترسلين انه  من كان يتحكم بالاقتصاد في المجتمعات الإسلامية هي الدولة البيزنطية سواء عبر الحروب المباشرة أو بالعملاء أو بالتحكم بالاقتصاد بواسطة النقد الدولي والمسكوكات البيزنطية بغية حرفها عن عقائدها، ويجب علينا الإشادة بقوة التحليل السياسي الذي قدمه من حياته وعلومه  ، وقد ركز قده معظم حركاته  على الكفر بالعملاء واليوم يستنتج على من يقف حول سيرة هذه الشخصية ان امريكا ستكون على راس العمالة وبالتالي يجب الوقوف ضدها !! اذن هذه هي فوائد دراسة الشخصيات والتطلع الى ذكراهم من خلال التحدث المتبادل حولهم !!  ورفع شعارا جماهيريا " كلا ،كلا امريكا " 
 
 
2. نستخلص او نستنتج نقطة اخرى من هذه الفائدة الا وهي : عملاء الاستعمار داخل المجتمع الإسلامي :
وهم المسيطرون على الدولة وعلى حركة الفكر التي أدخلت شرا إلى البلاد الإسلامية أفكار الإلحاد وما يسمى بالعلمانية وسببت انحرافات وانشقاقات كثيرة داخل المجتمع الإسلامي  :  
 
 
3. اليهود :
لقد فهم الشهيد الثاني  قده قول القرآن فيهم " لتجدن اشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا "ولذا كان يشجع الناس من خلال مسيرته على  الوقف ضد الظالمين  باعتبارهم من طواغيت الأرض واذا بقينا نتعمق حول هذه الخطوات شئا فشئا نجد انفسنا وصلنا الى مرحلة نقول فيها " فانهم حيث خاصموا نبي الإسلام وعادوه فقد اصبحوا الأعداء التقليدين للمسلمين " ونتطور في التفكير اكثر نصل الى  " ان السبب الرئيسي للخلاف بين اليهود والمسلمين - ونحن ينبغي أن نكون على بينة من ذلك تجاه إسرائيل وغير إسرائيل - هو أن اليهود كانوا يبشرون بسيطرة دينهم على البشرية وكانوا ولازالوا يعملون لذلك حيث يزعمون أن دينهم هو الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملأت ظلما وجورا - لو تكلمنا باللغة الإسلامية -هكذا نقول : وان القائد العالمي المهدي منهم ،وان عاصمة العالم هي أورشليم التي هي القدس ،هكذا هم يقولون ولازالوا يعملون لذلك "
 
وقدنستنتج من خلال مسيرته ايضا انه اسقط قدس  من نظريتهم الصهيونية بأنها " ليست عالمية بل هي عنصرية طبقية تتحدد بالولادة كما يعبرون فعندهم اليهودي من الدرجة الأولى واليهودي من الدرجة الثانية – وكانه يقول   هل يوجد مسلم من الدرجة الأولى ومسلم من الدرجة الثانية ؟   ودعا قده إلى محاربة اعداء الاسلام  بالعقائد الاسلامية لانه ليس من المعقول أن اليهود يحاربوننا كيهود ونحن نحاربهم كعرب أو كشيوعيين أو كرأسماليين وانما يقابل اليهودية الإسلام ليس إلا والإسلام هو دين الشهادة ودين الآخرة ودين العدل ودين الجهاد "ولذا كان الشعار الذي علم الناس  :
 
4. الوهابية :
وهم من اشد الطواغيت لأنهم يحاربون الموحدين باسم التوحيد أو قل هم الخطر الأول على عقائد التوحيد إذ يفرغونه من مضامينه وشروطه ويناصبون العداء لأهل البيت الذين هم أبواب الفهم السليم للتوحيد لذا دعا قده الى ترتيب الاحكام الشرعية عليهم ، صيانة للفهم السليم والعقائد السليمة وقد تصدى قده لكشفهم أمام الناس باعتبارهم مجرمين لا مسلمين وهو وكانه بعنوان عام قد أفتى بحقهم انهم انجاس 
 
 
5. النفس الأمارة بالسوء :
وهي الطاغوت الذي جعل البعض لا يترك الحرام ولا يفعل الواجبات ولا ينتهي من منكر ولا يأتمر بمعروف وهؤلاء هم   " الملتزمون بالحرام وعليه حياتهم وأرزاقهم والعياذ بالله " كالمغنين والممثلين وبائعي الخمور والمرابين والسافرات والسحرة وآخرين ، وهذا الطاغوت واسع الانتشار وله مراتب عدة في المجتمع لكن ان الناس كيف يحاربوا هذه الأنا المحرمة ويستبدلوها بالعبودية المحضة فأسس لهم مذهبا أخلاقيا سهل التداول استمده لهم من كتاب الله وفقه أخلاق المعصومين ونشره بين الناس وعلمهم أن الشهوات لا تصلح بديلا عن اللذة الحقيقية لذة الطاعة والذكر لله سبحانه وتعالى وحذرهم من الوقوع في حبائل الدنيا .
ونختم هذا البحث السريع عن توحيد الشهيد الثاني  قده " انه في المستوى العالي جدا من درجات اليقين لا يكون الالتذاذ إلا بالله وذكره وطاعته "
 و أيضا في وضوح شديد " الآخرة حرام على أهل الدنيا والدنيا حرام على أهل الآخرة  والدنيا حرام على أهل الآخرة والدنيا والآخرة حرام على أهل الله "!!!!
 
 
تمهيد :
وها نحن بصدد علما اخر من اعلام الشهادة واكتفي بذكر ماجاء بحقه من كلام يدل على عظم الخطب وروعة الخطب فيه :واكتفي بما قاله فيه 30 - ص رجال أبي علي ص 143 :
 
 ( زين الدين بن علي بن احمد بن جمال الدين العاملي المشتهر بالشهيد الثاني وجه من وجوه الطائفة وثقاتها كثير الحفظ نقي الكلام له تلاميذ أجلاء وله كتب نفيسة جيدة منها ح بع للمحقق قدس سره قتل ( ره ) لأجل التشيع في قسطنطينة سنة ست وستين وتسعمائة ( رض ) وأرضاه نقد ، أقول لغاية شهرته وشهرة كتبه لا حاجة إلى ذكره وكتب هو ( ره ) رسالة في تفصيل أحواله وأكملها بعض وأكملهما ما قلته المحقق الشيخ على وذكر في الدر المنثور وفيها تفصيل نثره وتحصيله وعلومه التي حصلها وتصانيفه التي صنفها وأخلاقه الحميدة وكراماته غير العديدة وأولاده الأجلة وشهادته وأشعاره والمراثي التي قيلت في شهادته من أراد التفصيل فعليه به تعق أقول أفرد تلميذه الشيخ محمد بن العودي أيضا رسالة في أحواله وهي عندي ذكر فيها سوء اشتغاله وتحصيله وتعزيه في طلب العلم وشهادته وذكر من جملة مصنفاته ح د إلى أواخر كتاب الصلاة والروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية وشرح يع سبع مجلدات وحاشية على ألفية الشهيد وحاشية أخرى تكتب على الهامش وشرح على الألفية ممزوج ومبسوط وشرح النفلية وكتاب منية المريد في آداب المفيد والمستفيد وحاشية على يع خرج منها قطعة وجزء يشتمل على فتوى خلافيات يع وحاشية على النافع تشتمل على تحقيق المهم منه ورسالة في أسرار الصلاة القلبية ورسالة في نجاسة البئر في ملاقات النجاسة وعدمها ورسالة فيما إذا تيقن الطهارة والحدث وشك في السابق منهما ورسالة فيما إذا أحدث المجنب في أثناء الغسل بالحدث الأصغر ورسالة في تحريم طلاق الحايض الحائل الحاضر زوجها المدخول بها ورسالة في حكم صلوة الجمعة في حال الغيبة ورسالة أخرى في الحث على صلوة الجمعة ورسالة في بيان حكم المسافر إذا نوى إقامة عشرة أيام وفيما إذا خرج ما دون إلى المسافة سماها نتايج الأفكار في حكم المقيمين في الاسفار ورسالة في مناسك الحج ورسالة في نيات الحج والعمرة ورسالة في احكام الحبوة ورسالة في ميراث الزوجة غير ذات الولد ورسالة في عشرة مباحث في عشره علوم صنفها في اصطنبول ورسالة في الغيبة ورسالة في عدم جواز تقليد الميت ووجوب تقليد مجتهد الحي كتبها برسم الفاضل الصالح المرحوم السيد حسين بن سيد أبي الحسن قدس الله روحه والبداية في علم الرواية وشرحها وكتاب غنية القاصدين في معرفة اصطلاحات المحدثين وكتاب منار القاصدين في أسرار معالم الدين ورسالة في شرح قوله ( ع ) الدنيا مزرعة الآخرة ورسالة في أجوبة ثلاث مسائل إحداها في شخص على بدنه منى واغتسل في ماء كثير ومعك بدنة لإزالة الخبث فلما انصرف به من أن تحت أظفاره شئ من وسخ البدن المختلط بالمنى فهل يطهر الوسخ الذي له جرم مخالط للمني بنفوذ الماء في أعماقه أم لا والثانية قطعة الجلد المنفصلة من بدن الإنسان هل هي طاهرة أم لا الثالثة في شخص مرض مرضا بالغا وأراد الوصية فعرض عليه بعض أصحابه ان يجعل عشرين تومانا من ماله خمسا فقال اجعلوا إلى آخر السؤال .
 
 
 
الفصل الاول : وفيه ابواب
 
الاول : نشاته وولادته وسيرته :
 
الثاني : رحلاته :

الثالث : ومن كتبه
 
الرابع : وجاء في  أعيان الشيعة ج 7 ص 143
 
 
 
 
الفصل الثاني : وفيه اربعة  فروع
 
الاول : عوده إلى وطنه جبع
 
الثاني : سفره إلى زيارة أئمة العراق عليهم السلام
 
 
الثالث : مشايخه في أمل الآمل
 
الرابع : تلاميذه
 
الفصل الثالث : وفيه ثلاثة مقاصد
 
الاول – مؤلفاته
 
الثاني – اقوال العلماء فيه
 
الثالث - سيرته
 
 
 
الاول - نشاته وولادته والتعريف به :
 
 
 
 
هو جمال الدين أبو منصور الحسن بن زين الدين الشهيد الثاني بن علي بن أحمد العاملي الجبعي ، قدس الله روحه ، واشتهر بصاحب المعالم ، نسبة إلى كتابه الذي ألفه في الفقه مع مقدمة في أصول الفقه وسماه معالم الدين وملاذ المجتهدين . وكان من فطاحل العلم وعشاق المعرفة ، وقد سما إلى المقام الأسنى في مختلف العلوم ، حيث أنه دخل ميادين العلم دخول المحترف القدير ، فكان يدأب في أخذ العلم ونشره طيلة عمره ليله ونهاره ، وكان علمه يتقاطر من أنامله ، ومعالمه هذه رشحة من بحار فضائله ، فكان لسان الثناء بذكر نطوق في الأصول والفروع ، فقد كان محققا عالما درس المعقول والمنقول والفروع والأصول والمنطق والبلاغة والرياضيات . اما الأدب فهو روضة الأريض ومالك زمام السجع منه والقريض ، والناظم لقلائده وعقوده ، والمميز عروضه من نقوده : سلافة العصر : ص 305 .
 
 
فهو النجم الزاهر في سماء العلم والمعرفة . وقد ولد في أسرة ساهمت مساهمة فعالة في تقدم العلوم الاسلامية حيث تقلدت شرف المرجعية والزعامة الدينية ، وعلى رأسها الشهيد الثاني ، قدس سره ، وكانت ولادته لعشرة أيام بقين من شهر رمضان المبارك ، عام 959 ه‍ ، في قرية " جبع " من قرى جبل عامل بلبنان . وكان عمره حين استشهاد والده سبع سنين اشتغل في تلك النواحي المقدسة وأخذ بتحصيل العلوم على د جملة من فضلائها البارعين وطلبة والده الشهيد .   وبعدما أكمل دراسته الابتدائية والمقدمات اللازمة في بلاده ومسقط رأسه توجه إلى العراق وأقام في النجف الأشرف واشتغل هناك في دراسة الفقه والأصول والعلوم الأخرى ، فحضر درس المقدس الأردبيلي والمولى عبد الله اليزدي مع ابن أخته السيد محمد صاحب المدارك وكانا يتسابقان في الفضل والعلم والاحترام ، نقل عن أستاذهما المحقق الأردبيلي أنه كان عند قرائتهما عليه مشغولا بتأليف ، وشرح إرشاد الأذهان ، فكان يعطيهما أجزاء منه ويقول لهما : انظرا في عبارته وأصلحنا منه ما شئتما فإني أعلم أن بعض عباراته غير فصيحة : منتقى الجمال في الأحاديث الصحاح والحسان : ص 7 و 8 من المقدمة
وكان صاحب المعالم حسن الخط جيد الضبط عجيب الاستحضار حافظا للرجال والأصول والاخبار . نشأ هذا العالم في أُسرة علميّة فاضلة، يكفي أنّ ستّة من آبائه وأجداده كانوا من العلماء الفضلاء. وكان قد اجتمع لديه عاملان مهمّان نهضا به إلى تسلّق سَنام المجد وهما:
 
الأوّل:الجوّ العلميّ الذي تأثّر به فبَلوَر ذهنيّته، ونمّى فيه مواهب الفقاهة والمعرفة.
الثاني:الحالة الروحيّة التي كان يتمتّع بها الشهيد الثاني منذ صباه، فقد بكّر بختم القرآن والتوجّه العباديّ.وإلى جانب هذين العاملين كانت الهجرة من وطنه طلباً للعلم سبباً آخر في ارتقائه مدارجَ المعرفة. فسافر إلى (ميس) إحدى قرى جبل عامِل في جنوب لبنان ولم يكن تجاوز سنَّ المراهقة، فأكمل دراسته المعمّقة مشفوعةً بالبحث الجادّ والمراجعة المركّزة.. فقطع مراحلَ عديدة في مدّة قصيرة وهو في شوق إلى العلم وحُسن استماعٍ لحديث الأكابر، وكان شجاعاً في ساحات الحوار والمباحثة، يُفيد ويستفيد.
 فهو  عالم بالحديث ، بحاث ، إمامي . ولد في جبع ( بلبنان ) ورحل إلى ميس ، ومنها إلى كرك نوح . ثم قصد مصر ، فالحجاز فالعراق ، فبلاد الروم . وأقام أشهرا في الآستانة فجعل مدرسا للمدرسة النورية ببعلبك فقدمها ، فوشى به واش إلى السلطان ، فطلبه ، فعاد إلى الآستانة محفوظا ، فقتله المحافظ عليه واتى السلطان برأسه ، فقتل السلطان قاتله . أعلام زركلي ج 3 ص 64 : - أعيان الشيعة ج 7 ص143-  153 :
 
 
 
الثاني : رحلاته :

قضى قرابة ثلاثينعاماً من عمره في أسفار ورحلات، فمنها العلمية، حيث درس خلالها على
 
أفضل العلماء،ودرَّس جمعاً غفيراً، ومنها العبادية، تشرَّف فيها بالحج والعمرة، وزيارة بيت
 
المقدِس، وزيارة العتبات المقدّسة في مدينة النجف الأشرف، ومدينة كربلاء والكاظميةوسامراء بالعراق.

وكانت سفراته العلمية إلى ميس، وكرك نوح، وجُبَع،ودمشق، ومصر، والحجاز، وبيت
 
المقدس، والروم، وحلب، وأسكدار، وبعلبك، وغيرها، حتّىلم يُبقِ السفر من عمره إلاّ عشر سنوات قضاها مقيماً فيبلاده.

 
 
الثالث : ومن كتبه
 
( منية المريد في آداب المفيد والمستفيد - ط ) و ( الاقتصاد فى معرفة المبدأ والمعاد  خ ) و ( الايمان والإسلام وبيان حقيقتهما - ط ) و ( غنية القاصدين في اصطلاح المحدثين ) و ( منار القاصدين في أسرار معالم الدين ) ض و ( الرجال والنسب ) و ( منظومة في النحو ) و ( شرح الشرائع ) سبع مجلدات ، و ( شرح الألفية ) في النحو ، و ( روض الجنان - ط ) فقه ، و ( الروضة البهية - ط ) فقه ، و ( مسالك الافهام إلى شرائع الإسلام - ط ) فقه ، و ( كشف الريبة عن احكام الغيبة - ط ) ورسائل فقهية كثيرة طبع بعضها راجع :
 
 
 أمل الآمل للحر العاملي ، طبعة الطهراني سنة 1307 ه . والذريعة 2 : 267 و 514 وشهداء الفضيلة 132 - 144  
 
 
الرابع :  وجاء في  أعيان الشيعة ج 7 ص 143 :
 
الشيخ زين الدين بن نور الدين علي بن احمد بن محمد بن علي بن جمال الدين بن تقي بن صالح بن مشرف العاملي الشامي الطلوسي الجبعي المعروف بابن الحاجة النحاريري الشهير بالشهيد الثاني ولد في 13 شوال سنة 911 كما نقله ابن العودي عنه يوم الثلاثاء واستشهد يوم الجمعة في شهر رجب سنة 966 كما في نقد الرجال أو 965 كما عن خط ولده الشيخ حسن وعمره 54 أو 55 سنة وعن تاريخ جهان آرا الفارسي أنه استشهد يوم الخميس سنة 965 في العشر الأوسط من السنة المذكورة اه‍ . وكانت شهادته قتلا في طريق اسلامبول عند قرية تسمى با يزيد محمل رأسه إلى اسلامبول وفي أمل الأمل قال في تاريخ وفاته بعض الأدباء ( أقول ) ويقال إنه البهائي ولكن البهائي متأخر عنه وشعره أمتن من شعر هذا الذي عده صاحب الأمل من الأدباء وهو بعيد عنهم قال : تاريخ وفاة ذاك الأواه . . . ( الجنة مستقره والله ) سنة 955 وبعضهم أرخه بقوله ( مثوى الشهيد جنة ) 964 ويظهر من بعض كتب التراجم ان المعروف بابن الحاجة هو أبوه ( والطلوسي ) لم نجده في غير رياض العلماء . وصاحب الروضات جعله وصفا لجده الشيخ صالح بن مشرف وهو نسبة إلى طلوسة بطاء مهملة مفتوحة ولأم مشددة مضمومة وواو ساكنة وسين مهملة وهاء قرية عاملية وهو اسم روماني أو سرياني ويوجد في بلاد الافرنج طلوزه بالزاي بدل السين ولعل طلوسة تصحيف طلوزه فيظهر ان الطلوسي وصف لجده لا له لأن وطنه الأصلي جبع كما يدل عليه قول ابن العودي الآتي ثم رجع إلى وطنه الأصلي جبع  م ) 
رحلته من مصر للحجاز قال ثم ارتحلت من مصر إلى الحجاز الشريف في 17 شهر شوال سنة 943 ( فتكون مدة مقامه بمصر 18 شهرا ويومين ) قال ابن العودي وكان قدس سره قد رأى النبي ( ص ) في منامه بمصر ووعده بالخير ولا أحفظ صورة المنام الآن فلما وقف على القبر المقدس وزاره خاطبه وأنشده وقال ( وذكر الأبيات الآتية عند ذكر أشعاره ) .
 
 
 
 
 
الفصل الثاني :
 
الفرع الاول : عوده إلى وطنه جبع
 
قال طاب مثواه ورجعت إلى وطني الأول بعد قضاء الواجب من الحج والعمرة والتمتع بزيارة النبي وأصحابه صلوات الله عليهم ووصلت في 14 صفر سنة 944 قال ابن العودي وكان قدومه إلى البلاد كرحمة نازلة أو غيوث هاطلة أحيا بعلومه نفوسا أماتها الجهل وازدحم عليه أولو العلم والفضل كأن أبواب العلم كانت مقفلة ففتحت وسوقه كانت كاسدة فربحت . وأشرقت أنواره على ظلمة الجهالة فاستنارت . وابتهجت قلوب أهل المعارف وأضاءت أشهر ما اجتهد في تحصيله منه وأشاع وظهر من فوائده ما لم يطرق الاسماع رتب الطلاب ترتيب الرجال وأوضح السبيل لمن طلب وفي هذه السنة توشح ببرود الاجتهاد وأفاض مولاه عليه من السعادة ما أراد الا انه بالغ في كتمان امره ( وقال ابن العودي ) أيضا في مكان آخر : أخبرني قدس الله لطيفه وكان في منزلي بجزين متخفيا من الأعداء ليلة الاثنين 11 صفر سنة 965 ان ابتداء امره في الاجتهاد كان سنة 944 وان ظهور اجتهاده وانتشاره كان في سنة 948 فيكون عمره لما اجتهد 33 سنة وكان في ابتداء امره يبالغ في الكتمان وشرع في شرح الإرشاد ولم يبده   . لاحد وكتب منه قطعة ولم يره أحد فرأيت في منامي ذات ليلة أن الشيخ على منبر عال وهو يخطب خطبة ما سمعت مثلها في البلاغة والفصاحة فقصصت عليه الرؤيا فدخل إلى البيت وخرج وبيده جزء فناولني إياه فنظرته فإذا هو شرح الإرشاد قد اشتمل على خطبته المعروفة التي أخذت بمجامع الفصاحة والبلاغة وقال أعلى الله درجته هذه الخطبة التي رأيتها وأمرني ان أطالع الجزء خفية وكان كلما فرغ من جزء يأتيني به فأطالعه . قال ) روح الله الزكية وأقمت بها ( أي جبع ) إلى سنة 946 قال ابن العودي وفي هذه السنة عمر داره التي أنشأها بها وقلت فيها من أبيات : لقد أصبحت تفتخرين بشرا . . . بزين الدين إذ قد حل فيك فلا زال السرور بك يوم . . . يخاطب بالتحية ساكنيك وشرع في عمارة المسجد المجاور للدار المذكورة انتهى في سنة 948   .
 
الفرع الثاني : سفره إلى زيارة أئمة العراق عليهم السلام
 
  
 قال ابن العودي : قال نفعنا الله بعلومه وسافرت إلى العراق لزيارة الأئمة عليهم السلام وكان خروجي في 17 ربيع الآخر سنة 946 ورجوعي في 15 شعبان منها قال ابن العودي ( قلت ) وكنت في خدمته مع جماعة من الأصحاب وأهل البلاد تلك المرة وكانت من أبرك السفرات بوجوده واتفق انه رافقنا من حلب رجل أخو بعض سلاطين الازبك كان قد جاء من الحج ومعه جماعة ومن جملتهم رجل شيعي أعجمي ومنهم اخر من بلاده في غاية البغض للشيعة والبعد عنهم وكان شيخا كبيرا طاعنا في السن وآخر ملا يصلي به إماما وكان يظهر من الرجل بعد زائد عن الشيخ ورفقته حتى ألف بينه وبين الشيخ وما بقى يصلي الا معه وإذا نزلت القافلة حين نزوله عن الفرس يجئ إلى عنده وألقى الله سبحانه حبه في قلبه وترك الصلاة مع صاحبه الملا وجعله قائدا لكلاب كانت معه فحصل في نفسه ونفس ذلك الشيخ على شيخنا من الغل والحقد ما حصل وعزما على السعاية به في بغداد وكان شيخنا في فكر لذلك حتى أنه عزم على الرجوع ان لم يمكنه الزيارة خفية فلما وصلنا الموصل ضعف ذلك الشيخ جدا وعجز عن السفر مع القافلة وانقطع هناك وكفاه الله شره وزار الشيخ الأئمة عليهم السلام مستعجلا واجتمع عليه مدة وجوده هناك فضلاء العراق وكان منهم السيد شرف الدين السماك العجمي أحد تلامذة المرحوم الشيخ علي بن عبد العالي الكركي وأخذ عليه العهد عند قبر الامام أمير المؤمنين عليه السلام الا ما أخبره ان كان مجتهدا وأقسم له انه لا يريد بذلك الا وجه الله سبحانه ثم بعد رجوعه إلى البلاد جاءه منه سؤالات ومباحث وإيرادات واجابه عنها بما يقتضيه الحال وحقق فيها المقال ورجع الشيخ إلى وطنه في جبع في تلك السنة وأقام فيه إلى سنه 948 .
 
 
 
 
الفرع الثالث : . مشايخه في أمل الآمل
 
روى عن جماعة كثيرين جدا من الخاصة والعامة في الشام ومصر وبغداد وقسطنطينية وغيرها ثم قال ويظهر مما ذكره ابن العودي في ترجمته ومن إجازة الشيخ حسن وإجازة والده انه قرأ على كثيرين جدا من علماء العامة وقرأ عندهم كثيرا من كتبهم في الفقه والحديث والأصوليين وغير ذلك وروى جميع كتبهم وكذلك فعل الشهيد والعلامة ولا شك ان غرضهم كان صحيحا ولكن ترتب على ذلك ما يظهر لمن تأمل وتتبع كتب الأصول وكتب الاستدلال وكتب الحديث ويظهر من الشيخ حسن عدم الرضا بما فعلوه اه والظاهر أن مراده بما ترتب على ذلك اتباعهم طريقة العامة في الاجتهاد وتقسيمهم الحديث إلى أقسامه المشهورة فإن ذلك مما لا يرضاه الأخباريون ولذلك ينقل عنهم ان الدين هدم في يومين أحدهما يوم ولد العلامة الحلي وقد بين في موضعه خطأ الأخباريين في زعمهم صحة جميع أحاديث الكتب الأربعة أو القطع بصدورها بما لا مجال لذكره هنا الذي أقله ان أصحاب هذه الكتب كانوا يردون بعضها بضعف السند فكيف بغيرهم والعلامة والشهيدان اجل قدرا من أن يقلدوا أحدا في مثل هذه المسائل أو يقودهم قراء كتب غيرهم إلى اتباع ما فيها بدون برهان وهم رؤساء المذهب ومؤسسو قواعده وبهم اقتدى فيه أهله ومنهم أخذوه وانما أخذوا اصطلاحات العامة ووضعوها لأحاديثهم غيرة على المذهب لما لم يروا مانعا من ذلك وكذلك فعلوا في أصول الفقه وفي الإجماع وغيره كما بين في محله وكذلك في فن الدراية وغيره وكيف يكون عدم رضا الشيخ حسن بما فعلوا لهذه العلة وهو قد تبعهم فيها وزاد عليهم . ويأتي ترجمة سبطه زين الدين بن محمد بن الحسن بن زين الدين انه كان يتعجب من جده الشهيد الثاني ومن العلامة والشهيد الأول في كثرة قراءتهم على علماء العامة وتتبع كتبهم وأنه قال قبل ذلك وقد أدى ذلك إلى قتل جماعة منهم مع ظهور مراده من المشار إليه بذلك وقد بينا هنالك ما في كلامه من النظر وفي الرياض قرأ على طائفة كثيرة من علمائنا ومن العامة ويروي عنهم وقرأ عليه أيضا جم غفير من مشاهير علماء الإمامية وغيرهم ويروون عنه . مشايخه من علماء الإمامية وقد مر ذكر الكتب التي قرأها عليهم في إجازته للشيخ حسين بن عبد الصمد وعدهم ابن العودي وذكر الكتب التي قرأها عليهم كما يأتي وهم ( 1 ) والده علي بن احمد المعروف بابن الحاجة النحاريري
 
( 2 ) المحقق الشيخ علي بن عبد العالي الميسي
 
( 3 ) السيد حسن ابن السيد جعفر بن السيد فخر الدين ابن السيد حسن بن نجم الدين الأعرجي الحسيني الكركي قرأ عليه ويروي عنه إجازة
 
 ( 4 ) شمس الدين محمد بن مكي الدمشقي
 
( 5 ) الشيخ احمد بن جابر
 
( 6 ) الشيخ الامام الحافظ المتقي خلاصة الأتقياء والفضلاء والنبلاء الشيخ جمال الدين احمد ابن الشيخ شمس الدين محمد بن خاتون العاملي يروي عنه إجازة وفي الرياض قال الشيخ البهائي في حواشي أربعينه ان للشيخ زين الدين طريقين إلى المحقق الشيخ علي ( الكركي ) إحداهما عن الشيخ علي الميسي وعن الشيخ احمد ابن خاتون العاملي كلاهما عن الشيخ علي الكركي والأخرى إجازة بالكتابة قال إشارة بهذه إلى روايته عن الشيخ علي الميسي يعني إجازة مرة مشافهة ومرة كتابة واما حمله على أن مراده رواية الشهيد الثاني عن الشيخ علي الكركي مرة بواسطة الشيخ علي الميسي ومرة بلا واسطة كما ظنه بعض العلماء في حواشيه على أصول العالم فهو مع عدم صحته لا يحتمله لفظ ذلك لأن اسم الشيخ علي الكركي غير مذكور في ذلك السند الا بعد حاء الحيلولة في السند الآخر اه . مشايخه من علماء من تسموا باهل السنة وهم 19 شخصا واحد بدمشق هو
 
( 1 ) شمس الدين بن طولون الدمشقي الحنفي وأجيز منه برواية الصحيحين ورواية كلما يجوز له روايته في شهر ربيع الأول سنة 942 قال ابن العودي وكنت إذ ذاك في خدمته اسمع الدرس وأجاز لي الشيخ المذكور الصحيحين وواحد بغزة وهو
 
 ( 2 ) الشيخ محيي الدين عبد القادر بن أبي الخير الغزي يروي عنه إجازة وواحد ببيت المقدس وهو
 
 ( 3 ) الشيخ شمس الدين بن أبي اللطف المقدسي وأجازه - صفحة 154 . إجازة عامة وستة عشر بمصر وهم
 
( 4 ) الشيخ شهاب الدين احمد الرملي قال قرأت عليه وأجازني إجازة عامة مما يجوز له روايته سنة 943
 
( 5 ) الملا حسين الجرجاني
 
( 6 ) الملا محمد الاسترابادي
 
 ( 7 ) الملا محمد الجيلاني ( ويمكن كون الثلاثة من أصحابنا )
 
( 8 ) الشيخ شهاب الدين بن النجار الحنبلي
 
( 9 ) الشيخ أبو الحسن البكري
 
( 10 ) الشيخ زين الدين الجرمي المالكي
 
( 11 ) الشيخ ناصر الدين الملقاني المالكي
 
( 12 ) الشيخ ناصر الدين الطبلاوي الشافعي
 
( 13 ) الشيخ شمس الدين محمد النحاس
 
( 14 ) الشيخ عبد الحميد السمنهودي
 
 ( 15 ) الشيخ شمس الدين محمد بن عبد القادر الفرضي الشافعي
 
( 16 ) الشيخ عميرة
 
( 17 ) الشيخ شهاب الدين بن عبد الحق
 
( 18 ) الشيخ شهاب الدين البلقيني
 
( 19 ) الشيخ شمس الدين الديروطي .
 
 
 
 لرابع تلامذته:
 
  
( 1 ) السيد نور الدين علي بن الحسين بن أبي الحسن الموسوي العاملي الجبعي والد صاحب المدارك وقد رباه الشهيد الثاني كالوالد لولده وزوجه ابنته رغبة فيه وجعله من خواص ملازميه فكان صاحب المعالم خال صاحب المدارك من هذه الجهة
 
( 2 ) السيد علي بن أبي الحسن الموسوي العاملي الجبعي وهو غير والد صاحب المدارك
 
( 3 ) السيد علي بن الحسين بن محمد الحسيني العاملي الجزيني الشهير بالصائغ صاحب شرحي الشرائع والإرشاد المدفون بقرية صديق قرب تبنين وقبره ظاهر إلى اليوم وعليه صخرة كتب عليها اسمه ومدحه وتاريخ وفاته رأيتها وقد صارت مداسا للأقدام في وسط مزرع غمرتها الأتربة وهي تمثل حالة علماء جبل عامل بعد وفاتهم كما كانوا في حياتهم الا ما ندر وهو شيخ صاحب المعالم ويقال إن الشهيد الثاني دعا الله ان يرزقه ولدا ويعلمه السيد علي الصايغ لما رأى من فضله فاستجاب الله دعاءه .. قال ابن العودي في رسالته قرأ عليه أي على الشهيد الثاني وسمع جملة نافعة من العلوم عليه في المعقول والمنقول والأدب وغير ذلك وكان قدس الله لطيفته له به خصوصية تامة اه . ويروي عنه إجازة يوم الخميس آخر جمادي الأولى سنة 958
 
 ( 4 ) الشيخ حسين بن عبد الصمد العاملي الحارثي الهمداني والد الشيخ البهائي وهو أول من قرأ عليه في أول تصديه للتدريس وكان رفيقه إلى مصر في طلب العلوم والى اسلامبول وفارقه إلى العراق وأقام بها مدة ثم ارتحل إلى خراسان واستوطن هناك وأجازه الشهيد الثاني إجازة مطولة تبلغ 15 صفحة بالقطع الكبير تاريخها ليلة الخميس لثلاث ليال مضين من شهر جمادي الآخرة سنة 941 أوردها الشيخ يوسف البحراني في كشكوله ج 1 ص 404 واشتملت على فوائد جمة ومطالب مهمة قال فيها قرأ على هذا الضعيف وسمع كتبا كثيرة في الفقه والأصوليين والمنطق وغيرهما فمما قرأه من كتب أصول الفقه مبادي الوصول وتهذيب الأصول من مصنفات الداعي إلى الله تعالى جمال الدين الحسن بن يوسف بن المطهر قدس سره وشرح جامع البين في مسائل الشرحين للشيخ الامام الأعلم شمس الدين محمد بن مكي عرج الله بروحه إلى دار القرار وجمع بينه وبين أئمته الاطهار ومن كتب المنطق رسائل كثيرة منها الرسالة الشمسية للإمام نجم الدين الكاتبي القزويني وشرحها للإمام العلامة سلطان المحققين والمدققين قطب الدين محمد بن محمد بن أبي جعفر بن بويه الرازي أنار الله برهانه واعلى في الجنان شأنه ومما سمع من كتب الفقه كتاب الشرائع والإرشاد وقرأ جميع كتاب قواعد الاحكام في معرفة الحلال والحرام من مصنفات شيخنا الامام الأعظم أستاذ الكل في الكل جمال الدين أبي منصور الحسن بن الشيخ سديد الدين يوسف بن المطهر شرف الله قدره ورفع في العليين ذكره قراءة مهذبة محققة جمعت بين تهذيب المسائل وتنقيح الدلائل حسبما وسعته الطاقة واقتضاه الحال وقرأ وسمع كتبا أخرى
 
 ( 5 ) الشيخ علي بن زهرة العاملي الجبعي ابن عم الشيخ حسين وكان الشهيد الثاني يعتقد فيه الولاية وكان رفيقه إلى مصر وتوفي بها
 
( 6 ) محمد بن الحسين الملقب بالحر العاملي المشغري جد والد صاحب الوسائل ووالد زوجة الشهيد الثاني المتوفاة في حياته بمشغري وهو أول المذعنين لاجتهاده المخلصين معه وأجازه إجازة عامة وكانت له به خصوصية ومحبة صادقة وعلاقة متصلة بتمام المودة وصدق المحبة
 
( 7 ) الشيخ أبو القاسم نور الدين علي بن عبد الصمد العاملي الشيخ البهائي قرأ على الشهيد الثاني ويروي عنه إجازة
 
( 8 ) السيد نور الدين ابن السيد فخر الدين عبد الحميد الكركي القاطن بدمشق المحروسة وكان من أكابر خاصته وأوائل العاكفين على ملازمته
 
( 9 ) بهاء الملة والدين محمد بن علي بن الحسن العودي الجزيني وهو من خواص تلاميذه ومن جملة من حاز على حظ وافر من خدمته وتشرف بمدة مديدة من ملازمته وكان وروده إلى خدمته كما ذكره نفسه في رسالته المشار إليها سابقا 10 ربيع الأول سنة 945 وانفصاله عنه بالسفر إلى خراسان 10 ذي القعدة سنة 962
 
( 10 ) السيد عطاء الله بن السيد بدر الدين حسن الحسيني الموسوي قرأ عليه جله من الكتب منها ارشاد العلامة ويروي عنه إجازة وكتب له الإجازة على ظهر الإرشاد بتاريخ يوم الأحد 3 جمادي الأولى سنة 950
 
( 11 ) المولى محمد بن محمد بن علي الجيلاني
 
( 12 ) الشيخ محيي الدين بن احمد بن تاج الدين الميسي العاملي
 
( 13 ) الشيخ تاج الدين بن هلال الجزائري ويروي عنه إجازة بتاريخ 964
 
( 14 ) السيد عز الدين حسين بن أبي الحسن العاملي . الراوون عنه إجازة على ما في الذريعة
 
( 1 ) الشيخ ظهير الدين إبراهيم بن الشيخ زين الدين أبي القاسم علي بن الشيخ الصالح التقي تاج الدين عبد العالي الميسي بتاريخ 957 وفي آخرها أشرك معه ولده الشيخ عبد الكريم بن إبراهيم
 
( 2 ) الشيخ محيي الدين احمد أو ابن احمد بن تاج الدين العاملي الميسي
 
( 3 ) الشيخ تاج الدين بن هلال الجزائري كتبها له بمكة المعظمة في 14 ذي الحجة سنه 964
 
( 4 ) الشيخ عز الدين حسين بن زمعة المدني بتاريخ أوائل شوال سنة 948
 
( 5 ) الشيخ سلمان بن محمد بتاريخ 2 ذي القعدة سنة 954
 
 ( 6 ) الشيخ محمود بن محمد بن علي بن حمزة اللاهيجي بتاريخ رجب سنة 953 اه ( 7 ) اخوه الشيخ عبد النبي بن علي بن احمد النباطي في أمل الآمل انه يروي عن أخيه
 
 
 
الفصل الثالث :
 
المقصد الاول : مؤلفاته :
 
مؤلفاته قال ابن العودي في رسالته
 
 
 هو عالم الأوان ومصنفه ومقرط البيان ومشنفه بتؤاليف كأنها الخرائد وتصانيف أبهى من القلائد وضعها في فنون مختلفة وأنواع وأقطعها ما شاء من الإتقان والابداع وسلك فيها مسلك المدققين وهجر طريق المتشدقين اه وأول مؤلفاته الروض وآخرها الروضة وهي هذه ( 1 ) روض الجنان في شرح الإرشاد الأذهان للعلامة الحلي وصل فيه إلى آخر كتاب الصلاة وهو أول ما أفرغه في قالب التصنيف بطريق   الشرح الزجي مطبوع
 
( 2 ) المقاصد العلية في شرح الرسالة الألفية للشهيد الأول وهو شرح مزجي أيضا مطول . وفي الرياض أكثره مأخوذ من شرح المحقق الكركي مطبوع
 
( 3 ) شرح الألفية الشهيدية متوسط بمنزلة الحاشية فرغ منه ضحى يوم الاثنين 27 رجب سنة 929
 
( 4 ) شرح الألفية المذكورة مختصر بمنزلة الحاشية تكتب على الهامش لتقييد الفتوى . واعلم أن بعضهم قال إن له ثلاثة شروح على الألفية مطول ومتوسط ومختصر وبعضهم قال إن له المقاصد العلية شرح الألفية وحاشيتين على الألفية وسطى وصغرى تكتب على الهامش لتقييد الفتوى واستظهرنا أن يكون الشرحان هما الحاشيتان وذلك أن الشهيد لما رأى رواية يستفاد منها ان الصلاة لها ألف واجب صنف رسالة سماها الألفية جمع فيها ألف واجب تصديقا لهذا الحديث فشرحها الشهيد الثاني بهذه الشروح الثلاثة
 
( 5 ) الفوائد الملية في شرح الرسالة النفلية للصلاة للشهيد الأول مزجي مطبوع
 
( 6 ) الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية في الفقه بتمامه وهو آخر ما صنفه وأعطي حظا عظيما في التدريس فكان عليه المعول عمله في ستة أشهر وستة أيام وكان في الغالب يكتب كل يوم كراسا فرغ منه خاتمة ليلة السبت 21 جمادي الأولى سنة 957 وهو شرح مزجي مطبوع عدة مرات
 
( 7 ) مسالك الافهام إلى شرائع الإسلام شرح على شرائع المحقق الحلي فيه تمام الفقه مختصر في العبادات مطول في سواها وصفه المصنف بأنه من اجل مصنفاته في سبع مجلدات كبيرة وعمل ربيبه السيد محمد صاحب المدارك في العبادات تداركا لاختصار المسالك فيها والمسالك عليه معول المؤلفين والمدرسين والمجتهدين مطبوع عدة طبعات في مجلدين كبيرين
 
( 8 ) تعليقات لطيفة على المسالك في مجلدين ذكره في بعض إجازاته
 
( 9 ) تمهيد القواعد الأصولية والعربية لتفريع الأحكام الشرعية وصفه مؤلفه بأنه كتاب واحد في فنه بحمد الله ومنه قال ومن وقف عليه علم حقيقة ذلك وذكر في أوله انه لما رأى كتاب التمهيد في القواعد الأصولية وما يتفرع عليها من الفروع المؤلف سنة 768 والكوكب الدري في القواعد العربية كلاهما للأسنوي الشافعي أراد ان يحذوه ويجمع بين تلك القواعد في كتاب واحد مع إسقاط ما بين الكتابين من الحشو والزوائد فألف تمهيد القواعد هذا ورتبه على قسمين ( أحدهما ) في تحقيق القواعد الأصولية وتفريع ما يلزمها من الأحكام الفرعية ( والثاني ) في تقرير المطالب العربية وترتيب ما يناسبها من الفروع الشرعية واختار من كل قسم منهما مائة قاعدة متفرقة من عدة أبواب مضافا إلى مقدمات وفوائد ومسائل لا نظير لها في رد الفروع إلى أصولها ورتب لها فهرسا مبسوطا لتسهيل التناول للطالب فرغ منه في المحرم سنة 958
 
( 10 ) حاشية الإرشاد للعلامة توجد على هوامش الإرشاد من أوله إلى آخره كما عن خط الفاضل الهندي في ظهر روض الجنان على فرائض الإرشاد والحاشية على قطعة من عقود الإرشاد وقد ذكرت الأخيرة في عداد مؤلفاته مع حاشية الإرشاد لكن الظاهر أنها قطعة منه ( 11 ) حاشية على قواعد العلامة حقق فيها المهم من المباحث ومشى فيها مشي الحاشية المشهورة بالنجارية للشهيد الأول غالب المباحث فيها بينه وبينه برز منه مجلد إلى كتاب التجارة
 
( 12 ) حاشية مختصرة على الشرائع خرج منها قطعة صالحة ولعلها هي التي ذكرها في الرياض وسماها شرحه الصغير على الشرائع وفي المحكي عن إجازته للشيخ تاج الدين بن هلال الجزائري انها في مجلدين وراى صاحب الذريعة نسخة من هذه الحاشية على كتاب الفرائض خاصة من الشرائع
 
( 13 ) حاشية على خلافيات الشرائع أو حاشية على فتوى خلافيات الشرائع كما في أمل الآمل جزء لطيف في خلافيات الشرائع ولعله المسمى في كلام بعض الأفاضل المقاربين لعصره فتاوى الشرائع بمعنى بيان الفتوى في المسائل الخلافية المذكور في الشرائع
 
 ( 14 ) حاشية على المختصر النافع
 
( 15 ) حاشية الخلاصة وهي التي علقها بخطه على خلاصة العلامة في الرجال وينقل عنه الرجاليون بل نقلوها بأجمعها في الرجال
 
( 16 ) فتاوى المختصر النافع مجردة
 
( 17 ) فتاوى الإرشاد
 
( 18 ) فتاوى اللمعة مجردة ولعلها هي المذكورة بعنوان رسالة في فتوى الخلاف من اللمعة
 
( 19 ) رسالة في أسرار الصلاة سماها التنبيهات العلية على وظائف الصلاة القلبية وأسرار الصلاة سماها التنبيهات العلية على وظائف الصلاة القلبية وأسرارها جعلها ثالثة الرسالتين الألفية في واجبات الفرائض اليومية والنفلية في مستحباتها والتنبيهات في أسرارها وبعض المعاصرين جعل التنبيهات والأسرار اثنين وهما واحد مطبوع عدة مرات
 
 ( 20 ) رسالة في احكام نجاسة البئر بالملاقاة وعدمها مطبوعة
 
 ( 21 ) رسالة فيما إذا تيقن الطهارة والحدث وشك في السابق منهما مطبوعة
 
( 22 ) رسالة فيما إذا أحدث في أثناء غسل الجنابة بالحدث الأصغر مطبوعة
 
( 23 ) رسالة في تحريم طلاق الحائض الحائل الحاضر زوجها معها المدخول بها مطبوعة
 
( 24 ) رسالة في طلاق الغائب
 
( 25 ) رسالة في حكم صلاة الجمعة حال الغيبة ولعلها الرسالة المنسوبة إليه في عينية صلاة الجمعة نسبها إليه صاحب المدارك والسيد علي الصايغ تلميذه في شرح الإرشاد وغيرهما وفي الرياض قد يقال إنه لم يثبت انتسابها إليه ولو ثبت فلعلها كانت في أوائل حاله ولم يكن ماهرا في الفقه ولذلك صرح في شرح اللمعة بخلافه ثم قال اما انتسابها إليه فقد اتضح من مطاوي هذه الترجمة ومن تصريح سبطه صاحب المدارك وتصريح غيره بذلك وأما كونها من أوائل تصنيفه فغلط واضح لأن تاريخ تأليفها ربيع الأول سنة 936 قبل شهادته بأربع سنين فهي من أواخر مؤلفاته اه ولكن تصريحه في الروضة التي هي آخر مصنفاته بعدم الوجوب العيني يدل على أنه قد عدل عما في الرسالة مطبوعة
 
( 26 ) رسالة في الحث على صلاة الجمعة وهي غير رسالة عينية الجمعة مطبوعة
 
( 27 ) رسالة في خصائص يوم الجمعة طبعناها في بيروت بعدما قاسينا مشقة شديدة في تصحيحها وكأنها هي المذكورة في الألم بعنوان رسالة في آداب الجمعة وفي الذريعة باسم أعمال الجمعة
 
( 28 ) رسالة في أحكام الحبوة فرغ منها يوم الثلاثاء 25 ) ذي الحجة سنة 956 مرتبة على ستة مطالب دائرة على ست كلمات استفهامية . ما مفهوم الحبوة . كم أعيان الحبوة . هل هي واجبة أو لا من المحبو من الورثة كيف يختص مجانا أم لا لم يحبى هو خاصة مطبوعة
 
( 29 ) رسالة في ميراث الزوجة مطبوعة 
 
 
 
( 30 ) رسالة في جواب ثلاث مسائل لبعض الأفاضل ويحتمل كونه جوابات المسائل الثلاثة الخراسانية الآتية
 
( 31 ) رسالة في عشرة مباحث مشكلة من عشرة علوم صنفها في استنبول خلال 18 يوما
 
( 32 ) رسالة في عدم جواز تقليد الأموات من المجتهدين صنفها برسم الصالح الفاضل السيد حسين ابن أبي الحسن جد صاحب المدارك في 18 صفحة ذكر انه كتبها في جزء يسير من يوم واحد قصير 5 شوال سنة 949
 
 ( 33 ) رسالة سماها الاقتصاد والإرشاد إلى طريق الاجتهاد ولعلها المحكية عن كشف الحجب بعنوان الاجتهادية
 
( 34 ) رسالة في شرح قوله الدنيا من مزرعة الآخرة
 
( 35 ) رسالة في تحقيق النية
 
( 36 ) رسالة في تحقيق الإجماع في حال الغيبة
 
( 38 ) رسالة في شرح البسملة
 
( 39 ) رسالة في تفسير قوله تعالى ( والسابقون الأولون )
 
( 40 )   . رسالة المسائل الاسطنبولية في الواجبات العينية مذكورة في الرياض
 
 ( 42 ) رسالة في الاخبار مشتملة على خمسة فصول في الرياض رأيتها ببلدة ساوة اه ولعلها الكتاب الذي فيه نحو ألف حديث الآتي
 
 43 ) رسالة في دعوى الإجماع في مسائل من الشيخ ومخالفة نفسه
 
 ( 44 ) رسالة في ذكر أحواله وهي التي نقل عنها ابن العودي
 
( 45 ) منية المريد في آداب المفيد والمستفيد مشتمل في آداب وفوائد جليلة وهو نعم المهذب لأخلاق الطلاب لمن عمل به طبع مرتين في الهند وإيران
 
( 46 ) بغية المريد مختصر منه وكأن ابن العودي اخذ اسم كتابه في ترجمة الشهيد منه
 
( 47 ) نتائج الأفكار في حكم المقيمين في الاسفار
 
( 48 ) كفاية المحتاج في مناسك الحاج وهو المناسك الكبير في الحج والعمرة لطيفة
 
( 51 ) مسكن الفوائد عند فقد الأحبة والأولاد لم يسبق إلى مثله وسبب تصنيفه له كثرة ما توفي له من الأولاد بحيث لم يبق منهم أحد الا الشيخ حسن وكان لا يثق بحياته وقد استشهد وهو ابن أربع سنين أو سبع سنين كما مر في ترجمته مطبوع
 
( 52 ) مبرد الأكباد مختصر منه
 
( 53 ) كشف الريبة عن احكام الغيبة لم يسبق إليه مطبوع
 
( 54 ) البداية في علم الدراية
 
( 55 ) شرح البداية مزجي فرغ منه ليلة الثلاثاء 5 ذي الحجة سنة 959 مطبوعان معا
 
( 56 ) البداية في سبيل الهداية وهو غير بداية الدراية المتقدمة فقد ذكرا معا في أمل الآمل ويعطي اسمه أنه في العقائد
 
( 57 ) جواهر الكلمات في صيغ العقود والايقاعات في الرياض هو كتاب حسن رأيت منه نسخة في خزانة الحضرة الرضوية ويحتمل اتحاده مع ما سبق في كلام الشيخ المعاصر بعنوان كتاب العقود بل هو الظاهر لكن الحق عندي كونه من مؤلفات غيره وهو الشيخ حسن بن مفلح الصيمري المشهور اه ورأى صاحب الذريعة نسخة صيغ العقود وليس فيها التسمية بجواهر الكلمات وقد وقع خلل في كلام صاحب الرياض فإن عادته ان يعبر بالشيخ المعاصر عن صاحب أمل الآمل وليس في الأمل ذكر لكتاب العقود وانما ذكره صاحب الرياض نفسه
 
( 58 ) منار لقاصدين في أسرار معالم الدين
 
( 59 ) غنية القاصدين في اصطلاحات المحدثين
 
( 60 ) كتاب الرجال والنسب
 
( 61 ) كتاب تحقيق الإسلام والايمان . وهو كتاب حقايق الايمان الذي رأينا منه نسخة مخطوطة في طهران صرح بذلك صاحب الذريعة
 
( 62 ) كتاب الإجازات قال ولده الشيخ حسن في أواخر إجازته الكبيرة المشهورة ان والدي جمع أكثر إجازات المشايخ في كتاب مفرد ذكره في فهرست كتب خزانته
 
 ( 63 ) منظومة في النحو وشرحها
 
( 64 ) جوابات مسائل الشيخ زين الدين ولا يعرف من هو هذا الشيخ زين الدين ولعله الفقعاني شريكه في الدرس
 
( 65 ) جوابات مسائل الشيخ احمد والظاهر أن المراد به الشيخ أحمد العاملي الشهير بالمازحي فإن له مسائل سأل عنها الشهيد الثاني واجابه عنها في الذريعة أكثرها فقهية تاريخ كتابة النسخة 980
 
( 66 ) جوابات المسائل الثلاث الخراسانية
 
( 67 ) جوابات المباحث النجفية
 
( 68 ) جوابات المسائل الهندية
 
 ( 69 ) جوابات المسائل الشامية ذكرت الأربعة في أمل الآمل
 
 ( 70 ) جوابات ستين مسألة في الذريعة محذوفة السؤال بعنوان مسألة اقتصر فيها على الجواب فقط وفي آخرها : اعلم أن الشيخ زين الدين الشهيد كتب هذه المسائل في جواب سؤالات وجدتها بخطه لكن تركت السؤالات لمعلوميتها وكتبت الأجوبة لاستقلالها والنسخة بخط شرف الدين علي بن جمال الدين المازندراني الذي كان حيا سنة 1070 اه
 
( 71 ) مختصر الخلاصة ومر مختصر مسكن الفؤاد ومختصر المناسك ومختصر منية المريد
 
( 72 ) فؤاد خلاصة العلامة في الرجال ولعله حاشية الخلاصة المتقدم
 
( 73 ) إجازة الشيخ حسين بن عبد الصمد وهي إحدى الإجازات الثلاث المشهورات تاريخها ليلة الخميس 3 جمادي الآخرة سنة 941
 
( 74 ) كتاب فيه نحو ألف حديث انتخبها من كتاب المشيخة للحسن بن محبوب رآه صاحب أمل الآمل بخطه ويحتمل كونه المذكور في الرياض بعنوان رسالة في الاخبار مشتملة على خمسة فصول
 
 ( 75 ) الأربعون حديثا في الفضائل ينقل عنه المولى أحمد الأردبيلي في حديقة الشيعة جملة من اخبار فضائل أمير المؤمنين عليه السلام
 
 ( 76 ) آداب الصلاة وهو غير أسرار الصلاة المتقدم
 
( 77 ) أسرار الزكاة والصوم والحج عن كشف الحجب انه استخرجه من جواهر القرآن للغزالي ويمكن كونه منار القاصدين في أسرار معالم الدين المتقدم
 
( 78 ) أنوار الهدى في مسألة البدا
 
( 79 ) الرسالة الاعتقادية في معرفة الله وما يتبعها من الأصول رآها صاحب الذريعة .
 
 
 
 
 
 
المقصد الثاني : اقوال العلماء فيه :
 
 
ذكر انه حكى له في أول منزل برز إليه الحاج خارج مصر انه اخرج حتى صار في ذلك المنزل ألف دينار من المال . وكان محبا لشيخنا مقبلا عليه متلطفا به ولما رآه أول مرة راكبا في المحارة وكان هو في المحفة سلم عليه وتواضع معه وقال له يا شيخ انا أول حجة حججتها ركبت في موهبة ( وعاء من خوص ) وأنت الحمد لله من أول حجة ركبت في المحارة وكان شيخنا يتحرى ان لا يراه وقت الإحرام فاتفق انه صادفه حال السير فقال له بصوت عال ما أحسن هذا ما أحسن هذا تقبل الله منكم . وكانت له معه محاورات ولطائف في تضاعيف المباحثات سأله يوما في الطريق ما تقولون في أمر هؤلاء العوام والرعاع الذي لا يعرفون شيئا من الدلالات المنجية من المهلكات ما حكمهم عند الله سبحانه وهل يرضى منهم مع هذا التقصير بل ننقل الكلام إلى العلماء الاعلام والفضلاء الكرام الذين جمد كل فريق منهم على مذهب من المذاهب الأربعة ولم يدر ما قيل فيما عدا المذهب الذي اختاره مع قدرته على الاطلاع والفحص وإدراك المطالب وقنع بالتقليد للسلف وجزم بأنهم كفوه مؤنة ذلك ومن المعلوم ان الحق في جهة واحدة فإن قالت إحدى الفرق ان الحق في جانبها اعتمادا على فلان وفلان فكذلك الأخرى تقول اعتمادا على محققيهم وأعيان مشايخهم لأنه ما من فرقة الا ولها فضلاء ترجع إليهم وتعول عليهم فالشافعية مثلا يقولون نحن الإمام الشافعي وفلان وفلان كفونا ذلك وكذلك الحنفية يستندون إلى الإمام أبي حنيفة وغيره من محققي المذهب وكذلك المالكية والحنابلة يستندون إلى فضلائهم ومحققيهم وكذلك الشيعة يقولون نحن السيد المرتضى والشيخ الطوسي والخواجة نصير الدين والشيخ جمال الدين وغيرهم بذلوا الجهد وكفونا مؤنة التفحص ونحن على بصيرة وثقة من أمرنا فكيف يكتفي مثل هؤلاء الفضلاء بالاقتصار على أحد هذه المذاهب ولم يطلع على حقيقة المذاهب الاخر بل ولا وقف على مصنفات أهلها ولا عرف أسماءهم فكون الحق مع الجميع لا يمكن ومع البعض ترجيح من غير مرجح
 
فأجاب الشيخ أبو الحسن : اما ما كان من أمر العوام فنرجو من عفو الله ان لا يؤاخذهم بتقصيرهم واما العلماء فيكفي كون كل منهم محقا في الظاهر قال شيخنا كيف يكفيهم مهما ذكر من تقصيرهم في النظر وتحقيق الحال فقال له يا شيخ جوابك سهل مثال ذلك من ولد مختونا خلقة فإنه يكفيه عن الختان الواجب شرعا فقال له شيخنا هذا المختون خلقة لا يسقط عنه الوجوب حتى يعلم ان هذا هو الختان الشرعي بان يسأل ويتفحص من أهل الخبرة والممارسين لذلك أن هذا القدر الموجود خلقة هل هو كاف في الواجب شرعا أم لا اما انه من نفسه يقتصر على ما وجده فهذا لا يكفيه شرعا في السقوط فقال له يا شيخ ليست هذه أول قارورة كسرت في الإسلام توفي سنة 953 بمصر ودفن بالقرافة وكان يوم موته يوما عظيما بمصر لكثرة الجمع ودفن بجانب قبة الإمام الشافعي وبنوا عليه قبة عظيمة
 
 
 قال روح الله روحه الزكية ( ومنهم ) الشيخ زين الدين الجرمي المالكي قرأت عليه ألفية ابن مالك ( ومنهم ) الشيخ المحقق ناصر الدين اللقاني ( الملقاني ) المالكي محققا لوقت وفاضل تلك البلدة لم أر بالديار المصرية أفضل منه في العلوم العقلية والعربية سمعت عليه البيضاوي في التفسير وغيره من الفنون ( ومنهم ) الشيخ ناصر الدين الطبلاوي الشافعي قرأت عليه القرآن بقراءة أبي عمرو ورسالة في القراءة من تأليفاته ( ومنهم ) الشيخ شمس الدين محمد بن أبي النحاس قرأت عليه الشاطبية في القراءة والقرآن العزيز للأئمة السبعة وشرعت ثانيا اقرا عليه العشرة ولم أكمل الختم بها .
 
 قال ابن العودي كثيرا ما كان ينعت هذا الشيخ بالصلاح وحسن الأخلاق والتواضع وكان فضلاء مصر يترددون إليه للقراءة في فنون القرآن العزيز لبروزه فيها وكان هذا الفن نصب عينيه حتى أن الناس كانوا يقرؤون عليه وهو مشتغل بالصنعة لا يرمي المطرقة من يده الا إذا جاء أحد من الفضلاء الكبار فيفرش له شيئا ويجلس هو على الحصير . قال أعاد الله علينا بركاته ( ومنهم ) الشيخ الفاضل الكامل عبد الحميد السمنهوري قرأت عليه جملة صالحة من الفنون وأجازني إجازة عامة ( قال ابن العودي ) وهذا الشيخ أيضا كان شيخنا قدس سره كثير الثناء عليه بالجمع بين فضيلتي العلم والكرم وانه كان في شهر رمضان لا يدعهم يفطرون الا عنده حتى أنهم غابوا عنه ليلة فلما جاؤوا بعدها تلطف بهم كثيرا وقال كل من في البيت استوحش لكم البارحة حتى لطيفة - اسم بنت صغيرة كانت له - وكان له جارية إذا جاء أحد يطلبهم للضيافة يقول اعلمي سيدك بالخبر ان فلانا يطلب الجماعة ليكونوا عنده الليلة تقول هذا الخبر لا اعلمه به ولا أقول له عن ذلك . قال قدس سره ( ومنهم ) الشيخ شمس الدين محمد بن عبد القادر الفرضي الشافعي قرأت عليه كتبا كثيرة في الحساب الهوائي والمرشدة في حساب الهند الغباري والياسمينية وشرحها في علم الجبر والمقابلة وسمعت عليه شرح الوسيلة وأجازني إجازة عامة وسمعت بالبلد المذكور من جملة متكثرة من المشايخ يطول الخطب بتفصيلهم ( منهم ) الشيخ عميرة والشيخ شهاب الدين بن عبد الحق والشيخ شهاب الدين البلقيني والشيخ شمس الدين الديروطي وغيرهم ( قال ابن العودي ) وكل هؤلاء المشايخ لم يبق منهم أحد وقت انشاء هذا التاريخ فسبحان من بيده ملكوت كل شئ واليه ترجعون .
 
  
المقصد الثالث – سيرته : 

 
يحدّثنا تلميذه ابنالعُودي عن ذلك فيقول : هذا ... مع غاية اجتهاده في التوجه إلى مولاه، وقيامهبأوراد العبادة حتى تَكِلَ قدماه، وهو مع ذلك قائم بالنظر في أحوال معيشته على أحسننظام، وقضاء حوائج المحتاجين بأتم قيام، يَلقى الأضياف بوجهٍ مُسفر عن كرم كانسجامالأمطار، وبشاشةٍ تكشف عن شَممٍ كالنسيم المعطار.
ويستمر ابن العوديفيتحدّث عن تواضع أستاذه مع علو رتبته وسمو منزلته، فيذكر : أنّه إذا اجتمعبالأصحاب عَدَّ نفسَه واحداً منهم، ولم يَمِل إلى تمييز نفسه بشيءعنهم.
وقد شاهده ابن العودي نفسه ينقل الحطب لعياله في الليل على حمار،ويصلّي الصبح في المسجد، ثمّ يشتغل بالتدريس بقيّة نهاره، وأنّه كان يصرف أوقاته فيالطاعات وتهذيب النفس، كما كان يصرفها في المطالعة والبحثوالدرس.
كما استطاع الشهيد الثاني - قدس سره - أن يصلح مجتمعاًغارقاً في الجهل والفساد، فبثَّ فيه الخير والنور والفضيلة، وأحيا فيه معالمَ الدينالتي عَفَت آثارها، مُجدِداً شعائر السُنن الحنيفية، ثمّ كان منه أن عَمّر مساجدالله، وأشاد بنيانها، ورتّب وظائف الطاعات فيها معظِّماً شأنها، آمراً بالمعروف،ناهياً عن المنكر، مرشداً أصحابَ العبادات في مناسكهم وشعائرهم، مخلصاً لله تعالىبأعماله، فتأثَّرت القلوب بأقواله.
وما امتاز به الشهيدالثاني أيضاً هو إخلاصه لعقيدته، وغَيرته على دينه، وجهاده وتفانيه من أجل الحقالإلهي حتّى شرّفه الله تعالى بخاتمة مباركة.


شهادته :
 
 
بالرغم من الروح الإنسانية والأخلاقية التي تحلَّى بها الشهيد الثاني معالمسلمين المخالفين له في الرأي، إلاّ أنَّه لم يسلم من الضغط الشديد، والمراقبةالخانقة، وإحاطة العيون والجواسيس بمنزله، حتى اضطرَّه ذلك إلى ترك مدينة بعلبك سنة 955هـ، والرجوع إلى بلدته جُبَع، ولم يَنتهِ الحقد الدفين في قلوب أعدائه، فاغتالهأحد أزلام ملك الروم بوشايةٍ من قاضي مدينة صَيدا، وذلك في الخامس عشر من شهر رمضان 965هـ.
 
 
 
 
 
 
                                                                              تمت بقلم الشيخ واثق الشمري :
 
 
 
 
 
 
امتیاز دهی
 
 

خانه | بازگشت | حريم خصوصي كاربران |
Guest (PortalGuest)

كنگره بين المللي شهيدين
مجری سایت : شرکت سیگما